المفكِّرون الأحرار في الإسلام

image_pdf

يؤكِّد كتاب المستعرب الفرنسي دومينيك اورفوا الصادر عن دار الساقي بعنوان “المفكِّرون الأحرار في الإسلام” ترجمة جمال شحيد ومراجعة د. مروان الداية، البعد الانفتاحي والنقدي للحضارة العربيَّة والإسلاميَّة في المجال الديني قبل أن تنغلق على نفسها مع سيطرة الفكر الفقهي والأصولي الذي قادها إلى عتمة الانحطاط.

وقد اختار الكاتب كل من ابن المقفع والرازي والمعري وابن الريوندي والوراق ومليون وحنين بن اسحق وحيويَّة البلخي وابن كمونة، مشيرًا إلى أنَّ الفكر الحرّ هو ظاهرة ذاتيَّة وعميقة في الحضارة الإسلاميَّة، وإن انحصرت في نخبة من المفكّرين النقديّين الذين كانوا ضحيَّة القمع الذي طال نتاجاتهم.. وصولًا إلى حياتهم، وألصقت بهم تهم الزندقة والكفر.

ويتناول المؤلّف في كتابه التدرّج التاريخي لظهور النقد الديني لدى الأديان السماويَّة، إذ ظهر النقد الديني في العالم الغربي في فترةٍ متأخّرة وانتصر بسرعة، أمّا في العالم الإسلامي فقد ظهر في فترةٍ مبكِّرة جدا، لكنّه سرعان ما انحسر واختفى إزاء تغلّب القوالب الدينيَّة الجاهزة والأفكار المسبقة التي تحدّ من أي اجتهاد.

المفكّرون الذين استعرضهم الكتاب لم يكونوا من معارضي النظام الاجتماعي، وإن يكن قد اقترح بعضهم على المستوى المذهبي حلولًا تأويليّة، غير أنهم ساهموا في التأكيد على نقاط يقف أمامها الفكر متعثّرًا، وشادوا عمارة ذهنيّضة ضخمة لم تتوقّف عن الاستكمال، رغم انغلاقها على نفسها، إلا أنّ ما يثير الاهتمام أنّهم انتصروا لحرّيَّة الفكر على مدى سنوات طويلة.

يذكر أن اروفوا مستعرب فرنسي معاصر وباحث متخصِّص في الإسلام وأستاذ الدراسات الإسلاميَّة في جامعة تولوز. يقع الكتاب في 148 صفحة من القطع الكبير.

 

جديدنا