مفهوم التاريخانيَّة في “السنَّة والإصلاح”

image_pdf

يكتب عبدالله العروي في الصفحات الأولى في كتابه ” السنَّة والإصلاح” أن سدنة التاريخ لا يختلفون كثيرًا عن سدنة المعابد، فالتارخانيَّة رؤية إلى العالم، تقوم على فكرة التقدّم وتعتبر خطّ التاريخ تطوّريًّا بالضرورة، إنَّها نوع من الداروينيَّة التارخيَّة يفتك فيها الجديد بالقديم، والتاريخاني لا يقرأ في التاريخ، إلا ما يريد قراءته ولا يقرأ في العلم أيضًا إلا ما يريد قراءته.

لكن التارخانيين، والعروي لا ريب أحد وجوههم المركزيَّة، يفهمون التاريخانيَّة كعلم للتاريخ، حيث يرى العروي الفكر التاريخاني هو ذاك، الذي تجاوز أشكال التفكير التقليديَّة وغير العلميَّة ويعنى بها الميثيولوجيا والفلسفة والثيولوجيا، وبلغةٍ أخرى ذاك، الذي تجاوز الأسس التي يقوم عليها الفكر العربي المعاصر حتى تلك الأكثر تشدّقًا بالعلم.

العبور من التفكير إلى التأويل، لهو من أهمّ عمليّات العلمنة التي عرفها الفكر البشري، لانّ ذلك يمثّل خروجًا من نفق المفاهيم إلى أفق اللغة والمجتمع والعلاقة مع الآخر.

كما ينتصر العروي للمؤرِّخ على الفيلسوف، يدافع عن المؤرِّخ ضدّ الفقيه، متّهمًا بالتدليس وخدمة السلطة، ويرى أنَّ دور المؤرِّخ يقوم على فضح حيل الفقيه.

 

جديدنا