التنويريسلايدرمكتبة التنويري

الأسلوب العلمي المُوَجِّه.. أو في الحاجة لتعريف الحداثة عربيًّا

ينشأ النقاش والجدل في الواقع من خلال الدفع بالسؤال نحو الواجهة، لكن في بعض الحالات يكون الجدل أوسع من غيره، كما هو شأن “الحداثة” مثلا، حيث يجري التوافق على جدوى طرح سؤال التعريف وإعادة موضعة الأسس والمنطلقات والأنوية من خلال تجريب إعادة طرح سؤال “ما الحداثة؟” لكن كثرة هذا الطرح في الواقع لا تلغي الحاجة إلى إعادة النظر صوبه دوما وأبدا على الأقل ضمن شروط القول العربي، حيث طغيان غياب الوضوح وبقاء الضبابية والغموض على هذه المقولات رغم مركزيتها هو السمة الغالبة، لدرجة يسري الإشارة لنتائج الحداثة باعتبارها أسس، ويجري الحديث عن ما بعد الحداثة وكأنه تم الحسم مع ما قبلها يقينا، وتتوالى التأويلات وعمليات التشويش والخلط على عناصر الفهم والإدراك المتعلقة بمفهوم مركزي لكن بأفق يحتاج قطعا إلى حالة من الهدوء والصفاء، وهي وحدها الإجابة المناسبة للرد على القائلين باستهلاك القول في الحداثة وعنها.

وهكذا تكون “الحداثة هي الأسلوب العلمي الموجه لكل قطاعات الحياة” و “العلم والحداثة وجهان لعملة واحدة” و “الكوبرنيكية هي جواز عبور أساسي للحظة انبثاق الحداثة” و “الفلك مدخلا أساسيا للقول بكونية الحداثة” و “محورية درس تكريس المحايث على حساب المفارق”، هي جميعها أطروحات يستحق كل جزء منها أن يكون لوحده مدخلا لخلخلة البنية النظرية العربية في تعاطيها مع سؤال “الحداثة”، والجميل في الأمر هذه المرة  أنها إلتأمت جميعها ضمن أطروحة لامة وجامعة على هيئة “نظرية” في فهم الحداثة ضمن كتاب الدكتور محسن المحمدي ” الحداثة ومركزية الرؤية العلمية: تكريس المحايث وتهميش المفارق”، والصادر عن دار “أدب للنشر والتوزيع”.

وللأمانة فالكتاب هو مساهمة جادة وفعلية في إعادة تدوير الأسئلة الحقيقية التي من شأنها النبش بعلمية في موضوع “الحداثة” من زاوية نظر عربية تستوعب عمق هذه المقولة. فكيف يمكن النظر إلى الحداثة من جذورها وأسسها وأنويتها المُشكلة في سياق إعادة ترتيب تموضعات ثنائيات “المحايث/ المفارق” ، “الهامش/المركز”، “المبادئ/النتائج”، “الذات الفاعلة/الذات المُنفعلة”، “الطبيعي/الصناعي”؟ وما جدوى إعادة طرح هذه التموضعات ضمن مشروع التفاعل مع “الحداثة” عربيا باعتبارها “الأسلوب العلمي الموجه لكل قطاعات الحياة”؟ وأي مكاسب معرفية ناشئة عن إعادة طرح سؤال تعريف أسس الحداثة وأنويتها للقول بأن أزمتنا هي بالتعريف “أزمة نظرية”؟.

أولا: الحداثة أو الأسلوب العلمي الموجِّه.

تتجه محاولة الكتاب في ظاهرها إلى تعريف الحداثة باعتبارها “الأسلوب العِلمي موجَّها إلى كل قطاعات الحياة”[1] أو بلغة أخرى “الموجِّه للكل”، مع اعتبار “العالم وهو يشتغل في مختبره” بمثابة النموذج المعبر عن هذا المرء الموسوم بكونه حداثيا، لامتلاكه صفات الشك الدائم وموضوعية قائمة على مبدأ فصل الذوات عن الموضوعات، والمقاربة التكميمية المبتعدة عن النظرة الغائية وغيرها من الصفات والمعايير، الضامنة لشرط العزل المنهجي[2]، لكنها لا تتسلح فقط بهذه الرغبة في إعادة تعريف الحداثة، بل إن رهانها الأساسي يكمن في التوجه صوب لملمة الحداثة باعتبارها صورة براديغم ينبغي النظر إليه في أسسه الصلبة وأنويته المؤسسة، إنه يُعرف الحداثة لا من باب سد ثغرة القيل والقال حولها، وإنما في سبيل الاحتكام إلى جوهرها الذي نرد إليه أصل ومنبع  أزمتنا العربية باعتبارها في الأساس “أزمة نظرية”[3]، حتى يكون تعاطينا معها واضحا لا يصيب قشورها وما بعدياتها ونتائجها، وإنما يتوجه نحو ذلك العنصر الثابت والمحرك محددا في “العلم” لكن بدلالاته النظرية الواسعة والدقيقة في الآن ذاته[4].

ثم إن القصد من أطروحة الكتاب هو تزكية هذا التوجيه النظري لكل قطاعات الحياة، باعتباره تأكيدا على قدرية هذا النسق منظورا إليه كأفق كوني يستطيع وحده أن يكون مقياسا شاملا وعاما، يعبر الأوطان ويوحد الاختلافات ويثبت نقاط التشارك والتوافق، ما دام مؤسسا على منظورات علمية عابرة لكل الحدود الضيقة، ولتنبيه هذا التعريف أيضا بوعورة الوقوع في مزالق الذات “المنفعلة” المبنية على الرؤى “المفارقة” من أجل تكريس محورية الذات “الفاعلة” المؤسسة على المنطق “المحايث”، باعتبارها مدخلا لا بد منه لكل راغب في فهم روح الحداثة في أفقها الإنساني والكوني لا من زاوية ما ينبغي أن يكونه بل من ناحية أنه مشروع كائن بالضرورة والفرض والإجبار المنهجي والنظري.

ووفقا لهذا الاعتبار تصير العقلانية والذاتية وإفقاد سحر العالمم والتقدم “مجرد نتائج وثمار وليست مبادئا وأسسا”[5]، وما على طالبي فهم عمق هذا التشكل الحداثي إلا العودة لتلك اللحظات الفارقة والمؤسسة بحق، بداية من ذاك الزلزال الكوبرنيكي الذي سيغير رؤية الإنسان الأوروبي في تلك الحقبة[6]، قبل أن يليها ما هو أشد ممثلا في تعميم هذه النظرة التدريجية وبسواعد رجال العلم أمثال كبلر، برونو، جاليلي، ديكارت وغيرهم، مشكلين صورة العالم اللامتناهي بشقه الموضوعي المفروغ من كل حساسياته الميتافيزيقية وآفاقه التراتبية، ومعلنين في ذات الآن انطلاق شرارة الحداثة في عمقها النظري العميق الدال على ما يجري تسميته ضمن الكتاب بمقولة “انبثاق الذات”، والذي على أساسه تكون الحداثة هي أيضا “إعلان عن أن قيمة الإنسان  وعلياءه، وكرامته وقدره وعزته، توجد في ذاته المفكرة لا في خارجها”[7]. أما عن قوة هذا التعريف وجدته فتكمن في قدرته على تصفية العوالق بين ثنائيات المحايث/المفارق والفاعل/المنفعل والطبيعي/الصناعي، من خلال الاستنجاد بالعلم في نماذجه المثالية التي هي وحدها من تستطيع بلوغ مطمح الرؤية الكونية باعتبارها رؤية للعلم والإنسان بالجمع والتعريف.

ثانيا: كونية العلم أو الفلك كحداثة.

ربما يكون معنى العلم أشمل وأعمق وأعم من الفلك، بل وقد يُنظر إلى العلم ذاته باستقلال عن باقي الموضوعات والقضايا والسجالات والتخصصات الدالة على الحداثة من حيث كونها مشروع في السياسة والاقتصاد والفن والأخلاق والدين، لكن هذه الثلاثية في الواقع “علم/حداثة/فلك”[8] تواضع جنبا إلى جنب في خانة واحدة، وهو التطابق الذي نراه محوريا لأي راغب في قراءة هذا الكتاب قراءة جدية، تستوعب أن الفلك منح العلم قدرته على أن يكون معمما وموجها لكل قطاعات الحياة؛ وبلغة أدق وأكثر اختصارا أن يكون “حداثة”،  ذلك أن كونية الحداثة مصدرها الجذر العلمي المشترك[9] الذي كان فيه للفلك الكلمة الفيصل، على اعتبار أن الثورة الفلكية الكوبرنيكية هي التي كان لها الأثر الكبير في تشكيل الذهنيةالحداثية، فهي أشبه ما تكون بـ”قنبلة عنقودية”[10] أصابت تداعياتها كل قطاعات الحياة.

هذا عدا أن درس الفلك هو درس في تشابك أيادي الإنسانية؛ إنه وبلغة مجازية “مولود جماعي” يعبر عن حالة التلاقي والترابط، وكأن مدرسة الفلك هي تلك “الدار العالمية للفكر”[11]، التي على مضمارها جرت معارك ومخاضات تعرف الإنسان على ذاته العلمية والعالمة، قبل أن تتشكل في براديغم “جماعي” يحتل فيه كوبرنيك صوت الإعلان الرسمي عن هذه الولادة العسيرة التي انطلقت من اليونان وأعمال كبارها أمثال أفلاطون وأرسطو وبعدها لحظات أخرى رتبها بطلميوس على شكل محاولة ثانية، أتبعها العرب بأخرى ثالثة، ومعها مسار من التجريب والمراقبة والترصد التي انتهت بإعلان الخبر السعيد، حيث حل قفل مركزية الأرض[12]، وإعلان كونية فلك كوبرنيك أو بالأحرى حداثته.

وفي المحصلة ولأن الحداثة فلكية/ علمية وكونية، فإنها تشتغل بمنطق أنها منظومة كاسحة وشاملة وظافرة[13] ومُلزمة، ما جعلها تجربة في تكريس المحايث والصلب على حساب المفارق والتأويلي، وإجابة شافية ووافية ومباشرة وصريحة عن سؤالي “الخلق” و “التكوين” حين اتكأت على معول العلم واعتبرته محركها الأصيل، وراهنت على كونية الفلك في إعلان ولادة مملكة الفكر البشري، واضعة أرجلنا جميعا على صفيح أرض صلبة، يسهل ضمنها تحصيل الاتفاق وبلوغ التوافق، لأن المنشأ والأساس واحد، قاعدته العلم ونواته الفلك وروحه الرياضيات.

والحق أن كتاب “الحداثة ومركزية الرؤية العلمية” لصاحبه الدكتور محسن المحمدي هو ذاته يضعنا مجددا على أعتاب ومشارف هذه الأرض الصلبة عربيا، لأنه يمدنا بالوسائل التي تعين على تحقيق شرط الولوج إلى الحداثة في أنويتها وأسسها ومبادئها، ويجنبنا مخاطر السقوط في جب البحث في عالم القشور و النتائج رغم ما يتطلبه هذا الجهد من نفس علمي ومعرفي، وهو على هذا الأساس يستحق أن يكون درسا بيداغوجيا للمشتغلين بالفلسفة وغيرها[14]، ومدخلا صلبا لتحديد الموضوعات الأصيلة التي نحتاج إلى الإقامة ضمنها من قبيل “الحداثة” قبل المرور إلى ما بجري الحديث عنه ضمن فلسفة الما بعديات، وهو في النهاية درس في الحداثة كقدر لا بد منه بما يتطلبه الأمر من استخلاص درس شجاعة الإقرار، وإنه في النهاية لدرس كانظ أو بالأحرى درس الأنوار.


[1]  – يكرر المحمدي هذه الصيغة الدالة على تعريفه للحداثة في كل ثنايا الكتاب وفصوله على هيئة إقرار وتأكيد دال على ترابط هذا التعريف بأطروحة الكتاب، حتى يصير وكأن المؤلَّف هو في عمومه دفاعا عن هذا الطرح التعريفي، وهو أمر مبرر بالنظر إلى أهمية وجوهرية هذا الإقرار من أجل اقتحام “الحداثة” في أسسها وأنويتها عربيا.

[2] – تتخذ فكرة “العزل المنهجي” ضمن أطروحة الكتاب مكانة خاصة وغاية في الأهمية، -وهي لربما من الإبداعات المفاهيمية التي صاغها مؤلف الكتاب إلى جانب إبداعات أخرى مثل “اللاشعور الروحي” وقس عليها- من حيث كونه الأداة الإجرائية الذي اعتمدته الحداثة من أجل ضمان قدرتها على توجيه كل قطاعات الحداثة، ذلك أنه يمثل ثابتا بنيويا محوريا في إرساء دعائم المشروع الحداثي، وهو نفسه الذي يتحمل الجزء الأكبر من النقاش المصاحب للحداثة لدى جميع القائلين ببؤسها وأزمتها خاصة حين يسري هذا العزل والفصل على الشأن الديني، ولكنه مع ذلك يبقى نواة مركزية لتحقيق رهان مواجهة الغموض والألغاز الذي اتخذته الحداثة مدخلا لها، وقد وضح الدكتور محسن المحمدي بتفصيل تجريباته وصوره مع كل من ديكارت وجاليلي وهوبس وجون لوك وجون جاك روسو وكانط ولوك فيري…، وبيَّن حضوره أيضا في العلم وفي السياسة والأخلاق وأساسا في الدين وارتباطاته بالعلم حين وضح جوهر هذا الفصل والعزل الذي بموجبه تم فك الارتباط بين سؤالي “الخلق” و “التكوين”. ولمزيد تفصيل في هذه الجزئية التي نعتبرها غاية في الأهمكية لاستيعاب مشروع الكتاب والكاتب، يُنظر: محسن المحمدي، الحداثة ومركزية الرؤية العلمية: تكريس المحايث وتهميش المفارق، دار أدب للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى 2022، ص 229 وما يليها.

[3] – من باب الإشارة فإن هذا المبدأ لربما يكون الدافع والمحرك الأساسي لكل كتابات ومنشورات الدكتور محسن المحمدي الذي ينخرط في رؤى الحداثة من باب تكوينه الباحث عن فهم عمق هذه الهوة الحاصلة بين التمثل العربي لذاته في علاقته بالحداثة، معتبرا أن مسببات هذه الهوة تكمن في سوء فهم أنوية الحداثة باعتبارها تأسيس نظري، ومن سوء تقديرنا هذا تنشأ أزمتنا في أفقها العام باعتبارها “أزمة نظرية”.

[4] – ينشأ عن هذا الإقرار المطلق بالتعقل والأسلوب العلمي باعتباره النموذج المعتمد للحكم عند المحمدي لا في اختزاليته العلمية وحسب وإنما باعتبارها القاعدة التي تسري في باقي الأسس الأخرى، كما هو شأن الأخلاق مثلا باعتبارها تخضع لنفس هذا المبدأ الدال على بطلان المظاهر والتجربة غير الخاضعة لشروط العلمية في تشييد صرح أخلاقي لأنها كما يقول متغيرة ونسبية وخادعة ومضللة، ينظر في هذا السياق بعض منشورات محسن المحمدي السابقة، مثل:

– المظاهر خداعة، منشورات جريدة العرب الاقتصادية الدولية، بتاريخ الأربعاء 8 يونيو 2014.

– الملاحظة مثقلة بالنظرية، منشورات جريدة العرب الاقتصادية الدولية، بتاريخ الاربعاء 27 أغسطس 2014.

وغيرها الكثير من المقالات والمداخلات المنشورة أغلبها ضمن صحيفة “الشرق الأوسط”، وقبلها “العرب الاقتصادية الدولية” لما يقارب ست سنوات متواصلة من النشر الدوري والذي انتهى في النهاية بنشر عشرات المقالات، إلى جانب مشاركاته الدائمة والمستمرة مع مؤسسات من قبيل “مؤمنون بلا حدود” و “الرابطة المحمدية للعلماء” وإسهاماته الشهرية في  “مجلة أفكار” وغيرها، تأكيدا على أن الاحتكاك مع مثل هذه الإشكالات كان الشغل الشاغل للباحث طيلة مسار طويل من البحث والتنقيب، وكما يقول هو نفسه في عدد من لقاءاته: هذا هم فكري تم حمله لأزيد من عشرين سنة متواصلة، ولربما الكتاب هو ثمرة اختزلت هذه الروح المُعَمِّرة بهم إشكال الحداثة.

[5] – محسن المحمدي، الحداثة ومركزية الرؤية العلمية، ص 13.

[6] – محسن المحمدي، الحداثة ومركزية الرؤية العلمية، ص 137.

[7] – محسن المحمدي، الحداثة ومركزية الرؤية العلمية، ص 149.

[8] – يحظى هذا الربط في واقع الأمر بأهمية خاصة لكونه يختزل بالنسبة للمؤلف أجزاء مهمة من مجهوداته التي كان رهانها مفتونا بإبراز تعالقات هذه الثلاثية انطلاقا من “الفلك” قبل بلورتها ضمن متن الكتاب كأطروحة جامعة، ومنه تجدر الإشارة أن اعتماد المحمدي على الأسس النظرية لعلم الفلك في توضيح أطروحته من هذه الكونية العلمية التي ترسخت كأفق مساهم في تشكيل ما يعتبره هو “برادايم الحداثة” كان مسبوقا بسنوات طويلة من العمل والمشاركات العلمية وعمليات النشر،  أبرزها مساهمته مع مؤسسة “الرابطة المحمدية للعلماء” بدراسة مطولة حملت عنوان ” الفلك العربي/الإسلامي.. الطريق نحو الحداثة”، منشورة بتاريخ 25 مارس 2014، مستخلصا ضمنها أنه “إذا كانت الثورة الكوبيرنيكية تمثل الشرارة الأولى لعصر الحداثة، فإننا بإسهامنا في اكتمال الباراديغم القديم وفتحنا لآفاق الباراديغم الجديد، نكون قد أسهمنا في إرساء هذا الصرح الحضاري، وإن أخطأنا الوجهة لردح من الزمان” تماشيا مع تصوره القائل بأن الجزء لا يمكنه أن يدرك إلا ضمن “الكل/البراديغم”.

– كما ينبغي أيضا التنبيه إلى التمهيدات الأولى التي ساقها الدكتور محسن المحمدي في عدد من مشاركاته العلمية حول هذه الفكرة التي تعد جزءً أصيلا من أطروحته والقائلة بأن الحداثة لا يمكن فصلها عن جذورها الفلكية، أبرزها الورقة التي ألقاها في مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” بعنوان “الجذور الفلكية للحداثة: انبثاق الذات وانهيار البراديغم الأرسطي التراتبي” ضمن الندوة العلمية التي نظمتها المؤسسة حول موضوع “الحداثة دلالة ومشروع” يومي السبت والأحد الموافقين لـ 26 و27 أكتوبر2013.

[9] – محسن المحمدي، الحداثة ومركزية الرؤية العلمية، ص 325.

[10] – محسن المحمدي، الحداثة ومركزية الرؤية العلمية، ص 333.

[11] – محسن المحمدي، الحداثة ومركزية الرؤية العلمية، ص 334.

[12] – يقيم الكاتب فصلا خاصا لتتبع خطى هذا المسار الطويل بكل تفاصيله وتعرجاته، قبل أن يصل إلى لحظة الحسم هذه التي بنا على أساسها أطروحته باعتبارها اكتمالا لمشروع تشكل بنى الحداثة وأسسها الصلبة،. ينظر الفصل الثالث بعنوان “العلم/الفلك: وكونية الحداثة” ضمن : محسن المحمدي، الحداثة ومركزية الرؤية العلمية، ص ص 315 -402.

[13] – محسن المحمدي، الحداثة ومركزية الرؤية العلمية، ص 403.

[14] – لا بأس من التذكير في هذا السياق بالقراءة التي أنجزها الباحث المغربي منتصر حمادة حول الكتاب وراهنيته، والمنشورة على موقع “حفريات” بتاريخ 14 ماي 2023، والتي اعتبر فيها أن الكتاب هو بحق مساهمة يُحسب لها قدرتها على مواجهة مد تزييف الوعي الإسلاموي، واضعا الكتاب كعنوان صد لهذا المد جنبا إلى جنب مع أعمال أخرى غاية في الأهمية من قبيل مشروع الباحث “محمد التهامي الحراق”، وبالأخص رباعيته: وخاصة “إنّي ذاهب إلى ربّي” (2016) – “مباسطات في الفكر والذكر” (2019) – “في الجمالية العرفانية: من أجل أفق إنسي روحاني في الإسلام” (2020) – “الأنوار لا تتزاحم: من أجل أفق تحريري بالدين لا من الدين” (2022).


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الصديق الدهبي

الصديق الدهبي، دكتوراه في الفكر السياسي المعاصر، جامعة ابن طفيل، المغرب.