التنويريمكتبة التنويري

“إيقاعات الزمن.. إعادة سرد تاريخ فلسطين القديم” لكيث وايتلام

صدرت حديثًا عن دار “العائدون للنشر والتوزيع- عمّان”، الترجمة العربية الأولى لكتاب الباحث البريطاني كيث وايتلام بعنوان “إيقاعات الزمن: إعادة سرد تاريخ فلسطين”. وقامت بالترجمة د. لمى سخنيني، وجاء الكتاب في 236 صفحة من القطع الوسط.

وقد كتب المؤلّف وايتلام مقدمة خاصّة للنسخة العربية، جاء فيها:

أنا ممتنّ للمى سخنيني ولـدار “العائدون للنشر والتوزيع”، لهذه الترجمة من كتابي “إيقاعات الزمن: إعادة سرد تاريخ فلسطين”. كنت آمل في الأصل أن أكتب تاريخًا لفلسطين، من ماضيها القديم إلى الوقت الحاضر، معتمدًا في ذلك على العديد من القضايا التي أثيرت في “اختراع إسرائيل القديمة”. ولكن، وبسبب التقاعد المبكر واعتلال الصحة، لم أعد قادرًا على متابعة هذا الهدف طويل المدى. ومع ذلك، فمن المفترض أن يكون كتاب “إيقاعات الزمن” بحثًا برمجيًّا يبحث في فترة معينة ويظهر كيف يتناسب مع الإيقاعات الأوسع من التاريخ الفلسطيني.

لطالما كان عملي في تاريخ فلسطين القديمة مستوحى من مقولة جورج أورويل المعروفة في روايته “1984”، التي يرى فيها “أن من يتحكّم بالماضي يتحكّم في المستقبل؛ من يتحكّم في الحاضر يتحكّم في الماضي”. خطابات لا حصر لها من قبل السياسيين الغربيين، وخاصة الأميركيين – ممهورة بإشارات متكررة إلى التراث التوراتي لإسرائيل، وإشارات إلى “إسرائيل التاريخية” الوطن، أو إلى القدس باعتبارها “عاصمة إسرائيل القديمة”- خطابات توضح تمامًا أن إسرائيل لديها الحق بخنق الماضي والحاضر والمستقبل. لا يوجد أيّ ذكر في هذه الخطابات لماضي فلسطين. فيبدو الفلسطينيون وكأن جذورهم سطحية وضحلة في التربة الحديثة. ولكن ثلاثة آلاف سنة من التاريخ لمختلف السكّان، التحركات، والرحلات التي لا حصر لها على طول الساحل، أو الطريق من قبل التجار والبدو، أو صعود وسقوط مدنها وقراها التي تم تجاهلها وكأنها لا علاقة لها بسكانها المعاصرين. وهكذا بما أن لا سيطرة للفلسطينيين على الماضي، فلا سيطرة لهم على المستقبل.

وأضاف: تمّت كتابة “إيقاعات الزمن: إعادة سرد تاريخ فلسطين” لتحدّي السرد المهيمن. يُنظر إلى فترة معيّنة – الفترة المرتبطة بالروايات الكتابية – في إظهار أنها ليست فترة فريدة من نوعها، ولكنها جزء من الأنماط الغنية لتاريخ فلسطين. إنه مصمم لإظهار أنه جزء صغير من تاريخ متماسك لفلسطين يمتد من الماضي القديم، بما في ذلك فترات الكتاب المقدس، حتى الوقت الحاضر. إنّ النضال الثقافي من أجل تاريخ فلسطين، الذي يربط تلك الأزمان بالحاضر، هو أمر حاسم في النضال من أجل تقرير المصير. آمل أن يظهر ذلك بطريقة مختصرة، فإيقاعات الزمن لدى فلسطين والفلسطينيين، ماضٍ ثريّ يتدفق إلى حاضرهم ويعلّمهم. وتحقيق الحقيقة بأن تاريخًا شاملًا لفلسطين لن يضيء فقط ماضيها الغنيّ، ويعلّم حاضرها، ولكن أيضًا، وكما نأمل، فهو يساهم في مستقبل غني وحيويّ.


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة