ريتول .. خمسة أبواب لنهاية واحدة

صدرت للناقد والمترجم والقاص عبد الكبير الشرقاوي مجموعة قصصية بعنوان “ريتول” ، وتتضمن خمس قصص قصيرة شغلت 92 صفحة( ريتول- مرجومة- خطبة في حانة- الناسخ- مرثية بين المكتب والسبورة).
في قصة “ريتول” والتي شغل خمسين صفحة، تتناول صراع الفنان مع القيود المجتمعية. الغالي فنان موهوب يصطدم بتحريم المجتمع للرسم التشخيصي، ومواجهته تنتهي بتدمير أعماله، وهو نص يستحض الحداثة والتقاليد في الفن.
أما قصة “مرجومة”، فهيحكاية قاسية عن امرأة منعزلة ترجم بالحجارة حتى الموت لمجرد عدم ردها التحية. القصة تظهر كيف يمكن للأعراف الاجتماعية أن تتحول إلى أدوات قتل.
“وفي القصة الثالثة”خطبة في حانة” فهي مختلفة بعض الشيء، تركز على خطيب ثوري في حانة مظلمة، صوته الثوري يضيع وسط سخرية الحاضرين، مما يعكس سلبية المجتمع تجاه التغيير.
النص الربع “الناسخ” يُلامس موضوعاً مختلفاً – صراع الحرف التقليدية مع الحداثة. الناسخ الذي كان عمله نسخ المخطوطات يصبح عديم الجدوى مع ظهور المطبعة، وينتهي به الأمر لتسليم تراثه للأجنبي.
آخر قصة “مرثية بين المكتب والسبورة” تقدم مشهداً وجودياً لأستاذ جامعي. جلوسه بين المكتب والسبورة يصبح رمزاً للعزلة والاغتراب في الأوساط الأكاديمية.
ما يربط هذه القصص هو تركيزها على الصراع بين الفرد والمجتمع، بين الأصالة والحداثة، بين التعبير الذاتي والقمع المجتمعي. كل قصة تقدم نهاية تراجيدية تعكس سوداوية الرؤية، وتكشف شكلًا من اغتيال الكرامة الإنسانية في المجتمع المغربي:
ريتول: اغتيال الإبداع (الفن)؛ مرجومة: اغتيال الأنثى (الجسد)؛ خطبة في حانة: اغتيال الصوت (الفكر)؛الناسخ: اغتيال التراث (الهوية)؛مرثية: اغتيال المعرفة (الروح). في كل هذه القصص الخمس، النهاية واحدة: الفرد يُسحق تحت آلة القمع/اللامبالاة/النسيان، بينما يستمر العالم كأن شيئًا لم يحدث. السرد نفسه يصبح “مرثية” يقرع فيها عبد الكبير الشرقاوي الاجراس.
ويعتبر القاص والأديب عبد الكبير الشرقاوي واحد من الأدباء الذي رسخوا اسمهم في الجامعة المغربية، أستاذا جامعيا وباحثا ( الدار البيضاء والجديدة)، وناقدا صدرت له عدد من المؤلفات منها : شعرية الترجمة، البلاغة القديمة، من شرفة ابن رشد، حصان نيتشه… وله في الترجمة أعمال رائدة من بينها أعمال عبد الفتاح كليطو النقدية والأدبية وعبد الله حمودي وتودوروف وجورج بيرك ورولان بارت وأخيرا نظرية الرواية لجورج لوكاش.
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.