أهمية الصورة في العملية التعليمية التعلّمية

image_pdf

 

 

  • مقدمّـــة
  • مـــفهوم الصـــورة التّـــعليميّ
  • خــــصائص الصـورة
  • مـــــــعايير تصميم الصــــورة التّـــعليميّة وشــــروط اخــــــتيارها
  • وظـــائف اســـتخدام الصورة التـّـعليميّة
    • 4. وظيفة تواصليّة
    • 4. وظــــيفة تـــربويّة
    • 4. وظــــيفة الصورة بوجود النّــــص
  • أهــمية الصـــورة التّعليميّة ودورها في تنمية الكـــفاءة التّــواصليّة
  • خـــاتمة

 

مقدّمة

تحتل الصّورة مكانة مهمّة في حياتنا اليوميّة، وذلك بالنّظر إلى مدى تأثيرها على فكر الإنسان وحياته إذ أصبحت وسيلة اتصاليّة فعّالة.

فالصورة لا يحدّها زمان ولا مكان، فهي موجودة في البيت والمدرسة والشارع وغيرها، فهي تحيط بنا في كل مكان.

تعمل الصورة على إكساب المتعلم كفاءة تواصليّة، ولعلّ السّبيل إلى ذلك لا يتأتّى إلا من خلال استغلال الصورة التّعليميّة الاستغلال الأمثل، باعتبارها تمثّل بيئة المتعلّم وواقعه الذي يعيشه ويتواصل به ومعه.

ما هي الصورة التّعليميّة؟ وما خصائصها؟ وما هي معايير تصميمها وشروط اختيارها؟ وما هو دورها ووظائفها في عملية التعليم والتعلم؟

إنّ هذا الموضوع يكتسي أهميته من ضرورة بيان المكانة الأساسيّة التي يجب أن تحتلها الصورة التّعليّمية في مجال التعليم والتعلم، ومنه وجوب إيلاء البيداغوجيين أهميّة كبيرة لها سواء من ناحية التّصميم والاختيار أو من ناحية استثمارها في هذه العملية المذكورة سلفا.

  1. مـــفهوم الصـــورة التّـــعليميّ

لقد تعدّدت مفاهيم الصورة وتباينت استنادا إلى منطلقات وخلفيات متعدّدة، وعموما يمكن أن تُعرف الصورة على أنها شكل لأشخاص أو أشياء أو مناظر موضّحة على الورق أو ما شابه بالتّصوير أو الرسم.

أمّا في المجال التّربوي فنعني بالصورة التّعليميّة تلك الصورة التي” تُوظَّف في مجال التّربية والتّعليم، وتتعلّق بمكوّنات تدريسيّة هادفة، تفيد المتعلّم في مؤسّسته أو فصله الدراسي؛ أي إن الصورة التّربويّة هي التي تحمل في طياتها قيما بنّاءة وسامية، تخدم المتعلم في مؤسسته التربوية والتعليمية بشكل من الأشكال، وقد تتنوّع هذه الصورة في أشكالها وأنماطها وأنواعها، لكن هدفها واحد هو خدمة التربية”.

كما تعرّف الصورة التّعليميّة بأنّها ” تلك الصورة المرتبطة بمقاطع الدّرس الثلاثة: المقطع التمهيدي والمقطع التكويني والمقطع النّهائي، ويستعمل المدرس الصور الديدكتيكية المثبتة في الكتاب المدرسي لبناء الدرس شرحا واستثمارا واستكشافا واستنتاجا وتقويما”.

كما تُعرف بأنها:” الصورة التي تستخدم للتعبير عن مضمون حالة معينة لغرض إيصال المعلومات إلى التلاميذ بأقل وقت وجهد ممكنين “.

إن الصور تُصنّف إلى قسمين، وهما: الصور الثابتة والصور المتحركة، فالصورة المتحركة تفرض على مشاهدها حركتها الخاصة بها في مجال الزمان والمكان، بينما الصورة الثابتة فلا تفرض على مشاهدها إلا ذلك الحيّز المكاني المحدّد، أما الزمن فلا مجال له في الصورة الثابتة إلا إذا تحدثنا عنه كقيمة رمزية.

والملاحِظ لواقعنا التّعليمي، نجد أنّ الصورة الثابتة هي الموظفة بكثرة في كتبنا نظرا لقلّة الإمكانيات المتوفرة أجل استغلال الصور المتحركة من جهة، وكذا عزوف أغلب الأساتذة عن توظيفها من جهة أخرى، إما لجهلهم بها أو عدم إدراك أهميتها الحقيقية في عملية التّعليم والتّعلّم.

  1. خــــصائص الصـورة

إنّ كل وسيلة تعليميّة لها مكانتها الخاصّة نظرا لما توفّره من خصائص وميزات لا نجدها في الوسائل الأخرى، ولنا في الصورة ذلك التّميّز والتّفرّد، حيث إنّ لها سمات، نذكره ومنها:

  • الصورة عالميّة:فرغم اختلاف اللغات والثقافات والعادات إلا أن الصورة مهما كانت يمكن أن يقرأها و يفهما الجميع على اختلاف لغاتهم، رغم ما قد تحمله هذه التأويلات من اختلالات أو اختلافات.
  • سرعة القراءة والفهم:فقراءة الصورة وفهمها لا يتطلّب وقتا طويلا مثل قراءة صفحة أو عدّة صفحات من موضوع معين.
  • تشكل الصورة عالما متكاملا ومختصرا للمعلومات:قد تعجز اللّغة عن نقل المعاني في عبارات محدودة، فإن الصورة قد تنقله بكل صدق وتكامل واختصار.
  • الشّموليّة:فعند اطلاعنا على صورة ما، فإنّها تمدّنا بكم متكامل من المعلومات والمعاني حول موضوع معيّن، فإدراكنا لها كلّي وشامل، في حين أن التدقيق في أجزائها يمدنا بكل تفاصيلها.
  • الصورة كتاب مفتوح متعدّد القراءات والدّلالات:حيث إن ّكل ناظر لها مهما كانت لغته أو ثقافته فإنه يقف على قراءات متعدّدة قد تتّفق أو تختلف فيما بينها.
  • إمكانية إرفاقها بنص:حيث إنّ دلالات الصورة الواحدة قد تتعدّد، لذا قد يلجأ توظيف صورة ما نصا توضيحيا يبيّن دلالاتها المقصودة، أو الهدف من إيرادها.
  • مطابقة الواقع دون تزييف أو تحريف:فالصورة تعبر عن الواقع دون تحريف أو تزييف له.
  • قد تكون الصورة منافية للحقيقة والواقع:ولعل هذا الأمر يرجع إلى الهدف غير المعلن من ملتقطها؛ كتغيير الحقيقة وتزييفها، فالتقاط الصورة في وضع معيّن قد لا يعكس حقيقتها في بعض الأحيان.
  • الرّمزيّة:إنّ الصورة قد تخفي أكثر مما تظهر، حيث تصبح لها رمزية خاصة إذا ارتبطت بحادثة معيّنة أو ثقافة شعب ما.
  1. مـــــــعايير تصميم الصــــورة التّـــعليميّة وشــــروط اخــــــتيارها

لقد سعت المنظومة التّربويّة إلى تحديث مناهج التّربية والتّعليم، وذلك من خلال الاعتماد على المقاربات الحديثة ، سواء من حيث المحتوى، أو من حيث توظيف الوسائل التّعليميّة المختلفة من أجل الارتقاء بالعلميّة التّعليميّة التّعلّميّة، وبما أن الكتاب المدرسي يشكّل الوسيط الأكثر استعمالا، فقد كان الاهتمام به جليا، خصوصا في المرحلة الابتدائيّة، باعتباره موجّها إلى فئة عمريّة حسّاسة وشديدة التّأثّر، ولهذا وجب الاهتمام بكل تفاصيله، ولعل أهمّها اختيار الصور، والتي تعد وسيطا مهما في عملية التّعليم والتّعلم، ومن هذا المنطلق يجب أن تتّسم الصور المختارة بمواصفات وشروط معيّنة لكي تؤدي دورها بفعالية ونجاعة أكبر، ومنها:

– البساطة وسهولة القراءة والإدراك: إنّ أغلب النّصوص اللّغويّة المتضمّنة في الكتب المدرسيّة تكون مصحوبة بصورة معيّنة، ولكي تؤدي هذه الصور دورها يجب أن تكون بسيطة وسهلة القراءة، وفي هذا الصّدد يقول “عبد اللّطيف الحشيشة”:” إن الصور يجب أن تحمل رسالة تترجم النّص المرافق لها ومن الأحسن أن تكون بسيطة سهلة الإدراك و لا تثير في نفس المتعلم تساؤلات تصعب الإجابة عنها، كما لا يجب أن تقدّم صورة رمادية اللون فتحدث ضبابيّة في ذهن المتلقي لأنّ الأطفال يميلون بفطرتهم إلى الألوان الزاهية، أضف إلى ذلك أن جمالية الصّورة مرهونة بدقتها، وتصميمها وانسجام ألوانها، وتآلف أشكالها والخلفية، لذلك يجب أن يكون هناك تناسب بين الصورة المرئيّة البصريّة والصورة اللّفظيّة.

  • انسجام الصورة مع النّص: يجب أن تكون الصورة التّعليّميّة منسجمة ومتناغمة ومعبّرة عن النّص المصاحب لها، فلا يكون هناك تعارض بين ما في الصورة وما يقوله النّص.
  • ضرورة احترام الصور للقيم والمضامين الثّقافيّة للمتعلمين، ولهذا يجب التعرف عن كثب عن مميزات وسطهم وتجاربهم ومعتقداتهم.
  • أن تكون الصور حديثة، دقيقة لافتة للانتباه، مثيرة للنّقاش، حاملة للمعلومات الرئيسية؛ أي متضمنة لمحتوى الرسالة الخطابية. فإذا ما كان محتوى الصور مراعيا لقدرات المتعلم ومتناسبا وملكاته اللّغويّة والمعرفيّة والنّفسيّة، فإنها ستسهم فعلا في تحقيق الأهداف التّربوية والتّعليميّة المرجوّة منها.
  • يجب أن تتوافق وتتناسب الرسوم والصور وسن المتعلمين لكي يسهل استيعابها والتّعبير عنها.
  • أن تشكّل الصور والرّسوم إضافة إلى النّصوص، مع ضرورة وجود تكامل وتناسب بينهما.
  • اختيار النّوع المناسب للصور، والذي قد يكون أكثر فعاليّة في الموقف التّعليمي التّعلّمي من غيره؛ فمثلا نجد أن العديد من المواقف تحتاج للصّور المتحرّكة(الفيديو) لتمثيلها أحسن تمثيل ولكي يتفاعل معها المتعلمون وينجذبون نحوها.
  • إذا كان النّص أهم من الصورة يوضع النّص في الصفحة اليمنى والصورة في الصفحة اليسرى، وتُعكس العملية إذا كانت الصورة أهم من النّص”.

هذا، وقد وضع “الجشطلتيون” خمسة قوانين لإدراك الصورة، والتي يمكن أن نعدّها قوانينا مهمة من أجل اختيار الصورة في المجال التّعليمي، وهي:

  1. قانون الصغر: الشكل الصغير يبرز عن عمق أكثر كبرا.
  2. قانون البساطة: الشكل البسيط أبرز من الشكل المعقد.
  3. قانون الانتظام: التّقسيم المنظم للأشكال يؤثر في العمليّة الإدراكيّة.
  4. قانون التّقابل: التّقسيم التّقابلي لعناصر شكل معين يؤثران في الإدراك.
  5. قانون الاختلاف: الشكل المختلف الغريب يبرز بشكل أفضل.

إنّ هذه القوانين مهمّة جدا في انتقاء الصّور سواء كانت لأهداف بيداغوجيّة أو غير ذلك، ولكي تؤدي الصورة الدور المنوط بها في المجال التعليمي لا بد أن يُوفَّق البيداغوجيون في الجمع بين هذه القوانين في تناسق تام.

عموما، لا بد على معدّي الكتب أن يختاروا الصور التّعليمية بعناية فائقة وليس بطريقة عشوائيّة، فكثيرا ما نجد في كتبنا التّعليمية في كافّة المراحل الدراسيّة العديد من الصور التي لا تعبّر عن مضامين النّصوص بدقّة، أو تكون بعيدة عن واقع المتعلّم ومعتقداته، ولا تثير اهتماماته، وبالتّالي يكون تأثيرها سلبيّا على العمليّة التّعليميّة.

  1. وظـــائف اســـتخدام الصورة التـّـعليميّة

للصورة وظائف متعدّدة في المجال التّعليمي، وعموما يمكن إجمالها في الوظائف الآتية:

1.4. وظيفة تواصليّة

لا تشكّل اللغة الوسيلة الوحيدة للتواصل الإنساني، والسبب في ذلك العدد الهائل من الوسائط الأخرى التي من أهمها الصورة، ومن هذا المنطلق فإن الصورة تعد وسيلة مهمّة لنقل الرسائل عن طريق القناة البصرية، حيث يرتبط هذا النوع من الاتصال بالرؤية “ويعتمد اعتمادا أساسيا على ما يُعرف بالاتصال غير اللفظي وعلاماته الحركات الجسمية، والأوضاع الجسميّة، تعبيرات الوجه والعينين ونحوهما”، وفي الصورة نجد كل تلك الوضعيات بما يسمح من تحقيق تواصل فعال، لاشتمالها على كم هائل من المعارف والمعلومات، كما تحمل عواطف يمكنها التّأثير في المتلقي بدرجة عالية.

2.4. وظــــيفة تـــربويّة

تشكّل الوسائل التّعليميّة عموما، والبصريّة منها على وجه الخصوص وسائط مهمة في عملية التّعليم والتّعلّم، ولعلّ هذا الأمر يرجع إلى كثرة الدراسات والتّجارب التي أقيمت حولها، وبيّنت أهميتها في مجالات عديدة يأتي في مقدمتها ميدان التّعليم، ومن هذا المنطلق فقد أصبح حضور الصورة ضروريا من أجل نجاح العملية التّعليميّة، حيث يُجمع الباحثون أن ما يقارب 80% من مدخلاتنا الحسيّة هي مدخلات بصريّة، وفي هذا الصدد فقد “ذكر عالم التربية الأمريكي “جيروم بونر” المشهور بدراساته عن التّفكير والتربية من خلال الاستكشاف والإبداع دراسات عديدة تبيّن أن الناس يتذكّرون 10% فقط مما يسمعونه، و30% فقط مما يقرأونه، في حين يصل ما يتذكرونه من بين ما يرونه أو يقومون به إلى 80%”.

ومع تطور التكنولوجيا، فقد أصبحت الصورة الثابتة أو المتحركة(الفيديو) تحتل مكانة كبيرة في العملية التّعليميّة خصوصا في المراحل الأولى، والدليل على ذلك أن الكتب المدرسيّة في المراحل الابتدائية تعتمد كل الاعتماد عليها، حتى أصبح نجاح الدرس مرهونا بما تقدمه من الشرح والتوضيح، لذا فهي تعد وسائل مساعدة للتعلم و روافد له.

3.4. وظــــيفة الصورة بوجود النّــــص

إنّ اللّغة البصريّة تختلف من حيث خصائصها وتوظيفاتها عن اللغة الطبيعية، ورغم هذا الاختلاف فإنهما يمكن أن يتلازم وجودهما مع بعض، وحينها يصبح لكل منهما دور في عملية التواصل، فيمكن أن يكون النّص مرفقا بصورة أو العكس، وهنا يطرح السؤال عن الوظيفة التي قد تؤديها الصورة إلى جانب النّص أو العكس.

وفي هذا الصدد يذهب “رولان بارت” على أن النّص اللّغوي الذي يحضر إلى جوار الصورة يؤدي إحدى الوظيفتين الآتيتين: وظيفة الإرساء أو الشرح أو التثبيت، وإما وظيفة تكميلية أو تناوبيّة. فأما وظيفة الإرساء فتكمن في إيقاف سيرورة تدفّق معاني الصورة الواحدة والحد من تعددها الدلالي من خلال ترجيح أو تعيين تأويل بعينه، وهذا بهدف توجيه القارئ إلى معنى مقصود، وجعل قراءته قراءة موجّهة وممتعة “فالنص يقود القارئ بين مدلولات الصورة، مجنّبا إياه البعض منها وموصلا له البعض الآخر من خلال توزيع دقيق غالبا، إنه يقود نحو معنى منتقى مسبّقا”، ولعل استعمال هذه الوظيفة تشيع في الصورة الثابتة أكثر.

وفي المقابل نجد وظيفة الشرح، حيث تقدم الصورة دلالات جديدة للنّص اللغوي، قد يعجز النص التعبير عنها والعكس، وهنا يتكامل النّص مع الصورة ليشكلا وحدة متآزرة تفصح عن المعاني الخفيّة والمستعصية.

  1. أهــمية الصـــورة التّعليميّة ودورها في تنمية الكـــفاءة التّــواصليّة

إنّ الوقوف على دور الصورة التّعليميّة في تنمية الكفاءة التّواصلية يتطلب منا معرفة مفهوم الكفاءة التّواصليّة ومكوناتها لكي يتسنى لنا معرفة مواضع تأثير الصورة فيها بشكل أدق.

يُعرّف المختصين الكفاءة على أنّها القدرة على تعبئة مجموعة من الوسائل (معارف، قيم، معلومات،) لتصير ذات تلاؤم وفعاليّة ضمن مجموعة من الوضعيات، وبالتّالي فلا نتعلّم لنعرف، وإنّما نتعلّم لنقوم بفعل ما. لذا فالكفاءة هي قدرة الفرد على أداء فعل أو مهارة أو نشاط معيّن.

إنّ العديد من المتعلمين يجدون صعوبة وخجلا في التّعبير، والصورة هي الوسيلة الأنسب لتجاوز العديد من الصعوبات والمشكلات التّعليمية في مجال التعليم ، فمن خلالها يتمكّن المتعلم من التّعبير عن رأيه مهما كان، لأنّها لا تحتاج إلى مهارات كبيرة، فالعدد القليل من الألفاظ قد يؤدي التّعبير المطلوب، وهذا ما يساعده على محاولات أكثر والاستمرارية من أجل تقديم الأفضل، مما يُحسّن من كفاءته شيئا فشيئا.

إذن، فالصورة تساهم في “تنشيط عمليات الانتباه والإدراك والتّذكر والتّصوّر والتّخيّل، وهي العمليات المهمة أيضا في التّعليم والتعلم، وأن العامل الحاسم هو الطريقة التي تقدم من خلالها، وكذلك طرائق التّعرض اليومية لهذه الصور وأساليب توظيفها بطرائق إيجابية أو سلبية”، ومن هنا فإن على القائمين على إعداد الكتب المدرسية أن يراعوا جوانب متعددة في اختيار الصورة وتوظيفها لكي تحقق الأهداف المرجوة منها، لأنها إذا وُظّفت بطريقة غير مناسبة فإنها ستؤثر سلبا لا إيجابا على العملية التّعليميّة التعلميّة.

خـــاتمة

يمكن القول إن الصورة وسيلة فعالة في عملية التعليم والتعلم، وهي لا تقل فعاليّة عن النّصوص اللغوية، بل إنّها في كثير من الأحيان تتجاوز النّص في التّعبير عمّا يجول في خواطرنا، ولهذا وجب توظيفها بفعالية في هذا المجال الحيوي لكي نحقق الكفاءات المستهدفة منه بكل يسر وسهولة.

يعد استخدام الصور في التّعليم من التّقنيات التّربويّة الحديثة التي لها الأثر التّفاعلي، خاصة لدى متعلمي المرحلة الابتدائيّة، حيث تجذبهم الصور فيصنعون لها عالما موازيا في أذهانهم يحاكون به ما تريد تلك الصور أن تعبّر عنه، فتجدهم يستلهمون منها التّعابير تارة، ويخبرون عنها أقرانهم تارة أخرى بكل شغف وبكل ما تحمله الصور من معنى.

ومن هذا المنطلق لا يعد النّص هو الوسيلة الأساسية في تنمية المهارات اللّغوية فحسب، بل تعد الصورة أيضا أداة ناجعة وفعالة لتحفيز المتعلم على التّواصل، خصوصا الشّفهي منه، حيث تخلق مجالا خصبا للتنافس يساعد المتعلمين على تخطي الخجل والتعبير دون خوف، ولذا فإن الصورة التّعليميّة هي استراتيجيّة فعالة للفهم والإنتاج في آن واحد.

إذن، فالصورة التّعليميّة تعد من أهم الوسائط التي لا يمكن للمدرس الاستغناء عنها، مهما تعدّدت الوسائل والدعائم، ومن المؤكد أن أهميتها هذه ترجع إلى تلك السّمات والخصائص التي قلّما نجدها في التّواصل الشّفهي أو الكتابي اللذان يستوجبان عادة اللّغة المشتركة وغيرها بين المرسل والمرسل إليه.
____________
*من إنجاز الأستاذ: لبوغ رشيد
اشراف الدكتور محمد بنعمر.

جديدنا