موسوعة المراسم ( النياشين ) المصرية
رحلة وثائقية في تاريخ النياشين والأوسمة المصرية منذ العصر الفرعوني وحتى الجمهورية

في مصر من يبذل وقته وجهده بما يعادل مجهود مؤسسات لديها موازنات ، ولا تنتج شيئا ذا قيمة، فهذه المؤسسات ضجيج بلا طحين ، في حالة فريدة من نوعها يقدم لنا المهندس مجدي حنفي جهدا عبر سنوات طويلة ، فصار على الصعيد الدولي المرجع في تاريخ وتوثيق العملات الورقية والمعدينة المصرية فأصدر موسوعتين لهما باللغتين العربية والإنجليزية ، ومؤخرا نشر موسوعة للنياشين و المراسم المصرية منذ أن أنفصلت مصر عن الدولة العثمانية 1914 إلى انتهاء حكم أسرة محمد علي 1953 ، يذكر مجدي حنفي ان المراسم كلمة عربية يقابلها كلمة برتوكول الإنجليزية وكلمة تشريفات التركية، ويعرف المراسم بأنها أصول المجاملات التي يتم تطبيقها في المناسبات الدولية ، ولكل دولة نظام خاص بها في المراسم ، تقدم موسوعة مجدي حنفي تحليلا متكاملا لكل عناصرالمراسم ، ومنح النياشين والبراءات الخاصة بها ، والألقاب المرتبطة بها، بصورة غير مسبوقة ، منذ العصور المصرية القديمة ( الفرعونية ) إلى عام 1953 ، كانت فكرة تكريم الأفراد بمنحهم قلادة أو نيشان أو جائزة معروفة منذ العصور الكصرية القديمة ( الفرعونية) ومن أشهر النياشين نيشان الذبابة الذهبية، حيث لاحظ المصري القديم أن الذباب يتمتع بالمثابرة والإصرار ، فهو لا يكف عن العودة كلما تم إبعاده ، فرمز به إلي فكرة العزيمة والاستمرار في ملاحقة العدو، في الموسوعة يرى مجدي حنفي أنه مع انفصال مصر عن الدولة العثمانية بدأ السلطان حسين كامل في ترتيب الديوان السلطاني، فأصدر مرسوما خاصا بالرتب المدنية في 14 إبريل 1915 ، وأمر فيه بإنشأ أربع رتب مدنية وهي : رتبة الامتياز ، ورتبة الباشوية ، ورتبة الباكوية من الدرجة الأولي ورتبة الباكوية من الدرجة الثانية ، وأصدر في نفس اليوم مرسوما بإنشأ أربعة نياشين وهي : نيشان محمد علي ، تخليدا لذكري جده محمد علي ، ونيشان النيل ونيشان الفلاحة ونيشان الكمال الذي لا يمنح إلا للسيدات ، ثم أصدر أمرا كريما في 20 يونيو 1915 بإيجاد نوط الجدارة ، ويذكر مجدي أنه في عهد الملك فؤاد عدل نيشان محمد علي ليصبح من الذهب والفضة من طبقتين ، ونيشان الكمال صار يشتمل علي أربع طبقات ، وأنشىء نيشان عسكري باسم نيشان نجمة السلطان فؤاد العسكرية ، وأنشىء نوط مدني باسم ( نوط الواجب ) علي ثلاثة أنواع : ذهب ، فضة برونز ، ولتستمر الدولة المصرية يوما بعد يوم في تطوير مراسم السلطة ونوعية النياشين التي تمنحها في مناسبات مختلفة
حتى صار للعرش المصري تقاليد راسخة ، وورث النظام الجمهوري منها هذه التقاليد ، لكن ألغيت الأسماء المرتبطة بالأسرة الحاكمة .
إن أهم ما تمنحه الدولة المصرية القلادة وهي أعلى وأسمى أنواع التكريم ، لذلك تصنع غالبا من المعادن الثمينة وتزين بأدق وأجمل الزخارف ، وتعلق على الصدر لتزين العنق ، وتتكون من سلسلة طويلة من الوحدات المترابطة ، يتوسطها حلية تحمل رسما أو كتابة ، تعبر عن مضمون القلادة ، ومن أبرز من منح قلادة النيل الأديب نجيب محفوظ إثر فوزه بجائزة نوبل والدكتور أحمد زويل إثر فوزه بنوبل ، في كتاب مجد حنفي نجد تفكيكيا لكل أنواع الأوسمة أو النياشين وتراكيبها ، بحيث نستطيع أن نقول إن هذا الكتاب مرجع لا غنى عنه في موضوعه ، وهو سيظل الأهم في موضوعه باللغة العربية .
دكتور خالد عزب
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.