اجتماعالتنويريسلايدر

إدوارد سعيد وفكْفكةُ الاستعمار

مقدمة:

قد يرتبك الواحد منّا حين يتوقف نظره هنيهة أمام اسم إدوارد سعيد الذي يندّ عن كل تعريف ويفلت من كلّ تحديد ويشذّ عن ضبط كل القواميس والفهارس التي خطتها يراع البشر. فهو اسم بلا لقب إدوارد اسم أنجليزي يعود إلى اسم أمير بلاد الغال وارث العرش البريطاني وسعيد اسم عربي متجذرا في تربة عربية مهبط الأنبياء والرسل هي فلسطين ولغته أنجليزية وهويته عربية. فهو الغريب في غربته الذي يعيش بين عالمين مختلفين. إدوارد سعيد المفكر الفلسطيني الذي حوّل حياته إلى مقاومة لم تهدأ سورتها إلاّ بموته. فهو يكتب كتابة بالدمّ، يخط بجسده العليل كما نيتشه ما به يكون الإنسان إنسانا بشريا من لحم وعظم ودم. إنسان مفرط في إنسانيته كأقصى ما يكون الإفراط فرطا. هي كتابة أتت على كل شيء وأخذت منه بطرف ولم تترك شيئا في العالم الذي ينخرط فيه سعيد بكلّ جسده الهزيل إلاّ وذهبت به إلى أقصى تخومه ومنصتة لهسيسه ومسترقة السمع داخل شقوقه ومتوقفة عند حوافه بين الفينة والأخرى من أجل إظهاره. وقد بلغت الشأو في ارتقاء سلم معارجه متخذه من السخرية أسلوبا لاذعا لا تترك حجرا على حجر.

كتابة عتيقة مثل خمرة أبي نواس أو مدام عنترة وقت الهجير تحدث في الرأس تدويما وتزعزع تلك البداهات التي وجدت مقامها وسكنى لدى قارئه. كتابة تتأرجح بين “نعم” و”لا“، فكل من يلجها أو يعثر في تلابيبها إلاّ ويصاب بالأفكل كما أصيب ابن رشد حين انتصبت “لا” ابن عربي في حلقه. فلا استغراب في القول أن سعيد اتخذ طريقا عجبا في الكتابة النقدية الساخرة الضديّة من الامبريالية والقوى الارتكاسية الغربية التي أحكمت قبضتها على الشعوب الأخرى التي لم تتحرّر بعد من سلطة الاستعمار الثقافي ومن استبدادية مركزية الأنا الغربية.

ههنا سنتوقف عند كتابة سعيد التي تعد بمثابة الشوكة التي سيغرزها سعيد في سرّة العالم. كتابة تشبه إلى حدّ ما كتابة الوجودي كركغورد (إسم كركغورد يعني المقبرة) جدثية تحفر مقبرة لكل فكر متواطئ. ذلك الفكر الواحدي والجانبي والذي يقرظ أناه ويتشبب بها مستبعدا الآخر الذي لا يشبهه ومستهينا بقدراته ورافضا لأي حوار معه. فالحقيق أن سعيد يغار من نفسه على نفسه، من كونه خارج المكان وهو بقلبه ولحمه ودمه وجينياته فلسطيني إلى حدّ النخّاع ولكنه أيضا متورط إلى حدّ اللعنة في الآخر. فهو ذاك الأجنبي والغريب في غربته كغربة المتنبي وهو القائل “أنا في أمّةٍ تداركها الله / غريبٌ كصالح في ثمود“[1]، أو كغربة التوحيدي في وطنه حين قوله “أغرب الغرباء من صار غريبا في وطنه“[2] وما أشد قسوة غربة الغريب في وطنه على نفسه. ولكن غربة سعيد هي خارج المكان، خارج فلسطين مكان ولادته. خارج ذاكرته الجسدية.

من خارج المكان لا يكتب سعيد بلغة الضاد التي ثكلته منذ كان طر الشاربين حين غادر القدس في 1947 بجواز سفر أمريكي. سعيد مزدوج اللغة هوية عربية ولسان أنجليزي يشبه حال فيلسوف ألبيار جاك دريد الذي ولد في الجزائر وهويته اليهودية ولسانه فرنسي يقترب من سعيد كثيرا. فالأول مزدوج الهوية والثاني مزدوج اللغة. وكلاهما يعيشان خارج المكان. وههنا سيستل سعيد من غمد العبارة أفانينا في القول حول علاقته بالغرب ومقاومته الشرسة لكل أنماط الثقافة الغربية الامبريالية واضعا إسْفينه في كبار المثقفين الغربيين الذين ساهموا في توسيع جغرافيا الاستعمار ملتقطا الإشارة من خطاباتهم الإنشائية السردية التي تدخر في جعبتها كمية ضخمة من كوجيتو الكراهية للآخر ومعريّا عمّا يخفيه أساليبهم من عنصرية وعرقية تنمّ عن تفوق الغرب حضاريا ومعرفيا طارحا تلك العلاقة المريبة بين المعرفة والسلطة في خطاب الامبريالية الغربية.   

1.إدوارد سعيد وتفكيك الاستعمار:  

سنتخذ في بحثنا المشار إليه إدوارد سعيد وفكفكة الاستعمار أو الكولونيالي قبلة لأسئلتنا التي سنطلقها بين الفينة والأخرى مدار الحديث فيها حول ارتباط الاستعمار بالمعرفة والسلطة وتبيان العلاقة المريبة بينهما ومن هذا المنطلق سيكشف إدوارد سعيد من خلال قراءته الطباقية التداخل والتشابك بين المعرفي والسلطوي في علاقة الثقافة بالإمبريالية وفي الاستشراق وخارج المكان.  

لقد ولد سعيد العربي في القدس يوم 1 نوفمبر 1935 من عائلة مسيحية. وقد كان أبوه فلسطيني المنبت وأمريكي الجنسية. أمّا أمه فهي فلسطينية لبنانية مسيحية. قد حملته رياح الجنوب التي تحن إلى الشمال إلى الدراسة في كلية فيكتوريا في الإسكندرية في مصر، ومن ثمّة وجد الطريق نحو الولايات المتحدة ليدرس كطالب، وحصل على البكالوريا من جامعة برنستون عام 1957، ثم الماجستير عام 1960، ومن بعد توجت هذه المرحلة بالحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة هارفارد الأمريكية عام 1964. وعندئذ وضع سعيد رجليه على عتبة الأكاديمية كأستاذ في جامعة كولومبيا في نيويورك، وكأستاذ زائر في جامعات معروفة بإشعاعها المعرفي مثل جامعة يايل وهارفرد وجون هوبكنز.

إن إدوارد سعيد هو ذاك “المفكر الإمبراطوري“[3] في زمن الإمبراطوريات المعاصرة. هو ذاك الكائن المتفرّد الذي أحاط علما بجميع المعارف الإنسانية وخبر المقاومة ككتابة وممارسة ضد الاستعمار وتدرّب على ألسنة مختلفة يلهج بها لسانه مثل لغة الضاد يتكلّم بلسان عربي مبين ويكتب بالإنجليزية كما لو كان شكسبير يكتب وبالفرنسية يمد لسانه، كما أنّه على علم بالإسبانية والألمانية والإيطالية واللاتينية. فسعيد يقاوم من أجل أن يجعل حياته شبيه بأثر فني. فنّ الوجود من فنّ الكتابة وفنّ الكتابة من فنّ المقاومة. فلا كتابة دون وجود ولا وجود دون مقاومة. كوجيتو جديد “اقرأ، تجد” بدل “اقرأ فعل متعد” بارت.

حقيق أنّ إدوارد سعيد “ملأ الدنيا وشغل الناس” بنقده الهكامي للهيمنة الثقافية الغربية وعلاقتها بالسلطة مدافعا بكل ما أوتي من قوة عن القضية الفلسطينية وعن حق الشعب الفلسطيني في العيش الكريم بتعرية التشكيلات الخطابية التي تقف حائلا أمام القضية الفلسطينية وما يروّج إليه الخطاب الصهيوني الذي بات يمثل شرطة على الكلمات وعلى العالم باستخدام بروباغندا تخدم مصالح الدول الامبريالية وتحوّل المنظمات الدولية إلى حوانيت تصادر فيها حقوق البشر وخصوصا الحق الفلسطيني. فالناظر إلى ما يجري مذ أحداث 7 أكتوبر إلى حين الساعة سيقف مشدوها ومنذهلا من الدول الأوروبية التي كانت منذ الأنوار الحداثية تتشدق بالحقوق الإنسانية وترفع رايات الديمقراطية وتدعو إلى السلم الدائمة على ألسنة فلاسفتها وخاصة كنْط أو إلى السلم تحت غطاء وشرعية القانون الدولي وآداب الحوار وعقلنة الوجود الإنساني والتوفيق بين العقل التحرري والعقل الأداتي التقني مزاوجة بين المعرفة والمصلحة وتأسيس نظرية في التواصل أو “الفعل التواصلي“[4] كما خطت يراع هابرماس ذلك بتقريظ الحداثة ومنجزات الأنوار وأنّها ما تزال مشروعا لم ينجز بعد “مشروع غير مكتمل” في خطابه الفلسفي.

ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقول شاعرنا المتنبي. إذ أنّ هابرماس الوريث الشرعي لكنط وللإرث الأنواري الحداثي ينطق عن الهوى في جريدة يومية ألمانية “فرانكفورتر رونتشاو“[5] يشرع فيها للعنف ولقتل الأطفال الأبرياء وسحق الآخر الفلسطيني ويضرب بنظريته التواصلية عرض الحائط. وتلك هي سقطة جعلت نظرية الفعل التواصلي تسقط في أول اختبار لها حين أقصت الآخر الغير أوروبي من ساحتها وأغلقت الباب دونه.

لقد خبر سعيد هؤلاء الفلاسفة البلاطيين الذي لا يعتد بعلمه ولا يؤخذ مأخذ الجدّ، بل مأخذ الهزل البحت وكثير هم مثلما هو الشأن مع ألبير كامو الذي تناول سعيد نصوصه بسلخها عن إهابها حتى تستبين على كمية الكراهية للآخر وكشف إستراتيجية الاستعمار التي تنشرها الكتابات الغربية من أجل تكريس خطاب الهيمنة وتزيد من توسعها الجغرافي في ذهنية الآخر المستعبد والمنبوذ والهامشي والمغضوب عنه. وتلك هي الامبريالية تميّز بين ضربين من الثقافة؛ “ثقافة غارية متقدمة وثقافة مغزوة مختلفة“[6]، في حين تقبض على ثقافة الآخر وتمحوها مستبدلة إيّاها بثقافة توسعية جغرافية تزحزح السكان الأصليين من مكانهم وتقتلعهم من جذورهم وتستأصلهم من تربيتهم مثل الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا أقربها عندهم باتت أبعدها عن أنظارهم وعن هواجسهم وحتى بالكاد لم تعد من أحلامهم.

فقد وقع تهجيرهم ونفيهم وإقصاؤهم ومن ثمّة شطبهم من سجلات الحالات المدنية ومن فهرست الجنس البشري حتى لم يعد لهم سَمِيّا بعد. وكما يجري اليوم في فلسطين مسقط رأس إدوارد سعيد الذي مات وفي نفسه شيء من فلسطين، إذ يسم الكيان الصهيوني الفلسطيني بـ”الحيوان البشري” من أجل أن يشرع إلى قتله كقتل قابيل إلى هابيل، وتهجير الشعب الفلسطيني خاصة شعب غزة، ويمحو كل نفس متشبثة بهويتها، بأرضها التي فركت عينيها على أديمها، وحملت معها أحلامها واقشعر جلدها للفحات شمسها. ولكن الصمت الذي أخرس الألسن القوى الاستعمارية والامبريالية عن قول الحقيقة ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وأصابت آذانهم صمم عن سماع أنين المعذبون في الأرض والجرحى من الأطفال والأمهات اللاتي فقدن فلذات أكبادهن تحت قصف وحشي من فوق السماء ومن تحت الأرض.

فلا سماء تظلهم ولا أرض تفترشهم. فحتى موتاهم لم تحظ بدفن لائق بالبشر ويحفظ ماء الوجه. فهي ملقاة على قارعة الطرقات وفي الشوارع والأزقة تنتهشها القطط والكلاب ويمنع الكيان المحتل الصهيوني من دفنها من أجل سرقتها والتتجيير بأعضاء الموتى. فهذه القيامة الجديدة والأبوكاليبس اللتين تنتصبان في وسط العالم تجري تحت عين الامبريالية الاستعمارية التي تقسم العالم إلى شطرين إثنين لا ثالث لهما: عالم البرجزة أو عالم “الأسياد الكلبيين” بتعبير سلوتردايك وعالم المهمشين الذين قال فيهم فوكو ذات مساء “وضع القانون لكي يحتال به -الأسياد- على الضعفاء“.

كذلك سلخ إدوارد سعيد الإهاب المفتعل الذي تتلفّع به الإمبراطورية لتخفي طابعها العنصري وكيفية طبخ الإنسانية المستعبدة والمنسية كما يكشر سعيد عن أنيابه يوهم أنّه يبتسم مدركا ما يروّج له الغرب من ثقافة الاستعمار والسيطرة على الفضاء الجغرافي للبلدان المستعمرة وما ينطوي عليه خطاب كبار مثقفيهم من عنصرية كما كشفها عند كامو ونشره لثقافة الاستعمار الفرنسي للجزائر وما أبداه من اعتراض عن استقلال الجزائر عن فرنسا وفضح هذه العرقية والتفوقية للغرب واستغلاله لما فوق الأرض وما تحتها من ثروات طبيعية.

وقد ألمع في قراءته النقدية الضديّة “قراءة طباقيّة“[7] تقرأ ما لم يقرأ بعد في السرديات الأدبية كما في كتابات جوزيف كونراد الروائي البولوني الذي كتب عن تجاربه بلغة ليست هي لغته وهي نفس حال سعيد في الكتابة بما هي مقاومة للتصحر المعرفي والتعصب الهووي ولثقافة الإقصاء والتهميش والتقزيم للآخر وتفتيت مصادره الروحية والرمزية كما زعم بنو صهيون التشكيك في هويّة سعيد الفلسطينية وتوجيه إصبع الاتهام إلى كونه لم يولد في القدس ولا يعرف منها غير ما سمعه من هنا وهناك.

وتلك هي خطة حكماء صهيون محو التواريخ التي لا تتماشى مع سياساتهم الامبريالية وتحريف الفهارس وبيبليوغرافيا الجنس البشري خصوصا الفلسطيني خصيمه المبين وعدوهم اللدود التاريخي. ولكن “هو الذي اختار أن يكون له اسم وحيد: العدُوّ“[8] كما يقول الشاعر محمود درويش. وتلك هي سياسيتهم القائمة على المحو والشطب والحذف والتطهير، ولكن سعيد الذي عاد شرقيا حتى لم يعد للشرق شرق والذي غرّب حتى لم يعد للغرب عند مغرب. جسده ومنه قلبه ينبض في فلسطين وفكره ولغته أمريكية، صراع من أجل المكان فلسطين من خارج المكان أمريكا. إدوارد سعيد هو “شخصية مفهومية” بتعبير دلوز، لا يقبل بالرأي الفطير، وتتملكه روح “الرّحل الهائمة” التي هي في هجرة دائمة تمشي على طريق بلا نهاية لتكتب خلودها مثل الآلهة.

ففي مظان كتاب “الثقافة والامبريالية“[9] لإدوارد سعيد تقف على قراءة تأويلية لعلاقة الإمبراطورية بالسلطة وتداخل المعرفة بالسلطة مستعينا بالمنهج الأركيولوجي الحفري لفوكو الذي نبش في المسكوت عنه والذي لا ينقال ضمن حيزات من التاريخ مفككا ابستيمية العصر الفكتوري في إرادة المعرفة وعلاقة السلطة بالجنس وفي القرن التاسع عشر عصر الحداثي مفلقا خطابا فلسفيا غير مسبوق خاصة مع ولادة السجن السيطرة على الأجساد نحو السيطرة على الحياة حيث السلطة تتخذ طريق التخفي والتستر وتعدد الوجوه فتحدث طفرة ونقلة نوعية من مشهدية الموت والعقاب المرئي إلى مشهدية تكون فيها “السلطة- حيوية” “bio-pouvoir” تقوم بتمديد الحياة للفرد وتأجيل معاقبته.

بيد أنّ فوكو الثاني يعود القهقرى إلى تحليل الأفكار العلمية والدينية والفلسفية بحثا مستفيضا في تاريخ السلوكيات المنسية وخاصة تاريخ الجنسانية باعتبارها مفهوما ظهر في القرن التاسع عشر ولكنّه تجربة اثيقية وقع السكوت عنها وهي تجربة تفتح على ميادين من المعارف المتنوعة وتجلت أشكال التذويت التي من خلالها تعرّف الأفراد على أنفسهم وقاموا بتدبير وجودهم ومارسوا من خلالها فنّ إثيقا يومية وجودية رسمت معالم “إثيقا فنّ الوجود“. هذه الجينيالوجيا للإنسان الرغبة والبوحات، بوْحات الشهوة التي تتقاطع مع الأركيولوجيا وتتلفت نحو العصور القديمة القرن الرابع قبل الميلاد ونكتشف حضور المدارس اليونانية القديمة مثل الكلبية مع أنتستانتس وديوجينس والقورينائية مع أرستيب والرواقية والأبيقورية إلى جانب المشائية الأرسطية من أجل تحليل “تقنيات الذات” وعلاقتها بإستطيقا الوجود.

بيد أنّ إدوارد سعيد استلهم من فوكو المنهج الأركيولوجي الحفري خاصة في كتابه “الاستشراق، المعرفة-السلطة-الإنشاء“[10] حيث ينفض إدوارد سعيد الغبار عن المسكوت عنه في ظاهرة الاستشراق ويعري تلك العلاقة المريبة بين المعرفة والسلطة والسيطرة التي تتوارى وتختفي وراء الإنشاء ويكشف عن علاقات القوة التي يمارسها متخذا حيزات من تاريخ المجتمع الغربي. فمدار حديث الكتاب ليس على الشرق وإنّما نقطة ارتكازه الغرب ونظرته للآخر الشرق نظرة استعلائية فوقية استعبادية غايتها استعمارية بُدية استبدادية تجلّت في الإنشاء الذي أنتجه الاستشراق كنظام معرفة حول الشرق كما في كتاب سلفستر دو ساسي “المقتطفات العربية” أو أدوارد لين “مسالك المصريين وعاداتهم” أو في كتابات رينان وغوبينو ذات الطابع العنصري والعرقي كما في رواية “التركي الشبق“[11] من أجل استثماره ماديا وممارسة السلطة ومحاصرته ووضع اليد عليه.           


[1] – المتنبي، الديوان، دار الجيل للنشر والطباعة والتوزيع، 2005، ص.22.

[2] – أبو حيّان التوحيدي، الإشارات الإلهية، تحقيق وتقديم عبد الرحمان بدوي، دار القلم بيروت-لينان، الطبعة الأولى، 1981، ص.115.

[3]-فتحي المسكيني، الهوية خارج المكان، أو النزعة الإنسانية في فكر إدوارد سعيد، عن : المجلة العربية للثقافة، إدوارد سعيد 1935-2003، العدد الخامس والأربعون، مارس (آذار)، 2004، ص.296. را: فتحي المسكيني، الفيلسوف والإمبراطورية، في تنوير الإنسان الأخير، المركز الثقافي العربي، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى، 2005، ص107: “الفصل الرابع: الهوية والإمبراطورية؛ إدوارد سعيد وتأويلية المنفى“.

[4]- يورغن هابرماس، نظرية الفعل التواصلي، المجلد الأوّل؛ عقلانية الفعل والعقلنة الاجتماعية، ترجمة فتحي المسكيني، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، سلسلة ترجمان، بيروت، الطبعة الأولى، 2020. را: – يورغن هابرماس، نظرية الفعل التواصلي، المجلد الثّاني؛ في نقد العقل الوظيفي، ترجمة فتحي المسكيني، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، سلسلة ترجمان، بيروت، الطبعة الأولى، 2020.

[5]-Jürgen Habermas zum Nahost-Konflikt: Israels Reaktion „prinzipiell gerechtfertigt“, in: Frankfurter Rundschau, 15/11/ 2023. https://www.fr.de/kultur/gesellschaft/habermas-israel-krieg-hamas-stellungnahme.

[6] – إدوارد سعيد، التمنّع، التجنّب، التعرّف، تأملات حول البداية، دار بدايات، 2008، ص.20.

[7]-كمال أبو ديب، أن تقرأ فعل متعدّ متحول، احتفاء بالتأويل وبادوارد سعيد، المؤول الأكبر، عن المجلة العربية للثقافة، إدوارد سعيد 1935-2003، العدد الخامس والأربعون، مارس (آذار)، 2004، ص.13 وما بعدها.

[8]-محمود درويش، يوميات، عن مجلة الكرمل، عمان-الأردن، العدد 89/88، صيف وخريف 2005، ص.10.

[9]-  إدوارد سعيد، الثقافة والامبريالية، ترجمة كمال أبو ديب، دار الآداب للنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، الطبعة الثالثة، 2004.

المجلة العربية للثقافة، إدوارد سعيد 1935-2003، العدد الخامس والأربعون، مارس (آذار)، 2004.

[10] – إدوارد سعيد، الاستشراق، المعرفة-السلطة-الإنشاء، نقله إلى العربية كمال أبو ديب، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت-لبنان، الطبعة السابعة، 2005.

[11] – إدوارد سعيد، الاستشراق، المعرفة-السلطة-الإنشاء، مرجع سابق، ص.43.

* الدكتور الصادق عبدلي باحث من تونس متحصل على الدكتوراه في الفلسفة المعاصرة.


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الصادق عبدلي

متحصل على الدكتوراه في الفلسفة المعاصرة من جامعة المنار-تونس يشتغل أستاذًا بالمعاهد الثانوية بتونس برتبة أستاذ أول مميز درجة استثنائية وله عديد من المقالات الفلسفية منها المحكمة في الدوريات الفلسفية ومقالات منشورة في موقع الحوار المتمدن، كما له كتب فلسفية نشر إلكتروني في دار أرام للنشر والتوزيع، وورقي في الدار التونسية للنشر وقرطاج للنشر والتوزيع-تونس، ومدار القول فيها حول الفيلسوف بيتر سلوتردايك ونقده للحضارة الغربية، وهو له ترجمات لنصوص فلسفية للفيلسوف بيتر سلوتردايك.

مقالات ذات صلة