مناهج التعليم وطرائق التدريس الحديثة وعوامل نجاحه

image_pdf

إن ما يجب الانتباه إليه بخصوص طرائق التدريس ومناهج التعليم، هو أنه ليست هناك طريقة تدريس أفضل من أخرى، بل هناك مواقف تعليمية تستدعي أن نعتمد طريقة دون أخرى، طريقة تحظى باهتمام التلاميذ وتحقق حاجياتهم العقلية والوجدانية والمهارية وقدراتهم الفكرية والمعرفية.

أولاً: مفهوم طريقة التدريس ومناهج التعليم:

 يشير مفهوم طريقة التدريس إلى: كل ما يتبعه المعلم مع المتعلمين من إجراءات وخطوات متسلسلة متتالية مترابطة لتنظيم المعلومات والمواقف والخبرات التربوية، لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف تعليمية محددة.

كما يُقصد بمناهج التعليم: كل ما ينهجه المدرس داخل الفصل من عمليات وأنشطة، وما يستخدمه من وسائل ومواقف تعليمية مبنية على خطة مُحكمة تراعي مستوى المتعلمين وقدراتهم. وذلك من أجل إكسابهم المعارف والمهارات والمواقف التي تحقق الأهداف أو الكفايات المُراد تحقيقها في نهاية الدرس.

وقد لا يقتصر المدرس على استعمال طريقة تدريس واحدة، بل يمكنه دمج أكثر من طريقة إن رأى أنها ستساعد تلاميذه في تعلمهم. وهكذا يمكن استعمال طريقة سمعية أو بصرية أو الجمع بينهما (مثلا استعمال فيديو) أو استعمال طريقة سمعية وأخرى عملية (أعمال يدوية) بعد أن يكون قد استمع إلى محاضرة أو تسجيل صوتي أو مرئي …إلخ.

ثانياً: أهداف طرائق التدريس الحديثة:

1- إكساب المتعلمين الخبرات التربوية المخطط لها.

2- تنمية قدرة المتعلمين على التفكير العلمي عن طريق أسلوب حل المشكلات.

3- تنمية قدرة المتعلم على العمل الجماعي التعاوني أو العمل في مجموعات.

4- تنمية قدرة المتعلمين على الابتكار أو الإبداع.

5- مواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين.

6- مواجهة المشكلات الناجمة عن الزيادة الكبرى في أعداد المتعلمين.

7- إكساب المتعلمين القيم والعادات والاتجاهات المرغوبة لصالح الفرد والمجتمع.

ثالثاً: الأسس المعتمدة في اختيار طريقة التدريس:

يمكن القول إنه لا توجد طريقة محددة يمكن وصفها بأنها أحسن طريقة في التدريس وينصح بها للمعلمين، وإنما تتحدد الطريقة المثلى ببعض العوامل وهي:

1- أن يختار المعلم طريقة التدريس التي تناسب أهداف الموضوع المراد تدريسه، فتنمية الذوق اللغوي والأدبي لدى الطلاب تحتاج إلى طريقة المناقشة والحوار، أو طريقة الندوات؛ لتبادل الآراء حول قضية شعرية مثلا، ودروس الصرف تحتاج إلى طريقة المحاضرة أكثر من غيرها.

2- أن تتوفر لدى المعلم المهارات اللازمة لتنفيذ طريقة التدريس بنجاح، فإدراك المعلم منظومة مهارات التدريس متكاملة يمكِّنه من أن يقرر متى يستخدم المهارات الرئيسة كاستخدام الوسائل التعليمية، أو المهارات الفرعية كالتهيئة أو الصمت أو التعزيز… إلخ.

3- أن تتوفر لدى المعلم الخصائص الشخصية المناسبة التي تمكنه من تنفيذ طريقة التدريس بنجاح، والمقصود بالخصائص الشخصية السمات الطبيعية التي وهبها الله له في شخصيته وفي ملامح وجهه وصفاته الجسمية التي تعينه على أداء عمله.

على سبيل المثال فإن المعلم الذي ينجح في استخدام “طريقة المحاضرة” غالبا ما نجده يتمتع بشخصية مؤثرة ونبرات صوت قوية، فإذا افتقر المعلم لهذه الصفات الشخصية فستكون محاضراته غير مؤثرة في تحقيق أهدافها، ومن ثم تفشل طريقة التدريس.

مثال آخر: إذا كان المعلم خفيف الظل فعليه أن يوظف ذلك في إضفاء روح المرح على درسه، ومن ثم تناسبه طريقة تمثيل الأدوار أكثر من غيرها. مثال آخر: المدرس الجاد عليه أن يوظف حزمه في تعليم الطلاب احترام المواعيد والدقة في أداء الواجبات… وهكذا، فكل معلم لديه ما يميزه، ومن ثم عليه أن يوظف تلك المميزات في خدمة الدرس والطلاب.

4- أن يدرك المعلم خصائص النمو لكل مرحلة دراسية وطرائق التدريس التي تناسبها، ففي التعليم العام نجد أن طفل المستوى الابتدائي يتميز بالقدرة على المحاكاة والتعلم السريع للغات في سياقها الطبيعي، دون تحليل بنيتها وخصائصها، وهو بصفة عامة مازال في مراحل النمو الأولى للعقل والجسم، وبالتالي يحتاج إلى معاملة تختلف عن طالب المرحلة الإعدادية، الذي بدأت تظهر عليه علامات البلوغ وتكوين الشخصية، ونمو بعض مهاراته العقلية كالتحليل والتذوق، أما طالب المرحلة الثانوية فإنه يمر بتغيرات جسمية وعقلية سريعة، تتطلب من المعلم أن يراعيها أثناء تدريسه، كنمو قدرته على الإبداع والتذوق الأدبي نموًّا أكبر.

وفيما يخص تعليم الأجانب فعلى المعلم أن يدرك خصائص طالب المستوى المبتدئ الذي يشعر بغربة وخوف من اللغة المتعلمة، بينما يختلف الأمر عند طالب المستوى المتوسط الذي بدأ يعتاد على طبيعة اللغة وثقافتها ومداركها، أما طالب المستوى المتقدم فقد عايش اللغة فترة طويلة، ويريد أن يتعمق في خباياها وهكذا.

5- خبرة المعلم تؤثر في اختياره لطريقة التدريس المناسبة لدرسه، فالمعلم ذو الخبرة الكبيرة يكون قد ألِف بعض الطرق عن غيرها، وأدرك ما يناسب درسه، أما المعلم القليل الخبرة فعليه الاستعداد أكثر من غيره لاختيار الطريقة المناسبة… إلخ.

6- طبيعة الخطة الدراسية تؤثر على اختيار الطريقة المناسبة للتدريس، فقد تضطر كثافة الخطة أن يختار المعلم بعض الطرائق المباشرة التي لا تحتاج وقتا، أو بعض الطرائق قليلة التكلفة، أو بعض الطرائق المبتكرة التي تشجع على الإبداع… إلخ.

7- مدى توافر الوسائط التعليمية يؤثر على طريقة التدريس، والمقصود أنه إذا توافرت هذه الوسائط كان ذلك معينًا للمعلم على استخدام طرائق حديثة كالاستكشاف والعُروض العملية وغيرها، أما إذا غابت فلن تكون هناك حرية كافية للمعلم في استخدام طرائق التدريس المناسبة.

8- طبيعة المناهج والمدة الزمنية المحددة لإنجازها تؤثر على اختيار طريقة التدريس، فإذا اعتمدت طبيعة المناهج على الجوانب النظرية انعكس ذلك في استخدام طرائق التدريس التقليدية، أما إذا بُنِيَ المنهج على أساس التعلم الذاتي والتطبيقات العملية تطلب ذلك استخدام طرائق أخرى متنوعة.

9- التوجيهات الرسمية تؤثر تأثيرًا واضحًا على اختيار طرائق التدريس، فإذا كانت توجهات الدولة مركزية، ولا تسمح بالديمقراطية والمرونة في اختيار المناهج والأهداف، انعكس ذلك على طريقة التدريس التي ستعتمد تلقائيا على أسلوب التلقين والمحاضرة، أما إذا اعتمدت الدولة على فلسفة الحوار والديمقراطية فإنها ستسمح بالمرونة في اختيار الأهداف التعليمية، ومن ثم التنوع في اختيار طرائق التدريس.

10- عوامل البيئة الخارجية تؤثر حتما في اختيار طريقة التدريس، فإذا كانت هناك إمكانات مادية سيمكن للمعلم أن يختار طريقة التدريس المناسبة، أما إذا كانت البيئة الخارجية ضعيفة فلن يستطيع المعلم مثلا إجراء التعلم بالاستكشاف، كأن يقوم برحلة دراسية لمكان ما أو لبلد ما… وهكذا.

11- ميول المتعلم واستعداداته تؤثر على اختيار طريقة التدريس، فالطالب الذي لديه استعداد قوي يشجع المعلم على اختيار الطرائق الإبداعية المتجددة، أما الطالب ذو الاستعداد الضعيف فلا يشجع المعلم على الابتكار والتجديد في طرائق التدريس.

12- عدد المتعلمين في الفصل الواحد يؤثر على طريقة التدريس، ففي حالة الفصول المكتظة يلجأ المعلم إلى استخدام طرائق خاصة كالتعلم التعاوني، أما الأعداد القليلة فتجعل المعلم يختار طرائق أخرى كحل المشكلات والاستكشاف… إلخ.

أخيرا … قد لا يقتصر الدرس الواحد على طريقة واحدة، بل قد يحتاج الدرس الواحد إلى استخدام عدة طرق، ولا يؤثر ذلك على إنجاح الدرس، فالحوار قد يكون مع الاستقراء وقد يكون مع البيان العملي وقد يكون مع الإلقاء، وقد يبدأ الدرس بطريقة وينتهي بطريقة أخرى، وكل ذلك متروك لِفِطنة المعلم وحكمته ومعرفته بفن التدريس.

رابعاً: مرتكزات الطرق الحديثة في التدريس أو التعليم:

ترتكز أو تستند طرق التدريس الحديثة على مجموعة من المرتكزات التي تهدف إلى تحرير المتعلم من كل القيود التي تعوق تعلمه، وتفتح المجال أمامه من أجل الإبداع والعطاء والمشاركة وتبادل الخبرات.

ومن بين هذه المرتكزات نذكر:

1– الدفع بالمتعلم نحو إعمال قدراته الخاصة للوصول إلى المعرفة بنفسه.

2– توظيف البيداغوجيا (تربية وتعليم وقيادة وتوجيه الطفل) الفارقية داخل الفصول الدراسية.

3– تحرير العمليات العقلية للمتعلم واستخدامها بشكل كلي (الملاحظة، التحليل، التركيب التطبيق، التقويم…).

4– تربية الحس النقدي والتفكير العلمي للمتعلم.

5– تربية المتعلم على الاشتغال في شكل جماعي وتعاوني.

-وفي ضوء أهمية طرق التدريس. ومما سبق يتضح أن هناك طرقاً عديدة يمكن استخدامها لتسهيل عملية التعلم وهي طرق فردية وطرق جماعية مع الإشارة أنه لا توجد طريقة مثلى للتدريس وربما يقوم المدرس باختيار وتنويع الطريقة المناسبة وفقاً لأهداف الدرس ومستويات التلاميذ ونوعية المحتوى الذي يدرسه الإمكانات المادية والبشرية المتاحة.

خامساً: أنواع طرائق ومناهج التدريس والتعليم:

1- طريقة الإلقاء (المحاضرة): هي من أقدم طرق التدريس، وكانت مرتبطة بعدم وجود كتب تعليمية، والكبار هم الذين يقومون بالتعليم للصغار وهي لا تزال من أكثر الطرق شيوعاً حتى الآن. طريقة الحاضر هي عبارة عن قيام المعلم بإلقاء المعلومات والمعارف على التلاميذ في كافة الجوانب وتقديم الحقائق والمعلومات التي قد يصعب الحصول عليها بطريقة أخرى. ويكون الاعتماد الأساسي فيها على المعلم الذي يلقي المعلومات على الطلاب، ويكون الطلاب متلقّين ولا يشاركون في الدرس، وتسمى أيضاً بالطريقة الإخبارية، ولا بد لنجاح هذه الطريقة من توفر بعض الشروط؛ كإلمام المعلم بالمادة وطلاقة لسانه، واعتدال سرعة الإلقاء والتركيز على الأفكار المهمة وعدم الإطالة في طرح الفكرة الواحدة تجنباً للملل، كما أنّ من أشكال الطريقة الإلقائية: المحاضرة، والشرح، والقصة، والوصف وغيرها.

– أثر الإلقاء في نتائج التعلم:

يعتبر الإلقاء الجيد كوسيلة لنقل المعلومات أكثر فاعلية من قراءة هذه المعلومات في الكتب، وذلك لأن الإلقاء يتيح الفرصة للتعبير عن المعنى بالإشارة والصورة كما أنه يسهل معه حصر الانتباه، وتتوافر معه الفرصة أمام التلاميذ للاستفهام أمام الدرس لإزالة أي فهم خاطئ، ويتطلب طريقة الإلقاء مهارة كافية من القائم بتنفيذها واستخدامها مثل الطلاقة في الحديث واللباقة.

– مميزات الطريقة الإلقائية:

1ـ تمتاز الطريقة الإلقائية بصفة عامة:

بسهولة التطبيق، وبموافقتها لمختلف مراحل التعليم باستثناء طريقة التحضر التي توافق خصيصاً طلاب الجامعة أو كبار السن بصفة عامة.

  1. تمتاز طريقة المحاضر باتساع نطاق المعرفة، وبتقديم معلومات جديدة من هنا وهناك مما يساعد في إثراء معلومات الحاضرين.
  2. تفيد طريقة الشرح في توضيح النقاط الغامضة ويساعد الوصف كذلك في خدمة هذا الغرض، وثبوت الأفكار في الذهن.
  3. تعتبر طريقة الوصف مناسبة لتطبيقها في مختلف ميادين المعرفة، وتمتاز طريقة القصص بأنها تشد انتباه التلاميذ وتزيد من تركيزهم واهتمامهم بموضوع الدرس

– عيوب طريقة الإلقاء:

1ـ تسبب هذه الطريقة إجهاد وإرهاق المعلم حيث أنه يلقى عليه العبء طوال المحاضرة.

  1. موقف المتعلم في هذه الطريقة موقف سلبي في عملية التعلم، وتنمي هذه الطريقة عند المتعلم صفة الاتكال والاعتماد على المعلم الذي يعتبر مع الكتاب المدرسي وملخصاته مصدراً للعلم والمعرفة.
  2. تؤدي هذه الطريقة إلى شيوع روح الملل بين التلاميذ حيث أنها تميل للاستماع طوال المحاضرة وتحرم التلميذ من الاشتراك الفعلي في تحديد أهداف الدرس ورسم خطته وتنفيذها.
  3. أن هذه الطريقة تغفل ميول التلاميذ ورغباتهم والفروق الفردية بينهم إذ يعتبر التلاميذ سواسية في عقولهم التي تستقبل الأفكار الجديدة.
  4. تهتم هذه الطريقة بالمعلومات وحدها وتعتبرها غاية في ذاتها وبذلك تغفل شخصية التلميذ في جوانبها الجسمية والوجدانية والاجتماعية والانفعالية.
  5. تنظر هذه الطريقة إلى المادة التعليمية على أنها مواد منفصلة لفظية، لا على أنها خبرات متصلة، ولا تؤدي إلى اكتساب المهارات والعادات والاتجاهات والقيم.
  6. هذه الطريقة تجعل المعلم يسير على وتيرة واحدة وخطوات مرتبة ترتيباً منطقياً لا يحيد عنه، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى السأم والملل.
  7. إنها طريقة وثيقة الصلة بمفهوم ديكتاتوري عن السلطة إذا أن المعلم في هذه الطريقة هو وحده المالك للمعرفة والتلميذ فيها مسلوب الإرادة عليه أن يسمع ويلتزم الطاعة.

2- طريقة المناقشة:

يتم من خلالها طرح موضوع معين على الطلاب؛ حيث يتبادلون الآراء بشأنه فيما بينهم، ثم يقوم المعلم بعد ذلك بالتعقيب على آرائهم وتعزيز الصحيح منها وتقويم الخاطئ منها.

بمعنى آخر هي عبارة عن أسلوب يكون فيه المدرس والتلاميذ في موقف إيجابي حيث أنه يتم طرح القضية أو الموضوع ويتم بعده تبادل الآراء المختلفة لدى التلاميذ ثم يعقب المدرس على ذلك بما هو صائب وبما هو غير صائب ويبلور كل ذلك في نقاط حول الموضوع أو المشكلة. وقد استخدمت أشكال مختلفة للعلم التعاوني تشجع التلاميذ على تحمل المسؤولية في تعلمهم وكان أول هذه الأشكال (التسميع الجماعي) الذي يقتضي بأن يشترك التلاميذ جميعاً في مناقشة الموضوع وأن يرأس أحدهم المناقشة، وتأخذ هذه الطريقة في أساليبها أشكالاً متعددة كالندوات واللجان والجماعات الصغيرة، وتمثيل الأدوار والتمثيل التلقائي للمشكلات الاجتماعية، وتستخدم هذه الطريقة عادة لتنمية المهارات المعرفية والاتجاهات والمشاعر..

– خطوات تنفيذ المناقشة :

1ـ الاهتمام بتحديد الميعاد والمكان التي سوف يتم فيه المناقشة.

2ـ تحديد موضوع المناقشة وتوضيح أهدافه.

3ـ تدريب التلاميذ على طريقة التفكير السليم والتعبير عن الرأي الخاص بهم.

4ـ اختيار أحسن المراجع المناسبة لجمع المادة العلمية الخاص بالموضوع وهو موضوع المناقشة.

5ـ تنظيم مادة المناقشة تنظيماً تربوياً سليماً.

6ـ الاهتمام بكتابة عناصر الموضوع على السبورة.

7ـ الالتزام الكلي بالحضور قبل بدء المناقشة.

8 ـ عدم السخرية من التلاميذ الذي لا يوفقون في التعبير عن رأيهم تعبيراً صحيحاً.

9ـ حسن استخدام الضبط والربط داخل قاعة المناقشة.

مزايا وعيوب تلك الطريقة:

-المزايا:

1ـ إن هذه الطريقة تشجع التلاميذ على احترام بعضهم البعض وتنمي عند الفرد روح الجماعة.

2ـ خلق الدافعية عند التلاميذ بما يؤدي إلى نموهم العقلي والمعرفي من خلال القراءة استعداداً للمناقشة.

3ـ أنها تجعل التلميذ مركز العملية التعليمية بدلاً من المعلم وهذا ما يتفق والاتجاهات التربوية الحديثة.

4ـ أنها وسيلة مناسبة لتدريب التلاميذ على أسلوب الشورى والديمقراطية، ونمو الذات من خلال القدرة على التعبير عنها، والتدريب على الكلام والمحادثة.

5ـ تشجيع التلاميذ على العمل والمناقشة الحرة لإحساسهم بالهدف من الدرس والمسئولية التعاونية.

– العيوب:

1ـ احتكار عدد قليل من التلاميذ للعمل كله.

  1. عدم الاقتصاد في الوقت لأنه قد تجري المناقشة، بأسلوب غير فعال مما يؤدي إلى هدر في الوقت والجهد.

3ـ التدخل الزائد من المعلم في المناقشة، وطغيان فاعلية المعلم في المناقشة على فاعلية التدريس.

4ـ احتمال زوال أثر المعلم في هذه الطريقة لكونه سيكون مراقباً ومرشداً فقط.

5ـ اهتمام المعلم والتلاميذ بالطريقة والأسلوب دون الهدف من الدرس.

– دور المعلم ومسؤوليته:

للمعلم دور كبير وأساسي في المناقشة ويتأتى هذا الدور من خلال اضطلاعه بالمسئوليات الزمنية مثل:

1ـ مساعدة التلاميذ في عدم الخروج عن موضوع المناقشة.

2ـ معاونة التلاميذ على استخدام كل المادة المتصلة بالمناقشة.

3ـ المحافظة على سير المناقشة نحو الأهداف المتفق عليها.

3- طريقة القصة: (السرد القصصي):

هو أسلوب تعليمي تعلمي، الهدف منه تقديم المادة التعليمية باعتماد أسلوب القصة لِما لها من وقع إيجابي على نفوس التلاميذ.

وتعد طريقة التدريس القائمة على تقديم المعلومات والحقائق بشكل قصصي، من الطرق التقليدية التي تندرج تحت مجموعة العرض، وهذه الطريقة تعد من أقدم الطرق التي استخدمها الإنسان لنقل المعلومات والعبر إلى الأطفال، وهي من الطرق المثلى لتعليم التلاميذ خاصة الأطفال منهم، كونها تساعد على جذب انتباههم وتكسبهم الكثير من المعلومات والحقائق التاريخية، والخلقية، بصورة شيقة وجذابة.

شروط استخدام طريقة القصة في التدريس:

لاستخدام الطريقة القصصية في التدريس هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي على المعلم مراعاتها عند التدريس بهده الطريقة هي:

1 ـ أن يكون هناك ارتباط بين القصة وبين موضوع الدرس.

2 ـ أن تكون القصة مناسبة لعمر التلاميذ ومستوى نضجهم العقلي.

3 ـ أن تدور القصة حول أفكار ومعلومات وحقائق يتم من خلالها تحقيق أهداف.

مع تركيز المعلم على مجموعة المعلومات والحوادث التي تخدم تلك الأهداف، بحيث لا ينصرف ذهن التلميذ إلى التفصيلات غير الهامة ويبتعد عن تحقيق الغرض المحدد للقصة.

4 ـ أن تكون الأفكار والحقائق والمعلومات المتضمنة في القصة قليلة حتى لا تؤدي كثرتها إلى التشتت وعدم التركيز.

5 ـ أن تقدم القصة بأسلوب سهل وشيق يجذب انتباه التلاميذ ويدفعهم إلى الإنصات والاهتمام.

6 ـ ألا يستخدم المعلم هذه الطريقة في المواقف التي لا تحتاج إلى القصة.

7 ـ أن تكون الحوادث المقدمة في إطار القصة متسلسلة ومتتابعة، وأن تبتعد عن الحوادث والمعاني التي تصور المواقف تصويراً حسياً.

8 ـ أن يستخدم المعلم أسلوب تمثيل الموقف بقدر الإمكان، ويستعين بالوسائل التعليمية المختلفة التي تساعده على تحقيق مقاصده من هذه القصة. وفي ضوء هذه الشروط يتبين أن اتباع الطريقة القصصية في التدريس يتطلب أن يكون المعلم مزوداً بقدر من القصص التي تتناسب مع مستوى تلاميذ المرحلة التي يعمل بها وترتبط بموضوعات المنهج المقرر. كما يتضح أن هذه الطريقة يمكن أن تستخدم في المواد الاجتماعية وخاصة في دروس التاريخ، وفي بعض فروع اللغة العربية والتربية الإسلامية

4 – طريقة المشكلات:

فيها يقدم المعلم للطلاب مشكلة معينة كأن يطرح تساؤلاً عن شيء معين، ويترك الطلاب يفكرون بحل للمشكلة، وهي أيضاً تنمي مهارات البحث والتساؤل والتجريب وغيرها، حيث يقوم المعلم بالإشراف على العملية، فيعطي لمحة عن الإجابة أو قيادة العملية، ليفتح الطريق أمام الطلاب نحو الحل الصحيح.

المشكلة بشكل عام معناها: حالة شك وحيرة وتردد تتطلب القيام بعمل بحث يرمي إلى التخلص منها وإلى الوصول إلى شعور بالارتياح، ويتم من خلال هذه الطريقة صياغة المقرر الدراسي كله في صورة مشكلات يتم دراستها بخطوات معينة. والمشكلة: هي حالة يشعر فيها التلاميذ بأنهم أمام موقف قد يكون مجرد سؤال يجهلون الإجابة عنه أو غير واثقين من الإجابة الصحيحة، وتختلف المشكلة من حيث طولها ومستوى الصعوبة وأساليب معالجتها، ويطلق على طريقة حل المشكلات (الأسلوب العلمي في التفكير) لذلك فإنها تقوم على إثارة تفكير التلاميذ وإشعارهم بالقلق إزاء وجود مشكلة لا يستطيعون حلها بسهولة. ويتطلب إيجاد الحل المناسب لها قيام التلاميذ بالبحث لاستكشاف الحقائق التي توصل إلى الحل. على أنه يشترط أن تكون المشكلة المختارة للدراسة متميزة بما يلي:

1ـ أن تكون المشكلة مناسبة لمستوى التلاميذ.

2ـ أن تكون ذات صلة قوية بموضوع الدرس، ومتصلة بحياة التلاميذ وخبراتهم السابقة.

3ـ الابتعاد عن استخدام الطريقة الإلقائية في حل المشكلات إلا في أضيق الحدود. وعلى المدرس إرشاد وحث التلاميذ على المشكلة عن طريق:

1- حث الطلاب على القراءة الحرة والاطلاع على مصادر المعرفة المختلفة من الكتب والمجلات وغير ذلك.

2- أن يعين التلاميذ على اختيار أو انتقاء المشكلة المناسبة وتحديدها وتوزيع المسؤوليات بينهم حسب ميولهم وقدراتهم.

3- أن يقوم بتشجيع التلاميذ على الاستمرار ويحفزهم على النشاط في حالة تهاونهم، وتهيئ لهم المواقف التعليمية التي تعينهم على التفكير إلى أقصى درجة ممكنة.

4-لا بد أن يصاحب هذه الطريقة عملية تقويم مستمر من حيث مدى تحقق العرض والأهداف ومن حيث مدى تعديل سلوك التلاميذ وإكسابهم معلومات واهتمامات واتجاهات وقيم جديدة مرغوبة فيها. (والمشكلات مثل: الانفجار السكاني، مشكلة الأمية، البطالة) وغيرها.

ويمكن إيجاز الخطوات الرئيسة التي تسير فيها الدراسة في طريقة حل المشكلات بالآتي:

1ـ الإحساس بالمشكلة.

2ـ تحديد المشكلة مع تعيين ملامحها الرئيسية.

3ـ جمع المعلومات والحقائق التي تتصل بها.

4ـ الوصول إلى أحكام عامة حولها.

5ـ تقديم ما توصل إليه من الأحكام العامة إلى مجال التطبيق.

مزايا وعيوب طريقة المشكلات:

– المزايا:

1ـ تنمية اتجاه التفكير العلمي ومهاراته عند التلاميذ.

2ـ تدريب التلاميذ على مواجهة المشكلات في الحياة الواقعية.

3ـ تنمية روح العمل الجماعي وإقامة علاقات اجتماعية بين التلاميذ.

4ـ أن طريقة حل المشكلات تثير اهتمام التلاميذ وتحفزهم لبذل الجهد الذي يؤدي إلى حل المشكلة.

– العيوب:

1ـ صعوبة تحقيقها في كل المواقف التعليمية.

2ـ قلة المعلومات أو المادة العلمية التي يمكن أن يفهمها الطلاب عند استخدام هذه الطريقة.

  1. قد لا يوافق المعلم في اختيار المشكلة اختياراً حسنا، وقد لا يستطيع تحديدها بشكل يتلاءم ونضج التلاميذ.

4ـ تحتاج إلى الإمكانات وتتطلب معلماً مدرباً بكفاءة عالية.

5- طريقة العصف الذهني:

هذا النوع من التعليم قد ظهر حديثاً، بحيث يضع الباحث أو المعلّم مسألةً أو فكرة في محلّ النقد والمناقشة من قبل الطلاب لعرضِ أفكارهم ومقترحاتهم المتعلّقة بحلّ المشكلة، وبعد ذلك يقوم الباحث أو المعلّم بجمعِ جميع هذه المقترحات ويناقشها مع الطلاب لإيجادِ الأنسبِ منها والأفضل، وهذا الأمر له جانب مميّز جداً وهو حريّةِ التفكير والتركيز على توليد أكبر قدر ممكن من الأفكار، وهذا الأمر ينمّي عقول الطلاب ليصبح النقاشُ فيما بينهم حول فكرة وهذا الأمر هو قمّةِ نماء العقل

سادساً: أساليب مناهج التعليم والتدريس:

1- أسلوب المدح والنقد:

يستخدم المعلم من خلاله كلمات المدح والتعزيز عندما يكون أداء الطلاب سليماً تشجيعاً لهم، كما ينقد الأداء عندما لا يكون مُرضٍ، على ألا يفرط في هذا أو ذلك؛ لأنّ الإفراط في التشجيع يفقده أهميته ولهفته عند الطلاب، كما أنّ الإفراط في النقد يؤدي إلى انخفاض مستواهم.

2- أسلوب الوضوح في العرض:

يعمل المعلم فيها على إيضاح مادته العلمية لطلابه، وهذا الإيضاح يساهم في فهم الطلاب وزيادة مستوى تحصيلهم أكثر من أسلوب المعلم الذي لا يكون واضحاً.

3- أسلوب استخدام أفكار المتعلم:

 يقوم المعلم بطرح المسألة ويترك الطلاب يفكرون بها لأخذ الأفكار منهم؛ حيث يكرر مجموعة من الأسماء أو العلاقات المنطقية لاستخراج الفكرة، ثمّ يعيد صياغة بعض الجمل التي تساعد المتعلم على وضع الفكرة، ثمّ يستخدم إحدى أفكار المتعلم للوصول للخطوة التالية، بعدها يوجد العلاقة بين فكرته وفكرة المتعلم، ثمّ يجعل المتعلمين يلخصون الأفكار بطريقتهم.

4- أسلوب تنويع وتكرار الأسئلة:

يطرح المعلم أسئلة على المتعلمين لقوموا بالإجابة عليها، وينوّع في هذه الأسئلة، فذلك يساعد على تنشيط تفكير التلاميذ، وبالتالي زيادة مستوى تحصيلهم الدراسي.

يلقي المعلم مجموعة من الأسئلة على الطلاب، ويبدأ الطلبة بالإجابة عليها بشكل جماعي وبشكل يشبه طريقة المناقشة، ولكن على شكل سؤال وجواب بدلاً من شكل الحوار المفتوح، وبالتدرج بالأسئلة يصل الطلاب في النهاية للمعلومة، حيث يصلون إليها بأنفسهم وباستنتاجهم الخاص دون أن يلقيها عليهم المعلم.

5- الطريقة الاستجوابية:

يقوم المعلم من خلالها بطرح أسئلة على المتعلمين وتركهم يعتمدون على خبراتهم في الإجابات، ومن خلال هذه الطريقة ينمّي اتجاهاتهم نحو حب التعلم والرغبة في التعمق فيه، أيضاً يكشف ميولهم ويوجهها نحو ما يناسب إبداعاتهم، كذلك يحقق الفهم الصحيح للدرس ووصول المعلومة الصحيحة للطالب بسبب مشاركته بها وشدّ انتباهه واهتمامه، بالإضافة إلى أن ينمي روح التعاون بين الطلاب.

6- طريقة البحث:

يقوم الطلاب من خلالها بعمل أبحاث للتوصل إلى كشف الحقائق، وبهذه الطريقة ينمو إبداع المتعلم وحريته في التفكير، كما يصبح قادراً على حل المسائل الدراسية والمشاكل التي تواجهه عموماً.

7- طريقة الزيارات الميدانية:

ينتقل فيها الطلاب من الحيز الضيق في الصف إلى أماكن العمل والإنتاج؛ كالمزارع والمصانع والمتاحف، حيث يقومون بتقديم تقاريرهم وأبحاثهم عن المكان الذي زاروه، ويملون على تحديد المشكلة وحلها بإشراف المعلم، وتهدف هذه الطريقة إلى ربط المؤسسة التعليمية بالبيئة.

وتعتبر طريقة التدريس بأسلوب الزيارات الميدانية من الطرق الفعالة في مجال المواد الاجتماعية، وذلك لكونها تنقل التلميذ من المحيط الضيق المتمثل في الورشة أو الفصل الدراسي إلى مواقع العمل والإنتاج، وتهدف هذه الطريقة إلى ربط المؤسسة التعليمية بالبيئة بمختلف جوانبها، والعمل على تطور البيئة وتحديد المشكلات التي تواجهها، وتنمية الحساسية الاجتماعية لدى التلاميذ، وترجمة المبادئ والنظريات إلى حلول علمية لمواجهة مشكلات البيئة. وسواء كانت الزيارة الميدانية لها بصورة لأحد المصانع أو المزارع أو المتاحف، فإنه لكي تكون هذه الطريقة فعالة لابد من التخطيط لها بصورة كبيراً بالبرنامج التعليمي حتى تؤدي الغرض منها، كطريقة تعليم بدلاً من كونها طريقة ترفيهية كما هو جاري حاليا.

-خطوات استخدام طريقة الزيارات الميدانية في التدريس:

لاستخدام هذه الطريقة في التدريس فإن على المعلم أن يتبع

الخطوات الآتية:

1ـ تحديد أهداف الزيارة ومكانها.

2 ـ تقديم التقارير عن الزيارة وتحديد جوانب الاستفادة من هذه الزيارة.

3 ـ تحديد المشكلات التي تمت ملاحظتها أثناء الزيارة.

4 ـ تقويم نتائج الزيارة من قبل التلاميذ والمعلم والعاملين في موقع الزيارة.

سابعاً: أهمية طرق التدريس الحديثة:

أصبح لزاما على المدرس اليوم، التعرف على طرق التدريس الحديثة، لما لها من أثر فعال في تحسين جودة التعليم والتعلم، ذلك أن الطرق التقليدية لم تعد قادرة على تلبية حاجيات التعليم في القرن 21، حيث عجلة التنمية أصبحت سريعة جدا، يتوجب معها عدم تضييع الوقت وإهدار زمن التعلم من خلال إتباع طرق أثبتت محدوديتها وعدم قدرتها على فهم الواقع المتغير.

إن طرق التدريس الحديثة والفعالة مكنت المتعلم اليوم من اختصار المسافات في الوصول إلى المعلومة وفهمها وتطبيقها، من خلال محاكاة الواقع الاجتماعي والاقتصادي داخل الفصول الدراسية، واستحضار حقيقة المجتمع الذي ينتمي إليه المتعلم، والتدرب على مواجهة كل المواقف والاستعداد للمواقف الجديدة والمستجدة، من خلال تمكين المتعلم من مختلف الوسائل لمواجهة الواقع الحقيقي وتطوير هذا الواقع والرقي به نحو الأفضل. وذلك هو هدف العملية التعليمية التي تسعى إلى خلق مدرسة تكون منفتحة على محيطها، من خلال استحضار المجتمع في قلب المدرسة، وخلق مدرسة مُفعمة بالحياة بالانتقال من التدريس السلبي إلى التدريس الفعال، ومن التلقي إلى التعلم الذاتي إلى التعلم التعاوني.

-خاتمة:

رغم أن طرق التدريس ومناهج التعليم تمثل مجموعة من التقنيات المجربة لإيصال المعرفة بأبسط السبل وفي أحسن حلة إلى الطلاب في كافة المراحل، إلا أن الكلمة اﻷخيرة تبقى للمعلم في طريقة قيادة فصله، وبالتالي يتوجب عليه إعمال خبراته ومواهبه وقدراته في سبيل إيجاد أفضل السبل التربوية التي تناسب فصله وتتيح لطلابه المشاركة بكل قدراتهم التعليمية وإظهار ابداعاتهم المعرفية.
_________
*الدكتورة ميادة القاسم الأستاذ المساعد في مناهج وطرائق البحث الاجتماعي جامعة ماردين – حلب سابقاً.

 

جديدنا