التنويريتربية وتعليم

أثر الذكاء الاصطناعي على التحصيل والدافعيّة لدى تلاميذ السنة السادسة في مادة الإيقاظ العلمي (ضمن البرنامج التونسي)؛ مراجعة شاملة

*من إعداد : فاطمة قوبعة،  إيمان عبيد ، بإشراف الأستاذة سناء عيسي.

خلاصة

تقوم هذه المراجعة بتحليل أثر أدوات الذكاء الاصطناعي على دافعية التلاميذ وتحصيلهم الدراسي في مادّة الإيقاظ العلمي لتلاميذ السنة الخامسة والسادسة (الدرجة الثالثة) في إطار البرنامج التونسي. ومن خلال تحليل الأبحاث والمقالات الموجودة، تحدد هذه المراجعة فوائد وتحديات إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي في السياقات التعليمية، وتأثيرها على التحصيل والدافعية لدى التلاميذ. كما تقترح بعض التطبيقات العملية لهذه الأدوات في دروس الإيقاظ العلمي ضمن البرنامج التونسي، وتوفر رؤى بحثية وتربوية مستقبلية. وتشير النتائج إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تُحسّن التعلّم المخصص، وتزيد من تفاعل التلاميذ، وتُحسن النتائج التعليمية عمومًا.

الكلمات المفتاحية: الذكاء الاصطناعي – أدوات الذكاء الاصطناعي – الإنجاز – الدافعية – تعليم العلوم – الذكاء الاصطناعي في التعليم

مقدمة

مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي (AI)، أصبحت قدرته على إحداث ثورة في الإطار الأكاديمي أكثر وضوحًا (سالاس-بيلكو، 2020؛ساسيكالا ورافيشاندران، 2024) . في الواقع، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل المناهج التربوية ونتائج تعلم التلاميذ في جميع أنحاء العالم (غارسيا-مارتينيز وآخرون، 2023).

في تونس، أصبح دمج أساليب التدريس الرائدة أمرًا بالغ الأهمية لتحسين مشاركة التلاميذ وأدائهم الأكاديمي، لا سيما في مجال العلوم. علاوة على ذلك، ولأن تعليم العلوم يُعدّ جانبًا أساسيًا من البرنامج التعليمي، وخاصةً لتلاميذ السنةالسادسة الذين يمرون بمرحلة نمو في مسيرتهم التعليمية، فقد أصبح من الضروري للمعلمين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في دروسهم العلمية.

في الواقع، يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في تعليم العلوم من خلال تحسين استراتيجيات التدريس، وأساليب التقييم، وكفاءة المؤسسات. إضافةً إلى ذلك، تدعم الأدوات المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي إنشاء الاختبارات القصيرة، وتقييم أعمال التلاميذ ، والتنبؤ بالأداء الأكاديمي، مما يُعزز المشاركة ويُخصّص تجارب التعلم (المصري، ف. إكسبلورينغ، ٢٠٢٤).

تهدف هذه المراجعة إلى دراسة تأثير الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على التحصيل الدراسي ودافعية تلاميذ السنة السادسة ابتدائي في المواد العلمية، وتحديدًا الأحياء والفيزياء، ضمن المنهج التونسي. وتسعى هذه المراجعة إلى حلّ أربعة أسئلة بحثية رئيسية:

1. كيف تؤثر أدوات الذكاء الاصطناعي على تحصيل التلاميذ في مادّة العلوم للسنة الخامسة والسادسة؟

2. كيف تؤثر هذه الأدوات على دافعية التلاميذ داخل القسم ؟

3. ما هي فوائد وتحديات دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في المناهج التونسية لمادة العلوم؟

4. كيف يمكن للمعلمين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال لتعزيز منهجية التدريس التقليدية في المناهج التونسية وخاصة في العلوم؟

استراتيجية البحث في الأدبيات

لاختيار الدراسات ذات الصلة، تم استخدام قواعد البيانات التالية:PubMed، وWeb of Science، وScopus، وGoogle Scholar. وشملت مصطلحات البحث المستخدمة “الذكاء الاصطناعي في التعليم”، و”أدوات الذكاء الاصطناعي لتعليم العلوم”، و”الذكاء الاصطناعي وتحصيل التلاميذ “، و”الذكاء الاصطناعي ودافعية التلاميذ”.

تم اعتماد الدراسات المنشورة في العقد الأخير، والتي ركزت على أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم ووفرت نتائج ملاحظة أو تحليلات من خبراء.

مقدمة لأدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم

وفقًا لأحدث الأبحاث في مجال التعلم القائم على الذكاء الاصطناعي، كلما اتّسعت آفاق التعليم باستخدام التطبيقات الحديثة، زادت فرص تطوير النظام التعليمي ومواكبة الابتكارات. علاوةً على ذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في عملية التعليم والتعلم وخصائصها، إذ يمتلك القدرة على إحداث تأثير حاسم وملموس في “حاضر المتعلم ومستقبله” (محمود، ٢٠٢٠).

لقد قدّم دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم مفاهيم وتوجهات جديدة لتحسين التعليم، وتحولات في أساليب التدريس، مما أدى إلى ابتكار حلول مبتكرة مثل التدريس الذكي والفصول الدراسية الذكية. (Zhu, 2024). في الواقع، «في السنوات الأخيرة، استكشفت مجموعة متزايدة من الأبحاث دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، مسلطةً الضوء على قدرته على تحسين عمليات التعلم ونتائجه. تُعتبر تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة، مثل أنظمة التعلم التكيفي، وأدوات التقييم المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ومعالجة اللغات الطبيعية، والشبكات العصبية الاصطناعية، والتعلم الآلي، وأنظمة التدريس الذكي، والمعلم الآلي، وChabot، أدوات تحويلية يُمكنها تحسين أساليب التعليم التقليدية وتعزيز التحصيل الأكاديمي والأداء لدى المتعلمين.» (أديجوزيل وآخرون، 2023؛غارسيا مارتينيز وآخرون، 2023،لي وهوانغ، 2022؛ساري وآخرون، 2024).

وفي العالم العربي، أدركت المؤسسات الأكاديمية والحكومات بشكل متزايد قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين عمليات التدريس والتعلم.

في تونس، أكد محجوب (2025) أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل كبير على التعليم والتدريب من خلال إحداث ثورة في أساليب التعلم وأدوار المعلمين. مع الإقرار بأن الذكاء الاصطناعي قد يتولى بعض المهام المتكررة مثل تصحيح الفروض.

أثر  أدوات الذكاء الاصطناعي على تحصيل التلاميذ

يُعدّ التحصيل الأكاديمي مقياسًا أساسيًا لنجاح العملية التعليمية، حيث يُظهر مدى فهم المتعلّمين، وقدرتهم على حفظ المعلومات، وتطبيق المهارات المكتسبة  (ليمبرجر وآخرون، 2012)

تُظهر الأبحاث مرارًا وتكرارًا أن أدوات الذكاء الاصطناعي تُحسّن تحصيل التلاميذ في سياقات تعليمية متنوعة. ويُقدّم التحليل التجميعية مثل  الذي أجراه ليو وآخرون (2025) دليلًا قويًا على التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي على الأداء الأكاديمي، مع تأثيرات محتملة على تعليم العلوم في المرحلتين الابتدائية والثانوية.

وفقًا لتشاو وآخرون (2019)، فإن استخدام التعليم المدعوم  بالذكاء الاصطناعي له تأثير إيجابي على التحصيل الدراسي للمتعلمين، كما يلعب دورًا هامًا في الحد من مشاكل الذاكرة الحرفيّة . علاوة على ذلك، يعتقد توبال وآخرون (2021) أن برامج الدردشة الآلية قادرة على تدريس العلوم من خلال تحسين أداء التلاميذ وتعلمهم. إضافةً إلى ذلك، طبّق بشيري وآخرون (2023) نهجًا قائمًا على الذكاء الاصطناعي المُلَعّب، مُدمجًا توليد الأسئلة تلقائيًا لتقييم نتائج التعلم لدى 100 طالب في السنة الخامسة. وقد أظهرت نتائجهم أن استراتيجية الذكاء الاصطناعي المُلَعّب هذه قد حسّنت بشكل كبير الأداء الأكاديمي للمتعلمين مقارنةً بأساليب التدريس التقليدية.

نتيجةً لذلك، تُمكّن الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل تلك التي تُحوّل النصوص إلى محتوى وسائط متعددة (فيديوهات، صور، أصوات)، من جعل الدروس أكثر تفاعلية وديناميكية. تُعدّ هذه الأدوات مفيدةً بشكل خاص في تعليم العلوم للسنتين الخامسة والسادسة، حيث تُساعد الوسائل البصرية والسمعية على شرح المفاهيم المعقدة.

تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على تحفيز التلاميذ

فيلغونا وآخرون، (2020) يعرف الدافع بأنه «عنصر أساسي في عملية التعلم لتحقيق النجاح».

تشير الأبحاث إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مشاركة التلاميذ وتحفيزهم. ومع ذلك، تكشف الاكتشافات في هذا المجال عن نتائج أكثر دقة، بل ومتضاربة أحيانًا، فيما يتعلق بنتائج التحصيل الدراسي.

في الواقع، يتأثر دافع التلاميذ للتعلم بشكل كبير بمستوى مشاركتهم في التعلم النشط. ويمكن تحسين الدافعية والنتائج من خلال استراتيجيات التدريس المباشر، مما يُظهر العلاقة بين الدافعية والنتائج. ولزيادة الدافعية الذاتية للتلاميذ للتعلم وتحسين تحصيلهم الأكاديمي، ينبغي على المعلمين استخدام مناهج تعليمية تفاعلية بشكل متزايد.

وقد تعمل هذه الأساليب على تحسين دافعية التلاميذ وأدائهم الأكاديمي من خلال تعزيز مشاركتهم في عملية التعلم (هوانج وآخرون،2023).

يمكن لأدوات مثل Kahoot وMentimeter أن تجعل الدروس أكثر تفاعلية وجاذبية. فهي تساعد المعلمين على قياس فهم التلاميذ وتعديل أساليبهم التدريسية وفقًا لذلك، وهو ما تدعمه بشكل متزايد دراسة Temel وCesur (2024) التي حددت ميزة ذات دلالة إحصائية للمجموعة التجريبية فيما يتعلق بمستويات التحفيز والاهتمام بالمقرر الدراسي عند استخدام أدوات Web 2.0 مثل Kahoot وMentimeter.

وخلصت دراستهم إلى أن دمج هذه الأدوات في التعليم يعزز اهتمام المتعلم وتحفيزه بشكل أكبر، مما يشير إلى أن الميزات التفاعلية واللعبية لهذه المنصات تعزز مشاركة التلاميذ .

ومع ذلك، في دراسة أجراها نيتلاند، وفون دزينجيليفسكي، وتيش، وكواسنيتشكا (2025)، قارن الباحثون مقاطع الفيديو التعليمية التي أنتجها البشر بتلك التي أنتجها الذكاء الاصطناعي، واكتشفوا أن درجات الامتحانات كانت متشابهة بينهما. ومع ذلك، أبدى التلاميذ تفضيلًا واضحًا لمقاطع الفيديو التي أنتجها البشر، مما يعني أنه على الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم محتوى تعليمي فعال، إلا أن العنصر البشري لا يزال يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على تفاعل المتعلمين واستمتاعهم بالمادة. تشير هذه النتائج إلى نهج متكامل يجمع بين كفاءة الذكاء الاصطناعي واللمسة الإبداعية والشخصية للمعلمين البشريين.

في المنطقة العربية، بحث محجوب (2025) في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم دورات مُخصصة للتلاميذ الذين يواجهون تحديات أو إعاقات في تونس. واقترح أن المعلمين الافتراضيين الأذكياء يمكنهم اكتشاف العلامات المبكرة لانقطاع التلاميذ عن الدراسة وتنبيه المعلمين إلى أي انخفاض محتمل في الدافعية. تُبرز هذه الاستراتيجية الاستباقية الدور الواعد الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على مشاركة المتعلمين وتعزيزها.

فوائد وتحديات دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في المناهج العلمية التونسية

  • الفوائد التي تم تحديدها
  • التعلم الشخصي: دراسات متعددة (محجوب، 2025؛عربي.ايتُبرز هذه الدراسة (2024) قدرة الذكاء الاصطناعي على التكيف مع المحتوى وتخصيص تجارب التعلم لتناسب احتياجات التلاميذالفريدة. وتُعدّ هذه التخصيصات قيّمة بشكل خاص في تعليم العلوم، حيث يتقدم التلاميذغالبًا بمعدلات متفاوتة في فهم المفاهيم المعقدة.
  • أدوات الوسائط المتعددة:يمكن للذكاء الاصطناعي تحويل النص إلى محتوى متعدد الوسائط، مما يجعل دروس العلوم أكثر ديناميكية وأسهل في الفهم، كما يمكن أن يجعل المفاهيم العلمية المجردة أكثر واقعية وجاذبية لتلاميذالسنةالسادس.
  • تطوير أساليب تعليمية مبتكرة:يمكّن الذكاء الاصطناعي من تنفيذ مناهج التعلم التفاعلية والغامرة باستخدام أدوات مثل Kahoot و Mentimeter.
  • تحليل الأداء المستمر:يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي مراقبة أداء التلاميذبشكل مستمر لتحديد الصعوبات بسرعة، مما يسمح بالتدخلات في الوقت المناسب قبل أن تترسخ المفاهيم الخاطئة (عربي.اي(2024). في المناهج التونسية، قد يكون هذا ملحوظًا عند القيام بتمرين باستخدام أدوات تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل Mentimeter.

التحديات والمخاوف

وعلى الرغم من هذه الفوائد، فإن الأبحاث تحدد أيضًا العديد من التحديات التي يمكن معالجتها عند دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في المناهج العلمية التونسية:

  1. خطر الاعتماد المفرط على التكنولوجيا:إن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يضعف تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات الأساسية في تعليم العلوم.
  2. احتياجات تدريب المعلمين:يتطلب التكامل الناجح تدريبًا شاملاً للمعلمين على التقنيات الجديدة، وهو ما قد يفرض تحديات في التنفيذ في البيئات ذات الموارد المحدودة.
  3. موازنة الابتكار التكنولوجي مع الأساليب التقليدية:إن إيجاد التوازن الأمثل بين أساليب الذكاء الاصطناعي المبتكرة وطرق التدريس التقليدية المجربة يمثل تحديًا مستمرًا.
  4. امتلاك البنية التحتية والمعدات اللازمة:في الواقع، يجب إعادة النظر في تدريس العلوم باستخدام أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في تونس بسبب نقص المعدات في معظم المدارس.

إن التكامل الناجح لأدوات الذكاء الاصطناعي في المناهج العلمية التونسية سوف يتطلب التعامل المدروس مع هذه الفوائد والتحديات، مع الاهتمام بشكل خاص بالسياق التعليمي المحدد واحتياجات تلاميذالسنةالخامسة والسادسة.

التطبيقات العملية

أظهرت دراسة الحالة التي أجراها قوبعة فاطمة وعبيد إيمان (2025) على 32 تلميذا  في السنة السادسة أثناء درس العلوم في سنة ا كيف يمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تساهم في تدريس العلوم ضمن المنهج التونسي:

1.استخدام الذكاء الاصطناعي في خط ط الدروس:يمكن للمعلمين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء خطط دراسية تتناسب مع مستوى كل طالب واهتماماته.

2.جمع فرضيات التلاميذ باستخدام Mentimeter أو Kahootاستخدم أدوات مثل Mentimeter أو Kahoot لجمع فرضيات التلاميذ . بهذه الطريقة، يمكن للتلاميذ مشاركة أفكارهم، ويمكن للمعلمين الاطلاع على فهم طلابهم.

3.صور مخصصة للتجاربا ستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل النصوص إلى صور. يُساعد هذا في إنشاء صور مُخصصة للأجزاء التجريبية من الدرس. يستطيع التلاميذ رؤية صور تُطابق ما يحتاجون إلى تعلمه.

4.اختبارات الذكاء الاصطناعي للتقييم:استخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء اختبارات قصيرة تُمكّن المعلمين من تقييم أداء التلاميذ . تُقدّم هذه الاختبارات ملاحظات فورية وتُساعد التلاميذعلى التعلّم بشكل أفضل.

5.إنشاء فيديو لمرحلة الموقف الاستكشافي: يمكن للمعلمين استخدام مولد الفيديو بالذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو مخصصة استنادًا إلى نصوص المواقف الاستكشافية التقليدية.

فجوات البحث والتوجهات المستقبلية

  • فجوات البحث المكتشفة:
  • دراسات الذكاء الاصطناعي المحدودة في علوم المدارس الابتدائية / المتوسطة:

تركز معظم الأعمال على التعليم العالي أو مجالات مثل اللغات والرياضيات. كما أن هناك نقصًا واضحًا في الأبحاث التي تبحث في آثار الذكاء الاصطناعي على تعليم العلوم للسنة السادسة الابتدائي.

  • بحث نادر في السياق التونسي:

الدراسات التونسية المتاحة غالبًا ما تكون واسعة النطاق ولا تتناول تحديدًا المنهج الوطني للعلوم للسنة ين الخامسةوالسادسة. علاوة على ذلك، فإن التقييمات التجريبية لأدوات الذكاء الاصطناعي في تونس محدودة للغاية.

  • دراسات طولية قليلة:

الدراسات الحالية غالبًا ما تكون مقطعية، وتغفل تطور تأثير الذكاء الاصطناعي على تحصيل التلاميذوتحفيزهم مع مرور الوقت. إضافةً إلى ذلك، من الضروري إجراء أبحاث طويلة الأمد لفهم الآثار المستدامة لدمج الذكاء الاصطناعي.

  • عدم وجود تقييمات مقارنة لأدوات الذكاء الاصطناعي:

هناك دراسات قليلة تقارن بشكل مباشر فعالية أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة (على سبيل المثال، Kahoot!، Mentimeter، مقاطع الفيديو التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي) ضمن نفس البيئة التعليمية.

يفتقر البحث إلى المزيج الأمثل من أدوات الذكاء الاصطناعي لتعظيم أداء التلاميذوتحفيزهم.

  • توصيات للبحوث المستقبلية:
  • الدراسات السياقية المحددة:

إجراء بحث تجريبي لتقييم تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على التحصيل والدافعية في مادة العلوم لتلاميذ السنةال سادسة الابتدائي ضمن المنهج التونسي.

  • التحقيقات الطولية:

تنفيذ دراسات لتتبع تأثير الذكاء الاصطناعي على تعلم التلاميذعلى مدى عدة سنوات لتحديد التأثيرات طويلة المدى.

  • التقييمات المقارنة:

إجراء بحث يقارن بين أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة ضمن نفس السياق التعليمي لتحديد الحلول الأكثر فعالية.

إن معالجة هذه الفجوات من شأنها أن توفر رؤى قيمة لصانعي السياسات والممارسين التعليميين الذين يهدفون إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في المناهج العلمية التونسية.

خاتمة

تناولت هذه المراجعة الأدبية الدراسات حول كيفية تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على أداء التلاميذ ودوافعهم، مع التركيز بشكل خاص على فصول العلوم للسنتين الخامسة والسادسة في تونس.

وتظهر النتائج أن أدوات الذكاء الاصطناعي تساعد في تحسين نتائج التلاميذ في العديد من البيئات التعليمية، مع وجود أدلة مستمدة من الأبحاث والدراسات الدولية في الدول العربية مثل تونس ومصر.

تُظهر الأبحاث أن أدوات الذكاء الاصطناعي تُعزز عادةً دافعية التلاميذ، مع أن فعاليتها تعتمد على كيفية استخدامها وعلى الحفاظ على مزيج جيد من التكنولوجيا والتفاعل الشخصي. وعلى وجه الخصوص، تبدو قدرة الذكاء الاصطناعي على تخصيص التعلم وجعله تفاعليًا واعدة للغاية للحفاظ على تفاعل التلاميذ في مواد دراسية صعبة كالعلوم.

إن دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في المناهج العلمية التونسية يمكن أن يوفر العديد من الفوائد، بما في ذلك تجارب التعلم المصممة خصيصًا، وأتمتة المهام الإدارية، وتحسين الوصول إلى التعليم، وأساليب التدريس المبتكرة، والمراقبة المستمرة لأداء التلاميذ.

ومع ذلك، هناك تحديات تحتاج إلى معالجة، مثل المخاوف الأخلاقية، والاعتماد على التكنولوجيا، والتغيرات في أدوار المعلمين، والحاجة إلى التدريب المناسب، وإيجاد التوازن بين الابتكار والتقاليد.

لكي ينجح تكامل الذكاء الاصطناعي، ينبغي على المعلمين استخدام هذه الأدوات كأدوات مساعدة لا كبدائل. يجب أن يكونوا مدربين تدريبًا جيدًا، وأن يستخدموا المحتوى المُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي بحكمة، وأن يطبقوا أساليب التعلم القائمة على الألعاب، وأن يعززوا بيئات تفاعلية.

لا تزال هناك فجوات بحثية مهمة، بما في ذلك الحاجة إلى مزيد من الدراسات حول الذكاء الاصطناعي في تعليم العلوم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية (وخاصة في تونس)، وبحوث ترصد التغيرات بمرور الوقت، ودراسات حول كيفية تكيف المعلمين، ودراسات تقارن فعالية أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة. يمكن للبحوث المستقبلية في هذه المجالات أن تقدم رؤى قيّمة لتحسين دمج الذكاء الاصطناعي في مناهج العلوم التونسية.

وبشكل عام، تشير الأدلة إلى أنه عندما يتم تطبيقها بعناية، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي تتمتع بإمكانات قوية لتعزيز كل من الإنجاز والدافعية بين تلاميذ العلوم في السنة السادسة في تونس، وخاصة عندما يتم استخدامها بطريقة متوازنة تجمع بين التكنولوجيا والتفاعل البشري الأساسي.

مراجع

أديجوزيل، ت.، كايا، م.ح.، وكانسو، ف.ك. (2023). إحداث ثورة في التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي: استكشاف الإمكانات التحويلية لـ ChatGPT. تكنولوجيا التعليم المعاصرة، 15(3)، مقالة الحلقة 429.

المصري، ف. (2024). استكشاف تأثير الذكاء الاصطناعي في تعليم وتعلم العلوم: مراجعة منهجية للبحوث التجريبية. مجلة البحوث في تعليم العلوم، 54، 977-997.https://doi.org/10.1007/s11165-024-10176-3

بشيري، ي.ع.، منسنة ، ح.، وبوخالين، ب. (2023). الذكاء الاصطناعي يُعزز اللعبيّة: تحسين مشاركة التلاميذونتائج التعلّم في التعلّم الإلكتروني والدورات الجماعية المفتوحة على الإنترنت. المجلة الدولية لهندسة التربية، 13(8).

فيلغونا، ج.، ساكيو، ج.، غواني، د.م.، وأوكورونكا، أ.و  (٢٠٢٠). الدافعية في التعلم. المجلة الآسيوية للتربية والدراسات الاجتماعية، ١٠(٤)، ١٦-٣٧.https://doi.org/10.9734/ajess/2020/v10i430273

غارسيا-مارتينيز، آي.، فرنانديز-باتانيرو، ج.م.، فرنانديز-سيريرو، ج.، وليون، س.ب. (2023). تحليل تأثير الذكاء الاصطناعي وعلوم الحوسبة على أداء التلاميذ : مراجعة منهجية وتحليل تلوي. مجلة المناهج الجديدة في البحث التربوي، 12(1)، 171-197.https://doi.org/10.7821/naer.2023.1.1240

هوانغ، جي جيه، وتشن، إن إس (2023). ورقة موقف تحريرية: استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم: التطبيقات والتحديات وتوجهات البحث المستقبلية. تكنولوجيا التعليم والمجتمع، 26(2).https://doi.org/10.30191/ETS.202304_26(2).0014

لي، جي واي، وهوانغ، واي (2022). تحليل تلوي لآثار استخدام روبوتات الدردشة الذكية في تعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في كوريا. دراسات في اللغة الإنجليزية وآدابها، 48(1)، 213-243.

ليمبرجر، م.إ، بريجمان، ج.، ويب، ل.، ومور، م.م. (2012). مهارات نجاح التلاميذ : نظرية قائمة على الأدلة للتغيير المعرفي والاجتماعي لتحصيل التلاميذ . مجلة التربية، 192(2-3)، 89-99.

ليو، د.، تانغ، إكس.، ووانغ، إكس. (2025). دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على التحصيل الدراسي للطلاب: تحليل تلوي. مجلة الحاسوب والتعليم: الذكاء الاصطناعي، 8، المجلد 10، العدد 100-400.

محمود، أ. (٢٠٢٠). تطبيقات الذكاء الاصطناعي: مدخل إلى تطوير التعليم في ظل تحديات جائحة فيروس كورونا (كوفيد-١٩). المجلة الدولية للبحوث في العلوم التربوية، ٣(٤)، ١٧١-٢٢٤.

نيتلاند، ت.، فون دزينجيليفسكي، أو.، تيش، ك.، وكواسنيتشكا، د. (2025). مقارنة مقاطع الفيديو التعليمية من صنع الإنسان ومقاطع الفيديو المُولّدة بالذكاء الاصطناعي: دراسة تجريبية حول تأثيرات التعلم. مجلة الحاسوب والتعليم، 224، 105164.

ساري، هـ.، تومانغور، ب.، وإيفرون، د. (2024). تحسين النتائج التعليمية من خلال أنظمة التعلم التكيفية باستخدام الذكاء الاصطناعي. المعاملات الدولية حول الذكاء الاصطناعي، 3(1)، 21-31.

ساسيكالا، ب.، ورافيشاندران، ر. (2024). دراسة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على نتائج تعلم التلاميذ . مجلة التعلم والتعليم الرقمي، 4(2)، 145-155.

سالاس-بيلكو، س.ز. (٢٠٢٠). تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات على نتائج التعلم البدنية والاجتماعية والعاطفية والفكرية: إطار تحليلي متكامل. المجلة البريطانية لتكنولوجيا التعليم، ٥١(٥)، ١٨٠٨-١٨٢٥.

تيميل، ت.، وسيسور، ك. (2024). تأثير اللعبيّة باستخدام أدوات الويب 2.0 على دافعية متعلمي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية وتحصيلهم الأكاديمي في بيئات التعلم عبر الإنترنت. مجلة SAGE المفتوحة.

توبال، أ.د.، إرين، سي دي، وجيتشر، أ.ك. (2021). تطبيق روبوت المحادثة في مقرر العلوم للسنة  الخامس. التعليم وتكنولوجيا المعلومات، 26(5)، 6241-6265.

تشو، إكس. (٢٠٢٤). بحث حول تطبيق الذكاء الاصطناعي واتجاهاته المستقبلية في التعليم والتدريس. شبكة مؤتمرات SHS، ١٨٧، المقالة ٠٤٠١٧.https://doi.org/10.1051/shsconf/202418704017


أوراق المؤتمرات والتقارير:

تشاو، ل.، تشين، ل.، ليو، كيو.، تشانغ، م.، وكوبلاند، هـ. (2019). منصة قائمة على الذكاء الاصطناعي لأنظمة إدارة التدريس عبر الإنترنت. مجلة الأنظمة الذكية والضبابية، 37(1)، 45-51.


المقالات والتقارير على الإنترنت:

عربي.اي. (2024). أثر الذكاء الاصطناعي في التعليم في مصر [تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم في مصر].https://3arabi.ai/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1/

قوباء، ف.، وعبيد، ع. (2025).فائدة الاستخدامتقنيات الذكاء الصناعي لتعزيزية والتحصيل الدراسي في المادة العلمية الجديدة للسنة  الثالث الإعدادي. المعهد العالي للدراسات الإنسانية التطبيقية بزغون.

محجوب، ب. (2025). الذكاء الاصطناعي والتعليم: ما هي التأثيرات وما هي النتائج؟ القادة.https://www.leaders.com.tn/article/36738-bechir-mahjoub-l-intelligence-artificielle-ia-l-education-quels-impacts-et-quelles-consequences


اكتشاف المزيد من التنويري

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك رد