كتاب الرُّهْبَان للحافظ بن أبي الدنيا؛ تحوُّل علاقات الصوفيَّة مع الرّهبان النَّصارى
محمد الزكري القضاعي
إن البعد الصوفي لكل تجربة دينية يسلط الضوء على فائضها ويدعو إلى البعد المحض عن طريق النفي النهائي الذي هو الخاص باللاهوت. فإذا كان الوعي بالامتلاء الآخروي يستدعي أفقًا تاريخيًا زمانيًا مفتوحًا وبالتالي يضع التشكيلات التاريخية في حدودها المحدودة، فإن البعد الصوفي يحتفظ بالفعل بلا نهاية للغموض وبالتالي أي محاولة للسيطرة عليه أو تقدير التجربة. نحن مدعوون للتمييز، لتتبع أشعة النور الربّاني.، ولكن يجب علينا أيضًا أن نكون على علم بأنه من المستحيل فهم كل تجربة، حتى التجربة الدينية.