“الهمجية.. زمنُ علمٍ بلا ثقافة” لميشيل هنري

image_pdf

صدر حديثًا عن دار الساقي ببيروت النسخة العربية من كتاب الفيلسوف الفرنسي ميشيل هنري “الهمجية: زمنُ عِلمٍ بلا ثقافة”، بالفرنسية La barbarie، ترجمة جلال بدلة. يمثل هذا الكتاب نقدًا فلسفيًا من قبل هنري للحياة المعاصرة، للإمكانات المتزايدة للعلم والتكنولوجيا لتدمير جذور الثقافة وقيمة الإنسان الفرد. وفقًا لهنري، فإن الهمجية هي نتيجة لانخفاض قيمة الحياة البشرية والثقافة التي يمكن إرجاعها إلى التوسع في الاعتماد على المعايير الكمية، والطريقة العلمية والتكنولوجيا على جميع جوانب الحياة الحديثة. يطرح الكتاب كذلك نقدًا عميقًا للرأسمالية والتكنولوجيا والتعليم، ويقدم نظرة ثاقبة قوية للآثار السياسية المترتبة في هذا السياق. ويفتح أيضًا حوارًا جديدًا مع مفكرين ونقاد ثقافيين مؤثرين آخرين، مثل ماركس وهوسرل وهايدجر.[[1]]

ولد ميشيل هنري في 10 يناير\ كانون الثاني 1922 في هايفونغ في فيتنام (الهند الصينية الفرنسية آنذاك). بعد وفاة والده، عادت العائلة إلى باريس في عام 1929. التحق هنري في باريس بمدرسة هنري الرابع المرموقة، وتخرج بأطروحة ماجستير عن الفيلسوف باروخ سبينوزا في عام 1943. وبعد فترة وجيزة من تقديم أطروحته، انضم هنري إلى المقاومة الفرنسية. وفي نهاية عام 1944 عاد هنري إلى باريس، وحصل على شهادة الدراسات العليا في الفلسفة في عام 1945.[[2] 

فضل هنري العمل في جامعة بجنوب فرنسا على تبوئ منصب في جامعة السوربون، حيث عين في عام 1960 في جامعة مونبلييه، حيث ظل أستاذاً حتى تقاعده عام 1982. كرس هنري حياته المهنية الفلسفية بالكامل لتطوير فنومينولوجيا الحياة الخاصة به، وقدم في هذا الإطار العديد من المؤلفات المنشورة: Marx “ماركس” (1976)، Genealogy of Psychoanalysis “جينالوجيا التحليل النفسي” (1985)، Seeing the Invisible  “رؤية غير المرئي” (1988)، Material Phenomenology “ظواهر المادة” (1990)، I Am the Truth “أنا الحقيقة” (1996)، Incarnation  “التجسد” (2000). إضافة إلى ذلك، قام هنري بتأليف أربع روايات، حصلت إحداها على جائزة Prix Renaudot في عام 1976. وقد توفي ميشيل هنري في 3 يوليو\ تموز 2002 في ألبي، فرنس.

جديدنا