أثر الإيقاظ الموسيقي على تعلم التلاميذ ذوي صعوبات القراءة
اعداد: أميمة طرشوني وشيماء عامر / تحت إشراف الدكتورة: سناء عيسي
مقدِّمة:
قمنا بإعداد برنامج للإيقاظ الموسيقي في المدرسة وفي مراكز التأهيل للأطفال الذين يعانون من اضطرابات عصبيَّة وذلك سعيًا للبحث عن طريقة ناجعة لتدريس هذه الفئة وكمبادرة للإصلاح التربوي ليكون فعّالًا ودامجًا. باعتبار أنَّ الإيقاظ الموسيقي هو تعويد الطفل منذ الولادة أو حتى خلال فترة الحمل على الاستماع إلى الموسيقى وتمييز الأصوات (حادَّة أم غليظة، صاخبة أم رقيقة) وذلك لتطوير خيال الطفل ومهاراته الحسيَّة. وهذه الأنشطة تحفِّز الأطفال وتشجِّع تطوراتهم الحسيَّة والعاطفيَّة والإدراكيَّة (1). وبما أنَّ نسبة الأطفال الذين يعانون من صعوبات القراءة والكتابة قد ازدادت في السنوات الأخيرة، إلا أنَّنا قمنا باعتماد هذه الطريقة لتوفير تدريس محفِّز ونافع للأطفال، حيث إنَّ هذا الاضطراب يؤثِّر على القدرة على القراءة والكتابة والإملاء الصحيحة والقدرة على التعرُّف على الاصوات ومعرفة مدى صلتها بالحروف (2) ويتمثَّل في خمسة أشكال: صعوبة القراءة الصوتيَّة (الفونولوجيَّة)، صعوبة القراءة السطحيَّة (الإيديديتيكية)، صعوبة القراءة المختلطة، صعوبة الحركة أو الحركية الدسلكسية، صعوبة الانتباه البصري(3). وعلاوة على ذلك، يتميَّز المصابون باضطرابات القراءة بصعوبة في فك رموز الأحرف والصوتيات، وصعوبة في تذكّر الكلمات المعروضة كما لهم مشاكل في تنسيق الحركات الكتابية. واستنادًا إلى بحوثنا، لاحظنا تأثير الإيقاظ الموسيقي الإيجابي على الأطفال المصابين بصعوبة القراءة والكتابة من حيث الذاكرة والتنسيق الحركي والاستشعار السمعي والنطق. لذلك، طرحنا السؤال التالي “كيف يمكن أن يؤثِّر الإيقاظ الموسيقي على تعلُّم التلاميذ ذوي صعوبات القراءة والكتابة؟”
- وأدواته:
- طريقة جمع البيانات:
لجمع معلومات صحيحة وموثوقة وذات صلة، اخترنا استخدام استبيان كأداة لجمع المعلومات يحتوي على مجموعة من الأسئلة مغلقة ومفتوحة. كما اخترنا المقابلة ودراسة الحالة كأدوات لجمع المعلومات. لذلك، يعتمد بحثنا على مزيج من البحث الكمِّي والنوعي.
- المجتمع وعيِّنة البحث:
تمَّ إجراء دراستنا على ثلاث مجموعات من العينات: 100 تلميذ و100 معلم و100 ولي أمر. تمَّ اختيار الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين من مدارس ابتدائية من منطقة سوسة وزغوان، كما تمَّ نشر الاستبيان على شبكات التواصل الاجتماعي سعيًا للوصول الى جميع الجهات.
- الاستبيان:
تمَّ توزيع الاستبيانات على معلمي المدارس الابتدائيَّة في جميع المستويات، بالإضافة إلى الآباء والأمّهات والطلاب على شكل ورقي وشكل رقمي باستخدام GOOGLE FORMS. شمل الاستبيان مقدِّمة تشرح هدف هذا البحث وتؤكِّد سريَّة المعلومات، التي لن تستخدم إلا لأغراض البحث، ممَّا يضمن شجاعة للمعلمين والآباء والأمّهات والطلاب للإجابة بصدق. كان يحتوي أيضًا على سلسلة من الأسئلة (مفتوحة ومغلقة).حيث يحتوي الاستبيان الأول الموجَّه للمعلِّمين على سؤالين مفتوحين و 15 سؤالا مغلقًا، ويحتوي الاستبيان الخاص بالآباء على 6 أسئلة مفتوحة و 15 سؤال مغلق، وأخيرًا يحتوي الاستبيان الخاص بالطلاب على سؤال مفتوح و12 سؤالًا مغلقًا حول المعلومات العامَّة التي تسمح بتحديد خصائص العيِّنة والإجابة على أسئلة البحث التالية:
- هل يفهم الأطفال والآباء مصطلح الإيقاظ الموسيقي؟
- هل يتمّ ممارسة الإيقاظ الموسيقي في النظام التعليمي التونسي؟
- ما هو تأثير الإيقاظ الموسيقي على الصعيد الذهني والاجتماعي والعاطفي للأطفال ذوي صعوبات القراءة والكتابة؟
- المقابلة:
للحصول على أقصى قدر ممكن من المعلومات ذات جودة جيدة، اخترنا طريقة المقابلة التي صيغت بطريقة تسهِّل لنا المقارنة بين المعلومات التي يقدمها المُتحدّثون وفرضياتنا. عُقِدَت مقابلتان واحدة مع أخصائي في النطق والتخاطب الأستاذ “ع ,ك” وأخرى مع خبيرة في الايقاظ الموسيقي السيدة “آ, ش ” و ذلك للتحقُّق من صحَّة فرضياتنا ولتزويدنا بالمعلومات اللازمة التي سنستخدمها على موقعنا الإلكتروني ” OuSha Education ” وخلال اعدادنا للأنشطة الموسيقيَّة للأطفال.
- دراسة حالة:
قمنا بدراسة حالة مع طفل يعاني من صعوبات القراءة والكتابة، والذي يدرس في مدرسة “النجاح”، قمنا بتطبيق برنامج الإيقاظ الموسيقي معه، مع مراقبة أدائه سواءً مع زملائه في الساحة أو في الفصل الدراسي، وملاحظة تأثير هذا البرنامج على أدائه الدراسي والاجتماعي والعاطفي بعد انتهاء الدروس. وخطَّطنا لجلسات منتظمة تستغرق 30 دقيقة، مرَّة في الأسبوع لمدَّة شهر.
- نتائج البحث:
- الاستبيان:
في الاستبيان الأول، بلغ عدد المعلمين في عينة الدراسة 100 معلم، وكانت نسبة الإناث 64% بينما كانت نسبة الذكور 36%. ومن الجدير بالذكر أن أغلبيَّة المؤسَّسات التعليميَّة التي تم زيارتها هي مدارس حظرية وتمثل 82% منها مدارس عمومية بنسبة %94.2، و97% منها دامجة. يمكن تفسير هذا الاتجاه بأن الدراسة استهدفت المدارس العمومية الدامجة. بالمقابل، قلة من المدارس التي تم زيارتها كانت مدارس ريفية (18%)، ومن بينها 7.8% مدارس خاصة و3% غير دامجة.
أما في الاستبيان الثاني، بلغ عدد الآباء والأمهات الذين شاركوا في الدراسة 100 والنسبة النسائية كانت 60% والنسبة الذكورية 36%وكانت أغلبية الأمهات في الفئة العمرية بين 41 و51 عامًا، ويمثلن 49% من الأمهات. و35% منهن تزيد أعمارهن عن 51 عامًا، بينما 16% منهن من الفئة العمرية دون 41 عامًا. ولاحظنا أن أغلبية الآباء تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، ونسبتهم 56.6%. و33.6% منهم تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عامًا.
وفي الاستبيان الثالث، بلغ عدد الأطفال في عينة الدراسة 100 طفل، وكانت نسبة الذكور 60% والإناث 40%. وتتراوح أعمارهم بين 5 و10 أعوام، والأغلبية منهم مسجلون في مدارس حظرية (82%)، ومن بينهم 66.5% مدارس عمومية ودامجة. وبالمقابل، يدرس نسبة قليلة من الأطفال في مدارس ريفية (18٪) وخاصة بنسبة (33.5٪).
ولمعرفة نسبة الأطفال المصابين بالاضطرابات العصبية بشكل عام وصعوبات القراءة بشكل خاص، طرحنا الأسئلة التالية. بالنسبة للسؤال 8 من استبيان المعلمين (ماهي طبيعة الاضطراب الذي يواجهه تلميذك؟)، أجاب 88 معلم من100، ويمثل صعوبة القراءة 47٪. أما بالنسبة للسؤال رقم 7 من استبيان الآباء والأمهات (ماهي طبيعة الاضطراب الذي يواجهه ابنك؟)، أجاب 98 ولي من أصل 100 ويمثل صعوبة القراءة 43٪. علاوة على ذلك، لمعرفة ما إذا كان الآباء والمعلمون يمارسون الإيقاظ الموسيقي، اقترحنا قائمة من الأسئلة (12، 13، 14، 15 و16) للاستبيان الموجه للمعلمين وأسئلة أخرى (11-12-13، 14 و 15) موجهة للآباء والأمهات. ووفقًا لنتائج هذه الأسئلة، اتضح أن أغلبية المعلمين ليس لديهم فهم كافٍ لمفهوم الإيقاظ الموسيقي. بالإضافة إلى ذلك، يمارس عدد قليل من المعلمين الموسيقى في الفصل. لذا، من الضروري تدريب المعلمين في هذا المجال، حتى يتمكنون من استخدام الإيقاظ الموسيقي بطريقة فعالة في القسم. لذلك، من المهم أن تقوم السلط المعنية بتنفيذ مشروع يهدف إلى تدريب المعلمين في مجال الإيقاظ الموسيقي وتوعيتهم بأهمية استخدامه في القسم نظرا لفوائده الكثيرة لجميع التلاميذ وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما لاحظنا أيضًا أن ليس لدى الآباء والأمهات فكرة واضحة عن مفهوم الإيقاظ الموسيقي. ففي الواقع، يمارس عدد قليل منهم الموسيقى في المنزل مع أطفالهم، ويعود ذلك إلى عدم وعيهم بأهمية التربية الموسيقية المبكرة وتأثيرها على صعوبات التعلم مثل صعوبات القراءة والكتابة. لذا، من الضروري توفير معلومات واضحة وسهلة الوصول حول فوائد الإيقاظ الموسيقي، بالإضافة إلى توفير طرق مختلفة لممارسة الموسيقى في المنزل، من أجل تطبيق هذه الطريقة الناجعة في النظام التعليمي.
- المقابلة:
أجرينا أول مقابلة في 6 نوفمبر 2023 في فندق المرادي في منطقة المنستير مع أستاذة الموسيقى وخبيرة الإيقاظ الموسيقي “أ, ش” واستغرقت المقابلة 30 دقيقة. كما تم إجراء المقابلة الثانية في 6 أبريل 2023 في منطقة سوسة مع أخصائي النطق واللغة “ع ,ك”. حيث كان الهدف من هاتين المقابلتين هو تعميق فهمنا للعوارض المرتبطة بصعوبة القراءة والكتابة (الدسلكسيا) وتعميق فهمنا لمفهوم الإيقاظ الموسيقي. أخيرا، سمحت لنا هاتين المقابلتين بتعميق بحثنا من جهة وتزويدنا بمعلومات مهمة ومفيدة التي أثرت إيجابا على موقعنا الإلكتروني “OUSHA education”. وأظهرت هاتين المقابلتين أن الإيقاظ الموسيقي في المدارس يمكن أن يؤثر إيجابا على الأطفال المصابين باضطراب القراءة والكتابة حيث يتفق الخبيران على أن الموسيقى يمكن أن تحسن انتباههم وذاكرتهم ولغتهم. كما يشيران أيضا إلى أهمية تدريب المعلمين لدمج الإيقاظ الموسيقي في المناهج الدراسية بطريقة فعالة وملائمة لاحتياجات الطلاب. وبشكل عام، يمكن أن يلعب الإيقاظ الموسيقي في المدارس دورا هاما و مشجعا لمساعدة الأطفال المصابين بالاضطرابات العصبية عموما على التطور والازدهار على المستوى الإدراكي والعاطفي.
- دراسة الحالة:
بدأنا برنامج الإيقاظ الموسيقي في مدرسة “النجاح” في سوسة لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات يعاني من صعوبات في القراءة والكتابة نتيجة لإصابته بعسر القراءة ابتداءا من 14 فبراير 2023. كان الهدف من هذا البرنامج هو تحليل تأثير الإيقاظ الموسيقي على هذا الطفل. حددنا جلسات منظمة لمدة 30 دقيقة مرة واحدة في الأسبوع لمدة شهر.
قبل استخدام الإيقاظ الموسيقي: بعد جلسات المراقبة، لاحظنا عدم وجود أي مشكلة لدى هذا الطفل فيما يتعلق بالحركة أو التواصل كما أنه يلعب مع أترابه بشكل طبيعي ويستطيع حل المشاكل في الفصل أو الإجابة على الأسئلة إذا كانت شفوية أو في شكل رسم تخطيطي، ولكن يواجه صعوبات عندما يتعلق الأمر بمهمة القراءة أو الكتابة، خاصة عند محاولته القيام بتمرين بمفرده على ورقة دون مساعدة حيث يواجه صعوبات عديدة وعادةً ما يكون غير قادر على الإجابة. بالإضافة إلى ذلك، عندما يبدأ في قراءة الكلمات أو الكتابة على اللوحة، يخلط دائمًا بين الحروف خاصةً في اللغة الفرنسية، كما لديه صعوبة على معرفة عدد المقاطع في الكلمات، وهذه الصعوبات تؤدي إلى ضعف ثقته بنفسه فيما يتعلق بقدراته في القراءة والكتابة مما يدفعه إلى تجنب المشاركة في الفصل والانزواء.
بعد استخدام الإيقاظ الموسيقي: منذ الحصة الأولى من الإيقاظ الموسيقي، بدأ هذا الطفل بالاندماج بسرعة مع زملائه وأظهر اهتمامًا كبيرًا بالأنشطة الموسيقية كما عبر عن رغبته في اللعب بجميع الآلات المعروضة. ثم اختار العزف على الدفوف. وحاولنا في كل حصة ادماج القراءة والكتابة خلال الألعاب الموسيقية حيث نقوم بعرض الأغاني ونحاول الغناء باستخدام الكلمات المعروضة على الشاشة ثم نبدأ في تقسيم الكلمات حسب المقاطع واستبدال المقاطع بحركات جسدية مثل التصفيق وضرب القدمين على الأرض أو ضرب الأيدي على الركبتين إلخ. وبعد العديد من الحصص، أصبح واضحًا أن قدرة هذا الطفل على تعلم الأغاني قد تطورت وأن ذاكرته السمعية قد تحسنت حتى أنه أصبح قادرًا على متابعة الأنشطة المتكررة بسرعة وذلك بداية من الحصة الثالثة، وخاصةً منها لعبة الأسماء، حيث يقول كل طفل اسمه بصوت عالٍ مع التصفيق خلال نطق كل مقطع وخلق إيقاع بينهم. بالإضافة إلى ذلك، وجد هذا الطفل التمارين الموسيقية ممتعة ومحفزة وبدأ أيضًا في تمييز نطق بعض الأحرف مثل “k” و “g”، والأهم من ذلك، اكتسب الثقة في نفسه من خلال السعي للإجابة حتى إذا كانت إجابته خاطئة نسبيا.
- مناقشة:
بعد منهج البحث الذي اعتمدناه والذي يتضمن ثلاث استبيانات ومقابلتين ودراسة حالة، لاحظنا أن الإيقاظ الموسيقي يعود بالفائدة على الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة والكتابة والذين يمثلون 47% من الفئة المستهدفة لدينا. فباستخدام أدوات الإيقاظ الموسيقي لاحظنا أن الأطفال المصابين بصعوبات القراءة والكتابة يبدون اهتماماً بالموسيقى، وأن هذه الأداة تساعد على تطوير بعض المهارات المعرفية التي غالباً ما تكون صعبة بالنسبة لهم، مثل الانتباه والتنسيق الحركي والإدراك السمعي، ويمكن أن تحسّن الموسيقى أيضًا القدرات القرائية والكتابية لدى الأطفال عن طريق تحفيز مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة اللغة مما يمكنهم من تحسين قدرتهم على تمييز الأصوات والمقاطع الصوتية في الكلمات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للموسيقى أن تساعد في تحسين الذاكرة قصيرة المدى، مما يمّكن الأشخاص المصابين باضطرابات القراءة من حفظ المعلومات بشكل أفضل واستخدامها بكفاءة أكبر.
كما أن فائدة دراستنا تتمثل في إدخال الإيقاظ الموسيقي في المدارس، لأنه أصبح من الضروري إيجاد حلول لتحسين تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وإدماجهم داخل المدارس العمومية كما أن الإيقاظ الموسيقي لا يقتصر على أن يكون نشاط خلال أوقات الفراغ فقط بل يمكن للمعلم استغلال الألعاب الموسيقية داخل الفصل لتحقيق تعليم محفز وشامل.
خلاصة:
أخيرا بعد المعلومات المدروسة والتجارب الميدانية يمكن أن نقول إنّ الإيقاظ الموسيقي يلعب دورًا هامًا في علاج صعوبات القراءة (الدسلكسيا). باعتبار أن تعلم الموسيقى يساعد على تطوير بعض المهارات الإدراكية التي تكون عادةً صعبة بالنسبة لهؤلاء الأطفال، مثل الذاكرة، والانتباه، والتنسيق الحركي. كما يمكن أن تساعد على تعزيز الثقة بالنفس والتقدير الذاتي للأطفال وفي هذا السياق ندعو السلطات المعنية إلى إدراج برنامج إيقاظ موسيقي في المدارس واعتماده كحل فعال لتلبية حاجيات كل طفل بشكل خاص وإدماجه بنجاعة في المدارس العمومية التونسية. ويهدف هذا البرنامج إلى توفير تعليم ملائم وشامل يسمح لهم بالتطوّر بشكل كامل والازدهار داخل المجتمع.
مصادر:
هذه المصادر هي فقط المصادر المعتمدة خلال المقدمة وللمزيد من المعلومات حول الإيقاظ الموسيقي والاضطرابات العصبية يمكنك زيارة موقعنا “OUSH Education”
(1) Cité de la musique philharmonie paris, métiers de la musique philharmonie, aout2022, 221 avenue Jean-Jaurès, 75019 Paris) lien à consulter :
https://metiers.philharmoniedeparis.fr/eveil-musical-musique.aspx
(2) Dominé, S. (2012). ‘’La dyslexie, trouble d’apprentissage au sein de l’enseignement professionnel hôtellerie-restauration’’, Mémoire de mastère, Université de Toulouse 2, Le Mirail, p.24.
(3) Boder, E. (1973). ‘’Developmental dyslexia: a diagnostic approach on three atypical reading-spelling Patterns’’, Developmental Medicine and Child Neurology, DOI: 10.1111/j.1469-8749. 1973.tb05180.x
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.