صدور العدد 16 من مجلّة نقد وتنوير الفصليَّة صيف 2023
نزّف إلى أحبّاء مجلّة “نقد وتنوير” ومتابعيها من الباحثين والمفكّرين صدور العدد السّادس عشر من مجلة نقد وتنوير . يقع هذا العدد في 500 صفحة ويغطي ستّا وعشرين مادة علميّة. ويتضمّن نخبة من أعمال الباحثين والمفكّرين العرب الذين تناولوا مختلف القضايا الدّينيّة والاجتماعيّة والتّربويّة والأدبيّة والفلسفيّة، وغيرها من مجالات النّظر العلميّ والمعرفيّ، بما يضيء العقول ويحرّك سواكن الفكر، ويخصب السّاحة الثّقافيّة العربيّة. ويطيب لنا في هذه المناسبة أن نشكر جميع من ساهم في هذا العدد : كتّابا ومدقّقين لغويين ومحكّمين وفريقا فنّيّا، آملين استمرار هذا النّور مشعّا ساطعا على الدّوام.
يصدر هذا العدد، كغيره من الأعداد، زاخرا بما جادت به قرائح الباحثين الأكاديميّين في حقول معرفيّة عديدة. ومنها الدّراسات الدّينيّة كـ (الأبعاد المنهجيّة والوظيفيّة والعمليّة في تدريس تاريخ الأديان في الجامعات الإسلاميّة: الشّهرستاني راهنا) و(الخطاب الدّيني وضياع التّنمية بين رهانات التّطويع والتّسليع) و(عجيب الحيوان في الكرامة الصّوفيّة المسيحيّة والإسلاميّة: قراءة في قصص القديسين وأولياء الله الصّالحين) الخ…
والدّراسات السّوسيولوجيّة التي اهتمّت بالسّلوكالإنسانيّ شأن مقال (دراميّات التّفاعل الرمزيّ في نظريّة إيرفنغ غوفمان: المدخل الدّراميّ لفهم السّلوك البشريّ)، (إشكاليّة مركزيّة السّلطة في إدارة المجتمع المحلّي الجزائريّ: من أجل مقاربة تفاعليّة للفاعلين المحلّيين وممارساتهم)، أو تلك التي اهتمّت بقضايا أكثر خصوصيّة ومحليّة كالدّراسة الموسومة بـ (إشكاليّة مركزيّة السّلطة في إدارة المجتمع المحلّي الجزائريّ: من أجل مقاربة تفاعليّة للفاعلين المحلّيين وممارساتهم) أو (الدّولة وأزمة التّنمية في المناطق الدّاخلية في تونس: قراءة سوسيو-تاريخية) .
ومنها ما كان أكثر راهنيّة شأن مقال: (الثورة اليمنيّة وسؤال القبيلة: هل تخلّص الشّباب من سلطة القبيلة؟). ومن الدّراسات ما كان ذا طابع تربويّ يبحث في مشكلات عينيّة تنخر المجتمعات العربيّة، وتؤثّر سلبا في المردود المدرسيّ شأنَ البحث الميداني الموسوم بـ(أثر الخلافات الأسريّة على الطّفل الأردنيّ والتّعليم من وجهة نظر أولياء الأمور) الخ…
وفصّل أخرون القولَ في مباحث حضاريّة وفلسفيّة متنوّعة، كحضور(النحويّ بين القرآن والشّعر)، ودراسة (السّحر والشّعوذة بالمغرب العربي، المغرب وتونس نموذجا، “دراسة مقارنة”)، وتحليل الكيفيّة التي يتمّ بها (فهم الظّواهر السّوسيولوجية العربيّة بين الفلسفة والعلم)، و(جدليّة العلم والمنفعة: مقاربة ابستمولوجية: غاستون ميلو نموذجا)، وتحوّلات (السّلطة من عاهل أقوى إلىالدّفاع عن المجتمع).
وعمد بعض الباحثين إلى مباشرة قراءات من الدّرجة الثانية في ضرب من القول على القول شأن مقال:(التّفكيك الدريديّ لروسّو أو الكتابة بما هي رديف). واتّخذت بعض المقالات طابعا تأريخيّا تفكيكيّا مثلما نجده في المقالين: (الثّقافة الصّهيونيّة: إشكاليّة المفهوم والنّشأة حسب عبد الوهّاب المسيري) و (بواكير دخول العرب إلى الأندلس) الخ…
وكان للدّراسات الأدبيّة والنّقديّة حضور جميل أضاء في هذا العدد. ومنها ما كان مدارُه على الخصوصيّة الفنيّة في الرواية السّياسة: (الرواية السّياسيّة المعاصرة، أثرها النقديّ وخصوصيتها الفنّية: رواية “للحب مجيء ثان” أنموذجا .
ومنها ما اهتمّ بأزمة المثقّف في علاقته بتحوّلات المجتمع: (أزمة المثقّف وتحوّل المجتمع التونسيّ في رواية “الملاّح والسفينة” للرّوائي “محمد الباردي”) وقضايا تجييل النّقاد وتصنيفهم: (موقف النّاقد العراقيّ من التّجييل العقديّ)، وحضور بعض الفلسفات المعاصرة في الأثر الإبداعيّ، وتعبيره عن شواغل المبدع: (الوجوديّة في أدب محمود المسعدي: حيرة مفكّر).
وخُتمت المقاربات النّقديّة بمقال في اللّغة جعل وُكدَه البحثَ في “أصل الاشتقاق: للفعل أم للمصدر؟ ” . واشتمل هذا العدد على مقالين، أحدُهما باللّغة الفرنسيّة ومداره “على الاستقلالية والجماليات وعلم الأحياء عند كانط”، والثّاني باللّغة الإنجليزيّة، وفيه تمّ النّظر في: فلسفة الدّين: وكيفيّة حلّ مشكلة حياديّة القيم وفق المنهج الظواهريّ، فضلا عن تقديمٍ لكتابين: الأوّل ذو طابع نقديّ أدبييّ: (المناظرة، مقام خطابي/جنس كلامي في كتاب “فن المناظرة في الأدب العربي”)، والثّاني ذو طابع تاريخيّ: (تحقيق أطلس عليّ الشّرفي الصّفاقسيّ لمحمد الطّاهر المنصوري مراجعات وملاحظات).
ولا يفوتنا في نهاية هذا التّقديم الموجز أن نتقدّم بأخلص آيات الشّكر والعرفان وأصدقها لكلّ من ساهم في تأثيث هذا العدد أو مراجعة مادّته أو تحكيمها أو إخراجها.
وهذا هو رابط العدد لمن أراد الاطلاع
https://tanwair.com/archives/17118
مدير التحرير/ د. امبارك حامدي
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.