تنويعات العِلمانية في عصر العِلماني

image_pdf

صدر حديثا عن “الشبكة العربية للأبحاث والنشر” كتاب (تنويعات العِلمانية في عصر العِلماني)، تحرير مايكل وارنر، وجوناثان فان انتورين، وكريغ كالهون. ترجمة عومرية سلطاني.

“ما الذي يعنيه القولُ إننا نعيش في عصر علماني؟”، هذا هو السؤال الذي يطرحه تشارلز تايلور في العبارات الأولى التي يستهلّ بها كتابَه الموسوم بـ عصر العلماني. وبالنظر إلى حجم الكتاب ومكانةِ مؤلِّفه كأحد المفكرين الرواد في عصرنا، فإن عصر العلماني يطالب باشتباك جادٍّ مع ما يتضمنه من محتوى.

لهذا السبب نضع بين أيديكم هذا المؤلَّف؛ وفيه يقدم علماء -ينتمون إلى مجالات مختلفة- تحليلاتِهم الخاصة لعمل تايلور من خلال مجموعة من الدراسات التي تمّ جمعُها هنا؛ آملين أن تلقي النتيجة الضوء على شيء من التعقيد الذي يطاول مسألةَ العلمانية، والكثافةَ التحليلية التي استخدمها تايلور لسبر أغوارها، وتنوُّعَ النقاشات التي أثارها كتاب عصر العلماني.

تحدد المجموعة الأولى من الدراسات صلة تايلور بالتقاليد الفكرية كمقارنته بمنظّرين اجتماعيين في فترة ما بعد الحرب، وقراءة نقده للحداثة في علاقته بتاريخ طويل من اللاهوت المسيحي، ومقارنة مشروعه بالمادية التاريخية لدى ماركس. أما المجموعة الثانية من الدراسات فقد اعتبرت كتاب تايلور استفزازي فكانت قراءات مؤلفيها نقدية وكانت ردوداً على عصر العلماني بصورة أساسية. تعالج المجموعة اللاحقة من الدراسات مشكلات الشكل والمنهج من خلال الإجابة عن الآتي: نوع الكتاب؟ مفهومه للتاريخ؟ والتحديات التي يفرضها… أما المجموعة الأخيرة من الدراسات فهي تحليل للعلماني في ظل الظروف العالمية وكانت تقييماً لكتاب تايلور من وجهة نظر الكيفية؛ إذ عمدت إلى إضفاء صبغة إقليمية على تركيز تايلور على اللاتينية المسيحية. اختتم الكتاب بكلمة لتايلور فيها دعوة صريحة لمواصلة النقاش، فقدم عرضاً للسردية الرئيسة للعلمانية، وأعاد النظر في مفهومه عن “المخيال الاجتماعي”، واستجاب لمنتقدي مفهومه عن “الاكتمال”.

جديدنا