البحث في أسباب الثورات العربيَّة

image_pdf

يرى جلبير الأشقر في كتابه “الشعب يريد- بحث جذري في الانتفاضة العربيَّة” الصادر عن دار الساقي، الانتفاضات العربيَّة من منظور اقتصادي بحت، خاصة بعدما شهدت المنطقة أزمة التنمية الأكثر حدة في السنوات الخمس الأخيرة، إذ يمكن تلخيص الوضع العام بكلمات ثلاث: الفقر، اللامساواة، اللاستقرار.

ويتساءل المؤلف بين طيات كتابه، إذا كان الربيع العربي سيفضي إلى دكتاتوريات شمولية إسلامية تثير الندم على النظم الساقطة ليستنتج أنه بينما تسبب زلزال الانتفاضة العربية بالتأكيد في حدوث “تسونامي إسلامي” وهو الأمر الذي كان يمكن توقعه، فإن التسونامي كان بالإجمال محدود الحجم والنطاق، فالتسونامي ظاهرة عابرة، وهو نادراً ما يبتلع اليابسة بشكلٍ دائم. ومن الممكن جداً، مع مرور الوقت، أن نكتشف أن “التسونامي الإسلامي” كان نقطة الذروة في بزوغ الأصوليَّة الإسلاميَّة منذ سبعينات القرن العشرين، وكذلك نقطة انطلاق دورة سياسيَّة جديدة في المنطقة العربيَّة.

وبعيداً عن التفسيرات التبسيطيَّة للانتفاضات التي عمَّت المنطقة العربيَّة منذ بدء الثورة التونسيَّة في كانون الأول- ديسمبر 2010، تسبر فصول الكتاب غور الأحداث وتكشف أعماق جذورها الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، إذ يرى الكاتب في الأحداث وتكشف أعماق جذورها الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، إذ يرى الكاتب في الأحداث العربيَّة سيرورة ثوريَّة طويلة الأمد، مستعرضاً القوى الاجتماعيَّة المنخرطة في تلك السيرورة، ويقيّم في الوقت ذاته ما آلت إليه الانتفاضات.

يذكر أن جلبير الأشقر هو باحث لبناني، وأستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدوليَّة في معهد الدراسات الشرقيَّة والأفريقيَّة في جامعة لندن.

جديدنا