مواجهة الفكر الأصولي

image_pdf

يتناول كتاب خالد غزال الصادر عن دار الطليعة البيروتيَّة، بالشرح والتحليل الصيغ غير الدينيَّة للأصوليَّة، في الفاشيَّة والنازيَّة على صعيد التفوّق العرقي ومفهوم الزعيم. إلى جانب الأصوليَّة الدينيّضة، موضحًا أنّ الأفكار الأصوليَّة لا تشكِّل في ذاتها خطرًا كبيرًا إذا ما بقيت في ميدانها النظري، لكنّها تتحوّل إلى قوّة مادّيَّة مهدّدة للمجتمع عندما تنجذب إلى مشاريع سياسيَّة وتاخذ على عاتقها إنقاذ المجتمع وفق الرؤية التي تستند إليها، إذ تحمل الاصوليّات هذه، في معظمها، مشاريع سياسيَّة تهدف إلى قولبة المجتمع بدءًا من الفرد وصولًا إلى المجموع، رافضة الخيار الديموقراطي في الحوار والتفاعل الفكري- التبادلي، بل تسعى إلى تكريس وحدانيَّة السلطة، وإلى نبذ الآخر واستبعاد التعدّديَّة- المتنوّعة في مختلف أشكالها.

هكذا، تبدو مشاريع هذه الأصوليّات مفعمة بالتعصّب، يهيمن على فكرها جمود عقائدي يمنع التواصل والتفاعل والاحتكام إلى العقل وحتّى الآخر في التعبير، وصولًا إلى تكفير وتخوين من لا يتوافق مع طروحاتها.

يضمّ الكتاب أربعة فصول وهي: المشترك بين الأصوليّات الدينيَّة وغير الدينيَّة. الأصوليّات غير الدينيَّة والدور الذي لعبته في التاريخ البشري الحديث، الأصوليّات الدينيَّة.

ويتضمّن الفصل الرابع قراءات في فكر عدد من المفكّرين والفلاسفة الذين صبَّت طروحاتهم في مقارعة الفكر الأصولي منذ بداية التاريخ الإسلامي حتّى اليوم، إذ اختار الكاتب كل من ابن خلدون وابن رشد وابن باجة بالنظر على ما تميّزوا به في تقديم فلسفة تتناقض مع الفكر الأصولي- الإسلامي في الطرح والاستنتاج. وفي عصر النهضة العربيَّة الإسلاميَّة جرى اختيار كل من الشيخ علي عبد الرزاق وطه حسين ومعروف الرصافي ومحمد أحمد خلف الله، أمّا من المحدّثين فقد جرى اختيار ثلاثة هم: نصر حامد أبو زيد، محمد أركون، وعبد المجيد الشرقي.

جديدنا