المنطق الحواري عند بول لورونتزن وكونو لورونتس
تقديم:
ظهر المنطق الحواري في عالم المنطق والفلسفة كمنهج جديد يعيد تشكيل مفهوم الحقيقة، ليجعلها نتاجا للتفاعل الجدلي بين طرفين. وقد أسس هذا المنهج بول لورونتزن وكونو لورونتس، اللذان قدما رؤية تتجاوز الإطار التقليدي للمنطق الكلاسيكي، فأعادا تعريف مفاهيم مثل البرهان والتفنيد بعيدا عن المنطق الكلاسيكي والحدسي، معتمدين على فكرة أن كل قضية يمكن اعتبار صدقها أو كذبها من خلال لعبة حوارية ذات قواعد محددة. وأن الحقيقة لا تُبنى كمجرد قيمة ثابتة، بل كعملية ديناميكية تظهر من خلال الحوار.
هكذا إذن، فالمنطق الحواري يشكل تحولا نوعيا في طريقة التفكير المنطقي، ويقدم أدواتا تحليلية جديدة لفهم أكثر دقة للقضايا المعقدة. إنه بالتالي ليس مجرد نظرية في المنطق والفلسفة، بل أيضا وسيلة لتعزيز التفكير النقدي وإجراء الحوارات المثمرة.
- نشأة المنطق الحواري وتطوره:
ظهر المنطق الحواري في أواخر خمسينيات القرن العشرين بفضل جهود بول لورونتزن، الذي أسس هذا النهج ضمن رؤية تجديدية تجمع بين المنطق والفكر البنائي. لاحقًا، قام كونو لورونتس بتطويره في إطار مدرسة إرلنغن، التي كانت تسعى إلى إرساء دعائم المنطق الحدسي والدفاع عن أسس البناء المنهجي للمعرفة. في البداية، ظل المنطق الحواري مقيدًا بتطبيقات المنطق الكلاسيكي والحدسي من الدرجة الأولى، إلا في حالات نادرة. ومع ذلك، كشفت الدراسات الحديثة عن طبيعته المرنة، التي مكنته من أن يصبح أداة براغماتية شاملة قادرة على تفسير العديد من أشكال المنطق غير الكلاسيكي، وما يميز المنطق الحواري هو بنيته القائمة على قواعد محددة تُقسم إلى قواعد بنيوية وقواعد جزيئية. أحيانًا، يكمن الاختلاف بين نظامين منطقيين فقط في تعديل قاعدة بنيوية واحدة، مع الإبقاء على القواعد الجزيئية كما هي. على سبيل المثال، تختلف الأنظمة الحوارية للمنطق الكلاسيكي والحدسي من الدرجة الأولى في قاعدة بنيوية واحدة فقط، بينما تبقى طرق التعامل مع الجزيئات متطابقة.
وعندما يُعاد تصميم الأنظمة الحوارية لاستيعاب المنطق غير الكلاسيكي، يتم تعديل القواعد الجزيئية أو إضافتها وفقًا لمتطلبات هذا النوع الجديد، غالبًا مع الحفاظ على الطابع البنيوي الكلاسيكي أو الحدسي. هذه المرونة تتيح أيضًا إنشاء نسخ حدسية بسهولة لأي نظام منطقي جديد يُصاغ بهذه الطريقة، مما يعزز من قدرة المنطق الحواري على التوسع والتكيف مع متطلبات المنطق المعاصر.[1]
- المنطق وفكرة الحوار؛
إن المنطق في جوهره لا ينفصل عن فكرة الحوار، ذلك أن صلة المنطق بالحوار تتخذ شكلا أكثر وضوحا وتجليا في مجالين أساسيين: الأول هو فن الجدل وآداب المناظرة، والثاني يكمن في دراسة المغالطات، سواء تلك اللفظية التي تسكن اللغة، أو غير اللفظية التي تختبئ في بنيات المعنى.
ومن هذه الحقول، يخرج المنطق من عزلته الذهنية الباردة ليواجه صخب الجماعة الإنسانية، منتقلا من التفكير الفردي إلى ساحات الجدل التي تموج بالبراهين والحجج. هنا يصبح المنطق شاهدا على انضباط الحوار، لكنه أيضا نذير يحذر من غِواية المغالطة التي تُنسج عمدا لخداع العقل.
ومن هذا التشابك ينبت مفهوم الحوار المنطقي، وهو حوار لا يخضع للعفوية ولا ينساب في مُجريات الحياة اليومية. إنه حوار نُخبوي بطبيعته، لا يدركه إلا من امتلك أدوات المنطق وأتقن فنونه. فالحكماء وحدهم، في عزلة تأملاتهم أو مناظراتهم، هم من يَصُوغون هذا الحوار الملتزم بمعايير العقل ودقته.
ويتميز الحوار المنطقي عن سائر أنواع الحوارات التي تظل حبيسة مجالاتها، فالحوار الديني، مثلا؛ يتناول قضايا الإيمان والعبادات، والحوار الثقافي ينشغل بمسائل الهوية والمعرفة، بينما الحوارات السياسية والاقتصادية تتأرجح بين المصالح والتوازنات. لكن الحوار المنطقي لا يُعنى بالمجال ذاته، بل يركز على هندسة الحوار، قواعده ومقاييسه، مستبعداً العشوائية والزيف.
وهكذا يصبح الحوار المنطقي ركيزة لكل هذه الحوارات، بوصفه المعيار الذي يحميها من السقوط في فخ المغالطات والجدل العقيم. فالحوار الديني يحتاج إلى منطق يبقيه نقيا، والحوار الثقافي يستند إليه ليصير عميقا، وهذا هو الحال مع بقية الحوارات.
ومن هنا، تتجلى القيمة الحقيقية للحوار المنطقي باعتباره مرآة العقل في الحوار الإنساني، ومسار لا غنى عنه لضمان اتساق الفكر مع الواقع.
- مفهوم الحقيقة في المنطق الحواري:
الحقيقة في المنطق الحواري ليست مطلقة أو مستقلة عن الحوار. إنها تُحدد عبر جدل بين طرفين؛ المؤَيِّد (P) والمعارض (O)، فكل حوار يبدأ بطرح قضية على الطاولة، ويتحدد صدقها أو كذبها بناء على مدى قدرة المؤيد على الدفاع عنها مقابل هجمات المعارض.
“Formal truth and general material truth coincide not even on the domain of value-definite propositions.”[2]
(هذا القول يوضح أن الحقيقة الرسمية في المنطق الحواري تختلف عن الحقيقة المادية العامة، حيث لا تعتمد على القيم المطلقة، بل على النتائج الجدلية للحوار.)
- استراتيجيات الفوز ودورها في تحديد الحقيقة؛
إن المنطق الحواري يعتمد على فكرة “استراتيجية الفوز” التي ترتبط بالجدل التفاعلي، وهي خطة مُحْكَمة يَعُدُّها أحد الأطراف لإثبات صحة موقفه أو دحضه للطرف الآخر.
+المؤيِّد (P): يدافع عن القضية A باستخدام الحجج والأدلة والبراهين المناسبة.
+المعارض (O): يهاجم القضية A محاولا كشف تناقضاتها وضعفها.
“Winning strategies for A count as proofs of A, and winning strategies against A as refutations of A.’’[3]
وتعتبر استراتيجية الفوز لصالح A بمثابة براهين للقضية A، وتُعد استراتيجيات الفوز ضد القضية A بمثابة تفنيدات لها.
|يعني هذا أن الحقيقة في المنطق الحواري تعتمد على نجاح المؤيد أو المعارض في تقديم دفاع أو هجوم مقنع ضمن قواعد اللعبة. مما يعزز الطابَع التفاعلي لهذا المنطق|.
بمعنى أن الحقيقة في المنطق الحواري ليست نتيجة لقيم موضوعية أو ثابتة، بل هي نتيجة مباشرة للحوار، حيث يتحدد النجاح أو الفشل ضمن قواعد اللعبة الحوارية.
- أهداف المنطق الحواري؛
إعادة تعريف الحقيقة: بوصفها نتاجا لحوار وليس قيمة جامدة.
تعزيز التفكير النقدي: من خلال تدريب العقل على الحوار المنطقي.
تطوير أدوات جديدة للمنطق: تتجاوز القيود الصارمة للمنطق الكلاسيكي.
تحقيق الحوارات البناءة: خاصة في القضايا الفلسفية المعقدة.
- الأطراف الرئيسة في الحوار؛
المؤيد (P): يدافع عن القضية التي طرحت للحوار.
المعارض (O): يهاجم القضية، محاولا بيان وإثبات ضعفها.
- البنية الأساس للحوار:
يعتمد المنطق الحواري على مجموعة من القواعد الصارمة التي تحكم سير الحوار، منها:
- الحوار يتم بالتناوب بين الطرفين. (S1)؛
ذلك أن الحوار عموما يبدأ من خطوة أولية يقوم بها المؤيد أو المعارض، وبعدها تُدار اللعبة الحوارية بشكل تبادلي؛ حيث أحد الأطراف يهاجم والآخر يدافع وفق قواعد محددة.
والمغزى أن هذه القاعدة تتضمن ديناميكية الحوار وتنظيمه بحيث لا يهيمن أحد من الأطراف على الآخر.
- كل خطوة في الحوار هي إما هجوم أو دفاع. (S2)
الخطوات في الحوار مقسمة إلى؛
+الهجوم: عندما يقوم أحد الأطراف بتحدي خطوة الطرف الآخر.
+الدفاع: عندما يرد الطرف الآخر على التحدي بطريقة منطقية.
ذلك أنه لا يمكن الجمع بين الهجوم والدفاع في نفس اللحظة، وبالتالي فهذه القاعدة تحدد طبيعة كل خطوة وتُبسط مسار اللعبة.
- الهجوم مسموح في أي وقت وغير مقيد بالترتيب. (S3)
أي طرف في الحوار له الحرية التامة في الهجوم على خطوة الطرف الآخر في أي لحظة من الحوار، وهذه القاعدة تشجع على الاستمرار وتجنب الجمود.
- الدفاع يجب أن يُنفذ وفق ترتيب الهجوم. (S4)
عند الرد عن الهجوم، يجب الدفاع عن الخطوة الأخيرة التي تم الهجوم عليها أولا قبل الانتقال إلى الخطوات السابقة. ويمكن تأجيل الدفاع طالما يبقى الهجوم مستمرا. وعليه، فإن هذه القاعدة تُنظم الردود وتمنع الإهمال أثناء الدفاع.
- الدفاع مؤجل حتى انتهاء الهجمات الممكنة. (S5)
الطرف المدافع غير ملزم بالدفاع إذا كانت هناك سلسلة غير منتهية من الهجمات.
هذه القاعدة إذن تحفظ الطبيعة “النهائية” للحوار وتمنع الأطراف من الدخول في دائرة لا تنتهي.
- ترتيب الهجمات يعتمد على قيم محددة (الأعداد الترتيبية). (S6)
أي أنه عند كل هجوم يتم ربط خطوة الهجوم بقيمة ترتيبية محددة، وهذه القيم تُنظم ترتيب الهجمات وتُحدد الأولويات. وبالتالي فالقاعدة هنا، تُضفي طابعا رياضيا دقيقا على الحوار مما يسهم في تماسكه.
- اللاعب الذي يعجز عن اتخاذ خطوة يخسر في اللعبة؛ (S7)
ذلك أنه إذا لم يتمكن أحد الأطراف من الرد (بالهجوم أو الدفاع)، يُعتبر خاسرا للحوار. هكذا فالقاعدة تضمن وصول الحوار إلى نتيجة نهائية، بفوز المؤيد أو المعارض.
وتكمن أهمية هذه القواعد في كونها تُنظم الحوار وتمنع الفوضى، ثم أنها تضمن لتوازن؛ ويظهر ذلك في توزيع الأدوار بين المؤيد أو المعارض بإنصاف، وأيضا فبفضل هذه القواعد يتم تقييم مصداقية الادعاءات أثناء الحوار وبالتالي الوصول إلى الحقيقة.[4]
- أهمية المنطق الحواري، وأمثلة عنه؛
الأهمية:
يعد المنطق الحواري أداة لتحليل القضايا المعقدة.
يعزز التفكير النقدي والقدرة على تقديم الحجج المنطقية.
يُستخدم في التعليم والفلسفة كمنهج للحوار البناء.
أمثلة:
- محاورات أفلاطون:
استخدم أفلاطون على لسان سقراط في محاوراته أسلوب حوار جدلي لاختبار المفاهيم الأخلاقية والمعرفية..
ففي محاورة “مينون” طلب سقراط من مينون تعريف الفضيلة، وعندما قدم له التعريف، استخدم سقراط أسلوب الهجوم (وفقا للقاعدة S3) وذلك بطرح أسئلة تبرز تناقضات التعريف الذي قدمه مينون، وبهذه الطريقة قاد الحوار إلى تصحيح المفاهيم.
- قضايا قانونية أو أخلاقية:
في المحكمة مثلا، يُطبق المحامون نوعا من المنطق الحواري عندما يدافعون عن موقف أو يهاجمون موقف الطرف الآخر. ويتجلى ذلك في؛ عندما يدافع المحامي عن فكرة العدالة مثلا يمكنه استخدام استراتيجيات منطقية تُلزم الطرف الآخر بالرد عليها، وذلك وفقا للقاعدتين (S4 et S5).
- في التعليم والتعلم:
أثناء الحصة مثلا يمكن استخدام هذا النوع من المنطق لمناقشة إشكالية فلسفية ما؛ من قبيل: “هل السعادة هي الغاية النهائية للإنسان؟”، والطلاب هنا يعبرون عن آرائهم ففي خِضٌّمِ النقاش نجد أن هناك مؤيدون ومعارضون. والحوار ينظم عبر خطوات متبادلة تُعزز التفكير التحليلي.
10.مقارنة بين المنطق الحواري والمنطق الكلاسيكي:
يعد المنطق الحواري والمنطق الكلاسيكي من المدخلات الرئيسة في دراسة المنطق والفلسفة، وهما يختلفان بشكل جوهري في طريقة فهم الحقيقة وكيفية التعامل مع البرهان والاستدلال..، ويتجلى هذا الفرق من خلال المقارنة كالتالي:
+مفهوم الحقيقة:
- في المنطق الكلاسيكي: هنا الحقيقة تكون ثابتة ومستقلة عن عملية الاستدلال، وتعتبر موضوعا خارجيا يتم التحقق منها أو دحضها بناء على تطابقها مع الواقع أو المقتضيات المنطقية.
- في المنطق الحواري: تُفهم الحقيقة في هذا السياق كنتاج لتفاعل جدلي بين أطراف الحوار، حيث يتم بناؤها من خلال الهجوم أو الدفاع حول أطروحة معينة، وبالتالي فإنها عملية ديناميكية تتم وفق القواعد.
+البرهان والاستدلال:
- في المنطق الكلاسيكي: البرهان هو سلسلة من الخُطوات المنطقية التي تبدأ من مقدمات ثابتة وصولا إلى نتيجة وفقا لقواعد الاستدلال، ويعتبر البرهان موضوعيا ويعتمد على قوانين مثل مبدأ الهوية، عدم التناقض والثالث المرفوع.
- في المنطق الحواري: التفاعل بين المتحاورين هو الذي يولد البرهان؛ بمعنى آخر أنه ليس مجرد ترتيب منطقي للمقدمات، بل هو استجابة استراتيجية لعدة هجمات أو دفاعات وفقا لقواعد معينة، وهو يرتبط استراتيجيا بالفوز أو الخسارة في الحوار.
+استراتيجيات الاستدلال:
- في المنطق الكلاسيكي: يكون عموما غير مشروط في مساره، أي أنه لا يعتمد على نوعية أو سياق الطرف الذي يستخدمه.
- في المنطق الحواري: يعتمد بشكل كبير على دور كل طرف في الحوار (المؤيد أو المعارض)، حيث يحق لكل طرف الهجوم أو الدفاع وفقا لعدد من القواعد، وتستند النتيجة إلى الفوز أو الخسارة، مما يجعل الاستدلال عملية تفاعلية ومتجددة.
+المرونة والتفاعل:
- في المنطق الكلاسيكي: يعتبر الاستدلالات دقيقة وثابتة، وقد يؤدي الخطأ في خطوة واحدة إلى فشل البرهان بأكمله.
- في المنطق الحواري: توجد مرونة أكبر، إذ يمكن للطرفين تعديل استراتيجياتهما وفقا لحركة الحوار. فالهجوم أو الدفاع قد يتم تأجيلهما إذا كان أحدهما لازال قائما، مما يتيح قدرا من الديناميكية والتفاعل المستمر في العملية.
+الاستعمالات:
- في المنطق الكلاسيكي: يستخدم غالبا في مواقف ثابتة ومحددة مثل الرياضيات والمنطق، حيث يؤكد على الحتمية واليقين.
- في المنطق الحواري: يستعمل في المواقف التي تتطلب مناقشات أو حوارات بين أطراف مختلفة، كما في الفلسفة مثلا.. أو حتى في الحياة اليومية حيث يمكن أن تتغير النتائج بناء على التفاعلات بين الأطراف المختلفة.
وعليه، فالمنطق الحواري والكلاسيكي يمثلان مقاربتين مختلفتين لفهم الحقيقة والاستدلال. بينما يعتمد المنطق الكلاسيكي على الثبات والموضوعية في البرهان، ويسعى المنطق الحواري إلى فهم الحقيقة من خلال التفاعل والمناقشة بين الأطراف. وكل منهما له تطبيقاته واستخداماته الخاصة به، حيث يعد المنطق الحواري الأكثر مرونة وتفاعلا مقارنة بالمنطق الكلاسيكي الأكثر صرامة.
خاتمة:
المنطق الحواري يعد علامة فارقة، فهو ليس مجرد منهج فلسفي؛ بل هو رؤية ثورية تُعيد تشكيل مفهوم الحقيقة وتفسح المجال لعالم من الحوارات المثمرة. وبفضل استراتيجياته الديناميكية وقواعده الدقيقة، يُعد أداة قوية لتطوير التفكير النقدي وتحليل القضايا الجدلية.
المنطق الحواري عند لورونتزن ولورونتس هو دعوة لإعادة التفكير في طبيعة الحقيقة والمنطق، مما يجعله أداة حيوية للفلاسفة والمفك
بيبليوغرافيا:
- Helge Rückert, Logiques dialogiques ‘multivalents.’
- KUNO LORENZ, Basic objectives of dialogue logic in historical perspective, Page 262.
- KUNO LORENZ, Basic objectives of dialogue logic in historical perspective, Page 258.
- KUNO LORENZ, Basic objectives of dialogue logic in historical perspective; Page 259.
[2] KUNO LORENZ, Basic objectives of dialogue logic in historical perspective, Page 262.
[3] KUNO LORENZ, Basic objectives of dialogue logic in historical perspective, Page 258.
[4] KUNO LORENZ, Basic objectives of dialogue logic in historical perspective; Page 259.
اكتشاف المزيد من التنويري
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.