إذا كان من البديهي أنَّ لا تعليم دون تربية ولا تربية دون تعليم، فمن الطبيعي أن تكون طبيعة التربية المحِّدد الرئيسي لنوعيَّة التعليم، سواء كان تعليمًا فعَّالًا أم تعليمًا راكدًا وسيِّئًا. ولما كانت التربية الحسنة تحتاج الى الكثير من المقوّمات، فإنَّ المقوِّم الأول للتربية السليمة هو الحبّ. وقد يكون هذا المفتاح الجبَّار لتربية صحيَّة ولنهوض راق بالتعليم اليوم. ومن المعروف عن الطفل أنَّهُ كتلة من المشاعر والعواطف والانفعالات النفسيَّة التي تقتضي وعي المربي بها وبكيفيَّة التعامل معها، نظرًا لأنَّها لا تفارق الإنسان مطلقًا مهما بلغ في السنّ، ولكونها تتنوَّع من فردٍ الى آخر.
ولكن لمّا كانت مرحلة الطفولة على وجه الخصوص ذات دور وأهميَّة كبرى في نشأة شخصيَّة سويَّة ورسم منهج أو طريق حياتي على المدى البعيد، يتوقَّع أن يكون خاليًا تقريبًا من الشذوذ أو التشوُّه الانفعالي، ومن الانحراف السلوكي الذي انتشر تقريبًا في مجتمعاتنا الحاليَّة، والذي يستوجِّب حلًّا وعلاجًا جذريًّا يقوم على الوعي بأهمِّيَّة الحبّ، أو ما يمكن أن نطلق عليه اسم “عقليَّة الحبّ التربوي”، الدافع لخلق وغرس قيم ومبادئ إيجابيَّة كالاحترام وحبّ الخير للنفس البشريَّة، والقصد من ذلك تحقيق التوازن والتوافق النفسي-جتماعي، والبلورة الاجتماعيَّة السليمة لعلاقة تربويَّة لا عنف فيها، ولا بغض يتخلّلها، وإنَّما هي ترتكز وبشدَّة على العدالة الإنسانيَّة المتبادلة وعلى الثقة الراقية النبيلة التي يمكن أن يبثَّها الحبّ في بيئةٍ ما.
إنَّ الحبّ التربوي معناه كمسمّاه وهو قادر على تجاوز مجرّد العاطفة التلقائيَّة ليصبح منهج تربية قائم على الحبّ، يمكن أن يطالب باتِّباعه كل من بيده مسؤوليَّة تربية الناشئة بل الكبار أيضًا، سواء كان المربي بالمنزل أو بالمدرسة أو غيرهما، وهذا التحويل المنهجي يستوجب تحويل الحبّ من مشاعر إلى سلوك معبِّر وقصدي. وقد يكون ترسيخ هذا السلوك نفسه في سلوكيَّات الناشئة منطلق الإصلاح التربوي التعليمي للعلاقات التربويَّة، إذ إنَّ نجاعة التعليم والمردود الدراسي الممتاز مرتبط أشدّ الارتباط بمدى القدرة على خلق شخصيات سويَّة.
لذلك يمكن الانطلاق من أنَّ الحبّ يمكن أن يؤسِّس لما يجب أن تكون عليه العلاقة التربويَّة، وهذا يحتاج الى وصف للعلاقة التربويَّة الناجحة والأخرى الفاشلة ونتائجهما المعروفة على شخصيَّة التلميذ وفي مستوى تحصيله المعرفي، لنتناول ما يمكن أن تختلج به النفس البشريَّة من عدم سواء، حيث تمَّ تناول أكثر الانفعالات شيوعًا، ومنه نتطلَّع على أهمّيَّة السواء النفسي الإنساني في تسوية السلوك والفكر، والذي يعدُّ الهدف الرئيس لكل تربية حسنة، خاصَّة وأنَّ ظواهر عدم الاتِّزان النفسي تدفع للبحث عن جذور أكثر الانحرافات السلوكيَّة الملموسة والواضحة في المجتمع، مع تحديد الأسباب الممكن أن تكون وراءها والتي ترتبط أشدّ الارتباط بمرحلة الطفولة، وهنا لا بدّ من التأكيد على عدم الاكتفاء بإثارة بعض القضايا وعدم اقتراح حلول، لعلها تساعد على بلورة عدَّة مفاهيم نظريَّة، ومن ثمَّ محاولة تطبيقها على أرض الواقع.
والمتأِّمل في العنوان الذي اخترناه للمقال سيلاحظ ارتباطه نسبيًّا بعالم الانفعالات موضوعًا وبعلم النفس التربوي معرفة في مقامٍ أوَّل غير إنَّه لا ينسينا أهمّيَّة الخطاب الفلسفي في المسألة، نظرًا لأنَّ غاية التفكير في هذا الأمر في نهاية المطاف تتمثَّل في العناية بالصحَّة النفسيَّة للمتعلِّم، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على عمليَّة تعلّمه وعلى راحة نفسيَّة تحصل للمربِّي وتحمي بدورها صحّته النفسيَّة.
ومن هنا تنبع أهمّيَّة التفكير في مسألة الحبّ في التربية التي يمكن التدرّج في تناولها من العام إلى الخاصّ والارتقاء بعقليَّة الحبّ التربوي لتحوز المرتبة الأولى ضمن المناهج التربويَّة الناجحة، التي من شأنها خلق ثورة تغيير وتعديل وإصلاح كامل على مستوى شخصيَّة المربِّي والمتعلّم على حدٍّ سواء، والعلاقة التعلميَّة التعليميَّة عمومًا.
ولعلّ الاعتراف بقيمة الحبّ في التربية سيوضح مقدار العنف النفسي النابع في أصله من عدَّة أنواع من الدوافع، التي تؤثِّر فيما يعيشه الأفراد سابقًا أو حاضرًا في ظلِّ تربية غير سويَّة تعطِّل التوافق النفس – اجتماعي للأفراد في معظم أمور الحياة، حيث إنَّ هذا التوافق يقاس بمدى قدرة الطفل على ولوج وعيش فترة الشباب والمراهقة بأقل وأدنى الأضرار النفسيَّة الانفعاليَّة، وهم الذين يعيشون فترة الاضطرابات النفسيَّة التي يعيشها الأشخاص في سنِّ البلوغ خاصَّة، والتي هي في أصلها نتاج تربية رديئة.
والأسوأ أنَّ تلك النتائج أو الانعكاسات لا تتوقَّف على حدِّ اللاشعور إنَّما تتجاوز ذلك لتظهر في الشعور في شكل سلوكيَّات شاذة وغير سويَّة تعرقل العيش السوي. وللتوضيح نقول إنَّ الحبّ لا ينحصر في دائرة الأحاسيس، وإنَّما هو من مقوّمات الأساليب التربويَّة الناجحة والناجعة، بما يعني أنَّه يتعدَّى الإحساس ليتجسَّد في سلوك معتمد في التربية، ولذلك يمكن أن نطلق عليه مصطلح ” الحبّ السلوكي ”.
وممَّا يجدر ذكره، أنَّ الكثير من الدارسين قد انشغلوا بهذا الأمر من ذلك بحث ينطلق من زاوية نظر دينيَّة لعائشة بن محمد النجار تحت عنوان ”الحبّ في التربية النبويَّة ”. وقد ركَّزت في بحثها المتميّز معظمه بمصادره ومراجعه الدينيَّة على قيمة وأهميَّة الحبّ في جميع أمور حياتنا، وقد تخلَّل أغلب بحثها وصايا دينيَّة، ونصائح وديَّة لكل مربي أو معلم، وذلك اقتداء بالنبي الذي انتهج في تربيته الحبّ السلوكي المتجسِّد في مظاهر مختلفة. وقد ركَّزت عائشة النجار في بحثها على النقاط الإيجابيَّة للحبّ في التربية متغاضية بذلك عن الحديث عن الآثار السلبيَّة على حياة الفرد والمجتمع في ظلِّ غياب الحبّ التربوي، وعن ما يمكن أن يحصل من ظواهر اجتماعيَّة سلبيَّة وسلوكيَّات سيِّئة في ظلِّ غياب الوعي بدور الحبّ في التربية.
ولقد كتبت ميسرة طاهر تحت عنوان التربية بالحبّ عملًا تبيّن فيه مدى حاجة الفرد للإشباع المستمرّ للحب باعتباره حاجة نفسيَّة ملحّة. وإيمانًا منها أنَّ الحبّ عطاء، إذ إنَّه لكي يحصل الفرد على الحبّ يجب أن يمنحه أولا، كان كتابها قد بيَّن أهميَّة الحبّ ودوره في كسب القلوب من خلال عدَّة وسائل تربويَّة ذكرتها وعرَّفتها بأنَّها لغة الحبّ. إلا أنَّ هذه اللغة اقتصرت فقط على ما يمكن أن يعتمده غالبا الوالدين في تربية أبنائهم، ولم تذكر كيف يمكن للمدرِّس التعامل مع التلميذ في الفصل الدراسي أو بالأحرى في إطار عمليَّة تعليميَّة تعلُّميَّة اعتمادًا عل شراكة انفعاليَّة قوامها الحبّ.
لكن ما هو هذا الحبّ الذي تحتاج إليه تربية حسنة؟ وما الذي يميِّزه عن الحبّ بشكل عام؟ وهل هناك حبّ تربوي؟
تعريف الحبّ
الحبّ لغة نقيضُ البغْضِ، والحبّ : الودادُ والـمَحَبَّةُ [1]. إذ إنَّه المیل إلى الشيء واستحسانه والثبات علیه[2]. والحبّ أي الوداد، وهو عند الفلاسفة الميل إلى الأشخاص أو الأشياء العزيزة، أو الجذابة أو النافعة [3].. أمَّا اصطلاحًا، يتّفق العلماء على أنّ المحبّة لا يمكن تعريفها تعريفاً موحَّدًا، ولكن يمكن القول إنَّها الميل إلى الشيء السار[4]، حيث عرَّف الراغب المحبَّة أنَّها الميل إلى الخير[5]، كما عرَّف الحبّ بأنَّه إحساس عاطفي یـأسر المحـبّ ویهذِّب طباعه، وينشئ لديه اجتهادًا لطاعة المحبوب برضا، وللامتناع عن فعل ما لا يرضاه[6]. ومن خلال ما سبق من تعريفات في الحبّ لغة واصطلاحًا، يمكن القول إنَّ الحبّ كصفة وخاصيَّة إنسانيَّة وكمفردة مناقضة لمفردة الكره، هو الانجذاب والميل إلى الأمور المفرحة التي تسرُّ النفس البشريَّة وتجلب لها الخير. كما يعتبر وجدان الحبّ دافعًا عظيمًا لتهذيب وتغيير الطباع والسلوكيَّات، ومن هنا ينبع دوره وتظهر قيمته في التربية.
التربية بالحبّ
- أنواع الحبّ
الحبّ حسب كمبر له سبعة أنواع، والنوع الأوَّل منه هو الحبّ الرومانسي، حيث يمنح كل طرف في هذه العلاقة مكانة وقوَّة كبيرتان للطرف الآخر، ومن المحتمل أن يصبح المحبوب في هذه العلاقة مصدرًا للألم، ممَّا يؤدِّي إلى عدم الاتزان المعرفي. والنوع الثاني هو الحبّ الأخوي، إنَّه حلم البشريَّة الهادف لتنظيم الحياة الاجتماعيَّة على أسس الحبّ الأخوي. أمَّا النوع الثالث فيتمثَّل في الحبّ الفاتن (الكارزماتي) القائم على تبعيَّة وطاعة أحد الطرفين للطرف الآخر من العلاقة، ومن الأشكال النموذجيَّة لهذا الحبّ الذي يتخلَّل علاقة المعلِّم بالتلميذ. وتعدُّ الخيانة النوع الرابع من الحبّ، وهي نوع غير اعتيادي من علاقات الحبّ، إنَّها خرق للثقة الحميمة. أمَّا النوع الخامس فهو الافتتان (من طرف واحد). والنوع السادس في الحبّ هو التملُّق من الاتباع، وفي هذه العلاقة تكون قوَّة أحد الطرفين ومكانته قليلة، فيما تكون مكانة الطرف الآخر لا قوته هي الكبيرة، ومن أمثلتها العلاقة بين الأتباع ومعبوديهم، ورغم الاعتقاد بقدرة المعبود على إثارة مشاعر التبعيَّة لدى أتباعه، إلا أنَّ العلاقة بينهما ضعيفة بالضرورة، لأنَّ الرابطة بينهما غير مباشرة ومحدَّدة بواسطة المكانة الكبيرة لأحد الطرفين. كما إنَّ هذه العلاقة تضعف أكثر بسبب عدم قدرة كلا الطرفين على بذل قوّته نحو الطرف الآخر. أمَّا آخر نوع هو الحبّ بين أحد الوالدين والطفل، حيث يحصل المولود الجديد على مكانة كبيرة، بينما تكون الأم محرومة من هذه المكانة، فالرضيع لا يمنحها أي شيء تريده، وعندما يكبر الطفل، تتغيَّر العلاقة في أغلب الحالات إلى واحدة من الأنواع السابقة المشار إليها (مثلا القائمة على التبعيَّة) وإنَّ النتيجة النهائيَّة المثلى من وجهة نظر طرفي العلاقة قد تكون الحبّ الأخوي، فكل الأنواع الأخرى من الحبّ هي أقل جودة لدى أحد الطرفين أو كليهما بسبب الآثار المؤلمة لاستخدام القوة [7].
أما الحبّ حسب عالم النفس إريك فروم فهو مقسَّم إلى ستَّة أنواع، أوّلها الحبّ الأخوي، وهو الحبّ الأساسي الكامن وراء كل أنواع الحبّ تجاه الآخرين، والمقصود به هو رعاية واحترام مشاعر الآخرين وفهمهم. أمَّا النوع الثاني، فهو الحبّ الأمومي، وهو الحبّ المقدَّس وغير المشروط بين الطفل وأمه، والنوع الثالث، هو الحبّ الجنسي. ويعدُّ حبّ الذات النوع الرابع من الحبّ، وهو حبٌّ مركزي في حياة كل شخص، بعيد كل البعد عن الأنانيَّة والنرجسيَّة، فمن يقدر على محبَّة غيره يقدر على حبّ ذاته. أمَّا النوع السادس من الحبّ فهو حب الله، وهو أعلى درجات الحبّ وهذا الذي نجد أرقى درجاته عند أهل التصوُّف[8].
- تنوُّع المقاربات حول الحبّ
سنتناول في هذا الإطار عدَّة نظريَّات للحب، باعتبار أنَّ الحبّ يختلف في معناه من سجل إلى آخر اختلافًا يذهب من الفلاسفة الى الأدباء فالشعراء ورجال الدين والمتصوّفة وغيرهم، ويمكن في هذا الإطار تناول بعض الأمثلة في رؤيتهم الخاصَّة للحبّ.
إنَّ الحبّ حقيقة لا يمكن إنكارها، ووسيلة نحو الجمال الذي هو غاية الحبّ، والحبّ نوعان إمَّا جسدي أو روحي، وكلاهما في حاجة للجمال لكي ينمو، ويعدّ الحبّ الروحي حسب الفلاسفة من أرقى أنواع الحبّ. إذ كان الحبّ عند اليونانيين في البداية حبًّا متَّصلًا بالجسد، يسمح للإنسان بتخليد وجوده الفاني عن طريق خليفته، ثم يأتي الحبّ الروحي وفيه يعشق المحب ذات المحبوب، وفوق هذا الحبّ بدرجات يأتي الحبّ الأفلاطوني الذي يقوم على الإعجاب بالذكاء أو الفضيلة عوض الانجذاب الجسدي، ويتيح التواصل الروحي والعاطفي ممَّا يتيح ديمومة أكثر في العلاقة، فالحبّ الأفلاطوني هو ارتقاء من الفيزيقا إلى الميتافيزيقا، إنَّه دافع للمعرفة والجمال والخير، وقد يؤدِّي في الأخير إلى الحبّ السماوي.
ولقد كان القدّيس ” أوغسطين ” يعتقد أن كل فعل محبة مآلها حب للإله، فالحبّ الصوفي مثلا، يبحث عن الجمال حيث يكون مخفيًّا وفي كل مكان، ويرتفع بذلك تدريجيًّا إلى أن يصل إلى الجمال الكامل غير القابل للزيادة والنقصان، وهو الجمال المتمثِّل بالله فقط [9]. وبالتالي، يكون الحبّ الأفلاطوني بهذا المعنى بعيد على الحبّ الفاني المحسوس للأجساد والنزوات الشهوانيَّة. بل هو حبٌّ سامي يشمل الجمال والرغبة في الكمال والسعادة وهو إرضاء وتجديد لرغبة متقدة باستمرار[10]. وبذلك يعرَّف الحبّ الأفلاطوني حسب معجم المعاني الجامع، بأنَّه الحبّ العفيف الطاهر الروحي، وهو المعروف عند العرب بالحبّ العذري[11].
أمَّا الحبّ من منظور الغزالي فهو، لا يصحُّ إلا بعد المعرفة والإدراك، إذ لا يحبّ الإنسان إلا ما يعرفه، وما يلائم طبعه ويلذّه ويميل إليه، بما يعني أنَّ الحبّ هو ميل الطبع إلى الشيء الملذ [12]. وفي هذا السياق، قال هرم بن حيان: ” المؤمن إذا عرف ربي عز وجل أحبَّه ” [13]. والحبّ حسب ابن القيم الجوزيَّة، كلمة مأخوذة من الحبّ الذي هو إناء واسع يوضع فيه الشيء فيمتلئ به بحيث لا يسع غيره، وكذلك قلب المحبّ ليس فيه سعة لغير محبوبه، فالحبّ بذلك هو الميل الكامل للمحبوب، وإيثاره على النفس والروح والمال، وموافقته سرًّا وجهرًا، والعلم بتقصير النفس في الحبّ تجاهه، وهو بذل المجهود سعيا لإرضاء الحبّيب[14]. ويعني ذلك أنَّ الإنسان الذي يحبّ بحقيقة سيرى كل العالم في من يحبّ، ويتلذَّذ كل لذَّات الحياة في رؤية حبيبه، ممَّا يبرز شدّة وقوَّة هذه المحبَّة وتركيزها كلها في المحبوب دون أن يبقى من الحبّ لغيره، وكأنَّه يؤكِّد أنَّ القلب إن حمل محبوبين اثنين في الوقت نفسه، فالحبّ حينها كاذب أو ما هو إلا مجرَّد اضطراب، إذ إنَّ القلب يسع محبوبا واحدا لا أكثر، وكأنَّ هذا الأخير سيكون بمثابة متحكم ومهيمن عظيم في المحب، والآمر والناهي له، حيث لا يمكن للمحب أن يخالف مطالبه كما لا أحد يمكن أن يأخذ مكانه، وكأن أقوى قوة على الأرض هي قوة الحبّ لما لها من أثر عظيم في التحكُّم في المحبوب وتوجيهه.
أمَّا رؤية جبران خليل جبران للحبّ، فهي لا تحدَّد بمظهر واحد إنَّما بالنسبة له يشمل الحبّ مظاهر متعدِّدة: حبّ الحياة وکل العالم والوجود، حبّ الإنسانيَّة والناس، حبّ الطبيعة وحياة الفطرة، حبّ الوطن، والحبّ بين المتحابّين، إنَّه أساس كل شيء بالعالم، دونه لا يتحقَّق مفهوم الإنسانيَّة والحياة، إنَّه حبّ أبدي، ونعمة الله على خلقه التي لا يمکن للإنسان أن يعلمها أو يتعلَّمها، لأنَّها ليست أمرًا يتمُّ اكتسابه.
إنَّ الحبّ حسب جبران خليل جبران هو شريعة الحياة، حيث يجعل الفرد يتعرَّف على نفسه ومن ثم التعرُّف على الله، إذ إنَّ ”من عرف نفسه فقد عرف ربه ”، حسب الحديث النبوي. والحبّ أيضًا هو الحياة كلها، حيث يرى جبران إنَّه لا يمكن الفصل بين الحبّ والحياة والجمال، وهو كذلك مظهر من مظاهر الله، ناشئ عن الجمال ومعرفة النفس، ومصدر النور والسعادة والحريَّة[15].
وبالتالي، إنَّ الحبّ بالنسبة لجبران لا ينحصر في أمر معيَّن، إنَّما الحبّ حسبه أبدي ومطلق وشامل لكل شيء، لا يفضل أمرا على آخر ولا ينتبه لشيء ويترك شيئا، إذ يسع كل ما يرى وما لا يرى بالعين المجرَّدة، شاملا لكل ما هو فيزيقي وما هو ميتافيزيقي، وكأنَّه بذلك رسول للمحبَّة والسلام، نافر للكره والحرب، داع للإنسان ليعرفه أنَّ الأساس الذي خلق عليه العالم والذي يتنفَّس ويعيش ويتواصل به هو الحبّ، وحتى وإن انتهى العالم، فالحبّ باق وثابت ثبات الخالق، إنَّه خالد لا يتغيَّر ولا يزول، وهذا الحبّ الدائم هو الله بكل ما يتَّصف من حياة وسلام ورحمة وجبر وقوَّة وغيرهم من الصفات العظيمة.
وأمَّا الحبّ حسب سيغموند فرويد ما هو إلا نوع من المسكنات لاضطرابات غريزيَّة يصعب مراقبتها ومقاومتها، ودور الحياة الحميميَّة هو تهذيبها[16]. بما يعني أنّ الحبّ الفرويدي يعرف كونه الدواء للداء النفسي بما فيه من اضطرابات غريزيَّة، ومن المعلوم أن للإنسان نوعين من الغرائز المحركة للسلوك حسب فرويد: غريزة الحياة الشاملة للحب والدوافع الجنسيَّة، وغريزة الموت المتمثِّلة في الدوافع العدوانيَّة والرغبة في القتل، وهي غرائز إذا اصطدمت بالموانع الاجتماعيَّة، سيلجأ الفرد حينها إلى عدَّة وسائل للتخفيف عن الصراع الداخلي بين الروادع والغرائز، أي يسعى ”الأنا ” للتوفيق والتوازن بين ”الهو ” (رمز الغرائز ) و”الأنا الأعلى ” ( رمز الحدود الاجتماعيَّة )، ومن بين هذه الوسائل أن يلتجئ الإنسان إلى الكبت النفسي للخبرات والنزوات غير المقبولة في اللاوعي وهو الأمر الذي يؤدي للصراعات النفسيَّة المؤثرة في السلوك. وبناء على ذلك، يعتبر فرويد أنَّ الانفعال ما هو إلا استجابة وتعبير عن إشباع لحالات الحرمان القديمة التي عاشها، والحبّ ما هو في حقيقة الأمر إلا مسكِّن للاضطرابات التي تحدَّثنا عنها، حيث يسهم في تهدئتها ومراقبتها والتخفيف منها، الأمر الذي يوضح ويبيِّن مدى أهميَّة الحبّ في العلاج والدفع بالفرد للشفاء النفسي، ومن ثم السواء السلوكي، لأنَّ السلوك ما هو إلا مرآة لمدى السلامة النفسيَّة للإنسان.
- أهميَّة الحبّ في التربية
يعدُّ الحبّ حاجة نفسيَّة ومطلبا أساسيا يحتاج إلى الإشباع باستمرار، لكن عدم إشباعه لا يؤدِّي إلى الموت لأنَّه ليس حاجة عضويَّة كالأكل والنوم، ولكنَّه يترك أثرًا خطيرًا في شخصيَّة وسلوك الفرد ومقدار سعادته وفي تعامله مع غيره[17]. فالنفس تحتاج للمحبَّة كما يحتاج البدن إلى الرياضة كما يقول الطبيب الشهير جالينوس[18]. ومن ميِّزات الحبّ على سبيل الذكر، أنَّه مؤسِّس لولاء الآخر للأنا، فحينما يحبّنا أبناؤنا فـإنَّهم سيحرصون على محاكاتنا وتقليد سلوكياتنا [19]. ولذلك فإن لم يحبّ المتعلّم مربّيه فإنَّه لن يستمع إليه مطلقا إلا تحت الضغط أو الإكراه، وهذه طريقة باتت قديمة ولم يعد هناك لزوم لاستخدامها في التربية والتعليم. وهنا تكمن أهميَّة حبّ المعلِّم لمعلّمه، إذ إنَّ بالحبّ يتمكَّن المدرِّس من أداء رسالته التربويَّة والتعليميَّة تجاه المتعلِّمين على أكمل وجه وبأنجع المناهج وأكثرها نجاحًا وفائدة.
يمكن القول إذن إنَّ الحبّ ضرورة تعليميَّة تربويَّة وحياتيَّة، وتكمن أهمّيَّة دوره في التعليم وفي التحصيل الدراسي والنجاح المدرسي إذ لا تقلّ عن أهمّيته في خلق شخصيَّات ذات سلوكيَّات مستقيمة تمكِّن المتعلِّم من الاندماج الإيجابي والفعّال في المجتمع الخارجي وفي الحياة عمومًا. وهذه هي غاية والتربية ومقصدها راهنًا، إذ لا حاجة لنا بتعلُّم ناجح ومرفق في الآن نفسه بسلوك شاذ أو منحرف، لأنَّ ذلك سينعكس سلبًا على المجتمع في شكل ظواهر غير لائقة وغير مقبولة. فالمدرسة هي مجتمع مصغَّر تربطه علاقة دالة وثابتة مع المجتمع الخارجي، وأي تفاعل في المؤسَّسة التربويَّة سينعكس صداها مباشرة على المؤسَّسة الاجتماعيَّة سواء كان ذلك بالإيجاب أو بالسلب. ولذلك أصبح من الضروري الوعي بأهميَّة تغيير المنهج الدراسي والتربوي من منهج قاس تكون العلاقات التربويَّة فيه سطحيَّة قائمة على التلقين والتلقِّي السلبي إلى منهج ليِّن تكون العلاقات التربويَّة فيه عميقة وراقيَة أساسها التفاعل والتغذية الراجعة.
وعمومًا فإنَّ التربية بالحبّ هي اعتماد المشاعر والأحاسيس أثناء عمليَّة تكوين الفرد ذاتيًّا ومجتمعيًّا، وهي أيضًا اكتساب الخبرة الحياتيَّة بأساليب وديَّة وبمحبَّة بعيدًا عن السموم الجسديَّة والنفسيَّة بجميع أشكالها وممارساتها مثل التنمُّر والعقاب وغايّة خلق إنسان متوازن يتمتُّع بصحَّة نفسيَّة ويدرك حقوقه ويدافع عنها ويقوم بواجباته كمواطن فعَّال في مجتمعه. وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا المنهج التربوي يحثُّ المربّين والأمّهات والآباء على إعادة تأهيل أنفسهم وتدريبها للتخلُّص من السلبيَّات والأخطاء العالقة بشخصياتهم، التي زرعها المجتمع فيهم، والتي آن إصلاحها وفيها نواقص حان الوقت لاستكمالها، بما يعني أنَّ المربي نفسه في حاجة إلى تربية [20].
- الحبّ السلوكي في التربية
يعني الحبّ السلوكي تحويل الحبّ من إحساس إلى سلوك[21] . ويتجلَّى الحبّ السلوكي التربوي في عدَّة أشكال ومهارات تربويَّة على المربِّي التحلِّي فيها في تعامله مع المتعلِّمين نظرًا لمساهمتها في إنشاء علاقات تربويَّة سويَّة وفي تربية أطفال ذوي شخصيات قويَّة وسلوكيات سليمة. ولقد ترجم ميسرة طاهر في كتاب له تحت عنوان ”التربية بالحبّ ”، لغة الحبّ في ثمانيّة وسائل تربويَّة، يمكن للوالدين اعتمادها في تربية أطفالهم ولكسب قلوبهم، إيمانًا منه أنَّ الحبّ هو العطاء، ومن يزرع حبًّا يحصد حبًّا.
إنَّ منح الأبوين الحبّ لأبنائهم سيجعلهم يبادلونهم بالضرورة نفس المشاعر. وهذه الوسائل هي: كلمة الحبّ (أن تقول خيرًا) ونظرة الحبّ ولقمة الحبّ ولمسة الحبّ ودثار الحبّ ( تقبيل الابن وهو في مرحلة اللاوعي أي بين المنام واليقظة) وضمَّة الحبّ وقبلة الحبّ وبسمة الحبّ [22]. وتعدُّ هذه الأخيرة (الابتسامة) من أهمّ الوسائل الناقلة للمشاعر والانطباعات [23] إذ إنَّ كسب القلوب يبدأ بابتسامة تكون مدخلا لإنشاء علاقات تربويَّة واجتماعيَّة طيِّبة، حتَّى أنَّ لأهميّتها اعتبرت من منظور ديني صدقة يؤجر عليها صاحبها. ومن المهارات التربويَّة الأخرى نجد الرفق في التعامل الذي ورد فيه الحديث ” يـا عائشة إنَّ الله يحبّ الرفق في الأمر كله ”[24].
ويعني ذلك الابتعاد عن العنف والغلظة في التعامل واعتماد المرونة والليونة في المقابل كمفتاح للقلوب وهي طرق فعَّالة في التربية الحديثة ومنافية تمامًا لما كان سائدًا في التربية الكلاسيكيَّة من شدَّة وقسوة. أضف الى ذلك أنَّ المربي المتقن في تربيته للناشئة هـو مـن يعرف الفـصل بـين السـلوك وصاحبه ويـتفهَّم الأخطـاء وأسبابها ولا يهوِّلها فيحاول إصلاحها عن طريق تجنُّب التركيز على الخطأ، لأنَّ ذلك يساهم في ترسيخه في ذاته بل يركِّز فقط على الإيجابيَّات التي يمتلكها المخطئ والتي مـن المحتمل أن تردّه عن الخطأ.
ويعدّ هذا الفعل من المربي أسلوبًا تربويًّا فعًالا يركِّز فقط على الهدف ويبعد المخطئ عن استجابات انتقاميَّة قد تكون دافعًا رئيسيًّا للسلوك السلبي [25]. بل هي تمكِّن المربِّي من غرس الثقة والتقدير في نفس المتعلّم يعطي لهذا الأخير صورة إيجابيَّة عن ذاته، ممَّا يتيح له تفجـير كل ما هو كامن فيه من طاقات وتوليد السلوكيات الإيجابيَّة. وتعدُّ الإيحاءات الداخليَّة كالتحفيز والتشجيع تقنية يمكن للمربِّي اعتمادها في بناء الذات الإنسانيَّة، وذلك من خلال تركيزه عـلى الـسلوك الإيجابي لدى المتعلِّم قصد تثبيته في نفسه[26]. وإلى جانب ذلك يكون من الضروري أن يكون الإقناع في شكل حوار مفعم بالعاطفة والود[27].
ومن المهمّ في بعض الأحيان سلوك سبيل المحاكمة العقليَّة على طريقة السؤال والاستجواب والمحادثة والموازنة العقليَّة قصد إصلاح مباشر للسلوك[28]. ومن تقنيات التربية الايجابيَّة الحديثة أيضًا الحلم والتغاضي والتوجيه غير المباشر المحمَّل بالحبّ[29] ، إذ إنَّ المبالغة في وصف الأخطاء أو في اللوم أو في المعاقبة عليها أو الاستهزاء والسّخرية من المخطئ سيؤدِّي حتما إلى إنشاء شخصيَّات مهتزَّة ضعيفة وسلوكيات غير سويَّة تزعج الجميع، بينما يكون إيجاد الأعذار والتغاضي عن الأخطاء من وقت إلى آخر نوع من التفهُّم لصغر سنّ الطفل الذي يفرض عليه ضرورة الوقوع في الخطأ والتعلُّم منه، والتعامل معه برحمة وعطف، سيساهم بطريقة أو بأخرى في تعديل التصرُّفات الخاطئة.
وفي ضوء ما تقدَّم، يمكن التصريح بأن الحبّ أعظـم قـوَّة دافعة وطاقة باعثة وعاطفة محرِّكة وهذا ما يفيده قول أفلاطون إنَّ ” الحبّ عامل خلق وإبـداع، بل هو عامل تربية وتهذيب، والتربية ليست شيًئا آخر غـير الحضور الدائم للحب” [30].
خاتمة:
من المعلوم أنَّ المؤسَّسة المدرسيَّة هي الإطار الاجتماعي الثاني المسؤول عن استقبال وتربية وتعليم الأطفال بعد المؤسّسة الأُسريَّة. وعلى ضوء ما ورد سلفًا، فإنَّ اعتماد الحبّ منهجًا في تربية الناشئة، سواء في المدرسة أو في الأسرة أو غيرهما، يمكن من إنشاء أفراد متزنين عاطفيًّا وفكريًّا/ذهنيًّا وسلوكيًّا. ثم إنَّ اتزان الشخص يمكن تحديده في مثلث متكوّن من ثلاثة أقطاب قطب نفسي/انفعالي حامل لجملة الأحاسيس والمشاعر والانفعالات والعواطف العائدة لجملة من المراجع العلائقيَّة سواء كانت العلاقات الأسريَّة والروحيَّة/الدينيَّة، أو العلاقات الاجتماعيَّة بصفة عامَّة، وقطب فكري/ذهني شامل لمجموعة الاعتقادات والمفاهيم والأفكار والأحكام التي يتميَّز بها الفرد ومدى استجابته للتعلُّم ومدى اكتسابه وتحصيله للمعرفة وكيفيَّة فهمه وتفكيره واستنباطه للحلول والإجابات، وقطب آخر سلوكي/ظاهري/خارجي هو نتاج للقطبين الأولين، ومتعلِّق بمدى اتزانهما وسوائهما، بمعنى أنه من المحتمل أن يتَّخذ منحى سلبيًّا كما يمكن أن يتَّجه لمنحى آخر إيجابي وهو مرتبط بتصرفات الفرد وأفعاله وحركاته واستجاباته وتعاملاته مع نفسه ومع الآخرين ومع المواقف عموما. وهذا الاتزان ككل هو الحد الفاصل بين نجاح الفرد أو فشله في الحياة عموما وفي الحياة الدراسيَّة بشكل خاص، والذي لا يتحقّق إلا ضمن إطار تربوي وتعليمي قائم على الحبّ السلوكي الشامل في طياته لمبادئ وقيم سامية يجب على المربِّي والمتربِّي التحلِّي بها، كالاحترام والصدق والتفهُّم.. وغيرها من الأخلاقيات العليا التي تضمن حق الطرفين في التمتُّع بحقوقهم التعليميَّة التعلميَّة.
والمقصود بهذه الحقوق هو حقّ المعلِّم في أداء رسالته المكلَّف بها ومهمّته المسؤول عنها ضمن إطار تكون العلاقات فيه قائمة على أساس الاحترام والإفادة والاستفادة والنصح وضمن إطار مليء بالفنون الإنصاتيَّة، الإصغائيَّة والتعبيريَّة قصد أن يعمَّ الفهم والتفهُّم والوداد والمحبَّة في العلاقات، ومنه تتمكَّن كل الأطراف من عيش وخوض الحياة التعليميَّة التعلميَّة بشكل راق، يحبّ فيه المتعلِّم معلمه، ويحبّ فيه المعلّم المتعلِّم، ويشتكي فيه التلميذ المشكلات أو المواقف المعيشيَّة التي من الممكن أن تعترضه لمدرسه دونما أي حرج أو تردّد، حتى يعمل هذا الأخير على مساعدته وحلّ مشكلاته سواء معنويًّا من خلال التحدُّث معه أو مع أسرته ونصحه وإرشاده وتوجيهه لطبيب نفسي، إذا ما اقتضى الأمر أو ماديًّا عن طريق مساعدته مساعدة شخصيَّة أو جماعيَّة.
ومن ثمَّة يمكن تأسيس جو مدرسي محبَّب للجميع وحامل لكل الحالات النفسيَّة والاجتماعيَّة دون إقصاء أو التجاهل لبعض المتعلّمين بهدف تنشئة شخصيَّات سويَّة ذات مردود دراسي جيِّد أو ممتاز.
البيبليوغرافيا
المراجع العربيَّة :
- معجم اللغة العربيَّة المعاصرة، https://www. maajim. com/dictionary
- معجم المعاني الجامع، /حب-أفلاطوني/
- https://www. almaany. com/ar/dict/ar-ar ابن منظور، لسان العرب، حب/http://wiki. dorar-aliraq. net/lisan-alarab
- المعجم الوسيط، الرابط : www. almaany. com/appendix. php? // https:
- ابن الخطيب، لسان الدين : روضة التعريف بالحبّ الشريف، تحقيق محمد الكتاني، بيروت، الدار البيضاء، ط1، 1970 م
- الجوزيَّة، ابن القيم : روضة المحبين ونزهة المشتاقين، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، ط1، 1429 هج
- الغزالي، أبوحامد : إحياء علوم الدين، بيروت، دار الفكر، ج 4، 1994
- آيت موحي، محمد : العلاقة التربويَّة وأبعادها، دفاتر التربية والتكوين، العدد 1، أكتوبر 2009
- بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، محمد : معجم مختار الصحاح، بيروت، لبنان، دار الكتب العربي، ط1، 1967
- بن محمد بن المفضل الراغب الأصفهاني أبو القاسم، الحسين : الذريعة إلى مكارم الشريعة، بيروت، لبنان، دار الكتب العلميَّة، ط1، 1920
- بن نفاع الجابري، حسين : معالم العلاقة بين المعلم والمتعلم عند ابن الأزرق الأندلسي ”رحمه الله”، جامعة الأزهر، مجلة كليَّة التربية، العدد 183، الجزء 3، يوليو 2019 م
- بني يونس، محمد محمود : سيكولوجيا الدافعيَّة والانفعالات، الأردن، دار الميسرة، ط1
- أبو سعد، مصطفى : التربية الايجابيَّة من خلال إشباع الحاجات النفسيَّة للطفل – الوالديَّة الإيجابيَّة، سلسلة نحو منهج تربوي إسلامي لرعايَّة الطفل، (2)، مركز الرشد، ط4،– 2004
- بن عبد الله بن حميد، صالح : التوجيه غير المباشر وأثره في التربية وتغيير السلوك، بحوث ودراسات إسلاميَّة للشباب، (3)، الندوة العالميَّة للشباب الإسلامي، ط2، 1415 هج – 1995
- بنت عبد الله الرميح، حصة : الانفعالات العاطفيَّة ودلالتها البلاغيَّة في القرآن الكريم، الجزء 5، العدد 15،2011
- راجح، أحمد عزت : أصول علم النفس، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر بالقاهرة، ط7، 1968
- طاهر، ميسرة : التربية بالحبّ، مكتبة الكتاب العربي، على الرابط https://ia801904. us. archive. org/32/items/203raisingbylove/203raisingbylove. pdf
- عمر، أحمد مختار، بمساعدة فريق عمل : معجم اللغة العربيَّة المعاصرة، القاهرة، عالم الكتب، ط1، 2008
- محمد الخليفي، إبراهيم : في بيتنا مكارم، كيف نتعامل مع حاجات الأبناء، أفكار لوالديَّة سعيدة، الكويت، دار اقرأ للنشر والتوزيع،،2008
- هكردي، صادق فتحي : المحبة والحبّ من المنظور الجبراني، بحوث في اللغة العربيَّة وآدابها، نصف سنويَّة بقسم اللغة العربيَّة وآدابها، العدد 3، جامعة إصفهان، 1431، 1432 هج – 1489 هج، على الرابط : https://rall. ui. ac. ir/article_15819_1ab1cc42edeea5c3c20586b1afbbd6f2. pdf
- شحاتة ربيع، محمد : أصول علم النفس، الأردن، دار الميسرة، ط4، 2017
- عبد التواب، عبد الإلة : التربية الجنسيَّة في التعليم الثانوي بين التنظير والتطبيق، دراسة ميدانيَّة، كليَّة التربية، قسم أصول التربية، جامعة أسيوط، 1988
- عبد العال، حسن ابراهيم : فن التعليم عند بدر الدين بن جماعة، مكتب التربية العربي لدول الخليج، ط1، 1405 هج
- غازي، واثق، العلاقة بين المدرس والطالب : الواقع والطموح، كليَّة العلوم، جامعة البصرة، على الرابط http://www. geologyofmesopotamia. com/library/relationship-between-teachers-and-students. pdf
- لومونييه، ماري، ولانسولان، أود، ترجمة مندور، دينا : الفلاسفة والحبّ، الحبّ من سقراط إلى سيمون دي بيفوار، دار التنوير للطباعة والنشر،، 2015
- محمد حمدان، محمد كمال : الاتزان الانفعالي والقدرة على اتخاذ القرار لدى ضباط الشرطة الفلسطينيَّة، الجامعة الإسلاميَّة، غزة، عمادة الدراسات العليا، كليَّة التربية، قسم علم النفس / إرشاد نفسي،2010
- وليد، عباس، وبن علي، بن سهلة ثاني : نماذج عن جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال في الدول المتقدمة الأوروبيَّة، الأمريكيَّة والآسيويَّة، مجلة الحقوق والعلوم الإنسانيَّة، الجزائر، جامعة تلمسان، المجلد 12، العدد 1، ماي 2019
- بن غربال، سعيدة : الذكاء العاطفي وعلاقته بالتوافق المهني، دراسة ميدانيَّة على عينة من أساتذة جامعة محمد خيضر بسكرة، مذكرة مقدمة لنيل شهادة في العلوم الاجتماعيَّة، جامعة محمد خيضر- بسكرة، كليَّة العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة، قسم: العلوم الاجتماعيَّة، 2014 – 2015
- بن محمد سلمان النجار، عائشة : الحبّ في التربية النبويَّة، بحث ماجستير في التربية الإسلاميَّة، جامعة مكة المكرمة المفتوحة لعام 2012
- حنصالي، مريامة : إدارة الضغوط النفسيَّة وعلاقتها بسمتي الشخصيَّة المناعيَّة – الصلابة النفسيَّة والتوكيديَّة – في ضوء الذكاء الانفعالي، دراسة ميدانيَّة على الأساتذة الجامعيين الممارسين لمهام إداريَّة، مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة الدكتوراه في علم النفس، جامعة محمد خيضر بسكرة، 2013 – 2014
- راتيه، فردوس، قيم الحبّ في روايَّة دموع لا تجف لبيار روفايل على نظريَّة إريك فروم ( دراسة تحليلة محتويَّة )، بحث مقدم لنيل درجة الماجستير، قسم اللغة العربيَّة وآدابها، كليَّة العلوم الإنسانيَّة، جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلاميَّة الحكوميَّة مالانج، 19 مايو 2019
- ياسين الرباعي، سعاد : الشعور بالسعادة وعلاقته بالعوامل الخمسة الكبرى للشخصيَّة لدى عينة من طلبة جامعة دمشق، رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في علم النفس التربوي، جامعة دمشق، كليَّة التربية، قسم علم النفس، 2013-2014
- المراجع الأجنبيَّة :
- Goleman, Emotional intelligence; why it can matter more than IQ, New York, Batnam Books , 1995
- Postic, Marcel, La relation éducative, Paris, 1979
- kemper, theodore D, John Wiley and Sons. A social interaction theory of emotions. New York, 1978
[1]ابن منظور، لسان العرب، على الرابط حبب/
http://wiki.dorar-aliraq.net/lisan-alarab
[2] بن محمد سلمان النجار، عائشة، مرجع سابق، ص16
[3] المعجم الوسيط، على الرابط
https://www.almaany.com/appendix.php?lan-guage=arabic&category=المعجم+الوسيط&lang_name=عربي
[4] المرجع سابق
[5] الراغب الأصفهاني أبو القاسم، الحسين بن محمد بن المفضل, الذريعة إلى مكارم الشريعة، ط1، بيروت، لبنان، دار الكتب العلميَّة 1920، ص256
[6] بن محمد سلمان النجار، عائشة، مرجع سابق, ص18
[7]. Kemper, Theodore.D, John Wiley and Sons. A social interaction theory of emotions, New York, 1978, p 287 et 292
[8] راتيه، فردوس، قيم الحب في روايَّة دموع لا تجف لبيار روفايل على نظريَّة إريك فروم (دراسة تحليلة محتويَّة)، بحث مقدم لنيل درجة الماجستير، قسم اللغة العربيَّة وآدابها، كليَّة العلوم الإنسانيَّة، جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلاميَّة الحكوميَّة مالانج، 19 مايو 2019، من ص20 إلى ص25
[9]. https://www.aljazeera.net/blogs/2017/4/30أفلاطونيَّة-الحب/
[10] لومونييه، ماري، ولانسولان، أود:الفلاسفة والحب، ترجمة: مندور، دينا، ط1، دار التنوير للطباعة والنشر، 2015، ص25
[11] https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/. معجم المعاني الجامع، على الرابط /حب-أفلاطوني
[12] الغزالي،ابوحامد: إحياء علوم الدين، بيروت، دار الفكر، 1994 م، ج 4، ص 313 – 314
[13]. http://www.dar-islam.net/Detail.aspx?ArticleID=1576
[14] الجوزيَّة، ابن القيم: روضة المحبين ونزهة المشتاقين، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، ط1، 1429 هج، ص28 و33
[15] هكردي، صادق فتحي: المحبة والحب من المنظور الجبراني، بحوث في اللغة العربيَّة وآدابها، نصف سنويَّة بقسم اللغة العربيَّة وآدابها بجامعة إصفهان، العدد3، خريف وشتاء 1431 – 1432 ه.ق، 1489 هج، ص على الرابط،99 – 116 https://rall.ui.ac.ir/article_15819_1ab1cc42edeea5c3c20586b1afbbd6f2.pdf
[16]. https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=462618
[17] طاهر، ميسرة: التربية بالحب، مكتبة الكتاب العربي، ص3، على الرابط
[18] ابن الخطيب، لسان الدين: روضة التعريف بالحب الشريف، تحقيق محمد الكتاني، ط1، بيروت، الدار البيضاء، 1970
[19] محمد الخليفي، إبراهيم: في بيتنا مكارم كيف نتعامل مع حاجات الأبناء? أفكار لوالديَّة سعيدة، ط1، دار اقرأ للنشر والتوزيع
1429هج – 2008 م، ص 34 الكويت،
[20] التربية بالحب نمو حقيقي للإنسان
. http://cswdsy.org
. محمد سلمان النجار، عائشة : مرجع سابق، ص31 [21]
. د. طاهر، ميسرة: مرجع سابق، ص 19 [22]
. محمد سلمان النجار، عائشة: مرجع سابق، ص 156 [23]
[25] أبو سعد، مصطفى : التربية الايجابيَّة من خلال إشباع الحاجات النفسيَّة للطفل – الوالديَّة الايجابيَّة, سلسلة نحو منهج تربوي إسلامي لرعايَّة الطفل،(2)، ط 4، مركز الرشد، رمضان 1425 ه – نوفمبر / 2004 م، انظر من ص 129 – 131
محمد سلمان النجار، عائشة : مرجع سابق، ص 124 و126 و127[26]
[27] مرجع سابق , ص 105
[28] أبو غدة، عبد الفتاح، الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم وأساليبه في التعليم، ط 1، بيروت، لبنان، دار البشائر الإسلاميَّة 1996 م، ص 100 للطباعة والنشر والتوزيع، مكتب المطبوعات الإسلاميَّة بحلب، 1417 ه
[29] بن عبد الله بن حميد، صالح : التوجيه غير المباشر وأثره في التربية وتغيير السلوك، بحوث ودراسات إسلاميَّة للشباب، الندوة العالميَّة للشباب الإسلامي، (3)، ط2، 1415 هج، 1995 م، ص 15
[30]محمد سلمان النجار، عائشة:مرجع سابق، ص 36 و38
________
**محمد لسود دكتور مبرّز في الفلسفة جامعة قابس. تونس.