“العرب وأوروبا” قرون من التاريخ المشترك

image_pdf

عمد الفريد شليشت، المتخصّص في الدراسات الشرقيَّة والمستشار الثقافي في وزارة الخارجيَّة الألمانيَّة، في كتابه “العرب وأوروبا” بتحليل العلاقات المتبادلة بين العرب وأوروبا والتي لم تخلُ من الصراعات واختلاف الرؤى على مدى الفي عام. وقد بدأ كتابه بدراسة الاحتكاكات الأوّليَّة في العصور العربيَّة والأوروبيَّة القديمة، وأتبع ذلك بالفتوحات الإسلاميَّة التي وصلت أسبانيا. وركز في الدراسة أيضا على تحليل الحروب الصليبيَّة والمواقف المناقضة للدين. كما وصف العلاقة بين الشرق والغرب من فترة الخلافة العثمانيَّة حتى أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001.

وركَّز شيليت في دراسته بوجه خاصّ على الإسلام في أسبانيا مسلّطًا الضوء على المؤثّرات الدائمة للحكم العربي الإسلامي الطويل على التاريخ الإسباني المليء بالصراعات والتبادل الثقافي.

واستعرض شيليا الصراع الشرق أوسطي كعبء كبير على العلاقات الأوروبيَّة العربيَّة في القرن العشرين، مؤكّدًا أنّ الصراع الشرق أوسطي لم ينتج بأي حال من الأحوال من الصراع الديني أو العقائدي.

ويصف الباحث الألماني العلاقات الحاليَّة بين العرب وأوروبا على أنّها خليط بين التعاون والمواجهة، ويرى أنّ “الحوار الثقافي” والإرهاب و”الأصوليَّة الإسلاميَّة” والبحث عن الهويَّة الشخصيَّة أضحت اليوم موضوعات تحدّد معالم الشرق والغرب.

كما استطاع شيليت بنظريّته الواضحة وبراهينه القويَّة أن يرسم صورة تثبت تغاير الحقيقة التاريخيَّة وتنوّعها وأنّ “الإسلام والمسيحيَّة ليسا اخوين فحسب، بل هما توأمان”.

 

جديدنا