التنويريمكتبة التنويري

“الولايات” لأحمد بن يحيى الونشريسي

صدر عن دار عالم المعرفة في الجزائر تحقيق قيِّم لكتاب “الولايات” لأحمد بن يحيى الونشريسي من تحقيق الدكتور يحيى حمزة الوزنة، الكتاب تخصّصه “النظم الإسلاميَّة” وهو من العلوم، تعلّم الناس كيف يتعاملون مع بعضهم البعض، وتعرِّف حقوق الحاكم والمحكوم ما له وما عليه.

ونظرًا لما لهذا العلم من أهميَّة في المجتمع الإسلامي، والذي هو عبارة عن دراسة وتحقيق لكتاب (الولايات ) لأحمد بن يحيى الونشريسي (ت 914ه) الذي اشتهر بكتابه (المعيار المعرب عن فتاوي علماء إفريقية والأندلس وبلاد المغرب).

ويعتبر الونشريسي من أوائل علماء عصره، لما كان يتمتع به من تضلع في فن العلم وحكمة في الرأي وجزالة في الأسلوب. وكتابه (الولايات) من الكتب القيِّمة التي تبحث في الولايات والخطط الإسلاميَّة والشروط التي يجب أن تتوفَّر في الوالي والصلاحيات التي تسند إليه، فبدأ بالخلافة الكبرى والإمامة العظمى ثم تلاها بولايات أخرى منها:  ولاية الوزارة، والحسبة، والشرطة، والقضاء، والإمارة، والمظالم وغيرها.

وقد اشتهر قبله عدد من المؤلفين تناولوا هذا الموضوع، لما له من أهمية عظمى في الدولة الإسلامية، منهم – على سبيل المثال:-

(الماوردي ، وأبي يعلى الفراء). وتتجلَّى قيمة الكتاب، فيما أظهره المؤلف من نصوص تحدِّد ما وصل إليه الفكر الإسلامي في ميدان النظم الإسلاميَّة كما يذكر الدكتور يحيى الوزنة فيما يلي:-

فقد حرّر المؤلف معظم الولايات الإسلامية بما فيها الخلافة العظمى، يعني بها الإمامة، وبن الشروط التي يجب أن تتوفَّر فيها وفي كل والي من الولايات التسعة عشرة التي ذكرها في كتابه، حيث بين اختلاف أو اتفاق الفقهاء حول هذه الشروط، مستعينًا بمختلف الكتب والمصادر التي استعملها في كتابه، ككتاب الأحكام السلطانية (للمارودي)، وكتاب تبصرة الحكام (لابن فرحون)، والمقصد المحمود (للجزيري) وغيرهم … مرجحا وضابطا ومحققا لأقوالهم أو مخالفا لهم في ذلك.

وقد ركَّز على ولاية القضاء، لما لها من أهمية قصوى في المجتمع الإسلامي، بالإضافة إلى ما زاده المؤلف في بعض الشروط التي ذكرها في بعض الولاة على من سبقه من المؤلفين مثل: المارودي، وأبي يعلى الفراء وغيرهما.

كما يتجلَّى ذلك أيضًا في مدّة نضوج مؤلّفه الفكري، حيث استطاع أن يمحِّص أقوال بعض العلماء الذين كانوا قبله، ويطلعنا على ما وصل إليه الفكر الإداري والنظم الإسلاميَّة في أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر الهجريين في الدولتين اللتين عاش فيهما تلسان وفاس.

ويمكن القول إن من دوافعه لتأليف كتابه هذا، مدى تأثّره بالوضع الاجتماعي والسياسي الذي عاصره في تلك الفترة، كما ساعده مركزه العلمي المرموق الذي كان يتمتَّع به بين علماء عصره الناتج عن أصالة وعمق في تفكيره، ممَّا جعله يثري المكتبة الإسلاميَّة بعدّة مؤلفات في الشريعة الإسلاميَّة.


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة