القيادات الدينيَّة ودورها في تحقيق السلم العالمي

image_pdf

خلال مشاركتنا في “منتدى أبو ظبي للسلم” في دورته التاسعة “عولمة الحرب وعالمية السلام” قدمنا ورقة عمل بعنوان “القيادات الدينية ودورها في تحقيق السلم العالمي”، ركزنا فيها على الدور الحساس والمهم الذي يلعبه العلماء في تحقيق السلم أو إذكاء الصراعات فزلة العالم زلة العالم، خصوصاً أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) قد نبه في حديثه على أهمية العلماء وتأثيرهم إن كان إيجابياً أو سلبياً على المجتمع بقوله: “صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس، العلماء والأمراء”.

إننا نشيد بالدور الجوهري الذي يلعبه العلماء في التأثير الإيجابي على الأفراد والمجتمعات باعتبار أنهم ورثة الأنبياء، وعلى رأس مهامهم العمل على حفظ السلم وتعزيز قيم التعايش والتسامح، وتحديد ما يمكنهم القيام به خصوصاً في مواجهة بؤر التوترات وساحات الاقتتال في مختلف مناطق العالم، ومدى قدرتهم على العمل لتعزيز المحبة والطمأنينة لدى البشرية، في ظل المخاوف والتحديات الأمنية التي باتت تشكل تهديداً لأمن المجتمعات الإنسانية وسكينتها، وضرورة تدخل القيادات الدينية بحكمتها للمساهمة في تحقيق سبل الحوار والتضامن بين الشعوب، وتعزيز عوامل الاستقرار وإرساء السلام من خلال الانفتاح والوعي بالمشتركات الدينية والروحية والإنسانية بين مختلف الأديان والمجتمعات.

وعليه، فإننا قدمنا مقترحاً بمثابة خارطة طريق لتحقيق أهداف الملتقى ولتفعيل دور العلماء والقيادات الدينية في إرساء التعايش المجتمعي والسلام العالمي عبر:

– تأسيس هيئة تجمع أهم القيادات الدينية مهمتها التواصل والاتفاق على الالتزام بالتعارف والحوار والعمل المشترك بين هذه القيادات.

– تعمل الهيئة على تجديد الخطاب الديني وتنقيته وتعزيز قيم التسامح ونشر منهج الاعتدال والوسطية والانفتاح على الآخر.

– تؤكد الهيئة على رفض خطاب الكراهية وتحريم التحريض على العنف وتجريمه من خلال الشرائع كافة.

– تجريم الحروب المعاصرة من خلال القوانين والنصوص الدينية؛ باعتبارها تشكل أداة لقتل العباد وتخريب البلاد، مصداقاً لقوله تعالى: “ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين”.

وفي الختام، نأمل أن يكون هذا المقترح فيه خير للإنسانية، فنحن سعينا انطلاقاً من إيماننا بقيم ديننا وإنسانيتنا التي تدعو إلى السلم والأمان، إلى إطلاق مقترحنا الذي نصبو من خلاله الى بلوغ الهدف السامي الذي نتمنى جميعاً أن يتحقق من خلال هذا الملتقى المبارك، والذي يتمثل في إحلال السلام العالمي عبر تفعيل دور القيادات الدينية والروحية والله ولي التوفيق.


*أمين عام المجلس الإسلامي العربي.

جديدنا