أطاريح جامعيَّة مغربيَّة حول ابن خلدون

image_pdf

ـ تقديم

يحتلّ ابن خلدون مكانا بارزا، وموقعا متميزا في تراثنا العربي والإسلامي، وحتى في الفكر الغربي الحديث والمعاصر، وينظر إليه على أنه صاحب مشروع، ورؤية حضاريَّة خاصة، ولاسيما ما تعلق بدراسة التاريخ البشري، والمجتمع الإنساني، هادفا من ذلك إلى استخلاص فلسفة للتاريخ من أحداث التاريخ.

وقد أبدع ابن خلدون علما يسمى علم العمران الخلدوني، وجعله البناء والنسق المتحكِّم في حركيَّة التاريخ، وأحداثه ووقائعه التي تقع في المجتمع، وعلم العمران هو العلم المفسر لنسقيَّة المجتمعات في تطورها، وفي انتقالها عبر المراحل التي تقطعها في المجتمع.

ابن خلدون وفلسفة التاريخ  

يعد ابن خلدون ت    808 ه من أبرز الفلاسفة والمفكرين المسلمين اشتغالا على التاريخ، وعلى فلسفة التاريخ عامة. إذ تركت مؤلفاته وآراؤه وأفكاره حضورا خاصا، وموقعا متميزا في تاريخ الفكر الإنساني بصفة عامة، فهو من أبرز من انتقد الرواية التاريخيَّة الشفهيَّة التي سادت بين المؤرخين المتقدمين والإخباريين.

إن أغلب الباحثين يشيرون أن ابن خلدون من  المؤسسين لفلسفة التاريخ، بحيث استفاد من تراث المؤرخين الدين سبقوه مسلمين وغير مسلمين،  إذ  عمل  على تجاوز  و رصد الحوادث، إلى رؤية للتاريخ العام، ما جعله يبدع  في فلسفة للتاريخ الخاص، فهو ينقد آراء المؤرخين السابقين في الاعتماد على الروايات غير الصحيحة ويستبدلها باستقراء وتتبع  حوادث التاريخ من أجل اكتشاف القانون الذي يحكم مسارها وتطورها…[1].

وانطلاقا من علم العمران، اختار ابن خلدون أن يفسر العلوم التي نشأت وتطورت في أحضان التراث العربي الإسلامي، رغم ما تتميز به من التعدد، وما تحظى به من التنوع والاختلاف، فإنها ورغم اختلاف مرجعياتها، فقد نشأت انطلاقا من التعامل والتفاعل المباشر مع الوحي، من حيث هو المدار للمعرفة في الحضارة الإسلاميَّة.

المعرفة في الحضارة الإسلاميَّة خضعت للتطور الكبير والتحول العميق الذي مس العلوم اللغويَّة  والبيانيَّة  والمنطقيَّة في الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة، وهذه  العلوم   اختارت عن قصد  الاشتغال على المعنى و على تلقي  الدلالة من  النص القرآني.

أطاريح جامعيَّة  مغربيَّة  حول ابن خلدون

من أهم الدراسات والأطاريح الجامعيَّة المغربيَّة التي أنجزت وعدت حول ابن خلدون:

  • أطروحة الدكتور محمد عابد الجابري وهي بعنوان” فكر ابن خلدون: العصبيَّة والدولة “، أشرف عليها الدكتور نجيب بلدي ونوقشت بكليَّة الآداب والعلوم الإنسانيَّة الرباط المغرب.  
  • مضمون أطروحة الدكتور محمد عابد الجابري، أن مشروع ابن خلدون، هو مشروع نظري، وواقع حضاري له أسئلته الحضاريَّة العميقة، واشكالياته الفلسفيَّة المفتوحة، فهو نظريَّة في التاريخ العربي، وجزء من هذا التاريخ نفسه.
  •  
  • أطروحة الدكتور علي أومـليل “الخطاب التاريخي، دراسة لمنهجيَّة لابن خلدون، وهي منشورات، كليَّة الآداب والعلوم الإنسانيَّة، الرباط- المغرب، 1984.

. أطروحة الدكتور علي أومـليل قدمت إلى جامعة السربون بفرنسا، أشرف عليها الدكتور محمد أركون كتبت باللغة الفرنسيَّة، وهو الدي قدم لها باللغة الفرنسيَّة والعربيَّة.

مضمون هذه الأطروحة، أن الأنساق الدينيَّة ضروريَّة، ومهمة في فهم واستيعاب خطاب المقدمة لابن خلدون.

-أطروحة:  الدكتور بنسالم حميش وهي بعنوان:

-التفكير في الانتكاسة من خلال ابن خلدون إصدار المركز الثقافي العربي 1978.

أصل هذه الأطروحة أنها دونت وكتبت باللغة الفرنسيَّة ثم ترجمت إلى اللغة العربيَّة.

وبحكم الأهميَّة الأكاديميَّة لهذه الأطاريح، فقد اعتمدهم كثيرا المستشرق الفرنسي جورج لابيكا في دراسته حول مقدمة ابن خلدون في –أطروحته الجامعيَّة التي قدمها إلى جامعة السربون بفرنسا  :1986.

ونظرا للحضور المتميز لابن خلدون في الدرس الأكاديمي للفلسفي المغربي، فقد أصدرت كليَّة الآداب الرباط المغرب عملا في أصله ندوة علميَّة جاءت بعنوان “ابن خلدون في الإنتاج الفلسفي بالمغرب”وكان المنسق لهذا العمل الأكاديمي هو الدكتور إدريس المنصوري، وهذا العمل هو من منشورات كليَّة الآداب الرباط المغرب.


[1] – فلسفة التاريخ عند ابن خلدون للدكتور حسن حنفي مجلة كليَّة الآداب فاس السنة 1980.

وسوم:

اترك رد

جديدنا