اجتماعالتنويريسلايدر

استكتاب التنويري حول القضيَّة الفلسطينيَّة


“وهكذا يُصبِحُ لزامًا على الوعي النقدي أن يغزو -وحتى أن يُزعِجَ- المجالات الأيديولوجيَّة للمعرفة، مستعملًا أسلحة النقد والتاريخ والذاكرة المضادَّة؛ فقط بطرق يمكن للقراءة، أن تُوضَعَ قيد الاستعمال لمصلحة التاريخ والصراع والالتزام السياسي. ولأنَّ علوم السياسات الأيديولوجيَّة ليست مجرَّد مجالات أكاديميَّة: فهي تُقرِّر المصالح بفعاليَّة، وتنتِجُ سياسة لجميع مناطق التجربة الإنسانيَّة.”/ إدوارد سعيد.


أثبتَ التفاعل والاشتباك غير المسبوقين مع عمليَّة “طوفان الأقصى” وتداعياتها، وخصوصًا من قبل الأجيال الجديدة، محوريَّة القضيَّة الفلسطينيَّة في الصيرورة السياسية للمنطقة، جيلًا بعد جيل، وأنّ تقادم الأحداث لم يُنقِص من شرعيَّة عدالتها بل زادها زمن التواصل العالمي زخمًا وعُمقًا.


سننظر في هذا الاستكتاب الخاصّ من مجلَّة ” التنويري” في الجوانب الفلسفيَّة والتاريخيَّة والدينيَّة والسياسيَّة والفلسفية والإعلاميَّة والأدبيَّة للقضيَّة الفلسطينيَّة، متسائلين عن مآلات الزخم العربي والاسلامي والعالمي الذي انبعث دعمًا لفلسطين والفلسطينيِّين في ضوء المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزَّة، وكيفيَّة التأصيل المعرفي لمشروعيَّة القضيَّة الفلسطينيَّة وعدالتها، وكيف يمكن لكل ذلك أن يدعم التحوُّل المنشود في منطقتنا الذي يضمن العدالة والسلام الحقيقيين والمستدامين؟


(تاريخيًّا ودينيًّا)
كيف يمكن تفسير وفهم أبعاد القضيَّة الفلسطينيَّة من منظورٍ ديني؟ كيف نقرأ الروح الدينيَّة وتجلِّياتها المجتمعية على ضفتي المتوسِّط في سياق الصراع على القدس بين أصحاب الأرض والمشروع الصهيوني؟ ما هو دور الذاكرة في صناعة وعي الأجيال العربيَّة الجديدة بالقضيَّة الفلسطينيَّة؟


(سياسيًّا واقتصاديًّا)
 ما هو مصير التطبيع في المنطقة؟ وهل ستصمد معاهدات السّلام العربيَّة الإسرائيليَّة في ظلِّ الغضب المتزايد لدى شعوب المنطقة، الذي أجَّجته المشاهد المروّعة للمجازر في غزَّة، ناهيك عن غطرسة ودمويَّة حكومة اليمين المتطرِّف في تل أبيب؟ كيف يمكن فهم التأثيرات الإقليميَّة والمصالح العالميَّة والجيوسياسيَّة المتضاربة أو المتداخلة مع هذه الحرب؛ صفقة القرن، قناة السويس، طريق بايدن، طريق الحرير، حرب أوكرانيا، تراجع نفوذ فرنسا في إفريقيا وعلاقة كل ذلك بالاستقطاب الدولي لدعم حكومة الاحتلال في تل أبيب؟


(فلسفيًّا)
كيف يمكن قراءة القضيَّة الفلسطينيَّة فلسفيًّا؟ كيف قرأ الفلاسفة المشروع الصهيوني في فلسطين؟ مثلا تشخيصات ومراجعات حنة آرنت التي تجسدَّت في كتابها (أيخمان في القدس/تقرير حول تفاهة الشرّ)؟ هل استندت القضيَّة الفلسطينيَّة على أفكار فلسفيَّة أو مفاهيم فكريَّة لتكريس عدالتها ومشروعيّتها، وكيف يمكن ذلك؟


(تربويًّا وتعليميًّا)
أين هي القضيَّة الفلسطينيَّة من التربية والتعليم في العالم العربي؟ وما هو تأثير تهميشها تربويًّا وتعليميًّا على روح النهضة، تذويب الفعل السياسي العامّ في قضايا جزئيَّة، وتغييب الفاعليَّة الإنسانيَّة المتجدِّدة-المجدِّدة في المنطقة العربيَّة؟


(إعلاميًّا)
هل تمَّ تمييع القضيَّة الفلسطينيَّة في الإعلام العربي؟ وكيف يمكن إزالة الخلط الحاصل بين مفهومي الإرهاب والكفاح المشروع عربيًّا وعالميًّا؟ هل لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا في زيادة الوعي بالقضيَّة الفلسطينيَّة، لاسيما الوضع الإنساني في غزَّة والضفّة الغربيَّة نتيجة سلوك وسياسات حكومات الاحتلال؟ هل مازال استثمار الحركة الصهيونيَّة لمسألة المحرقة (الهولوكوست) لاستدرار التعاطف العالمي وغضّ النظر-أو حتى شرعنة- المذابح التي تقترفها بحقِّ المدنيّين الفلسطينيّين مجدياً بعد العدوان الجديد على غزة؟


(ثقافيًّا وفنيًّا وأدبيًّا)
أين هي القضيَّة الفلسطينيَّة في السينما والدراما العربيَّة؟  كيف يمكن فهم موقف الكاتب المغربي الطاهر بن جلون تجاه عمليَّة “طوفان الأقصى” انطلاقًا من قراءة مجمل أعماله وفي سياق المشهد الأدبي العربي الحالي؟ كيف يمكن قراءة حادثة إلغاء معرض فرانكفورت الدولي للكِتاب حفل تكريم الروائيَّة الفلسطينيَّة عدنية شبلي بمناسبة نيلها “جائزة الأدب” التي تُنظِّمها الجمعيَّة الأدبيَّة الألمانيَّة “ليت بروم” عن روايتها “تفصيل ثانوي”، وتخصيصه في المقابل، العديد من الفعاليَّات الإسرائيليَّة دعماً للكيان الصهيوني، في سياق التمايز بين المواقف الرسمية والمواقف الشعبية في اوروبا؟

يسرُّ هيئة تحرير التنويري دعوتكم للمشاركة في إغناء هذا الملف بمساهماتكم القيِّمة، وذلك من خلال إرسال مشاركاتكم الى البريد الإلكتروني [email protected]

* علماً أن التنويري منصَّة غير ربحيَّة، والمساهمة فيها تطوعيَّة، ولا يوجد أي عائد مالي مقابلها.


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة