التصوُّف البَصْرِي وتطوّره بعد المقدّمات الرهبانيَّة
محمد الزكري القضاعي
تنميط التصوف في أطر جاهزة، هو جزء من حبكة كلامية موجَّهة تحديداً ضدَّ المتصوِّفة، ومفادُها أنهم حركةُ عوامٍ وخرافات. نعم، هناك تصوف شعبي موثق في بعض نواحي العالم الإسلامي. أشهر من استخدم هذه الحبكة الكلامية التنميطية ضد المتصوفة هم أتباع الحركة الاستشراقية والسَّلفية. ولكن هناك فقهاء متصوفة يتواجدون بكثافة في الجزيرة العربية، وقد قاموا بدحض مثل تلك الآراء ويخوضوا نقاشات فقهية مع فقهاء سلفية في الجزيرة العربية. كتب السيد محمد بن علوي المالكي الحسني (ت. 1425 هـ) كتاباً بعنوان “مفاهيم يجب أن تُصَحَّح”، والذي نُشر في الإمارات في عام 1985. في هذا الكتاب، وضَّح أهميَّة التمييز بين التَّصوف الشعبي والتصوف الشرعي، بل أقام الحجة على وجود تيار جدلي ونقدي ذاتي صوفي شرعي، في مواجهة تيارٍ صوفيٍّ شعبي.