إكراهات التقويم التربوي
-تقديم
سبقت الإشارة إلى أنَّ التقويم التربوي يعد من أبرز المحطات والمراحل التي تقطعها العملية التعليمية، ورغم اختلاف التعريفات والتحديدات للتقويم، فإن هذه التعريفات تشترك في كون التقويم هو: قياس مدى وصول المعارف، وتحقق أهداف الموارد المسطرة في بناء ومضمون الدرس المقدم إلى المتعلم.
والتقويم التربوي هو من الآليات والوسائل الكفيلة لضمان نجاح العملية التعليمية من خلال التحقق من مدى تفاعل وانسجام مكونات العملية التعليمية وعناصرها.
والتقويم الجيد والهادف يتطلب استخدام اشكال متنوعة، تلائم الدروس التي تقدم حسب الوحدات والمحطات الدراسية.
وهذا الوصف هو الذي يمنح للتقويم ويجعله من أبرز المراحل التي تقطعها العملية التعليمية التعلمية.
لكن رغم هذه الأهمية التربية والبيداغوجية التي يحتلها التقويم في مسار العملية التعليمية ورغم التطور الذي مس طرق تدريس المواد التعليمة، فإن محطة التقويم تعرف مجموعة من الإكراهات، تعترضها المعوقات والصعوبات، منها ما هو تربوي، ومنه ما هو ديداكتيكي، ترجع هذه الصعوبات بالأساس إلى طريقة ومنهجية التدريس، واختلافها بين المدرسين .
ومن الصعوبات ما يعود إلى المجال البيداغوجي، من حيث اختلاف المتعلمين في طرق تعلمه واكتسابهم للمعرفة.
ومنها ما هو مرتبط بما هو نفسي وسيكلوجي، له صلة بالمجال النفسي وشخصية المتعلم في التنشئة في مرحلة الطفولة، وتأثير التربية الوالدية والوسط العائلي على ذلك المتعلم.
وهناك إكراهات لها وقعها على عملية التقويم، منها عدم الأخذ بالخصوصيات النفسية والاجتماعية والبيئية والقيمية للمتعلم .
1-إكراهات التقويم –الديداكتيكي-
من ابرز إكراهات التقويم:
-1-الإكراه الديالكتيك، ويتحدد في غياب المستلزمات الديالكتيكية التي يتوقف عليها انتاج واعداد المراقبة المستمرة والفروض الكتابية والشفهية في المواد التعليمية المدرسة إضافة إلى عدم استثمار دلائل المراقبة المستمرة وأنشطة التقويم وعدم الاخذ بأطرها المرجعية في انتاج واعداد الوضعيات التقويمية .
ومما يدرج في الإكراه الديالكتيك عدم التدبير الجيد، والإعداد التربوي الهادف لأنشطة التقويم والدعم وكذا طريقة الامتحانات النهائية والإشهادية.
اضافة إلى هذا، فإن البعض يختار المسلك السهل، ويختزل الطريق، فيعمد إلى استنساخ امتحانات فروض سابقة، من مواقع لها اشتغال وعناية بالأنشطة التربوية والتقويمية، دون مراعاة الفوارق بين المتعلمين حسب المكان والوسط الذي يتعلمون فيه.
وهذا الاشكال يجعل الأسئلة التقويمية، من نوع الأسئلة النمطية، التي لا تراعي المستوى المعرفي، ولا المهاري للمتعلم.
-2-الإكراه البيداغوجي-
ينبغي الاشارة أن البيداغوجيا هي كل ما يتصل بالقضايا التربوية وبالمقاربات التي تشكل المرجع والاطار لطرق التدريس وهي في مجملها تهتم بالمعلم والمتعلم وبالعملية التعليمية في مختلف جوانبها.
وقد تطورت العناية بالبيداغوجيا مع التطور الكبير الذي مس وشهدته العلوم الانسانية في الآونة الاخيرة.
ومن الإكراه البيداغوجي عدم تفعيل لبيداغوجيا، أعني عدم مراعاة الفوارق بين المتعلمين واختلاف ايقاعاتهم من حيث تفاعلهم مع الأنشطة التقويمية، فلا بد في محطة التقويم من مراعاة إيقاع التعلم، بين المتعلمين، وهذا معطى ضروري في إعداد الأنشطة التقويمية وحتى أنشطة الدعم .[1]
–3– المستلزمات التربوية في إعداد أنشطة الفروض والمراقبة المستمرة والامتحانات الإشهادية.
-البناء الجيد لأنشطة التقويم، ومراعاة المعايير والأنساق الناظمة لأنشطة التقويم والدعم، وفق المذكرات والنصوص المتعلقة بكيفية الإنجاز والإجراء.
-العمل على استثمار دلائل التقويم، والأطر المرجعية الناظمة للامتحانات الإشهادية.
-جعل الانشطة التقويمية المقدمة للمتعلم، تغطي وتستوعب المجال الوجداني والمعرفي والمهاري، مع الانفتاح على الطرائق البيداغوجية الجديدة في التعلم.
– الاستفادة من بحوث علم النفس التربوي، الذي كشف أن المتعلمين رغم انهم يمتلكون نفس الإحساس ونفس القدرات، لكن يختلفون في الاستعدادات في تحصيل المعرفة، وهو ما يلزم ضرورة مراعاة أثر الفوارق الفردية بين المتعلمين، ومدى تأثير هذه الفوارق على تحصيلهم ومكتسباتهم.
[1]-التربية-البيداغوجيا- الديداكتيك-محاضرة للمفتش محمد ملوك بدار الشباب ابن سينا وجدة 10-10-2019.وهذه المحاضرة موجودة على صيغة:PDF في صفحة الأستاذ محمد ملوك على الفايس بوك.
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.