الحداثة والقرآن

image_pdf

اعتماداً على الكاتبين الإيرانيّين عبد الكريم سروش ومحمد مجتهد شبستري، علاوة على محاضرات لأحمد القبانجي، ينطلق كتاب سعيد ناشيد “الحداثة والقرآن” الصادر عن دار التنوير، ليؤكِّد أنَّ مسألة اختلاف التأويلات لا معنى لها إذا لم نقم بتحييد القرآن داخل البوتقة الإيمانيَّة- الإسلاميَّة.

ويؤكِّد ناشيد أنَّ هذه المقاربة للقرآن لا تعني بأي حال من الأحوال الانتقاص من الذات الإلهيَّة، فالقرآن “خطاب نسبي أمام إطلاقيَّة الذات الإلهيَّة، ومحدود أمام لا محدوديّة العوالم الممكنة”. بل إنَّ الانتقاص يكون فعليّاً عند “تقديس النصّ” بدل “تقديس الله” بحيث يصل إلى درجة “عبادة النصّ” كما يفعل السلفيّون والمتطرّفون، بل وحتى المعتدلون بهذه الدرجة أو تلك.

يدعو الكاتب إلى تكريس الاعتدال باعتبار أن المسلم العادي لا يميل إلى خطاب التشدّد. وفي المقابل ينتظر الناس سماع خطاب معتدل وواضح أيضاً. وهذا غير متوافر في الواقع أو ليس بعد.
وتقوم دعوة ناشيد على أنّ الإسلام يمتدّ على طل الأديان التوحيديَّة ابتداءً من إبراهيم واختتاماً بمحمّد صلى الله عليه وسلّم، ناسفاً في الوقت ذاته مفهوم التأويل اللغوي، ليكرّس بدلاً منه صيغة شبه صوفيَّة للدين تكون فيها الأولويَّة للروح الشعريَّة التي أقصاها الإسلاميّون من الحقلين الديني واللاهوتي فاتحين الباب على مصراعيه أمام الكهنة وتجّار الأوهام.

جديدنا