كيف يتجدَّد الفكر الإسلامي؟

image_pdf

صدر عن المركز الثقافي العربي في بيروت كتاب لزكي الميلاد تحت عنوان: “الإسلام والتجديد- كيف يتجدَّد الفكر الإسلامي”.

يضمّ الكتاب سبعة فصول، الخمسة الأولى أكّدت وجهات نظر خمسة مفكّرين غربيّين وعرب شاعت في أعوام متباعدة خلال القرن العشرين، ومنهم؛ محمد إقبال، السير هاملتون جب، محمد البهي، أمين الخولي، وحسن الترابي.

وتمثَّلت فكرة الميلاد في عرض رؤى هؤلاء المفكّرين حول تجديد الإسلام وتطوّره خلال العقود التي ظهرت فيه، استعراض أهمّ المحاولات في هذا الخصوص. ويعدّد المؤلِّف ثلاثة مقومات أساسيَّة برزت مؤخّراً وهي: إسهامات الجيل الجديد من المثقّفين الإسلاميّين حول قضيَّة التجدّد الديني، وتأثيرات أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، واهتمام النخب غير الدينيّضة في مسألة تجديد الفكر الإسلامي.

يعرف الميلاد التجديد بأنّه ” تعبير عن نقد ومفارقة” ومن هذا المنطلق يتناول المفاهيم المرتبطة بالتجديد الديني، خاصَّة ما يتعلَّق بالنسيج الفكري الذاتي من جهة، والنسيج الفكري الموضوعي من جهةٍ أخرى، والمحتويان على ثلاث علاقات مهمّة وهي: علاقة الفكر مع ذاته، وعلاقة الفكر مع عصره، وأخيراً علاقة الفكر مع ذاته وعصره معا، مؤكّداً أنَّ قضيَّة التجديد في الفكر الإسلامي تستوجب تغليب نزعة الحداثة على النزعة التراثيَّة الماضويَّة التي طالما حدث من شروط التجديد ومعطياته.

ولكن هل يحتاج التجديد حقاً إلى صدمة لبلوغ أهدافه؟ في هذا الشأن يؤكِّد الميلاد بأنّ التجديد بحاجة ماسَّة لصدمة كبيرة وملحوظة توازي حملة نابليون العسكريَّة على الشرق، في الوقت ذاته ظهور شخصيّات إصلاحيَّة من طرازٍ خاصّ، إضافة إلى التحرُّر من التبعيَّة والتقليد واتباع الاجتهاد والريادة ليس على مستوى الفكر الديني فحسب، بل على جميع الصعد العلميَّة والإبداعيَّة والحياتيَّة.

وفي الفصل السابع من الكتاب، وهو الأخير، يقدِّم الميلاد مشروعه الخاصّ حول التجديد، مستعرضاً أبعاد ذلك المشروع وملامحه الأكثر أهمّيَّة.

يقدِّم الكتاب رؤية مغايرة في قضيَّة التجديد في الفكر الإسلامي منطلقاً من استعراض المحاولات الجادَّة في شأن التجديد تاريخيّاً عبر قراءة نقديَّة باعتبارها الخطوات الأهمّ في مسار تأسيس رؤية تجديديَّة متمايزة والخوض في غمارها بهدف الوصول إلى حلول ناجعة متوشجّة بأواصر عدَّة ومتينة مع حاضرنا المائل.

جديدنا