تحرير العقل المسلم من سطوة الخرافة خطوة نحو بناء الحداثة الإسلامية

image_pdf

يعتقد بعض مدّعي الحداثة والتجديد عندنا في العالم العربي والإسلامي أن تطوير وتجديد الخطاب الديني وقراءته بأدوات معاصرة ومناهج حديثة، لا بد وأن يتعاطى هذا التجديد والتحديث المزعومين مع الآيات القرآنية القطعيات الدلالة للإتيان بحقائق جديدة، ولاكتشاف عوالم وفتوح وتفسيرات غير مسبوقة (ظنا منهم أن العلم الحاصل بطريق الوحي يناقض العلم الحاصل بطريق العقل)[1].

وحتى لا يفهم من كلامي أنني ضد خطاب التجديد والتحديث، فالمقصود هنا، التجديد في القوالب الفكرية الناظمة لتفكير العقل المسلم، وفي هدم الأصنام والخرافات الثاوية في عقول المسلمين -حسب عبارة نيتشه – لتغيير بنية أفكارهم الموروثة إرثا تقليديا نمطيا لا واعيا من التراث، دون المساس طبعا بأحكام النصوص القرآنية القطعية الدلالة الثابتة ثبوتا قطعيا.


محمد بن خالي

والحقيقة أنها دعوة غريبة ملتبسة مجانبة للصواب، وإلا ينبغي أن يخبرنا أصحاب هذا الطرح الحداثي العلماني، أن هذا القرآن لم يعد صالحا للزمان الحاضر؛ زمن التكنولوجيا والتقنية المتطورة، وأنه وجب علينا الاستغناء عنه والأخذ فقط بالقوانين الوضعية المادية، إن وقف النص في وجه التأويل العقلي، إذا أرادت الأمَّة النجاة والعبور إلى بر الأمان لتأمين وضعها المأزوم.

وهي فكرة غير دقيقه تحتاج لتوضيح أكثر وتبيان غفل عنه العقل الحداثي العلماني العربي، المهووس بكل ما هو دخيل على ثقافتنا الإسلامية وبكل ما هو انتقاص من مقوماتها الحضارية والثقافية.

اذ ليس الإشكال قاصرا على الآيات القرآنية القطعية أو الظنية الدلالة، أو أن المشكل يكمن في إغلاق باب الاجتهاد الذي أقفله اتباع المذاهب السنية الأربعة وراءهم في عصور الجمود والانحطاط، أو أن المشكل في عقل الشافعي أو مالك أو في علم أصول الفقه.

بل هو إشكال أعمق بكثير من قطعيات القرآن الكريم، إنه إشكال يمسّ جوهر تشكّل التفكير الديني الموروث عند المسلمين الذي امتزج بالقبلية الاجتماعية القروسطية و(التكييفات الفقهية السياسية المدلسة الخادمة لأغراض وإيديولوجيات فقهية وسياسية معينة)[2] التي حاولت جاهدة التلاعب بالعقل الفقهي الإسلامي وتكييفه مع الأهواء لصالح مصالح الناس الاجتماعية والسياسية كي يجدوا لهم موطئ قدم في الساحة الاجتماعية والسياسية وحتى المادية لتحقيق الغنى والجاه والسلطان والوجاهة ولو بالتوظيف السياسي للدين.

حتى تمكن هذا العقل الإسلامي المكيف الجديد من خلق إسلام قبلي عرفي طقوسي قبوري تبريري قياسي وسطحي غير متسم بنزعة حضارية ولا عقلانية، همه إرضاء الأهواء والنزوات والمطامح، وغير منضبط بحركة الإسلام الكلاسيكي الحضاري الأصيل، وأيضا غير موازٍ له على صعيد الممارسة العملية الحقَّة بنهج قويم وسليم.

هذا الإسلام التقليدي المزيف الجديد أصبح يبحث له عن شتى التبريرات للبقاء ضمن دائرة الإسلام الحضاري، وأنه؛ أي هذا الإسلام المكيف، رغم انحرافه ما زال متشبثا بدائرة القرآن يستنبط منه لصالح أجنداته السياسية، يقنع الناس أنه اصيل، وأنه الوحيد الذي يرى ما لا يرى الناس ولا يدركون، كي لا يتم تهميشه ويطرد -بضم الياء- خارج هذه الدائرة الرسمية وكي لا يعزل ويرمى بعيدا عن الإسلام الحضاري العقلاني حتى ولو أدَّى به الأمر إلى جعل الأحكام الفقهية الظنية الدلالة قطعية فلا ضير عنده.

هذا هو عمق الإشكال الذي غفل عنه العقل الحدثاوي العربي الذي ظن المشكل في الآيات القطعية وأنها سبب تخلفنا ورجعيتنا، إن لم نعطها تأويلا جديدا عقلانيا يلائم العصر الحديث ويواكب الحداثة العقلانية والقوانين الدولية والأحكام الوضعية.

وكيف لنا أن نعطي القطعي الدلالة تأويلا جديدا لم يعطه رسول الله(ص) ولا أصحابه رضي الله عنهم.

ونحن نعلم أن القطعي الدلالة (هو ما دلَّ على معنى متعين فهمه منه ولا يحتمل تأويلا ولا مجال لفهم معنى غيره منه)[3] ، فالقطعي بهذا المعنى هو صلب الوحي القرآني الذي لا يتغير بزمان ولا مكان.

إنَّ موقفي الذي أدعوا إليه هنا هو موقف توفيقي يدعوا إلى( الأخذ من الحداثة الأوربية ما لا يتناقض مع قيمنا الدينية والحضارية ومن التراث العربي الإسلامي ما يساير العصر الحاضر ومتطلّبات التقدّم [4]فالمسألة إذن تتعلق بتحرير الإسلام مما علق به في أزمنة الانحطاط  خاصة في( باب الأحاديث الضعيفة وخبر الآحاد الذي أُنزل -بضم الهمزة- منزلة القرآن والمندوب الذي أنزل منزلة الواجب والظني الذي أصبح قطعيا)[5]، وتأويلات الفقهاء الممزوجة بنكهة سياسية  خاصة في مسألة القضاء والقدر والجبر والاختيار اللذين لبسا رداءً سياسيا ( حيث تمَّ توظيف الآيات القرآنية توظيفا لأغراض سياسية دنيوية قطعتها عن سياقها وعزلتها عن أسباب نزولها )[6]

هنا يكمن الخطر على العقل المسلم الذي وجد نفسه تائها حائرا بين تاريخ قديم من الخلافات الفقهية العقيمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تلامس قضايا الشباب الحالي واهتماماته، كبعض خطب الجمعة الجامدة البعيدة عن العمق الحضاري للإسلام المغرقة في بديهيات الدين من وضوء وصلاة وصيام ومواعظ، وكأنها موجهة لأناس حديثي عهد بالإسلام، وبين صمت العلماء الربانيين عن توجيه الناس لفهم صحيح الإسلام من دخيله.

لكنها؛ أي هذه الخلافات الفقهية العقيمة التي استطاعت إبعاد الشباب المسلم عن هموم الحاضر والتي لم يفهم أصولها السياسية التاريخية أساسا، مارست التضليل والتخدير بوعي أو بدون وعي وأسهمت في تأخير الأمة لقرون عديدة وعطلت ملكة التأويل الحقيقي للظني الثبوت، والأحاديث النبوية، من استنباط الأحكام العميقة المراعية فقه الواقع.

ونضرب مثالا هنا، ما وقع في حفل استقبال البابا مزجت فيه الترانيم النصرانية واليهودية بابتهالات دينية وتهاليل، اعتبرت من قبل البعض الذي ما زال يمارس ما مارسه العقل الفقهي القديم من تمويه وتضليل وتزمت، بدعوى الذود عن حمية الدين، والغيرة على دين الله، اعتبرت بدعا من القول وزورا وإثما مبينا يلزمه استنكار وشجب، والحقيقة يقول أحد أبرز قامات الفكر القانوني والفقهي في أحد كتبه  (وقبل القرآن زواج الكتابيين من بعضهم البعض ولم يفرق بين الرسل سوسيولوجيا في المجتمع المؤمن من آدم إلى محمد، فكيف يضمن المسلم ذهاب زوجته المسيحية إلى الكنيسة ويحضر أعيادها ويسقي نفسه من ريق فم شرب الخمر، ونقول إن الإسلام لا يعمل على تجاوز الاختلافات الثقافية، ويكمن سره في تقديم حقوق الإنسان العابرة للأديان بقوانين الفطرة والعلم على باقي العوامل)[7].

ألم يكلمنا ربنا عن أهل الكتاب ودعا الإحسان إليهم؛ قال تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِين) / (المائدة82 -83).

وها هم علماؤنا الأجلاء ثارت ثائرتهم لمجرد لوحة فنية بنكهة التسامح والحوار، يخرجون عشرات البيانات والمقالات دفاعا عن الإسلام، ويكيلون كل أنواع التهم للغرب المسيحي الملحد الذي همه -حسب ظنهم- هو تنصير أولادنا ومحاربة إسلامنا وديننا وقيامنا.

ونسوا أو تناسوا أن هذا الغرب المسيحي الملحد ليس على شاكلة واحدة، فأغلبهم المسيحي العلماني المتسامح المدافع عن حقنا في الوجود، يبني لنا المساجد فوق أرضه ويحتضن أنشطة علمائنا الدعوية حتى المتطرف منها على دياره، ومنهم الصهيو-صليبي المتعصب الحاقد على الإسلام، وهم أقلية متزمتة نازية طبعا.

 فلماذا يا علماؤنا الإصرار على وضع البيض في سلة واحدة، والإيمان دوما بنظرية المؤامرة ضد الإسلام. ألا ترون أنه يتم قمعكم في بلدانكم ويتم التضييق على أنشطتكم وربما منعكم في دياركم، فحين هذا الغرب المسيحي الملحد يفتح أحضانه حتى للمتطرفين ينعمون بالحرية والحماية، فكفى من خطاب التحريض وعمى الألوان فالحروب الصليبية انتهت وهناك الآن غرب سياسي، ينبغي التعامل معه بآليات جديدة عصرية غير تلك التي تحاول استرداد نفس الآليات القديمة.

صحيح أن خطاب الإلحاد والتنصير طفا مؤخرا على سطح الأحداث ووجب الانتباه له، لكن يبقى مصدره أبناء جلدتنا وأبناء أوطاننا الذين ضاقوا ذرعا بخطاباتكم الفقهية الميتة المتزمتة التي لا تخاطب فيهم العقل والروح بقدر ما تخاطب فيهم الانقياد والطاعة العمياء والركون للماضي، وكأنهم معزولين في جزيرة نائية عن العالم، وكأنهم أموات لا أحياء.

والدليل برامج الأخ رشيد وحامد عبد الصمد ومجموعات الملاحدة والعلمانيين على فيسبوك: تتلاعب بمشاعر الشباب الدينية وعواطفهم القلبية ويستغلون حاجتهم وتعطشهم لفهم دينهم فيسقطون في دغدغة العواطف ومتاهات التشكيك في القرآن والحديث والسبب راجع بالأساس إلى غياب مؤسسة العلماء عن القيام بدورها التنويري التعليمي التثقيفي وانسحابها لصالح هؤلاء يلقنونهم الجهل والخرافات المثيرة للغثيان بدعوى أنها تجديد وكشف عظيم للمسلمين وتبيان للحق وهي الباطل بعينه، فالتطوير والتجديد والتحديث من وجهة نظري ينبغي أن يكون في الأمور التي تكبل وتشل وتعيق  تفكير المسلمين وتبطل لديهم حاسة النقد والتفكير وتوهمهم بالاعتقاد في  الخرافات الباطلة التي ليست من الإسلام في شيء ولا قال بها الشرع الحنيف، بل علقت به في عصور الانحطاط والجمود، كالاعتقاد في الأضرحة  والدروشة والأوهام والأساطير والخرافات والتصوف الشركي والاعتقاد في السحرة  والأرواح الشريرة  والخزعبلات وغيرها من الهرطقات، ممّا يعطل لدى الناس حاسة التفكير والفهم والإبداع والخلق والابتكار، ويدخلهم في باب الوهم والمتاهات والوساوس والخوف حتى من الدين نفسه،  ويصبح الفرد المسلم حائرا تائها يلوك كلام ما قال العالم الفلاني وما لاك العالم العلاني مما يولد معه الاضطرابات والأمراض النفسية – مثل البارانويا والاكتئاب وتعاطي الشعوذة والدجل والسحر والرقية الغير المنضبطة للشرعية عند أغلب المسلمين خير دليل. حيث يبتعد الفرد المسلم عن العلم والطب والدواء الموصى به في نصوص القرآن والسنة، ويعتنق الخرافة.

أن العقل الحداثي العلماني العربي عليه أن يدرك أن الخوض في القطعيات وتأويلها ليست هي جوهر إشكال تخلفنا الحضاري المادي والفكري ولا هي الكابح والمعيق لتقدمنا، بل العقل الخرافي كما سوف أبين فيما يأتي سبب انتكاساتنا الحضارية والثقافية.

 حيث يستغل المدلسون والمشعوذون وتجار الدين في كل عصر من العصور الفقر والجهل والخوف من المستقبل لزرع الأوهام والمخاوف في عقول المسلمين، حيث يجعلونهم يعيشون حالة من الإرهاب والقلق الروحي والنفسي من قبيل إقناع البعض بأنهم مسحورين ومستهدفين وأنهم فقراء بفعل فاعل متربص بهم، وأنهم مرضى بفعل شياطين خالطتهم المكان والزمان، وأنهم عاجزون عن تحقيق الغنى وتطوير الذات بإرادة فلان وفلانة اللذين يلاحقانهم ويكيدون لهم المكايد ويتربصون بهم الدوائر.

 أو حينما يستغلهم أصحاب المذاهب لخندقتهم وفق أجندة معينة وايديولوجية محددة، مثلا كإقناعهم باتباع فرقة أصولية متطرفة معينة أو اتجاه فلسفي وسياسي متطرف دون تزويدهم بآليات استخدام العقل ودون تزويدهم بوسائل الحجاج والإقناع والنقد الكفيلة بتغيير نمط تفكيرهم وعدم سقوطهم ضحية لأفكار التطرف، حتى لا يسهل تجييشهم وأدلجتهم وتجنيدهم لأغراض معينة وحتى لا يتم توظيفهم وفق هوى أي مدلس أو صاحب دعوى كيفما كان نوعه وتفكيره.

وهذا ما نراه لدى بعض الأنظمة السياسية التي تستعملهم كحطب ووقود لخدمة أهدافها السياسية والايديولوجية والدينية والبروباغندا الدعائية، بدل أن تجعلهم يفكرون ويختارون لأنفسهم ولذواتهم وفق قناعاتهم الشخصية وعلى قدر أفكارهم، وإفهامهم عند ذلك إما يؤمنون أو يكفرون بما يرونه مناسب لهم لقناعاتهم الذاتية.

وهذا هو جوهر وروح الإسلام الحضاري المتنور الذي قال لا إكراه في الدين \من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر/ أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مِؤمنين/ لكم دينكم ولي دين.

 وغير ذلك من الآيات القرآنية الحداثية في باب العقيدة والاعتقاد، فما بالك في باب السياسة وباب الأمور النسبية والأمور الدنيوية العابرة.

وهنا يظهر لنا غياب العلماء عن التأطير الحقيقي للناس وإفهامهم الإسلام الصحيح، غير أن العلماء والفقهاء يفضلون أحاديث مبطلات الصيام ونواقض الوضوء وتبرير الفقر والحث على الصبر والركون للماضي والتقوقع المذهبي ظنا منهم أنهم يخدمون الإسلام خدمة عظيمة، فحين أنهم لا يعيرون  أي اهتمام لتحرير الفرد المسلم من العبودية الفكرية، هذا أن كانوا هم أنفسهم قد تحرروا منها، وكيف لهم أن يتحرروا من العبودية بأشكالها وهم  يعادون حتى الخطاب الفلسفي المعتدل والمتنور ويعتبرون كل حداثة إسلامية وتجديد فقهي هرطقة وبدعة وجب التصدي لها، وابن رشد خير مثال، ولا نستثني العصر الحديث من التكفير والتخوين مع فلاسفة متنورين أمثال عابد الجابري وطه عبد الرحمان وفضل الرحمان  ومالك بن نبي وعلي شريعتي ومحمد حسين فضل الله  والشيخ محمد الغزالي ومحمد عبده والأفغاني والكواكبي  وغيرهم من المجددين والمتنورين أصحاب الخطاب الإسلامي الحداثي الحضاري المعتدل

.

فهل الإسلام يا علماء وفقهاء الأمة دعا للتحرير والتنوير أم للتزوير والتنفير؟ وشغلنا بسفاسف الأمور وبدع القرن 21 التي اخترعتموها، فلا نجد لكم صوتا لدعوة الشباب ليكون حامل مشعل الإسلام الحداثي المعاصر. وكيف للشباب أن يكون منخرطا في قضايا التحديث والتجديد والدفاع عن المشروع الإسلامي الحداثي وأنتم تسوقون له الوهم والخزعبلات الماضوية والصراعات الفقهية البالية، وأنتم تخاصمون كل دعوة للتجديد والتنوير والتشكيك في إسلام صاحبها وإيمانه.

وها نحن نرى شباب اليوم يحتضن ويعتنق خطاب الحداثة الغربية دون تردد ودون تمحيص ودون نقد، لأنكم تركتموه لخطابكم المتزمت الذي لا يراعي خصوصية أجيال اليوم ومطالبهم المستجدة وتعطشهم لخطاب تنويري إسلامي منفتح.

وها نحن نرى بعض الفقهاء غفر الله لهم يبين هل مضاجعة الدمية حلال أم حرام وهل مضاجعة المرأة الميتة حلال أم حرام، وهل الأرض كروية أم مسطحة؟ 

وغيرها من الفتوى المزيفة والمخدرة لوعي الناس مع شيوخ لا نود ذكر أسمائهم وتخليدهم هنا، لأنه لا يخلد إلا العظماء في التاريخ.

وهذا ما جاء الإسلام الحضاري ليحرر الناس منه، من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وقول الإمام مالك (كل يؤخذ من كلامه ويرد، إلا صاحب هذا القبر) يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف إن تجرأت ورددت عليهم؟

 وهذا هو جوهر وكنه الحداثة والتنوير الإسلاميين، فالعقل المسلم المستقيم السالم هو الذي يهتدي بدلالات الوحي والعقل لا بدلالة قال الشيخ الفلاني وحكى الشيخ العلاني، وهذا هو جوهر الدين الحق.

 وهذا ما ينبغي أن يسعى له المصلحون والربانيون الحقيقيون لإصلاح الأمة.


[1] مجلة الوحدة /ع81/سنة1991/العرب والتنوير.

[2] كتاب (في الفقه السياسي) مقاربة تاريخية/ الدكتور محمد محمد امزيان.

[3] علم أصول الفقه/ تأليف (عبد الوهاب خلاف). 

[4] المشروع النهضوي العربي – مراجعة نقدية (الدكتور محمد عابد الجابري).

[5] محاضرة على يوتيوب للدكتور عبد الحميد العوني بعنوان (الإسلام والحداثة) – مقاربة تحليلية.

[6] التراث والحداثة – دراسات ومناقشات- (الدكتور محمد عابد الجابري).

[7] كتاب القرآن مرجعية قانونية لمبدأ حقوق الإنسان (الدكتور عبد الحميد العوني).

جديدنا