مدخل أولي
نعيش اليوم في مرحلة تحوّل عميق في الواقع الاجتماعي والسياسي، حيث بدأت ثقافة النظام العالمي الأحادي القطب، الذي رعته وطورته الولايات المتحدة والدول الأوروبية، في التحلل والتفكك. هذا النظام، الذي كان يزود العالم بثقافة التصنيف الواضحة بما هو “صح وما هو خطأ”، وكان يضع للعالم المعايير والقيم التي شكلت معتقداته وسلوكياته لأجيال ما بعد الحرب العالمية الثانية دخل دوامات التهافت، الضعف والهرم. لم يعد ما ألفناه “ايلافا” قادرا أن يكون النموذج التفسيري الفاعل. فالبُنى والأيديولوجيات التي كانت توجهنا في تعقيدات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أصبحت الآن غير مجدية.
نحن في هذه اللحظة نعيش حالة من Interregnum (الإنترجنم)، كما وصفها Zygmunt Bauman زيجمونت باومان (ت. 2017) ورفاقه، حيث فقد النظام القديم قوته، ولم يحل محله بدائل أو تتشكل اختيارات كاملة بعد. نحن واقعين في بينيّة قد تكون انتقالية أو هوة فراغ بلا قعر يمكن تسميتها ب الليمنية أو – Liminal Period الفترة الانتقالية كما وصفها (Victor Turner) فيكتور تورنر (ت. 1983)، انها مرحلة من التحول الاجتماعي والثقافي، حيث نجد أنفسنا في موقع “غريب” متشبع باللايقين نتيجة غموض غير مألوف. (Turner, V. (1974. .
في هذه الفترة الانتقالية، نصبح كما وصفها فقهاء الإسلام بـ “أهل الفترة” مقيمين في قعر “مرحلة الفترة”، أي شعب عالق بين عصرين، لا دليل واضح من الماضي ولا رؤية مكتملة للمستقبل (شكري، م. أ. (1988). نحن “غرباء مرحلة الفترة الكبرى” لم تعد اليقينيات القديمة تقدم لنا إجابات، والأطر الجديدة، على الرغم من ظهورها، لم تثبت نفسها كمصادر تثقيفية جديرة باعتمادها.
نحن، على أقل تقدير، في حالة من الارتباك. لم تعد المعايير التقليدية للصواب والخطأ (cultural classificatory system)
(Hall, S. 2002.)، أو النظام الاجتماعي والمعنى، قادرة على توضيح طريقنا. ونحن الآن في حاجة إلى مواجهة التحديات المترتبة على العيش بدون خطوط إرشادية واضحة، والبحث عن مصادر جديدة للاتجاه. إن العالم في مرحلة انتقالية، ونحن نقف على عتبة هذه المرحلة، عالقين بين ما كان وما لم يتشكل بعد.
مدخل ثاني
تفاعل الخيال الاجتماعي لزيجمونت باومان مع تعقيدات الحداثة، حيث كان من أبرز مفاهيمه الإنترجنم أو “الفراغ السياسي” interregnum (Bordoni, C. 2016.). تاريخياً، يشير مفهوم الإنترجنم إلى فترات الانتقال التي يغيب فيها وجود سلطة مركزية واضحة، مثل الفترة بين حكم الأباطرة في الإمبراطورية الرومانية المقدسة (Ourimi, S. 2022.). استعار البولندي باومان هذا المفهوم مباشرة من الايطالي Antonio Gramsci أنطونيو غرامشي الذي كتب: في أواخر عشرينيات أو أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، في أحد دفاتر الملاحظات العديدة التي ملأها خلال سجنه الطويل في سجن توري دي باري: “تكمن الأزمة في حقيقة أن القديم يموت والجديد لا يمكن أن يولد؛ في هذه الفترة الإنترجنمية الانتقالية تظهر مجموعة كبيرة من الأعراض المرضية” (Gramsci, A. 1971.).
وصف البولندي باومان حالة انتزاع أمان اليقين الاجتماعي والسياسي السابق من عالم يستيقظ في عصر مكشوف يتعرض لرياح اللايقينيات الحالية، حيث اعتبر أن البشرية قابعة في عصر الإنترجنَميّة ذات الفراغ السياسي الأكثر تعمقًا في تاريخ الانسان. ويعتقد أن تفكك الهياكل التقليدية للسلطة وظهور مراكز جديدة أصغر حجماً متنافسة حولت المجتمعات إلى “مجتمعات مخاطر” مليئة بالقلق وشتات المؤكدات في زمن مذعور فاقد الطمأنينة.
لا تقتصر تحليلات باومان على مفهوم “risk societies,” – ” مجتمع المخاطر ” فقط، بل تتناول أيضًا ديناميكيات القوة (Power) وأطر المعرفة التي تشكل النظام العالمي المعاصر. تستعرض هذه الورقة مفهوم الإنترجنم /”الفراغ السياسي” لباومان وكيف يرتبط بظهور مراكز جديدة للسلطة، واستبدال الاحتكارات (Monopoly) بنظام قوة متعدد المراكز أو أوليغوبولي (Oligopoly)، وظهور أنظمة معرفية متنافرة وغير متكاملة (“Conflicting and non-integrated knowledge systems”). وتجادل الورقة بأن تأملات باومان تقدم رؤى نقدية لفهم طبيعة المجتمع المعاصر المجزأ وغير المستقر (“Fragmented and Unstable”)، بينما تدمج أيضًا مفهوم المرحلة “الليمنية البينية الانتقالية” (Liminality) لفيكتور تورنر، ومفهوم “أهل الفترة” في الإسلام لإثراء الإطار الفكري لباومان.
1. الفراغ السياسي ومجتمع المخاطر
يصور مفهوم الإنترجنمية من الفراغ السياسي لباومان الانتقال من عالم تحكمه المؤسسات المركزية المستقرة إلى عالم يتسم بالتجزؤ وعدم اليقين. وقد رأى باومان أن تفكك الهياكل التقليدية للسلطة قد أوجد “مجتمعات المخاطر” وهو عنوان كتاب كتبه الألماني أولريش بيك ونظر له (Beck, U. (1992).). ولكن أولريش بيك يذهب أبعد من أطروحته السابقة عندما كتب عن الحداثة المحاسبية Reflexive modernization ليقر في كتابه الثاني أن الحداثة المحاسبية ليس فقط مشروع مجتمعي بل هو بالمقام الأول مشروع فردي (ت. 2015) Ulrich Beck. مما يعني أن كل فرد يمتلك ويمارس حريته الفردانية. مع انخراط الأفراد في الحداثة المحاسبية تتكاثر المرجعيات الذاتية على حساب (Universal Values) الكليات من القيم والمسلمات المجتمعية. فكل ما أن ينخرط الفرد في حداثته يعني مزيد من التشرذم والتفكك مما يعزز تقويض الثوابت الراسخة والأسس الصلبة. استعار باومان مصطلح “مجتمعات المخاطر” من أولريش بيك، ليؤسس لفكرة (Liquid Modernity) أو تسيّل الثوابت الصلبة من يقينيات وقناعات المجتمع وذوبانها لتكون حداثة محاسبية سائلة. منتجة مجتمع يتميز بالمخاوف من عدم الاستقرار الاقتصادي، والأزمات البيئية، وتآكل التماسك الاجتماعي.
2. ظهور مراكز جديدة للسلطة
على عكس الماضي، عندما كانت السلطة في يد مؤسسات الدولة أو الشركات المتعددة الجنسيات، يشهد المجتمع المعاصر اليوم انتشار السلطة إلى مجموعة متنوعة من الفاعلين الأصغر، الذين يمتلكون تأثيراً كبيراً. وزعم باومان أن هذا التحول لا يتعلق فقط باللامركزية بل بظهور نوع جديد من أوليغوبولي (Oligopoly)، حيث تمارس الكيانات الصغيرة (ولكن مؤثرة) سلطات كبيرة. تشمل هذه الكيانات شركات التكنولوجيا، والمنظمات العابرة للدول، والمؤسسات الثقافية، وحتى الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الأوليغوبولية دائمة التغير، حيث يدخل فاعلون جدد ويسهمون في إعادة تشكيل توازن القوى.
يعد ظهور مراكز جديدة للسلطة من السمات البارزة في الفراغ الإنترجنمي السياسي لباومان. فالمؤسسات التقليدية للدولة والشركات متعددة الجنسيات لم تعد تملك السيطرة الحصرية على السلطة السياسية والاقتصادية. بدلاً من ذلك، ظهرت فاعلون أصغر ولكنهم شديدو التأثير، مما يعيد تشكيل النظام العالمي. وهذه الكيانات التي تشمل شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل، وآبل، وأمازون، التي تمتلك تأثيراً يعادل تأثير الدول القومية، بينما تتحرك الحركات الاجتماعية مثل MeToo أو Extinction Rebellion لتعبئة ملايين الأفراد ودفع التغيير النظامي.
3. التعددية المعرفية في عالم مجزأ
أحد أبرز تبعات الفراغ الإنترجنمي السياسي هو ظهور ما وصفه باومان بـ “عالمية المعرفة متعددة الصلاحيات”. في الماضي، كانت احتكارات السلطة تفرض سرديات واحدة مهيمنة لتشكيل الفهم الاجتماعي والثقافي. اليوم، تجلب انتشار مراكز القوة معها تعددية كبيرة في الأنظمة المعرفية. هذه الأشكال المتنوعة من المعرفة، المنتجة من قبل فاعلين ثقافيين واجتماعيين وسياسيين مختلفين، تتعارض أحياناً ولا تكمل بعضها البعض. تفيض الحداثة السائلة عبر الحدود، عبر البلاد ونسمع لغات متعددة على كوكبنا، تعكس كل منها ثقافات مختلفة. هذا يعزز التنوع ويضخم الشعور بالغموض الناتج عن التواجد في مرحلة الفراغ الانترجنومي السياسي (interregnum).
إن رؤية باومان لهذه التعددية المعرفية تبرز عالماً لا يوجد فيه حقيقة عالمية مقبولة. بدلاً من ذلك، تواجه المجتمعات روايات متنافسة.
كون يتسم بفضاء عالمي مليء بمعارف ذات مراجع غير متوافقة. على سبيل المثال، يتعايش الإجماع العلمي بشأن تغير المناخ بشكل غير مريح مع الروايات المناهضة لتغير المناخ؛ تتنافس وسائل الإعلام التقليدية مع وسائل الإعلام البديلة ونظريات المؤامرة على ثقة الجمهور. هذا التعدد في المعرفة يجعل من بناء الإجماع مهمة صعبة للغاية، مما يساهم في الاستقطاب والتجزؤ الاجتماعي.
في رأي باومان، يمكن أن يؤدي هذا التعدد المعرفي إلى تقويض العمل الجماعي ويجعل التعاون العالمي أكثر صعوبة. فكل مركز قوة، مع نظامه الخاص لإنتاج المعرفة والتحقق منها، يفرض رؤيته الخاصة للواقع، مما يؤدي إلى غياب الفهم المشترك وتفكيك النسيج الاجتماعي.
4. المرحلة “الليمنيّة البينية الانتقالية” (Liminality) لفيكتور تورنر
نوعية الغموض أو الارتباك الذي يحدث في المرحلة الوسطى من شعائر الانتقال، عندما لا يستطيع المشاركون الاحتفاظ بوضعهم قبل الشعائر، ولم يبدؤوا بعد بالانتقال إلى الحالة التي سيكونون عليها عند اكتمال الشعائر. خلال المرحلة الحدية من الشعائر، «يقف المشاركون على العتبة» بين طريقتهم السابقة في بناء هويتهم، أو وقتهم، أو مجتمعهم، وطريقة جديدة ستنتج عن هذه الشعائر.
Turner, V., Abrahams, R., & Harris, A. (1996).
يضيف مفهوم “الليمنية البينية الانتقالية” ، الذي طوره الأنثروبولوجي فيكتور تورنر، بُعدًا أساسيًا لفهم أطروحة الفراغ الإنترجنمي السياسي لباومان. نشأت فكرة المرحلة الانتقالية من عمل تورنر حول طقوس المرور، حيث يمر الأفراد خلال فترة انتقالية، غالبًا ما تكون مميزة بعدم اليقين والغرابة، بين حالتهم السابقة ودورهم الاجتماعي الجديد. يتميز هذا المرحلة، التي سماها المرحلة الانتقالية، بتعليق الأنماط الاجتماعية القائمة، مما يخلق فضاءً حيث يكون المشاركون لا في دورهم القديم ولا في دورهم الجديد بعد، وعادةً ما يشعرون بالحيرة وعدم الاستقرار.
يتماشى إطار تورنر حول مرحلة “الليمنية البينية الانتقالية” مع مفهوم الفراغ الانترجنومي السياسي لباومان. يصف كلا المفهومين فترات لا تكون فيها الهياكل الحالية فعالة، ولم تظهر الهياكل الجديدة بعد. تمامًا كما تزعزع المرحلة الانتقالية النظام الاجتماعي التقليدي، فإن الفراغ السياسي لباومان يعني فترة تعليق للقيم والمعايير الاجتماعية والسياسية، مما يترك الأفراد والمجتمعات في حالة من عدم اليقين العميق. تساعد هذه التشابهات المفاهيمية في تفسير الشعور بالضياع الاجتماعي الذي يميز الحداثة السائلة لباومان، وهي عصر حيث الاستقرار نادر، واللامعرفة تسود. يفيدنا أن نستوعب مرونة أطروحة “الليمنية البينية الانتقالية”. فهي تتحدث تارة عما يمر به الفرد من حالة غموض وتوشوش رؤيوي عند الانتقال من عمر المراهقة الى عمر الشباب. فكل قناعات عمر المراهقة تنهار وتقحم كل فردا فينا حقبة “الليمنية البينية الانتقالية” المتصفة بسقوط قناعات المراهقة وعدم قدرتها على توفير معاني لحقبة النضوج. الأمر لا يقتصر على مرتحل عمر الانسان فبومان يوسع “الليمنية البينية الانتقالية” في اطروحته المتشكلة في مفهوم الفراغ الانترجنومي السياسي حيث يتحدث عن أمور كثيرة من مثل اللايقنيات التي تحدثها التكنولوجيا مع عالم ما قبل التكنولوجيا بل اللايقنيات التي تحدثها قفزة نوعية في جزئية تقنية على كل النسق التقني من قفزات براديمية. باومان أخذ مفاهيم سابقية وأعطاها جرعات استيعابية متقدمة ومتطورة.
5. مفهوم أهل الفترة في الإسلام وأهميته
يشير مفهوم “أهل الفترة” في الإسلام إلى الأشخاص الذين يقبعون في قعر “مرحلة الفترة”. أشخاص عاشوا في فترة انتقالية دينية أو اجتماعية، غالبًا بين الرسائل الإلهية أو تعاليم الأنبياء. في الفكر الإسلامي (حسين، م. ،2010)، يُعتقد أن أهل الفترة هم أولئك الذين لم يتلقوا رسالة واضحة أو تعليمات مباشرة من نبي ولكنهم مع ذلك مسؤولون عن أفعالهم أمام الله (شكري، م. أ. (1988). يحمل هذا المفهوم، رغم طابعه الديني، دلالات اجتماعية وفلسفية مهمة عندما نأخذ في الاعتبار فترات الانقطاع الانترجنومية الاجتماعي أو الثقافي، مثل تلك التي تتميز بها أطروحة الفراغ الانترجنومي السياسي لباومان أو أطروحة المرحلة “الليمنية البينية الانتقالية” لتورنر.
في هذه الفترة الانتقالية، نصبح كما وصفها فقهاء الإسلام بـ “أهل الفترة” مقيمين في قعر “مرحلة الفترة”، أي شعب عالق بين عصرين، لا دليل واضح من الماضي ولا رؤية مكتملة للمستقبل (شكري، م. أ. (1988). نحن “غرباء مرحلة الفترة الكبرى” لم تعد اليقينيات القديمة تقدم لنا إجابات، والأطر الجديدة، على الرغم من ظهورها، لم تثبت نفسها كمصادر تثقيفية جديرة باعتمادها.
في سياق الفراغ السياسي لباومان، يمكن أن يُرى مفهوم أهل الفترة كعدسة مهمة لفهم كيفية تعامل المجتمعات مع فترات عدم اليقين والتحول. تمامًا كما كان الأشخاص في الفترة يعيشون بين رسالات، قد تجد المجتمعات المعاصرة نفسها في حالة المرحلة الانتقالية—محصورة بين تفكك الهياكل القديمة وظهور الجديدة. وعلى الرغم من غياب الإرشاد الواضح، يجب على هذه المجتمعات أن تتعامل مع فترة التحول هذه وتواصل سعيها نحو التجديد أو التحول.
6. تداعيات التحول الاجتماعي والسياسي
تتلاقى مفاهيم الفراغ الانترجنومي السياسي لباومان والمرحلة “الليمنية البينية الانتقالية” لتورنر مع مفهوم “أهل الفترة” الاسلامية لتقديم إطار قوي لفهم التحول الاجتماعي والسياسي في عصر التغيير السريع. تشير جميع هذه المفاهيم إلى حالة من الاضطراب والانتقال، حيث يجب على الأفراد والمجتمعات التكيف مع وضع جديد مليء بالتحديات والفرص. بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه الأطر فهماً عميقاً للكيفية التي يمكن للمجتمعات أن تواجه التحديات المعاصرة وتعيد تشكيل هوياتها وتأسيس آفاق جديدة من التعاون والتضامن.
المراجع العربية
حسين، م. (2010). أهل الفترة: دراسة عقدية. مجلة قطاع أصول الدين، جامعة الأزهر، 5(5)، 2271-2326.
شكري، م. أ. (1988). أهل الفترة ومن في حكمهم. دمشق – بيروت: دار ابن كثير.
المراجع الغربية
Beck, U. (1992). Risk society: Towards a new modernity (1st ed.). SAGE Publications Ltd.
Beck, U., Giddens, A., & Lash, S. (1994). Reflexive modernization: Politics, tradition, and aesthetics in the modern social order. Stanford University Press.
Bauman, Z. (2000). Modernity and the Holocaust. Cornell University Press.
Bordoni, C. (2016). Interregnum: Beyond liquid modernity (Culture & Theory). Transcript Publishing.
Gramsci, A. (1971). Selections from the prison notebooks (Q. Hoare & G. Nowell Smith, Eds. & Trans.). International Publishers. (Original work published 1929-1935).
Hall, S. (2002). Representation: Cultural representations and signifying practices. SAGE Publications.
Turner, V., Abrahams, R., & Harris, A. (1996). The ritual process: Structure and anti-structure. Routledge. (Original work published 1969).
Turner, V. (1974). Liminal to liminoid, in play, flow, and ritual: An essay in comparative symbology. Rice Institute Pamphlet – Rice University Studies, 60(3). Rice University. https://hdl.handle.net/1911/63159
Ourimi, S. (2022). Cultural life during the English interregnum (1649-1660): Poetry, music, and theatre. Journal of Critical Reviews, 9(5), 497. https://doi.org/10.31838/jcr.09.05.81
___________
*د. محمد الزكري القضاعي/ أنثروبولوجيا المعارف/ خريج معهد الدراسات الإسلامية/اكستر – بريطانيا.