المشكلات الصحيَّة في محافظة الحديدة

image_pdf

                                        

ملخّص الدراسة

هدفت الدراسة الوقوف على المشكلات الصحيَّة القائمة التي يعانيها سكان محافظة الحديدة ، وترتيبها وتحديد أولوياتها من حيث درجة الأهميَّة ( التأثير ) ودرجة الشيوع ( الانتشار ) . ولتحقيق ذلك قام الباحث بوضع قائمة بالمشكلات الصحيَّة تكونت من ( 89 ) مشكلة صحيَّة،توزعت في أربعة مجالات،وذلك بواقع ( 16 ) مشكلة صحيَّة في مجال الأم والطفل،و ( 22 ) مشكلة صحيَّة في مجال الغذاء والبيئة،و ( 24 ) مشكلة صحيَّة في مجال الأمراض المعدية والمتوطنة،و( 27 ) مشكلة صحيَّة في السلامة الشخصيَّة وصحة الفرد،وذيلت القائمة بسؤال مفتوح لإضافة المشكلات الصحيَّة التي لم ترد في القائمة،وفقاً لتقديرات المستجيب من أفراد العينة . ووزعت القائمة على جميع الأطباء العاملين في المؤسسات الصحيَّة الحكوميَّة بمدينة الحديدة،وكان عدد القوائم المعتمدة التي أخضعت للتحليل ( 34 ) قائمة تمثل عدد أفراد العينة .

وقد أشارت النتائج أن تقديرات أفراد العينة للمشكلات الصحيَّة من حيث الأهميَّة تمثلت بسوء التغذية   واسهالات الأطفال والولادة المتقاربة،أما من حيث درجة شيوع المشكلات الصحيَّة وانتشارها فقد مثلت الملاريا والتدخين وضعف أنظمة جمع النفايات وصرفها مضغ القات المشكلات التي احتلت مركز الصدارة من بين المشكلات الصحيَّة التي تضمنتها القائمة .

  وقد أسفرت نتائج الدراسة عن مجموعة من التوصيات التي أكدت على ضرورة إعطاء المزيد من الاهتمام والعنايَّة بصحة الأم والطفل ووضع البرامج والمعالجات المناسبة لرفع مستوى صحة الأم والطفل, ووضع خطة تتضمن الإجراءات والمعالجات المناسبة لمكافحة الأمراض المعدية والمتوطنة والوقايَّة منها،والعمل على تحسين الوضع الغذائي والبيئي للسكان،والاهتمام بالدور التربوي لوزارة التربيَّة والتعليم،ووضع الخطط المناسبة لرفع مستوى الوعي الصحي في المجتمع . 

مرَّت اليمن في الماضي بأوضاع صحيَّة غاية في السوء والتردِّي، حيث لم يسجَّل في يمن ما قبل الثورة أي مظهر من مظاهر الرعاية الصحيَّة (الميتمي، 1991)، وبرغم كل الجهود المبذولة في مجال الصحة، لا يزال سكان اليمن يعانون من نقص في مجال الخدمات الصحيَّة، ومن تدنٍ في مستوى صحة الفرد، فما أنجز في هذا المجال، لا يزال متواضعاً، ولا يلبِّي حاجات السكَّان (الشرجبي وآخرون، 1991).

كما أن النظام الصحي بالمفهوم الحديث لم يظهر في اليمن إلا بعد قيام ثورتي (26 سبتمبر و 14 أكتوبر)، وتوالت جهود الحكومات اليمنيَّة منذ ذلك الحين، بهدف توسيع وتطوير النظام الصحي بشكل فعَّال ليلبي حاجات البلاد.

وتدل المؤشِّرات الاحصائيَّة في المجال الصحي على أن الجمهوريَّة اليمنيَّة من الدول التي تعاني من معدّلات وفيات عالية، وبخاصَّة بين الرضع والأطفال، والأمهات، ومن انتشار الأمراض المعدية والمتوطنة، وأمراض سوء التغذية، بالإضافة إلى ما يعانيه المجتمع اليمني من التأثيرات الناجمة من تلوث البيئة، وتدهورها، وقصور التغطية الصحيَّة (الجهاز المركزي للإحصاء، 1992).

وبصورة عامَّة فإن جميع البيانات تدل على أن وفيات الأمهات في اليمن من أعلى النسب في العالم، ويعكس ذلك مدى ضعف الخدمات الصحيَّة، فوفيات الأمهات تعدّ من أهم قضايا الصحة العامَّة (عبد الغني وآخرون، 1996)، إذ أن فقدان  الأم لا يعني رقما في السجلات، بل يعني خسارة حقيقيَّة، ذات آثار ونتائج اجتماعيَّة واقتصاديَّة سيئة على مستوى النمو الشامل للدولة.

لذلك فإن تبني أهداف المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، بالعمل على خفض معدَّل وفيات الأمومة ينبغي أن يتصدَّر جميع الأولويات، وأن يوضع في مقدمة أهداف السياسات والبرامج الصحيَّة (الصبري وآخرون، 1996).

 وفيما يتعلق بصحة الطفل في الجمهوريَّة اليمنيَّة، فأنه يشترك مع الوضع الصحي للأم، لأن الظروف والعوامل التي تحيط بالأم وتؤثِّر على صحتها، هي نفس الظروف والعوامل التي تحيط بالطفل، وتؤثِّر على صحته، هذا إذا استثنينا العلاقة الوثيقة بين الأم والطفل وما يترتَّب عليها من تأثير متبادل فيما بينهما.

 وتقدَّر نسبة وفيات الأطفال في الجمهوريَّة اليمنيَّة بحسب التقديرات الرسميَّة لعام 1991، بـ 130 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حيَّة. وتمثِّل هذه النسبة انخفاضاً ملحوظاً بمقدار 40% مقارنة بالعقود الثلاثة الماضيَّة التي كانت تصل إلى 220 حالة في أواخر الخمسينيات، وحوالي 180 حالة في أواخر السبعينيات. ومن الأهداف الوطنيَّة التي تتبناها الدولة في هذا المجال، خفض هذه النسبة إلى 60 حالة بحلول عام 2000 (منظمة اليونيسف، 1992).

وتشكل الأمراض المتعلقة بنقص أو  بسوء التغذية السمة البارزة للوضع الصحي في اليمن، وتتعدَّى معدّلات أمراض سوء التغذية وشدّتها مثيلاتها في الكثير من الدول. وفي هذا المقام فإن هذه المعدّلات مرتفعة في اليمن مقارنة بالدول العربيَّة عدا موريتانيا والسودان.

ومن الناحية العمليَّة تسهم أمراض سوء التغذية في زيادة معدل وفيات الرضع  و الأطفال، وانخفاض توقّعات الحياة عند الميلاد، وتؤكِّد تقديرات اليونيسف أن نسبة الأطفال المصابين بسوء التغذية في الجمهوريَّة اليمنيَّة في مطلع التسعينيات تصل إلى 30% (بامطرف وآخرون، 1996).

ويعاني غالبيَّة السكان في اليمن من نقص وسوء في التغذية، فالمواطن اليمني يعاني في الغالب من عدم كفاية الغذاء وفقر الفيتامينات من الناحيتين الكميَّة والنوعيَّة، واليمني بسبب هذا الفقر عرضة للضعف الجسماني وضعف نمو العضلات وعدم التناسب بين وزنه وطول قامته وعمره (السعدي، 1986).

ويشير قسم مكافحة سوء التغذية بوزارة الصحة إلى أن نتائج المسح الميداني للأعوام 79، 82، 1983، قد بيَّنت أن سوء التغذية ينتشر بشكل واسع، وخاصَّة بين فئات الأطفال تحت سن الخامسة والحوامل والمرضعات، كما يشير التقرير إلى أنَّ أسباب سوء التغذية في اليمن ناجمة إما عن نقص البروتين والطاقة في الوجبات التي تؤدِّي إلى حالات الهزال والتقزُّم، و إما عن نقص فيتامين أ الذي يؤدِّي إلى العشى الليلي، أو عن نقص الحديد الذي يؤدِّي إلى فقر الدم، أو عن نقص الكالسيوم الذي يسبب الكساح لدى الأطفال. ويمكن إجمال أسباب ذلك إلى نقص التغذية كمياً وسوء تنوّعها، والرضاعة غير الطبيعيَّة للأطفال، وانتشار الأمراض المعدية وخاصَّة  الإسهالات  (الحداد وآخرون، 1994).

ومن العوامل الأخرى المؤثرة في تردِّي الأوضاع الصحيَّة في الجمهوريَّة اليمنيَّة، الضغوط السكانيَّة المتزايدة على الموارد البيئيَّة، فإلى جانب محدوديَّة هذه الموارد، فقد شهدت الظروف البيئيَّة في اليمن تدهوراً ملحوظاً، فارتفعت معدَّلات التلوث البيئي نتيجة للتزايد المتسارع لأعداد السكان و أنشطتهم التنمويَّة المختلفة.

 وهناك العديد من الأمراض الشائعة والمتوطنة، التي تنتشر بشكل واسع في اليمن، وتشكِّل نسبة الإصابات بها 30% من الأمراض المسجَّلة في مستشفيات الجمهوريَّة (الحداد وآخرون، 1994)، وتنجم معظم تلك الأمراض عن الإصابة بالجراثيم أو الطفيليات التي تنتقل بوسائل وطرق مختلفة كالعدوى، أو بوساطة الحشرات، أو تناول الأغذية أو المياه الملوثة، وغير ذلك، وترتبط الإصابة بهذه الأمراض بالظروف الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة.

 ومن الأمراض المعدية المعروفة والمنتشرة في اليمن، الملاريا والبلهارسيا والطفيليات المعويَّة، والسل وغير ذلك من الأمراض. فالملاريا تتوطن أجزاء عديدة من الجمهوريَّة، وهي مسؤولة عن 7% من وفيات الأطفال ويصاب بها سنوياً حوالي 5 – 10 آلاف شخص ( زبارة وآخرون، 1994)، أما التقدير السنوي لمشروع مكافحة الملاريا لعام 1993، فقد ذكر أن ما لا يقل عن 26 ألف مواطن يصابون سنوياً بداء الملاريا (الحداد وآخرون، 1994).

أما المشكلات الصحيَّة الناجمة عن الحوادث، فتشير التقارير إلى أنها هي الأخرى مرتفعة، حيث تستقبل غرف الطوارئ، و أجنحة الجراحة في مستشفيات الجمهوريَّة عشرات الحالات يومياً، وهي حالات ناجمة عن حوادث الطرقات، و إطلاق النار، والطعن، وكذا الحروق، والتسمم، والسقوط من شاهق، وحوادث الغرق وغيره. وتشكل هذه الحوادث واحداً من أهم أسباب وفيات الشباب واليافعين، كما أنها تكون في كثير من الأحيان، سببا للكثير من الإعاقات الدائمة، التي تنشأ عنها مشكلات اجتماعيَّة واقتصاديَّة (زبارة وآخرون، 1994).

و إذا كان الوضع الصحي يؤثِّر بشكل مباشر على حياة الناس ومستوى معيشتهم، فمن المعروف انه كلما ارتفع المستوى الصحي للأفراد، انخفضت فترة انقطاعهم عن العمل، فيقبلون على العمل بهمة ونشاط، فيزيد إسهامهم في العمليَّة الإنتاجيَّة، ممَّا يؤثِّر بشكل إيجابي على الناتج القومي، ويتحسَّن مستواه، كما يتحسَّن المستوى المعيشي للناس، فالشعب الذي يعاني أفراده من اعتلال في صحتهم، لا ينتج.

وتأثير الصحة لا يقتصر على الإنتاج، بل أن تأثيرها يشمل جوانب الحياة كافة بما في ذلك الاستهلاك، والنمط المعيشي، فالمستوى الصحي ينعكس على اختيار الغذاء، والسكن والملبس، وغير ذلك من امور المعيشة (الراعي وآخرون، 1991)، ولقد بات اليوم مقبولاً، وعلى نطاق واسع، أن الصحَّة لا تعني فقط الخلو من الأمراض، ولكنها تعني حالة من اكتمال السلامة جسدياً، وعقلياً، واجتماعياً (الصاعدي وآخرون،1991)، وتتفق هذه النظرة للصحة مع تعريف منظمة الصحة العالميَّة، للصحة، التي ترى أنها ليست مجرد خلو الجسم من المرض أو العاهة، ولكنها حالة من التكامل بين الوظائف الجسميَّة، والنفسيَّة للفرد، يترتب عليها الشعور بالحيويَّة، والاستقرار، والسعادة (مكتب التربيَّة العربي، 1985).

يتَّضح من العرض السابق، أنَّ الأوضاع الصحيَّة في الجمهوريَّة اليمنيَّة بحاجة إلى مزيد من العناية والاهتمام، من اجل تحسين الوضع الصحي للسكان، وأن رفع مستوى الصحَّة العامَّة، يتطلَّب بذل جهود جماعيَّة مشتركة، و تأتي هذه الدراسة كمحاولة للإسهام في تشخيص الوضع الصحِّي، وتحديد المشكلات الصحيَّة القائمة، كخطوة أولى لمعالجة تلك المشكلات ورفع المستوى الصحِّي العام.

 
هدف الدراسة :-

تهدف الدراسة الحاليَّة إلى تشخيص الوضع الصحي في محافظة الحديدة ، ومعرفة المشكلات الصحيَّة القائمة فيها. وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية :-

  1. ما المشكلات الصحيَّة القائمة في محافظة الحديدة ؟
  2. ما ترتيب المشكلات الصحيَّة القائمة في محافظة الحديدة ، من حيث درجة أهميتها؟
  3. ما ترتيب المشكلات الصحيَّة القائمة في محافظة الحديدة ، من حيث درجة شيوعها؟
اجراءات الدراسة :-

للإجابة عن أسئلة الدراسة، قام الباحث بتنفيذ الإجراءات الآتية :-

  1. مجتمع الدراسة وعينتها :

وزّعت قائمة المشكلات التي اعدها الباحث على الأطباء اليمنيين العاملين في المؤسسات الصحيَّة الحكوميَّة بمدينة الحديدة، وبصورة أساسيَّة على الأطباء العاملين في كل من مستشفى العلفي، ومستشفى الثورة، ويوضح الجدول رقم (1) توزيع الأطباء على المستشفيين المذكورين.

جدول رقم (1) توزيع الأطباء على المستشفيات الحكوميَّة في مدينة الحديدة

تاسم المستشفىعد الاطباء
1مستشفى العلفي20
2مستشفى الثورة40
المجموع60

وقد وزعت القائمة على جميع الأطباء، وكان عدد القوائم المستردة (37) قائمة، وبعد تصحيح القوائم وتفريغها، تم استبعاد (3) قوائم كانت استجاباتها غير كاملة. وبذلك يكون عدد القوائم التي أخضعت للتحليل  (34) قائمة، مثلت عينة الدراسة وشكَّلت ما نسبته 56% من إجمالي عدد أفراد المجتمع الذي تنتمي إليه. وهي نسبة مرتفعة، و أعلى بكثير من النسبة المطلوبة في هذا النوع من الدراسات. لذلك فالعينة ممثِّلة للمجتمع، وتفي بأغراض الدراسة.

  • قائمة المشكلات الصحيَّة :-

 قام الباحث بمراجعة الوثائق الرسميَّة،  و الأدبيات ذات العلاقة بغرض رصد المشكلات الصحيَّة القائمة، وتمكن الباحث من وضع قائمة المشكلات الصحيَّة، التي قام بعرضها على لجنة من الخبراء والمتخصصين، وبعد إجراء التعديلات اللازمة في ضوء ملاحظات وآراء الخبراء، تحددت القائمة بصورتها النهائيَّة، وكان عدد المشكلات الصحيَّة التي تضمنتها القائمة (89) مشكلة صحيَّة، موزعة في أربعة مجالات فرعيَّة هي :-

  1. المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالأم والطفل. (16 مشكلة).
  2. المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالغذاء والبيئة. (22 مشكلة).
  3. المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالأمراض المعدية والمتوطنة. (24 مشكلة).
  4. المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالسلامة الشخصيَّة وصحة الفرد. (27 مشكلة).

وفي نهاية القائمة أضيف سؤال مفتوح طلب فيه من المستجيب إضافة المشكلات الصحيَّة التي لم ترد في القائمة، ويرى ضرورة إضافتها. مع تقدير درجة أهميَّة المشكلة المضافة ودرجة شيوعها.

  • تصحيح القائمة وتحليل البيانات:-

أرفقت كل مشكلة من مشكلات القائمة بميزاني تقدير، كل منهما يتكون من ثلاثة بدائل (كبيرة، متوسطة، قليلة) الأول لتقدير أهميَّة المشكلة والثاني لتقدير درجة شيوعها.

 ويقصد بدرجة أهميَّة المشكلة، درجة تأثير المشكلة ومدى خطورتها على الفرد والمجتمع، وذلك من حيث المضاعفات والآثار المترتبة عنها سواء بالإعاقة أو الوفاة، بصرف النظر عن مدى انتشارها وشيوعها.

 أما درجة الشيوع فيقصد بها مدى انتشار المشكلة أو توطنها، والمعبر عنها بعدد حالات الإصابة في نطاق المنطقة التي يعمل بها الطبيب. وتم تصحيح القائمة على أساس إعطاء درجة واحدة للبديل الأول (قليلة). ودرجتان للبديل الثاني (متوسطة)، وثلاث درجات للبديل الثالث (كبيرة).

وبعد التصحيح تم تفريغ البيانات وتحليلها باستخراج المتوسطات الحسابيَّة الخاصة بدرجة الأهميَّة، والمتوسطات الحسابيَّة الخاصة بدرجة الشيوع، لكل مشكلة من المشكلات التي تضمنتها القائمة. وعلى أساس تلك المتوسطات تم ترتيب المشكلات الصحيَّة من حيث درجة الأهميَّة، ودرجة الشيوع.

نتائج الدراسة :-

للإجابة عن أسئلة الدراسة قام الباحث باستخراج المتوسطات الحسابيَّة لكل مشكلة من المشكلات التي تضمنتها القائمة في حالتي الأهميَّة والشيوع، وتم ترتيبها على أساس المتوسطات، واحتلت المشكلات الصحيَّة الثلاث المتمثلة بسوء التغذية  و إسهالات الأطفال والولادة المتقاربة  المرتبة الأولى من بين المشكلات الصحيَّة التي تضمنتها القائمة، وكانت قيمة المتوسط الحسابي لكل منها مساوية لـ ( 2.9 ) وهي أعلى قيمة بالمقارنة مع  قيم المتوسطات الحسابيَّة التي حصلت عليها المشكلات الأخرى .

جدول رقم (2) ترتيب المشكلات العشر الأولى (تنازلياً) بحسب درجة الأهميَّة

ترقم المشكلةالمشكلةالمجال الذي تنتمي اليهالمتوسطالمرتبة
1 2 3 4 5 6 7 8 9 1017 9 3 51 30 31 79 78 75 1سوء التغذية اسهالات الأطفال الولادة المتقاربة الملاريا ضعف أنظمة الصرف الصحي ضعف أنظمة جمع النفايات وصرفها مضغ القات التدخين إساءة استخدام الأدوية الحمل المبكرالثاني الأول الأول الثالث الثاني الثاني الرابع الرابع الأول الرابع2.9118 2.9118 2.9118 2.8824 2.8824 2.8529 2.7647 2.7647 2.7647 2.7647الأولى الأولى الأولى الثانيَّة الثانيَّة الثالثة الرابعة الرابعة الرابعة الرابعة  

يتضح من الجدول رقم (2) ان سوء التغذية واسهالات الاطفال والولادة المتقاربة،احتلت المرتبة الأولى من حيث الأهميَّة، وقد يرجع السبب في ذلك إلى العلاقة الوثيقة القائمة بين الغذاء والصحة وإلى الأثار التي قد تترتب عن سؤ التغذية على الصحة،فالمعروف أن سوء التغذية تعد من العوامل التي تؤثر على صحة الفرد بصورة مباشرة ، فالصحة لا يمكن أن يستقيم أمرها بدون تغذية جيدة ومتوازنة، فنمو الجسم وسلامته وصحته يعتمد بالدرجة الأولى على ما يتناوله الفرد من غذاء، ونقص عنصر واحد من العناصر الغذائيَّة الضروريَّة يؤدِّي إلى اختلال نمو الجسم، واعتلال في صحته، فغذاء الفرد لا يكون كاملاً الا اذا كان متنوعاً، ومتوازناً ومشتملاً على جميع العناصر الضروريَّة للجسم، وإلا أصيب الجسم بالهزال، وظهرت عليه أعراض مرضية مختلفة، فسوء التغذية يعد سبباً للإصابة بعدد كبير من الأمراض، فكثيراً ما تظهر على الأفراد الذين يعتمدون في غذائهم على عنصر واحد، ظواهر مرضية مختلفة، فيقل نمو أجسامهم وإنتاجهم الذهني والجسماني، كما تقل مقاومتهم للأمراض المعدية (موسى وآخرون، 1962).

  وتعد إسهالات الأطفال التي احتلت المرتبة الأولى من أكثر الأمراض القاتلة والمسبّبة للوفيات بين الأطفال، و للإسهال مسبّبات عدة، وتكون أكثر شيوعاً، وأشد ضرراً في البيئة التي لا تراعى فيها قواعد النظافة والصحة (ادامسون، بدون تاريخ: 89). ولا توجد مناعة كافية للأطفال ضدّ هذه العدوى، ولكن الرضاعة الطبيعيَّة من ثدي الأم تجعلهم أقل تعرضا للإصابة من غيرهم، إلا إن وجود سوء هضم سابق أو  سوء تغذية أو أمراض أخرى، فإنها لا شك تضعف من مقاومة هؤلاء الأطفال وتجعلهم فريسة سهلة للجرثوم (موسى وآخرون، 1962).

 أما المشكلة الثالثة التي احتلت المرتبة الأولى أيضا، فكانت الولادة المتقاربة، ومن المعروف أن الحمل الذي لا تفصل بينه وبين الولادة السابقة سوى فترة قصيرة، يؤدِّي إلى استنزاف طاقة الأم، ويضاعف أخطار الحياة والصحة التي تهدد الأم والطفل على السواء. ولتأمين حياة الجانبين، يجب تأمين فاصل من سنتين أو ثلاث في الأقل بين ولادة و أخرى (منظمة اليونيسف، 1986).

 واحتلت الملاريا المرتبة الثانية من حيث الأهميَّة، ويعود ذلك إلى الآثار السيئة والأضرار الكبيرة التي تنتج عن الإصابة بها، فبالإضافة إلى الأعراض المعروفة التي يشعر بها المريض من قشعريرة وارتفاع حاد في درجة حرارته، و تعرقه الشديد، يتضخم طحال المريض في جميع الحالات أثناء المرض، كما يتضخم كبده، ويرافق ذلك فقر دم نتيجة لإصابة الكرات الدمويَّة. وقد يترتب عن ذلك الكثير من الآثار و النتائج السيئة ذات الأبعاد  و التأثيرات الخطيرة على الأوضاع الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة للفرد والمجتمع .

ومرض الملاريا من الأمراض التي عرفت منذ القدم، وقد كان أبو قراط الطبيب اليوناني المعروف، أول من وصف مرض البرداء المعروف بالملاريا. وقد عرفها بأنها حمى راجعة (متكررة) يصحبها تضخم في الطحال. وقد كانت الملاريا سبباً في انهيار مدنيات كثيرة، وفي عرقلة تقدم بعض الجيوش، وانهزامها في المناطق الموبؤة في أزمنة كثيرة (موسى و آخرون، 1962).

أما ضعف أنظمة الصرف الصحي فقد اشتركت مع الملاريا في احتلال المرتبة الثانية، تلتهما مشكلة ضعف أنظمة جمع النفايات وصرفها، وهما تمثلان المنبع الأول للكثير من الأمراض والمشكلات الصحيَّة، فأكثر من نصف حالات المرض والوفاة تنجم عن الجراثيم التي تتكاثر في هذه الأماكن، وفي المجتمعات التي تفتقر إلى المراحيض ومرافق الصرف الصحي، ووسائل جمع النفايات وصرفها، فأنها تتحول إلى مصدر لانتشار الأوبئة و الأمراض (أدمسون، بدون تاريخ ).

أما المرتبة الرابعة فقد احتلتها أربعة مشكلات من المشكلات الصحيَّة، هي مضغ القات والتدخين و إساءة استخدام الأدوية والحمل المبكر، فالقات يمثل مشكلة صحيَّة، نظراً لأثارة السلبيَّة على الصحة، ومن تلك الآثار، أثره على الدورة الدمويَّة، فالقات يؤدي إلى ارتفاع الضغط وزيادة نبضات القلب، كما ان العديد من ماضغي القات يشكون من صعوبة في التبول، ومن الإفرازات المنويَّة اللاإراديَّة بعد التبول (القربي، 1997).

 بالإضافة إلى التأثيرات التي يتركها القات على الجهاز الهضمي، حيث يتسبب في حدوث التهابات للغشاء المبطن للفم، والتهابات اللثة، وتلف الأسنان وتسوسها، والاضطرابات المعويَّة، فالإمساك من الظواهر المألوفة لماضغي القات (المتوكل 1997)، وتجدر الإشارة إلى الأضرار الصحيَّة الناجمة عن استخدام المبيدات الحشريَّة في زراعة القات، وعلاوة على الآثار الصحيَّة السيئة للقات، فان للقات اثاراً اجتماعيَّة واقتصاديَّة سيئة.

  وللتدخين أيضا مضاره الصحيَّة المتمثلة بتأثيراته السيئة على القلب والشرايين حيث توصلت عدد من الدراسات إلى أن الإصابة بأمراض القلب والشرايين تزيد بين المدخنين، و أوضحت دراسة نشرها مركز البحوث في البحرين أن  الأمراض القلبيَّة والوعائيَّة كانت العامل المسبب بنسبة 26% من مجموع الوفيات في البحرين عام 1984 (السباعي، 1995). والى جانب الأمراض التي يسببها التدخين، ومن بينها السرطان، فأنه يكلف الكثير من المال، الذي إذا انفق على الغذاء لعاد بمزيد من الصحة على الأطفال وسائر أفراد العائلة (منظمة الصحة العالميَّة، 1988 ب ).

أما مشكلة إساءة استخدام الأدوية فتتمثل باستخدام الأدوية بطرق غير مأمونة وغير سليمة،واللجوء إليها لمجرد الشعور بالأم بدون استشارة  الطبيب أو الرجوع إليه ،وذلك بحكم الاعتقاد الشائع لدى العامة بالقوة السحريَّة للدواء، وأن الدواء لا الغذاء، مفتاح الصحة، وعدم الالتزام بالتعليمات في استخدام الأدوية، وأو تركها في متناول أيدي الأطفال، وكلها تمثِّل أموراً لها أضرارها ومخاطرها الصحيَّة السيئة (منظّمة الصحَّة العالميَّة، 1988).

 وتتمثَّل أضرار الحمل المبكِّر على صحّة الأم وحياتها، فيما يرتبط به من مخاطر على صحّة الأم وحياتها، فالمرأة قبل سن الثامنة عشرة، ليست مهيأة جسمياً، و الأطفال الذين تحمل بهم أمهات صغيرات تقل أعمارهن عن الثامنة عشر، اكثر تعرضاً للولادة المبكِّرة، وبوزن قليل جداً لأطفالهن، كما أنهم يكونون أكثر عرضة للوفاة خلال السنة الأولى من العمر (أدامسون، بدون تاريخ).

أما المشكلات التي حصلت على اقل التقديرات، فقد تمثلت بالمشكلات الموضحة في الجدول رقم (3)، وهي مرتبة تصاعديا وفقاً للمتوسطات الحسابيَّة من الأدنى إلى الأعلى .

جدول رقم (3) ترتيب المشكلات العشر الأخيرة، تصاعدياً، بحسب درجة الأهميَّة

ترقم المشكلةالمشكلةالمجال الذي تنتمي اليهالمتوسطالمرتبة
1 2 3 4 5 6 7 8 9 1026 24 25 64 56 57 36 74 42 47التخمة السمنة النحافة الشد العضلي الانكلستوما الدودة الكبديَّة لين العظام الحوادث المنزليَّة الطاعون النكافالثاني الثاني الثاني الرابع الثالث الثالث الثاني الرابع الثالث الثالث1.5588 1.6471 1.8529 1.9706 2.000 2.000 2.0294 2.0294 2.0294 2.0882الأولى الثانيَّة الثالثة الرابعة الخامسة الخامسة السادسة السادسة السادسة السادسة

ويتضح من الجدول أن التخمة قد حصلت على أقل تقدير في القائمة، واحتلَّت المرتبة الأولى في حصولها على أقل تقدير، وذلك عند ترتيب القائمة تصاعدياً من الأدنى إلى الأعلى. أي أنها أتت في ذيل القائمة. والتخمة ولو أنها أحيانا تمثِّل مشكلة صحيَّة إلا إنها لا ترقى من حيث آثارها على الصحة إلى مستوى المشكلات الأخرى  كسوء التغذية أو غيرها ، و بالنسبة للسمنة والنحافة، فإذا كانت السمنة في بعض  الأحيان  وخصوصاً المفرطة منها دليل مرض ، فإن النحافة في العادة لا تعد مشكلة صحيَّة و لا تكون دليل مرض الا عندما تكون مظهراً من مظاهر سوء التغذية.

والجدول رقم (4) يبين ترتيب المشكلات العشر الأولى التي حصلت على أعلى تقدير من حيث درجة الشيوع ورتبت تنازلياً من الأعلى إلى الأدنى ، في حين يبين الجدول رقم (5) ترتيب المشكلات العشر الأخيرة التي حصلت على أقل التقديرات، وتم ترتيبها تصاعدياً من الأدنى إلى الأعلى، من حيث درجة الشيوع.

جدول رقم (4) ترتيب المشكلات العشر الأولى، تنازلياً، بحسب درجة الشيوع

ترقم المشكلةالمشكلةالمجال الذي  تنتمي إليهالمتوسطالمرتبة
1 2 3 4 5 6 7 8 9 1051 78 31 30 79 3 23 5 17 9الملاريا التدخين ضعف أنظمة جمع النفايات وصرفها ضعف أنظمة الصرف الصحي مضغ القات الولادة المتقاربة فقر الدم الولادة في ظروف غير صحيَّة سوء التغذية اسهالات الأطفالالثالث الرابع الثاني الثاني الرابع الأول الثاني الأول الثاني الأول2.9118 2.8529 2.7941 2.7941 2.7353 2.7059 2.7059 2.6176 2.6176 2.6176الأولى الثانيَّة الثالثة الثالثة الرابعة الخامسة الخامسة السادسة السادسة السادسة

يبين الجدول رقم (4) أن الملاريا مثلت المشكلة الأكثر انتشاراً أو شيوعاً من بين المشكلات الصحيَّة التي وردت في القائمة، بحسب تقديرات الاطباء بمدينة الحديدة، ويتفق هذا التقدير مع ما جاء في خطة وزارة الصحة، حيث احتلت المرتبة الثانية ضمن المشكلات الصحيَّة العشر ذات الأولويَّة في اليمن (الحداد وآخرون، 1994)، والملاريا تتوطن في أجزاء عديدة من الجمهوريَّة، وهي مسؤولة عن 7% من وفيات الاطفال (زبارة وآخرون، 1994). وورد في التقرير السنوي لمشروع مكافحة الملاريا لسنة 1993، أن ما لا يقل عن (26) ألف مواطن يصابون سنوياً بداء الملاريا وإن حالات كثيرة منها تؤدي إلى الوفاة بسبب الغيبوبة الناتجة عنها (الحداد وآخرون، 1994). ومن الجدير بالذكر أن الملاريا تعد من المشكلات الصحيَّة الأكثر انتشاراً وشيوعاً في نحافظة الحديدة بالمقارنة مع المحافظات الأخرى.

وجاء التدخين في المرتبة الثانية، ويرتبط التدخين بظاهرة مضغ القات حيث يمثل القات عاملاً من العوامل المساعدة لانتشار التدخين وشيوعه، ولا يقتصر التدخين على السجائر و إنما أيضاً على التدخين بوساطة المداعة (النرجيلة او الشيشة) ولا توجد بيانات دقيقة عن حجم هذه الظاهرة.

  واشتركت مشكلة ضعف أنظمة جمع النفايات وصرفها مع مشكلة ضعف أنظمة الصرف الصحي باحتلال المرتبة الثالثة وتعدان من أكثر المشكلات الصحيَّة تأثيراً في الوضع الصحي بشكل عام نظراً لعجز الدولة عن إيجاد المخارج والمعالجات السريعة لهما، حيث تشير التقديرات إلى أنه في العاصمة صنعاء زادت كميَّة القمامة من حوالي 96 ألف طن عام 1980 إلى حوالي 280 ألف طن عام 1994، وإن نسبة تغطية مشروع نظافة شوارع المدينة لا تتجاوز 51%. وفيما يتعلق بالصرف الصحي، فقد بلغت نسبة الوحدات السكنيَّة المزودة بالمجاري 20% من إجمالي الوحدات السكنيَّة في البلاد (مجلس حمايَّة البيئة، 1992).

وجاءت مشكلة مضغ القات في المرتبة الرابعة من حيث درجة الشيوع، وهي من الظواهر التي تتميز بانتشارها الواسع، وشيوعها داخل المجتمع اليمني بين الشرائح والفئات كافة. ففي حين ظلت هذه الظاهرة حتى نهاية الستينات مقتصرة على الرجال من ذوي الأعمار المتوسطة والكبيرة فيما بين سن الثامنة عشر، وسن السبعين، ولشرائح معينة من السكان، إلا أنها بدأت فيما بعد بالانتشار (الزبيدي، 1997).

 وتشير الدراسة التي أجرتها منظمة العمل العربيَّة، إلى إن المستهلكين للقات في البلاد يقدر عددهم بين حد أدنى (900) ألف مواطن، وحد أقصى (1.4) مليون مواطن، أي بنسبة (27.5%) من جملة السكان (المتوكل، 1997)، في حين يقرر محرم، أن هذه الظاهرة تنتشر بين 50 – 90% من الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة، وتنتشر بين 30- 50 % من النساء المتزوجات (محرم، 1997).

واحتلت مشكلة الولادة المتقاربة و مشكلة فقر الدم المرتبة الخامسة من حيث درجة الشيوع ، وفيما يتعلق بمشكلة الولادة المتقاربة، لا توجد بيانات معينة حول حجم هذه المشكلة، أما فقر الدم فتشير البيانات المتاحة، إلى أنه سجل في عام 1992،من خلال المعلومات التي وصلت من ست محافظات فقط، أن نسبة المصابين بفقر الدم بلغت 0.4 % في صنعاء و6% في تعز، و9.5% في أبين، و 6.3% في ذمار، 3.4% في حجة و 4.7% في صعدة، وذلك من بين المرضى الذين تستقبلهم المؤسسات الصحيَّة الرسميَّة (الحداد واخرون، 1994).

كما اشتركت المشكلات الصحيَّة الثلاث، المتمثلة بالولادة في ظروف غير صحيَّة، وسوء التغذية، واسهالات  الأطفال، في احتلال المرتبة السادسة من حيث درجة الشيوع. وتعد الولادة في ظروف غير صحيَّة، من المشكلات الصحيَّة التي تنتشر بشكل واسع، وبخاصة بين الفئات الفقيرة، وفي المناطق الريفيَّة، ولا توجد تقديرات حول حجم هذه المشكلة، أو حول الآثار المترتبة عنها.

وفيما يتعلق بسوء التغذية، فإن معدلات انتشارها تتعدى مثيلاتها في الكثير من الدول، باستثناء موريتانيا والسودان، و تأتي اليمن في مقدمة الأقطار العربيَّة التي ترتفع فيها معدلات سوء التغذية. وتؤكد تقديرات اليونيسف أن نسبة الأطفال المصابين بسوء التغذية في الجمهوريَّة اليمنيَّة في مطلع التسعينات، تصل إلى 30% (بامطرف  و آخرون، 1996).

أما إسهالات الأطفال فانها تعد من الأسباب الثمانية الأولى، لوفيات الأطفال في الجمهوريَّة اليمنيَّة، وقد وضعتها وزارة الصحة، ضمن المشاكل الصحيَّة العشر ذات الأولويَّة في خطتها (الحداد وآخرون، 1994).

أما المشكلات الصحيَّة التي حصلت على أدنى التقديرات، فقد رتبت المشكلات العشر الأخيرة، تصاعديا في الجدول رقم (5).

جدول رقم (5) ترتيب المشكلات العشر الأخيرة، تصاعدياً، بحسب درجة الشيوع

ترقم المشكلةالمشكلةالمجال الذي تنتمي إليهالمتوسطالمرتبة
1 2 3 4 5 6 7 8 9 1042 12 76 50 41 26 10 13 65 11الطاعون الدفتيريا تعاطي المخدرات الايدز الكوليرا التخمة شلل الأطفال السعال الديكي الانزلاق الغضروفي الكزازالثالث الاول الرابع الثالث الثالث الثاني الأول الأول الرابع الأول1.3235 1.3824 1.3824 1.4118 1.4118 1.4412 1.4412 1.5000 1.5294 1.5588الأولى الثانيَّة الثانيَّة الثالثة الثالثة الرابعة الرابعة الخامسة السادسة السابعة

يتضح من الجدول رقم (5) أن الطاعون قد أتى في ذيل القائمة وقد يعود السبب في ذلك إلى انحسار هذا الوباء على المستوى العالمي، نتيجة التعاون الدولي، والجهود التي بذلت في سبيل أحكام السيطرة عليه، ومنع انتشاره.

وكانت الدفتيريا بحسب تقديرات أفراد العينة من الأمراض الأقل شيوعاً، وهي من الأمراض القابلة للتحصين، وقد يرجع السبب في ذلك إلى نجاح حملات التحصين ضد هذا المرض ويلاحظ في الجدول انه إلى جانب الدفتيريا هناك عدد من الأمراض القابلة للتحصين، حصلت على أقل التقديرات و كانت من بين المشكلات العشر الأقل شيوعاً، تمثلت بشلل الأطفال والسعال الديكي والكزاز.

وتجدر الإشارة هنا إلى ندرة البيانات الإحصائيَّة التي تبين درجة انتشار الأمراض وعدد المصابين بها، وهذا النقص يشكل بحد ذاته عائقاً كبيراً، يعيق عمليَّة التخطيط والتنمية الصحيَّة، فبدون البيانات والمعلومات الدقيقة يصعب اتخاذ القرارات، ووضع المعالجات الصحيحة لرفع المستوى الصحي للفرد والمجتمع، الأمر الذي يستلزم إعطاء اهتمام خاص بتطوير نظام متكامل لتدفق المعلومات والبيانات الصحيَّة، حتى يمكن الاستفادة منها في تحسين الوضع الصحي وتحقيق أهداف التنمية الصحيَّة (الرازحي، 1998).

أما بالنسبة للمشكلات الصحيَّة التي تم إضافتها من قبل أفراد العينة إلى القائمة فقد تمثلت، بالفشل الكلوي، تسمم الحمل، الإجهاض المتكرر و الإسقاط المتكرر، و الحوادث الناجمة عن النزاعات، و عدم الاهتمام بممارسة الرياضة.

  وفيما يتعلق بترتيب مجالات القائمة الأربعة، فنظراً لاختلاف عدد الفقرات في كل مجال من المجالات الفرعيَّة الأربعة في القائمة) * فقد تم استخراج النسب المئويَّة، وترتيبها وفقاً لذلك في حالتي الأهميَّة والشيوع.

وتراوحت النسب المئويَّة للمجالات الفرعيَّة الأربعة من حيث الأهميَّة ما بين 83% للمجال الأول للمتعلق بالأم والطفل، و 80% للمجالين الثاني المتعلق بالتغذية والبيئة، والثالث المتعلق بالأمراض المعدية والمتوطنة. ويوضح الجدول رقم (15) ترتيب المجالات الأربعة تنازلياً، من حيث درجة الأهميَّة، على أساس النسب المئويَّة.

جدول رقم (6) ترتيب مجالات القائمة تنازلياً، بحسب درجة الأهميَّة

تالمجالالنسبة المئويَّةالمرتبة
1 2 3 4المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالأم والطفل المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالتغذية والبيئة المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالأمراض المعدية والمتوطنة المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالسلامة الشخصيَّة وصحة الفرد83.00% 80.00% 80.00% 82.50%الاولى الثالثة الثالثة الثانيَّة

يوضح الجدول رقم (6) ترتيب المجالات الفرعيَّة الأربعة من حيث الأهميَّة، وقد احتل المجال الخاص بالمشكلات الصحيَّة المتعلقة بالأم والطفل المرتبة الأولى، ويدل ذلك على تقدير أفراد العينة العالي لأثر المشكلات الصحيَّة المرتبطة بهذا المجال على صحة الفرد والمجتمع. فالعنايَّة بصحة الام تعني العنايَّة بصحة جميع افراد الاسرة كما أن رعاية الطفل والعنايَّة بصحته، تهيء له المناخ المناسب للنمو السليم، وتؤثر على وضعه الصحي في المستقبل. فتكسبه قدرة اكبر على مقاومة الامراض، والتمتع بصحة جيدة في مراحل حياته اللاحقة. مما يستوجب اعطاء المزيد من الاهتمام والعنايَّة بصحة الأم والطفل.

واحتل مجال المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالسلامة الشخصيَّة وصحة الفرد، المرتبة الثانية، وقد يرجع ذلك إلى الآثار المترتبة عن مثل هذه الأمراض وما ينشأ عنها من نتائج، فقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى إعاقة المصاب بها أو وفاته.

واشترك المجال الخاص بالمشكلات الصحيَّة المتعلقة بالتغذية والبيئة مع المجال الخاص بالأمراض المعدية والمتوطنة في احتلال المرتبة الثالثة، وقد يعود السبب في ذلك إلى أن أمراض سوء التغذية ترتبط من ناحية بالظروف الاقتصاديَّة ومستوى دخل الفرد بدرجة أساسيَّة، فكلما تحسن الوضع الاقتصادي انعكس ذلك على نوعيَّة غذاء الناس، وعلى حالة البيئة التي يعيشون فيها.

ومن ناحية ثانية تعد الأمراض المعدية من أهم أسباب أمراض سوء التغذية خصوصاً التهابات المجاري التنفسيَّة، و الإسهال، كما أن انتشار الأمراض المعدية، يرتبط بالبيئة، حيث تنتشر هذه الأمراض في البيئات التي تنخفض فيها معدلات الالتزام بالنظافة وممارسة العادات الصحيَّة، والقواعد الصحيَّة.

أما بالنسبة إلى ترتيب المجالات بحسب درجة الشيوع، وعلى أساس نسبها المئويَّة، فقد تراوحت النسب المئويَّة ما بين 73.5% للمجال الخاص بالتغذية و 65% للمجال الخاص بالأمراض المعدية والمتوطنة. ويوضح الجدول رقم (7) ترتيب المجالات الأربعة للقائمة تنازلياً بحسب درجة الشيوع.

جدول رقم (7) ترتيب مجالات القائمة تنازلياً، بحسب درجة الشيوع
تالمجالالنسبة المئويَّةالمرتبة
1 2 3 4المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالتغذية والبيئة المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالسلامة الشخصيَّة وصحة الفرد المشكلات الصحيَّة المتعلقة بصحة الام والطفل المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالأمراض المعدية والمتوطنة73.5% 69.4% 67% 65%الأولى الثانيَّة الثالثة الرابعة

ويبين الجدول رقم (7) أن المجال الخاص بالمشكلات الصحيَّة المتعلقة بالتغذية والبيئة، قد احتل المرتبة الأولى من حيث درجة الشيوع، ويعني ذلك أن أمراض سوء التغذية والمشكلات المتعلقة بصحة البيئة، هي الأكثر انتشاراً من بين المشكلات الصحيَّة المتعلقة بالمجالات الأخرى. وقد يرجع ذلك إلى الظروف الاقتصاديَّة السيئة التي شهدتها الجمهوريَّة اليمنيَّة في السنوات الأخيرة، وما ترتب عنها من آثار وانعكاسات سلبيَّة على صحة الناس، فالحالة الغذائيَّة لها تأثيراتها الواضحة على الصحة وعلى درجة المقاومة للأمراض المعدية وغيرها من الأمراض. وهذا يستلزم نشر الوعي الغذائي و إعطاء هذه المسألة مزيداً من الاهتمام.

واحتل المجال الخاص بالسلامة الشخصيَّة وصحة الفرد المرتبة الثانية من حيث درجة الشيوع، وقد يرجع ذلك إلى انتشار الأمراض المرتبطة بهذا المجال، وخصوصا المشكلات والأمراض المرتبطة بنمط حياة الناس مثل التدخين ومضغ القات و الأمراض الأخرى كا لسرطانات  وأمراض القلب وغيرها من الأمراض والمشكلات الصحيَّة الأخرى.

واحتل المجال الخاص بالمشكلات الصحيَّة المتعلقة بالآم والطفل المرتبة الثالثة في حين احتل المجال الخاص بالأمراض المعدية والمتوطنة المرتبة الرابعة، وقد يرجع ذلك إلى أن كثيراً من المشكلات الصحيَّة المرتبطة بالطفل مثل الأمراض القابلة للتحصين قد بدأت بالانحسار و أمكن السيطرة عليها، نتيجة نجاح حملات التحصين. أما المجال المتعلق بالأمراض المعدية فيبدوا أنه قد تضمن بعض الأمراض والأوبئة المنحسرة، التي مضى عليها عقوداً طويلة دون أن تظهر إصابات ملحوظة بها مثل الطاعون والكوليرا فكان ذلك سبباً في حصول هذا المجال على نسبة مئويَّة أقل.

التوصيات :-

في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة يمكن اقتراح التوصيات الآتية :-

  1. إعطاء مزيد من الاهتمام بصحة الأم والطفل ووضع البرامج والمعالجات المناسبة لرفع مستوى صحة الأم والطفل.
  2. العناية بمكافحة الأمراض المعدية والمتوطنة، والوقاية منها، ووضع خطة بالمعالجات اللازمة، على أساس ترتيب الأمراض المعدية والمتوطنة بحسب الأولويَّة، وعلى أساس درجة تأثيرها (خطورتها)، وشيوعها.
  3. اتخاذ الإجراءات ووضع المعالجات المناسبة لتحسين الوضع الغذائي والبيئي في الجمهوريَّة اليمنيَّة، والعمل من اجل إيجاد مخارج وحلول مناسبة، لتفادي الآثار السلبيَّة المترتبة عن ضعف أنظمة الصرف الصحي وأنظمة جمع النفايات على الوضع الصحي بصورة عامة.
  4. إجراء دراسات أوسع واشمل حول الوضع الصحي والمشكلات الصحيَّة في الجمهوريَّة اليمنيَّة، للإحاطة بجوانبه المختلفة، والاستفادة من نتائج تلك الدراسات في تحسين الوضع الصحي ورفع مستوى الصحة العامة.
  5. تطوير نظام المعلومات الصحيَّة وتوفير البيانات الصحيَّة، ووضع الأسس السليمة والمناسبة، لتطوير نظام متكامل للمعلومات الصحيَّة، يضمن تدفق المعلومات والبيانات، والاستفادة منها عند وضع المعالجات، واتخاذ القرارات.
  6. الاهتمام بالدور التربوي لوزارة التربية والتعليم، عبر تطوير المناهج الدراسيَّة وبرامج إعداد المعلمين. واستثمار هذا الدور وتوجيهه من أجل رفع مستوى الوعي الصحي للطلبة. ويمكن الاستفادة في هذا المجال من ((أنموذج المنهج المدرسي الصحي ذي المردود العملي للمدارس الابتدائيَّة)) الذي ساهمت منظَّمة الصحة العالميَّة في إعداده.

المصادر :-

  1. ادامسون، بيتروليسلي. (بدون تاريخ). حقائق للحياة. منظمة اليونيسف، عمان–الاردن.
  2. بامطرف، عبد الرحمن وهاشم، عبد المؤمن احمد و عبد الله، فؤاد علي. (1996). السكان والبيئة. وثائق المؤتمر الوطني للسياسات السكانيَّة، المجلس الوطني للسكان – صنعاء.
  3. الجهاز المركزي للإحصاء. (1992). خطة العمل السكاني في الجمهوريَّة اليمنيَّة – صنعاء.
  4. الحداد، احمد محمد ومحرم، عبد الله عبد العزيز وناجي، مسعد احمد مصلح. (1994). الأمراض الشائعة والمستوطنة في اليمن. وثائق المؤتمر الوطني الأول للتنميَّة الصحيَّة – صنعاء.
  5. الرازحي، عبد الوارث عبده سيف. (1998). صحة الأم والطفل في الجمهوريَّة اليمنيَّة. المؤتمر العلمي العربي الأول في سبيل حمايَّة الطفولة في الوطن العربي المنعقد خلال الفترة 24–26 تشرين الثاني 1998– بغداد.
  6. الراعي، محمد غرامة وهاشم، عبد الحليم وموسى، محمد والشاطر، عبد الله حسن. (1991). السكان وشعار الصحة للجميع عام 2000. وثائق المؤتمر الوطني الأول للسياسات السكانيَّة–صنعاء.
  7. زبارة، عباس علي، وعبد الوارث، ياسين وصبري، معتصم وعبد القاهر، أحمد. (1994). أولويات البرامج الصحيَّة في التسعينات. وثائق المؤتمر الوطني الأول للتنميَّة الصحيَّة – صنعاء.
  8.  الزبيدي، علي علي صالح. (1997). الجوانب الاقتصاديَّة للقات. الثوابت، العدد الثامن – صنعاء.
  9. السباعي، زهير محمد. (1995). طب المجتمع: حالات دراسيَّة. الدار العربيَّة، القاهرة.
  10. السعدي، عباس فاضل. (1986). التحليل الجغرافي لمشكلة الغذاء في اليمن. دراسات يمنيَّة، 23، 24، مركز الدراسات والبحوث اليمني – صنعاء.
  11. الشرجبي، قائد احمد وشكري، حازم علي وعبد المغني، عبد الكافي وعلامة، عبد الخالق يحيى. (1991). سكان اليمن: الماضي والحاضر والمستقبل. المؤتمر الوطني الأول للسياسات السكانيَّة. الجهاز المركزي للإحصاء – صنعاء.
  12.  الصاعدي، عبد الله صالح وجمعان، عائشة و إسماعيل، غازي احمد. (1991). العلاقة المتبادلة بين ديناميكيَّة السكان الحاليَّة وصحة الأم والطفل. وثائق المؤتمر الوطني للسياسات السكانيَّة. الجهاز المركزي للإحصاء – صنعاء.
  13. الصبري، علي محمد وجعفر، فوزيَّة حامد وظافر، عبده سعيد الهمداني، رشيدة. (1996). السكان والوضع الصحي في الجمهوريَّة اليمنيَّة. وثائق المؤتمر الوطني الثاني للسياسات السكانيَّة، المجلس الوطني للسكان – صنعاء.
  14. عبد الغني، نجيبة عبد الله و باحبيشي، نجيَّة صالح وعبد الله، عبد الجبار علي. (1996). الصحة الإنجابيَّة والحقوق الإنجابيَّة. وثائق المؤتمر الوطني الثاني للسياسات السكانيَّة، المجلس الوطني للسكان – صنعاء.
  15. القربي، أبو بكر عبد الله. (1997). القات: الآثار الصحيَّة. الثوابت، العدد الثامن – صنعاء.
  16. المتوكل، إسماعيل محمد. (1997). القات وتأثيراته المختلفة على المجتمع اليمني. الثوابت. العدد الثامن– صنعاء.
  17. مجلس حمايَّة البيئة. (1992). التقرير الوطني المقدم المؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة والتنمية. مجلس حمايَّة البيئة – صنعاء.
  18. محرم، إسماعيل عبد الله. (1997). ظاهرة القات في المجتمع اليمني. الثوابت، العدد الثامن– صنعاء.
  19. مكتب التربيَّة العربي لدول الخليج. (1985). دراسة واقع التربيَّة الصحيَّة في مناهج المرحلة الثانويَّة بدول الخليج العربي –الدوحة.
  20. منظمة الصحة العالميَّة. (1988). أنموذج المنهج المدرسي الصحي ذي المردود العملي للمدارس الابتدائيَّة. الدلائل الوطنيَّة، المكتب الإقليمي لشرق البحر المتوسط– الإسكندريَّة.
  21. منظمة اليونيسف. (1986). وضع الأطفال في العالم. المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مركز الطباعة الحديثة – بيروت.
  22.  منظمة اليونيسف. (1992). حالة الأطفال والنساء في جمهوريَّة اليمن. منظمة اليونيسف –صنعاء.
  • موسى، احمد حافظ وعطا، عبد الحميد علي والجارم، احمد علي. (1962). الأمراض المتوطنة بأفريقيا وآسيا. مؤسسة سجل العرب –القاهرة.
  •  الميتمي، محمد عبد الواحد. (1991). الخصوبة البشريَّة في اليمن. وثائق المؤتمر الوطني الأول للسياسات السكانيَّة، الجهاز المركزي للإحصاء – صنعاء.

* النسبة المئويَّة = (المتوسط الحسابي لأداء العينة على المجال\ العلامة القصوى للمجال) × 100
___________
__________
*أ.د. عبد الوارث عبده سيف الرازحي.

جديدنا