التنويريسلايدرمكتبة التنويري

في 10 مجلدات؛ كتاب غوستاف دالمان عن تاريخ فلسطين وحضارتها ومعالمها وتراثها وفنونها

بعد جهد استمر أكثر من خمس سنوات، يعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عن صدور الترجمة العربية لكتاب المستعرب الألماني وعالم اللاهوت والآثار واللغات القديمة غوستاف دالمان الموسوم بعنوان العمل والعادات والتقاليد في فلسطين (الدوحة/ بيروت، 2023، عشرة مجلدات). ويعد هذا الإصدار حدثًا معرفيًا استثنائيًا؛ فالكتاب وثيقة فريدة تاريخية وأنثروبولوجية، تسجيلية وتحليلية، يتناول فلسطين بحضارتها وتاريخها وتراثها ومعالمها وأرضها وشعبها، ويدرس مدينة القدس ومحيطها الطبيعي والبشري بمنهجية علمية رفيعة. وهذا الكتاب هو في الأساس ثمانية أجزاء في تسعة مجلدات، وقد ارتأى المركز العربي للأبحاث أن يرفدها بمجلدٍ عاشر كتبه دالمان عن القدس، فأصبح مجموع المجلدات عشرة.

استغرق تأليف هذا الكتاب نحو أربع عشرة سنة، فيما صرف المؤلف غوستاف دالمان نحو عشرين سنة في جمع المعلومات وتدوينها ومطابقتها على الواقع الجغرافي حتى تمكّن من تأليف كتابه القدس ومحيطها الطبيعي. وكان المجلد الأول من هذا الكتاب قد صدر في سنة 1928، ثم صدر الجزء الثامن الأخير في سنة 1942، أي بعد وفاة دالمان بسنة واحدة. وتكمن أهمية هذا العمل في أن المؤلف الذي عاش في فلسطين بين عامي 1899 و1917 لم يكن على غرار المستشرقين والرحالة واللاهوتيين والمستكشفين الآثاريين الذي كانوا يترددون على فلسطين لفترات محدودة، ثم يعودون إلى بلادهم لإلقاء محاضرات أو لكتابة مقالات وصفية عن رحلاتهم، أو لتقديم تقارير إلى المؤسسات العسكرية أو الاستخبارية. فدالمان شُغف، أيما شغف، بالقرى الفلسطينية وحياة البدو وطرائق العيش التي أتقنها الفلسطينيون في مدائنهم وقراهم وبواديهم، فكان يجول في الأمكنة، وينام في بيوت الفلاحين وخيام البدو. وتمكن من جمع معلومات ثرية جدًا عن الحياة في فلسطين، واستطاع أن يعقد صلة متينة بين الماضي والحاضر، وبين الجغرافيا والآثار والإثنولوجيا والحياة اليومية للسكان. ويتضمن الكتاب كل ما تلحظه عين الباحث المراقب في فلسطين في تلك الفترة، بدءًا من فصول السنة وما يرافق ذلك من رياح وأمطار وحرث وغرس وزراعة وحصاد، علاوة على التقاويم والمواسم والأعياد والاحتفالات والترفيه والأغاني والموسيقى وطقوس العبادة والموت والأعراس. وتزدحم في هذا السفر بمجلداته العشرة مئات الصور التي تُعد اليوم وثائق بصرية تكاد تنطق بأحوال الزمان الماضي القريب. وقد تنكب مهمة هذه الترجمة مجموعة من المترجمين الذين أتقنوا الألمانية واعتنوا بمراجعتها وتدقيقها، وهم: محمد أبو زيد (المترجم الرئيس) وعمر الغول وفيوليت الراهب ومتري الراهب وجوزف حرب. وتولى عملية التحرير وضبط المصطلحات وتدقيق أسماء الأماكن والمواقع واللهجات المحلية صقر أبو فخر، فيما أنجز قسم التحرير في المركز العربي للأبحاث الفهارس العامة (الأماكن والأعلام والجماعات)، فضلًا عن التوثيق.

غوستاف دالمان: لاهوتي لوثري ألماني وعالم آثار ومستعرب وخبير باللغات القديمة كالعربية والآرامية والعبرية واليونانية. ولد في سنة 1855، وجاء إلى القدس، أول مرة، في سنة 1899، ثم تسلم إدارة المعهد الإنجيلي الألماني للآثار القديمة في الأراضي المقدسة في سنة 1902. واستطاع خلال وجوده في القدس الذي امتد من 1899 إلى 1917، أن يجمع نحو خمسة آلاف كتاب عن فلسطين وسوريا، علاوة على خرائط كثيرة، ونحو خمسة عشر ألف صورة تاريخية عن فلسطين. ومع عودته إلى ألمانيا، تولى إدارة معهد أبحاث فلسطين في جامعة غرايفسفالد. نشر دالمان عددًا من الكتب المرجعية عن فلسطين منها الديوان الفلسطيني (1901) ومئة صورة جوية ألمانية من فلسطين (1925) وكتاب العمل والعادات والتقاليد في فلسطين (عشرة مجلدات)، فضلًا عن كتب أخرى عن الآرامية وعن اللهجات العربية في فلسطين، وتوفي في سنة 1941.

ترجمة المجلدات من 1 إلى 7: محمد أبو زيدولد في مدينة طولكرم الفلسطينية في سنة 1955. درس الطب في جامعة برلين الحرة وتخرج فيها طبيبًا. حاز دبلومًا عاليًا في اللغة الألمانية، واهتم بالأدب الألماني وتاريخ ألمانيا. عمل طبيبًا في مراكز الهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية إنعاش الأسرة في الضفة الغربية، ودرّس الألمانية في معهد غوته وفي مدرسة الرجاء اللوثرية في رام الله، وهو يقيم في مدينة رام الله.

ترجمة كتاب القدس والمجلد 8 ترجمة كتاب القدس ومحيطها الطبيعي: عمر الغول: ولد في حي سلوان في القدس في عام 1959. درس في ألمانيا وتخصص باللغات القديمة، وحاز الماجستير ثم الدكتوراه في لغات الشرق القديم من جامعة توبنغن في سنة 1991. أستاذ اللغات القديمة في كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك في الأردن، ومدير مكتبة الحسين بن طلال في الجامعة نفسها.

ترجمة المجلد الثامن:
فيوليت الراهب: وُلدت في بيت لحم في عام 1969، ودرست علم اللاهوت والتربية في جامعة هايدلبيرغ في ألمانيا. عملت في حقل التدريس في المدارس اللوثرية في فلسطين والأردن، وحازت الدكتوراه من جامعة فيينا بأطروحة عن”التنوع الاجتماعي والديني في مناهج التعليم في سورية”. تقيم وتعمل في فيينا، وهي أستاذة علم اللاهوت المقارن في جامعة فيينا. من مؤلفاتها: مولودة في بيت لحم – مذكرات تحت الحصار؛ بيت لحم في العام المقبل – مذكرات من المهجر؛ أميركيون لاتينيون جذورهم فلسطينية (بالإنكليزية)؛ وقت التين: المطبخ من بيت لحم إلى الشام بالاشتراك مع زوجها الموسيقي مروان عبادو.متري الراهب: ولد في بيت لحم في عام 1962، باحث في قضايا اللاهوت. أسس وترأس كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم في عام 2006. حائز الدكتوراه في اللاهوت من جامعة ماربورغ في سنة 1988، وأكمل دراسات ما بعد الدكتوراه في إحدى الجامعات الأميركية في عام 1995. راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية من 1988 حتى 2017. عضو في المجلس الوطني الفلسطيني وفي المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. يتكلم الإنكليزية والألمانية بطلاقة، ويجيد العبرية واللاتينية واليونانية والآرامية والقبطية. من مؤلفاته: الربيع العربي ومسيحيو الشرق الأوسط (2012)؛ المسيحيون العرب وقضايا الأمة (2013)؛ الإيمان في مواجهة بطش الاحتلال (2014)؛ الكتاب المقدس بعيون فلسطينية (2014)؛ تفكيك الاستعمار في فلسطين (2023).

_____
*المصدر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة