غمامة السلام

image_pdf

يطلُّ كتاب “ضباب السلام” للسياسي والمفكِّر الفرنسي جان ماري جويهينو، الصادر باللغة الإنكليزيَّة عن مؤسّسة بروكنغز في نيويورك، على قضايا الحرب والسلام من منظور القرن الحادي والعشرين.

تتوالى الفصول الاثنا عشر التي تتألّف منها مادة هذا الكتاب، وقد خصّصها المؤلّف لتحليل عمليّات حفظ السلام الدوليّة، عبر خارطة عالمنا ابتداء من أفغانستان بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر 2001، وحتى الحالة السوريّة التي ما برحت ماثلة حتى المرحلة الراهنة، بعد مرحلةٍ حافلة قوامها ثماني سنوات كاملة أمضاها وكيلاً للأمين العامّ للأمم المتّحدة، مسؤولاً عن عمليّات حفظ السلام التي كان يتمّ الاضطلاع بها على الصعيد الدولي.

ويوضح المؤلّف كيف أنّ التصرّف الانفرادي لقوى عالميَّة كبرى، خلال السنوات الأولى من الألفيّة الراهنة، أدّى إلى نشوء أجواء من التوتّر بين هذه القوى والأمم المتّحدة والتي كان من عواقب هذه الفجوة أن دفع العالم ثمناً فادحاً، تبدّدت في غماره آمال الشعوب في أن تنعم بحياةٍ من الاستقرار وترفرف عليها رايات السلام، الذي ما تزال تلفّه غمامات من ضباب السلام الذي يحلم به البسطاء والفقراء والمهمّشون، ولكنّه لا يزال أقرب إلى سراب بعيد عن التحقيق، على نحوٍ ما يومئ عليه عنوان الكتاب، بل تزيد من وطأة هذا الشعور بالإحباط حقيقة أنّ آمال السلام كانت أكثر من متّقدة في وجدان الملايين من سكّان عالمنا قبل عقود قليلة ماضية.

جديدنا