القرآن بين العقل والنقل

image_pdf

صدرت سلسلة الأعمال الكاملة ” من النقل إلى العقل” للمفكّر وأستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة الدكتور حسن حنفي عن الهيئة المصريَّة العامّة للكتاب، ويوضح المؤلّف أنَّ هذه السلسلة محاولة لإعادة بناء العلوم النقليَّة الخمسة بعد أن تركها القدماء والمحدثون كما وضعها الأوائل، مكتفين بوضعها تاركين للزمن تطويرها وهي: علوم القرآن، علوم الحديث، علم التفسير، علم السيرة، وعلم الفقه، بصرف النظر عن الترتيب.

ويتساءل المؤلّف: لماذا تبقى هذه العلوم نقليَّة خالصة ولا تنضمّ على الأقل على مجموعة العلوم النقليَّة العقليَّة مثل: الكلام والفلسفة وأصول الفقه والتصوّف؟ لماذا لا يتمّ تحويلها إلى علوم إنسانيَّة، فالقرآن علم النص، والحديث علم الرواية، والتفسير علم الهرمنيطقيا، والسيرة علم التاريخ، والفقه علم القانون؟ ولماذا تظل العلوم الإسلاميَّة القديمة ثابتة في لحظة تاريخيَّة واحدة، لا تتطوّر والزمن يتغيَّر؟

ويحذِّر حنفي من أن أخطر ما يهدِّد العلم نزعتان متناقضتان: القطعيَّة والشكّ. الأولى تجزم باليقين المطلق الثابت الذي لا يتغيَّر حتى لو عارضت اليقين العقلي أو اليقين الحسّي. والثانية الشكّ في كل شيء وعدم التسليم بشيء حتى لو كانت البداهة العقليَّة أو الحسّيَّة. وهما النزعتان اللتان تؤدّيان إلى الإثبات المطلق أو الرفض المطلق. وقد تكونان مرحلتين متتاليتين البداية بالقطعيَّة والنهاية أو البداية الثانية بالشكّ.

ويشير حنفي إلى أنّ الأسئلة كانت قديماً من وحي عصرها: المحيض، والإنفاق، الخمر والميسر، الأهلّة، الشهر الحرام، اليتامى، الجبال، الروح، ماذا ينفقون. وفي هذا العصر تتبلور الأسئلة عن الاستبداد، والقهر، وحقوق الإنسان، والفقر، والظلم، والاستعمار، والصهيونيَّة، والعولمة، والأحكام تتبدّل وتتغيَّر فيما عرف باسم الناسخ والمنسوخ طبقاً لتغيّر الأزمان، فالأحكام الشرعيَّة تسير وفقاً للمصالح العامَّة.

جديدنا