سَيْنَاء حصونها وقلاعها.. الفراغ الاستراتيجي في عصر صلاح الدين الأيوبي

image_pdf

تفتقر المكتبة العربيَّة لكتابات معمّقة عن شبة جزيرة سيناء وصدر مؤخرا كتاب موسوعي يزيد على الألف صفحة من تأليف مؤرِّخ سيناء الدكتور سامي عبد الملك، الكتاب عنوانه ( سيناء حصونها وقلاعها.. الفراغ الاستراتيجي في عصر صلاح الدين ) الكتاب نشرته الهيئة المصريَّة العامة للكتاب، يرى سامي عبد الملك أن  الحصون والقلاع في سَيْنَاء ارتبطت بالصحراء كبيئة جغرافيَّة لها، فسَيْنَاء هي تلك الصحراء التي لم تشهد صحاري العالم عامًة، وصحاري مِصْر خاصًة تلك الحركة والكثافة للجيوش المحتلة والغازية والفاتحة منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، وذلك بفضل موقعها البوابي الحاكم فهي بوابة مِصْر الشرقيَّة، وأخطر مدخل لمِصْر على الإطلاق، وبلا منازع، وهمزة وصل الشرق بالغرب، وعلى الرغم من أنها جغرافيًا صحراء فإنها تتمتَّع بفراغ إستراتيجي متفرِّد، فمن لم يضع يده عليها، لا يُمكن أن يضمن البقاء في مِصْر مهما أُوتى من قوة، لأنها أقل صحاري مِصْر عُزلةٌ، فانعكس كل ذلك على وجوب تحصينها بالعديد من الحصون والقلاع التي ترجع لعصور تاريخيَّة مُتعاقبة، حتى أن مُدنها التي نشأت فيها كانت كلها مسورة ومبوبة وحصينة، فكانت عبارة عن حصون ومعسكرات، ونظرًا لتمتّع سَيْنَاء بهذا الموقع الحاكم فكان وجوب الاهتمام بتشييد عمائر دفاعيَّة سواء كانت مُدنًا محصنة ذات بوابات وأسوار، أو حصونًا وقلاعًا وأبراجًا، أُنيط بها مُهمَّة الحفاظ على تلك البقعة الحاكمة، وتأمينها باعتبارها مدخلًا وبوابة مِصْر من هذه الناحية، ويهمنا هنا من كل هذه الحصون والقلاع تلك التي شُيدت منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية العصر الأيوبي خاصًة تلك التي شُيِّدت في عصر صلاح الدين الأيوبي حيث كانت سَيْنَاء في عصره أرض حرب لا طريق حرب كما كان في السابق، مما تطلب تغيير الخطط الدفاعيَّة عنها.

 

وكان وراء اختيار سامي عبد الملك للكتابة عن سَيْنَاء حصونها وقلاعها،  العديد من الدوافع والأسباب، منها ما هو كامن في شخصه، ومنها ما هو علمي صرف، فمن الأسباب الشخصيَّة الرئيسة أنه نشأ في سَيْنَاء، ففيها ولد، وفي مقتبل حياته عاصر الأيام الأخيرة من وجود الاحتلال الإسرائيلي حتى تم دحرهم في حرب العاشر من رمضان 1393هـ/ السادس من أكتوبر 1973م، ثمّ كان الانسحاب من كامل سَيْنَاء بعد توقيع معاهدة السلام في عام 1979م، كل هذه الأحداث المتلاحقة ولدت في نفسه حب جغرافيتها التاريخيَّة، وتاريخها الموغل في القدم، وعبق تراثها الخالد، فهي صحراء من ذهب، ومن هنا ونظرًا لتخصّصه في الدراسات الآثاريَّة والمعماريَّة، وقيامه بالعديد من المشروعات للمسوحات والتنقيبات الآثاريَّة، كان لزامًا وواجبًا عليه المشاركة قدر الإمكان في كتابة فصليَّة، أو وضع لبنة في هذا التاريخ الشامخ لسَيْنَاء، وذلك من خلال المساهمة في توضيح جانب مهمّ من تاريخها العريق، خاصّة لتوافر فرصة ثمينة له لكتابة تاريخ سَيْنَاء الحضاري في العصر الإسلامي من خلال تكامل المنهج العلمي بين ما ورد في المصادر التاريخيَّة، والمكتشفات الآثاريَّة التي تمَّت عن طريق الحفائر الآثاريَّة التي قام بها، فالمكتشفات الآثاريَّة تسهم بشكل جاد في تحديث المعلومات التاريخيَّة الحضاريَّة خاصَّة لو كانت نقوشًا كتابيَّة تعميريَّة وإنشائيَّة، فمن الممكن إضافة مُنشآت لم تكن معروفة من قبل في النصوص التاريخيَّة، أو تكون المكتشفات تأكيدًا لما ورد في النصوص التاريخيَّة، وهي أيضًا تُعتبر من الدوافع والأسباب العلميَّة الرئيسة لاختيار موضوع هذا الكتاب، وبناءً عليه قرَّرالمؤلِّف منذ البداية أن يكون بحثه عن فترة مهمَّة وحاسمة في تاريخ وآثار سَيْنَاء خلال العصور الوسطى، وهي مدَّة الصراع والمواجهة بين الشرق والغرب المعروفة والشهيرة في مصادرنا بحروب الفرنج، وفي مصادرهم بالحروب الصليبيَّة، وما ترتَّب عليها من ازدهار نوع من العمارة الإسلاميَّة الدفاعيَّة ممثَّلة في الحصون والقلاع والمُدن المحصنة، وهي العمائر التي أصبحت لها المرتبة الأولى في سَيْنَاء، ولما لا وقد اعتبرها الفقه الإسلامي من البناء الواجب، كما أن صلاح الدين مشيّد هذه القلاع في سَيْنَاء، كان بّناءً عظيمًا عالمًا بكيفيَّة تشييد الأسوار، وحفر الخنادق، وأنه صاحب فكرة إدخال القَلْعة كمنشأة معماريَّة حربيَّة دفاعيَّة تُشيد على ذُرى الجبال الحاكمة إلى تحصينات مِصْر الدفاعيَّة، وهو ما أكد عليه عن كثب عند مقابلته له في القُدُس الشريف، ونقل لنا وصف هذا كشاهد عيان الرحالة الطبيب عبداللطيف البغدادي (ت 629هـ/1231م) إذ قال:” رأيت ملكًا عظيمًا يملأ العين روعة، والقلوب محبًا قريبًا بعيدًا سهلًا مجيبًا، وأصحابه يتشبهون به، يتسابقون إلى المعروف، وأول ليل حضرته وجدت مجلسًا حفلًا بأهل يتذاكرون في أصناف العلوم، وهو يُحسن الاجتماع والمشاركة، ويأخذ في كيفيَّة بناء الأسوار، وحفر الخنادق، ويتفقه في ذلك، ويأتي بكل معنى بديع “.

أرى أن من هنا جاءهذا الكتاب:” سَيْنَاء.. حصونها وقلاعها ” الفراغ الإستراتيجي في عصر صلاح الدين الأيوبي “ لأنها تمثل فترة حاسمة في تاريخ شبه الجزيرة خلال العصور الوسطى، حيث تم تحرير قَلْعة جزيرة أَيْلَة ” صلاح الدين بجزيرة فرعون “، وإعادة إعمارها وتحصينها لتكون كالحارس الأمين على فم البحر الأحمر وبلاد الحَرَمين الشريفَيْنِ، ولازدهار العمارة الحربيَّة وظهور القَلْعة كمنشأة قائمة بذاتها وباقية خلال هذه المدة حتى يومنا هذا لا في سَيْنَاء بل في مِصْر كلها، ولتغير المفهوم الدفاعي الحاكم بالنسبة لصحراء سَيْنَاء فبعد أن كانت منطقة فصل أصبحت منطقة وصل وتكامل خاصةً بين مِصْر وبلاد الشام، ومحور الوسط منها الذي استطاع صلاح الدين إبراز دوره هذا لأول مرة في التاريخ، وأصبح لتلك الصحراء دورا هجوميًا واصًل بعد أن كان دورها دفاعيًا فاصلًا، وما لعبته من دور فاعل ساهم في النهاية في تحرير بيت المقدس.

 

هذه الحصون المكتشفة والقلاع لم تدرس من قبل دراسة علميَّة مُتخصّصة في الوقت التي حظيت فيه الآثار القديمة الممتدة من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الروماني بالاهتمام من خلال المسوحات والتنقيب الآثاري، والبحث والدراسة على يد الأجانب سواء قبل أو أثناء الاحتلال الإسرائيلي، أو حتى بعد عودة سَيْنَاء للوطن الأم مِصْر. ويُضاف إلى ذلك أن هذه المواقع بكر من الناحيَّة الآثاريَّة فأول حفائر آثاريَّة أُجريت فيها كانت خلال عام 1983م خاصة تلك التي اُجريت في حِصْن الفَرَمَا العباسي، أما قبل هذه السنة فلم تجر فيها أعمال حفائر علميَّة مُنظّمة، وإنما كانت أعمال هدم وتخريب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بهدف تحصينها كموقع عسكري، ثم تتابعت الحفائر الآثاريَّة بعد ذلك في بعض الحصون والقلاع خاصة تلك التي قام بها المؤلف، أو بعثات أجنبيَّة كالبعثة اليابانيَّة في مِيْناء رايَّة والطُّوُر، واستطاعت هذه الحفائر الآثاريَّة أَن تُضيف وتُغيّر الكثير من تاريخ وعمارة، ودور هذه الحصون والقلاع عما كان معروفًا من قبل، فتمّ الكشف عن تخطيطاتها، وملحقاتها الرئيسة، وعناصرها المعماريَّة، ونقوشها الإنشائيَّة والزُخرفيَّة، ولم تجن ثمار ونتائج هذه الحفائر بشكل علمي من قبل.

 

يُضاف إلى ما سبق أن طريق صلاح الدين الأيوبي الحربي المار بوسط سَيْنَاء الذي شُيدت عليه هذه القلاع، والمعروف في المصادر التاريخيَّة المعاصرة لازدهاره باسم ” طريق صَدْر وأَيْلَة “، لم يتم تحقيقه على أرض الواقع من قبل، ولم يتم إبراز علاقته الوثيقة بقلاعه، ودوره في توثيق عُرى المواصلات والاتصالات بين شطري دولة صلاح الدين في مِصْر وبلاد الشام، مما جعل فرنج مملكة بيت المقدس بين فكي الكماشة أو حجري الطاحونة.

 

أما عن الصعوبات التي قابلت سامي عبد الملك قلة ما ورد في المصادر التاريخيَّة عن تلك الحصون والقلاع مما جعله يقوم بمسح وتجريد شامل لها، ولكن هذا يزيد من أهميَّة ما ورد فيها من معلومات قيمة على الرغم من قلتها، وكذلك ندرة المراجع عن تلك التحصينات، فما ورد فيها مكرر منذ بداية القرن العشرين حتى يومنا هذا فلا جديد فيه، وحالي هنا حال الجغرافي المَقْدِسي (ت 380هـ/990م) في زمنه إذ قال في هذا الشأن:” لا يعرف فضل كتابنا إلا من نظر في كتبهم، أو دوّخ البلدان، وكان من أهل العلم، والفطنة. ثم إني لا أُبرئ نفسي من الزلل، ولا كتابي من الخلل، ولا أسلمه من الزيادة والنقصان، ولا أفلته من الطعن على كل حال “. ولهذا قام المؤلف بمسح شامل للمصادر سواء المخطوطة أو المطبوعة، وكذلك الوثائق للحصول منها على المعلومات الأساسيَّة التي من خلالها تأكد تأريخ بعض المواقع وانتمائها لفترة البحث، يُضاف إلى ذلك بُعد المسافة بين تلك التحصينات وتناثرها بكل شبه الجزيرة، إذ إن حِصْن الفَرَمَا يُوجد في أقصى الركن الشمالي الغربي من سَيْنَاء، ورايَّة والطُّور في الجنوب الغربي منها، وقَلْعة صَدْر في محور الوسط تحديدًا في القسم الغربي منه، وحِصْن أَيْلَة البري داخل مدينة العَقَبَة بالأُرْدُنُّ حاليًا، وقَلْعة جزيرة أَيْلَة في القسم الشرقي منه داخل خليج العَقَبَة. كما أن ضرورة البحث الجاد تتطلب القيام بأعمال مسح آثاري شامل على الطبيعة لتحقيق كل المواضع التي يحتمل أن تكون اُستغلت في المدة الزمنيَّة المقصودة بالبحث، وهذا ليس بالأمر الهين، واعتبار التحصينات موضوع الكتاب مناطق بكر مهجورة من مئات السنين ومتهدمة.

 

أما بالنسبة إلى المنهج العلمي فقد حاولت خاصة في الدراسة التحليليَّة اتباع منهج يكون الهدف من خلاله الوصول إلى معرفة دقيقة لأصل المُنشآت المنتشرة على نطاق واسع في سَيْنَاء من حيث الزمان والمكان حتى لا يحدث لبس في دراسة أي منها، وبناء نتائج على أُسس غير قويَّة، محاولة معرفة أسباب ضعفها فلا يجوز أن نكتفي بدراسة واحدة منها دون غيرها وخارج بيئتها، ودون تحليل التأثيرات الخفيَّة المختلفة عليها سواء كانت بيئيَّة أو سياسيَّة أو اقتصاديَّة، لأن تلك القلاع لم تشيد لوجهها الخالص، بل لغرض معين محدد، ويدل تاريخ العديد منها على أنها كانت تُهجر وتُترك عندما يستنفذ الغرض المقصود منها، لتؤول إلى السقوط والتداعي بالبلى خاصة قلعتي صلاح الدين في صَدْر وجزيرة أَيْلَة، كما لا يُمكن فهم القَلْعة – كبناء معماري – واستنطاقها إلا من خلال ارتباطها السياسي، ووضعها الحاكم، والظروف التاريخيَّة التي أحاطت ببنائها، ولا يُمكن أيضًا التعرف على المقومات المختلفة الكثيرة التي تحدد شكلها الإجمالي، والتمييز بين بعضها البعض إلا بمعرفة تلك الظروف، لأن العلاقات التاريخيَّة والخصائص والتقاليد المحليَّة كان لها تأثير بارز جدًا في صياغة عمارتها، وهو ما هدف له المؤلف قدر المستطاع في هذه الدراسة لتحصينات صلاح الدين في سَيْنَاء.

 

أما تقسيم الكتاب فحرره أبوابًا، وفصولًا، تسبقها مقدمة، وتمهيد، وكانت أبوابه أربع بكل منها فصلان، ومشفوعًا بخاتمة فيها خلاصة بأهم النتائج والتوصيات التي أتمنى أن يُؤخذ بها في تنميَّة هذه الحصون والقلاع وكذلك في الدراسات الآثاريَّة، وهذا التقسيم فرضه على موضوع الكتاب ليسهل للمطالع الوصول لمبتغاه.

 

فبالنسبة للتمهيد تناول فيه مبحثين، أولهما خصّصه للتحصينات الحربيَّة الباقيَّة بسَيْنَاء منذ الفتح الإسلامي حتى بدايَّة عصر صلاح الدين الأيوبي، حيث تم استعراض تاريخ تلك التحصينات وآثارها الباقيَّة خلال تلك المدة، خاصة حِصْن الفَرَمَا أقدم أثر عباسي معماري حربي إسلامي باق في مِصْر، وكذلك حِصْن رايَّة، وحِصْن دير الوادي بالطُّور. والمبحث الثاني من التمهيد خصصته لدراسة طريق صلاح الدين الحربي المعروف بطريق صَدْر وأَيْلَة، وعلاقته بقلاعه المشيدة عليه لحمايته.

– الباب الأول: خصّصه للدراسة التاريخيَّة والمعماريَّة لقَلْعة صَدْر، وقسمه إلى فصلين، الفصل الأول للدراسة التاريخيَّة والحضاريَّة حيث تناولت فيه الموقع، والمنشأ، واسم القَلْعة وتطوره، وتاريخ عمارة القَلْعة، والأحداث التاريخيَّة التي تعرضت لها، ونظام الحراسة بها وحاميتها، ووظائفها واستخداماتها المختلفة، ثم ختمه بمصير القَلْعة. أما الفصل الثاني لدراسة عمارة القَلْعة حيث تناول فيه الطريق الموصل إليها، وتخطيطها ومفرداتها المعماريَّة من مُلحقات سواء داخل القَلْعة أو ظاهرها، كعين صَدْر والسدود، وعناصرها الدفاعيَّة، والمعماريَّة، والزخرفيَّة، والنقوش الكتابيَّة التعميريَّة.

 

– الباب الثاني: خصّصه للدراسة التاريخيَّة والمعماريَّة لقَلْعة جزيرة أَيْلَة، وقسمه إلى فصلين، الفصل الأول للدراسة التاريخيَّة لقَلْعة جزيرة أَيْلَة حيث حقق موقعها وموضعها، ومنشئها، وتطور اسمها، والأحداث التاريخيَّة التي عصفت بها، ونظام الحراسة فيها وحاميتها، ووظائفها واستخداماتها المختلفة، وختمه بمصير القَلْعة. والفصل الثاني لدراسة عمارة القَلْعة من حيث تخطيطها ومفرداتها المعماريَّة، وعناصرها الدفاعيَّة والمعماريَّة، والزخرفيَّة والنقوش الكتابيَّة الإنشائيَّة والتعميريَّة.

 

– الباب الثالث: خصّصه للدراسة التحليليَّة المقارنة للتخطيط المعماري لحصون وقلاع سًيْنَاء ونظائرها في العالم الإسلامي، ومفرداته الرئيسة، والعناصر المعماريَّة الدفاعيَّة، وقسمته إلى فصلين، الفصل الأول يتضمن التخطيط المعماري ومفرداته، إذ تناولت فيه الشروط الواجب توافرها في اختيار مواقع الحصون والقلاع، والعوامل المؤثرة في هذا التخطيط وطُرزه، ومفرداته الرئيسة. أما الفصل الثاني فجعلته للعناصر المعماريَّة الدفاعيَّة: كالخَنْدَق، والزَلاّقة، والجِسْرُ، والباشورة، والأبراج، والأسوار، والمرامي أو الطلاقات ” المزاغل “، والسقاطات، والشُرّفَات، وأبواب السر.

 

– الباب الرابع: خصّصه للدراسة التحليليَّة المقارنة للمواد الإنشائيَّة، والعناصر المعماريَّة، والزخرفيَّة، والنقوش الكتابيَّة الإسلاميَّة، وجعلته في فصلين: الفصل الأول لمواد الإنشاء: كالآجُّرُ، والأحجار، والأخشاب، والمونة. ثم العناصر المعماريَّة كالروافع، والعقود، والصنج المزررة، ومناطق الانتقال، ووسائل التغطيَّة، والمحاريب. والفصل الثاني جعلته للعناصر الزخرفيَّة الهندسيَّة، والنباتيَّة، وزخارف الكائنات الحيَّة، والأدوات الحربيَّة، والزخارف ذات الأصول المعماريَّة، والنقوش الكتابيَّة.

 

ثم ضمن الكتاب خاتمةٌ مشفوعة بأبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة الآثاريَّة – المعماريَّة للحصون والقلاع في سَيْنَاء منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية العصر الأيوبي خاصًة تلك التي شُيدت في عصر صلاح الدين، وشفع الخاتمة بأبرز التوصيات التي أتمنى أن يُؤخذ بها من الناحيَّة العلميَّة والعمليَّة.

 

وبعد هذا يُمكن أن نقول عن مشيد هذه الصروح المعماريَّة في صحراء سَيْنَاء، والدالة والناطقة إلى الآن بألسن الآثار ولله در القائل:

همم الملوك إذا أرادوا ذكرهـا     من بعدهم فبـألسن البنيـان

إن البنـاء إذا تعــاظم شــأنه      أضحى يدل على عظيم الشأن

جديدنا