وفاة موسى عليه السلام

image_pdf

ورد الحديث عن موسى-عليه السلام- في مجموعة من المواضع  بالقرآن الكريم، لكن لم يذكر لنا -القرآن الكريم- شيء عن وفاته صلى الله عليه وسلم، لحكمة الله أعلم بها. وإنما وردت إشارات في الأحاديث النبوية الشريفة كما سيأتي.

 بينما نجد في التوراة بعض التفاصيل لذكر وفاته- صلى الله عليه وسلم-، وكذلك ذكر لبعض المسائل التي حدثت قبل وفاته –عليه السلام- وبعدها.

وإنّنا لنعلم الكثير عن حياته-عليه السلام- ولكننا لا نحيط بتفاصيل وفاته علما، كما يقول أدسن مارتن:

Nearly everyone has studied about the life of Moses. Few of us have studied much about his death. In fact، there is little in the Bible on the subject. But what is there، is very interesting.[1]

ويمكن عرض هذا البحث كما يلي:

1*وفاة موسى-عليه السلام-من خلال الحديث النبوي الشريف.

2*وفاة موسى-عليه السلام-من خلال التوراة[2].

1*وفاة موسى-عليه السلام-من خلال الحديث النبوي الشريف:

ذكر الإمام محمد بن إسماعيل -رحمه الله –في صحيحه، تحت باب: “وفاة موسى وذكره بعد“؛ هذا الحديث الشريف عن أبي هريرة –رضي الله عنه –قال: «أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام،فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال:ارجع إليه، فقل له يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال، فالآن،قال:فسال الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر». قال أبو هريرة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كنت ثم لأريتكم قبره،إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر»[3].

معنى الحديث أن الله –تعالى-أرسل ملك الموت( إلى موسى-عليهما السلام-) في صورة آدمي وكان عمر موسى-عليه السلام-إذ ذاك مائة وعشرين سنة فلما جاءه ظنه آدميا حقيقة، تسور عليه منزله بغير إذنه ليوقع به مكروها فلما تصور ذلك( صكه)،(فرجع) ملك الموت( إلى ربه فقال) رب (أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت) قال له ربه (ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور) أي على ظهر ثور(  فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال) موسى-عليه السلام- (أي رب ثم ماذا) يكون بعد هذه السنين حياة أو موت (قال) الله عز وجل( ثم) يكون بعدها (الموت قال موسى) –عليه السلام- (فالآن) يكون الموت( قال) أبو هريرة-رضي الله عنه-( فسال الله) عز وجل  موسى( أن يدنيه) يقربه من الأرض المقدسة  ليدفن بها لشرفها( رمية بحجر )أي دنوا لو رمى رام بحجر من ذلك الموضع الذي هو موضع قبره لوصل إلى بيت المقدس وكان موسى إذ ذاك بالتيه و إنما سال الإدناء ولم يسال نفس بيت المقدس لأنه خاف أن يشتهر قبره عندهم فيفتنوا به.

قال ابن عباس-رضي الله عنه- لو علمت اليهود قبر موسى وهرون-عليهما السلام- لاتخذوهما الهين من دون الله . قال أبو هريرة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كنت ثم لأريتكم قبره،إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر»[4]

وفي حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مررت على موسى ليلة اسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره » رواه مسلم[5].

2- وفاة موسى-عليه السلام-من خلال التوراة:

تذكر التوراة أن موسى عليه السلام عندما اقترب أجله ،قام بمجموعة من الأعمال، منها:

1*أوصى يشوع ،وذكر له أنه سيدخل ببني إسرائيل الأرض المقدسة.تقول التوراة:

7فَدَعَا مُوسَى يَشُوعَ، وَقَالَ لَهُ أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ: «تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَدْخُلُ مَعَ هذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآبَائِهِمْ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا، وَأَنْتَ تَقْسِمُهَا لَهُمْ. 8وَالرَّبُّ سَائِرٌ أَمَامَكَ. هُوَ يَكُونُ مَعَكَ. لاَ يُهْمِلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ. لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ»[6].

2.كتب التوراة،وأوصاهم-أي بني اسرائيل- بالعمل بمحتواها؛ 9وَكَتَبَ مُوسَى هذِهِ التَّوْرَاةَ وَسَلَّمَهَا لِلْكَهَنَةِ بَنِي لاَوِي حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ، وَلِجَمِيعِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ[7].

وَيَحْرِصُوا أَنْ يَعْمَلُوا بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ التَّوْرَاةِ[8].

3. كتب النشيد بأمر من ربه، وعلمه لبني إسرائيل لكي يكون شاهدا عليهم، يقول: 1«اِنْصِتِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ فَأَتَكَلَّمَ، وَلْتَسْمَعِ الأَرْضُ أَقْوَالَ فَمِي. 2يَهْطِلُ كَالْمَطَرِ تَعْلِيمِي، وَيَقْطُرُ كَالنَّدَى كَلاَمِي. كَالطَّلِّ عَلَى الْكَلاءِ، وَكَالْوَابِلِ عَلَى الْعُشْبِ. 3إِنِّي بِاسْمِ الرَّبِّ أُنَادِي. أَعْطُوا عَظَمَةً لإِلهِنَا. 4هُوَ الصَّخْرُ الْكَامِلُ صَنِيعُهُ. إِنَّ جَمِيعَ سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لاَ جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ[9].

كما قام عليه السلام بأعمال أخرى وردت في التوراة، وخاصة في سفر التثنية، بعد ذلك كلم الرب موسى-عليه السلامفِي نَفْسِ ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: 49«اِصْعَدْ إِلَى جَبَلِ عَبَارِيمَ هذَا، جَبَلِ نَبُو الَّذِي فِي أَرْضِ مُوآبَ الَّذِي قُبَالَةَ أَرِيحَا، وَانْظُرْ أَرْضَ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا أُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مُلْكًا، 50وَمُتْ فِي الْجَبَلِ الَّذِي تَصْعَدُ إِلَيْهِ، وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِكَ، كَمَا مَاتَ هَارُونُ أَخُوكَ فِي جَبَلِ هُورٍ وَضُمَّ إِلَى قَوْمِهِ. 51لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادَشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ، إِذْ لَمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 52فَإِنَّكَ تَنْظُرُ الأَرْضَ مِنْ قُبَالَتِهَا، وَلكِنَّكَ لاَ تَدْخُلُ إِلَى هُنَاكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا أُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ»[10].

1وَصَعِدَ مُوسَى مِنْ عَرَبَاتِ مُوآبَ إِلَى جَبَلِ نَبُو، إِلَى رَأْسِ الْفِسْجَةِ الَّذِي قُبَالَةَ أَرِيحَا، فَأَرَاهُ الرَّبُّ جَمِيعَ الأَرْضِ مِنْ جِلْعَادَ إِلَى دَانَ، 2وَجَمِيعَ نَفْتَالِي وَأَرْضَ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى، وَجَمِيعَ أَرْضِ يَهُوذَا إِلَى الْبَحْرِ الْغَرْبِيِّ، 3وَالْجَنُوبَ وَالدَّائِرَةَ بُقْعَةَ أَرِيحَا مَدِينَةِ النَّخْلِ، إِلَى صُوغَرَ. 4وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «هذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَائِلاً: لِنَسْلِكَ أُعْطِيهَا. قَدْ أَرَيْتُكَ إِيَّاهَا بِعَيْنَيْكَ، وَلكِنَّكَ إِلَى هُنَاكَ لاَ تَعْبُرُ». 5فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. 6وَدَفَنَهُ فِي الْجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ[11].

7وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، وَلَمْ تَكِلَّ عَيْنُهُ وَلاَ ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ[12].

8فَبَكَى بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا. فَكَمُلَتْ أَيَّامُ بُكَاءِ مَنَاحَةِ مُوسَى.[13]


*                    The Death of Moses by ; Adison Martin.                                                               1*

2*وخاصة سفر التثنية,الذي ذكر مجموعة من المسائل تتعلق بوفاة هذا النبي الجليل-عليه الصلاة والتسليم-.

                  

3*صحيح البخاري؛ كتاب:«أحاديث الأنبياء», باب:{ وفاة موسى وذكره بعد}, رقم:3407.

4*عن إرشاد الساري؛ ص:387-388, بالتصرف.

5*منقول عن:دراسات في اليهودية والمسيحية, ص:78-79, محمد ضياء الرحمان.

6*سفر التثنية,الاصحاح31,أعداد:7-8.

7*المرجع السابق, 8-9.

8-المرجع السابق,عدد:12.

 9*المرجع السابق,الاصحاح32,أعداد:1-2-3-4.

10*المرجع نفسه,الاصحاح32’أعداد:من49الى51.

11*المرجع نفسه,الاصحاح34,أعداد:من1الى6.

12* المرجع نفسه,الاصحاح34,عدد:7.

13* المرجع نفسه,الاصحاح34,عدد8.

 

 

 

 

جديدنا